المرصاد نت - لقمان عبدالله
عد نحو 600 يوم من بداية العدوان السعودي على اليمن تقف القوات الموالية لـتحالف العدوان مع الجيش السعودي في خانة العجز الكلّي مع الفشل في إحراز أي تقدم حقيقي
يمكن إستثماره في السياسة بالتزامن مع تضرر صورة الجندي السعودي بعد أدائه في المعارك الحدودية ويعمد المحللون السعوديون والحلفاء اليمنيون إلى تبرير عجزهم عن الحسم العسكري، وتأخير الدخول إلى صنعاء، بادعاء أن المعادلة الدولية ترفض تغيير الموازين على الأرض.
تبرير العجز يأتي عقب تكرار فشل السعودية والمجاميع المسلحة المتحالفة معها في هجماتها العسكرية المتتالية على شمال اليمن سواء في المناطق المحاذية للجنوب أو في الشمال والشمال الغربي وكذلك في المعارك الدائرة منذ العام الماضي في فرضة نهم ومديرية صرواح في مأرب أو في ميدي ولا تزال مستمرة حتى اليوم.
لكن الوقائع على الأرض تثبت زيف تلك الادعاءات وبطلان الحجج التي يقدمها تحالف العدوان وإلا فما معنى فشل مئات ما يسمونها زحوفات على تلك الجبهات لتسجيل ولو إنجازا واحدا يقدم للمستويين السياسي أو الإعلامي مع العلم بأن تحالف العدوان يعاني التصحر والجفاف بالمعنى الميداني ولم يسعفه الحظ منذ خروج الجيش واللجان الشعبية من الجنوب على تسجيل أي منجز يعطي انطباعاً عن قدرة القوى العسكرية المشكلة له أو من بقي منها. حتى إن الحاضنة الخليجية المؤيدة للعدوان على اليمن ولا سيما المنتمية للفكر السلفي والوهابي التي تتغذى عادةً من الشائعات والدعاية الصفراء أصبحت تعيش خيبة الأمل والتحسر ويلجأ دعاتها أمام هذا العجز إلى إلصاق التهم للحلفاء بالتخاذل أو إلى قول إن الجيش اليمني يمتلك أسلحة حديثة.
في الحروب وخصوصاً تلك الطويلة الأمد كحالة الحرب على اليمن يعمد القادة وبشكل دائم إلى تغيير الخطط والتكتيكات العسكرية. لكنّ القادة العسكريين لـتحالف العدوان يفتقدون الإبداع ولا يمتلكون خططاً فعالة. كل ما يعرفونه هو توجيه أرتال الدبابات والعربات من دون خطة منسقة لتصبح هذه العربات بعد قليل محترقة وفي داخلها قتلى وجرحى.
الخبراء العسكريون والمراقبون وأمام حالة الجيش السعودي ومرتزقته لا يمتلكون تقييماً للقادة والمخططين العسكريين لـتحالف العدوان إلا أنهم لم يستفيدوا من التجارب أو يتعلموا من دروس وعِبر الحرب. إن حربهم لم تخض بالأساس وفق نظريات عسكرية تستطيع أن تتكيف مع طبيعة المعركة الدائرة منذ نحو سنتين ولا مع طبيعة الأراضي اليمنية أو مع صلابة الرجال الذين يدافعون عن بلدهم. يخوض تحالف العدوان الحرب بالمفهوم الكلاسيكي التقليدي الذي لم يعد يتلاءم مع التهديدات والأخطار التي تواجه الجيوش يظهر الجيش السعودي طوال فترة الحرب عاجزاً عن مواجهة حرب العصابات والجبال أو المزيج الذي يخلط بين الكلاسيكي النظامي والعصابات الحاصل حالياً من الجانب اليمني.
يتذرع القادة بصعوبة التضاريس الجغرافية التي تعيق التقدم في الجبال ووجود كمائن محكمة للجيش واللجان في المنخفضات هذا الادعاء يصلح في فرضة نهم في الشمال بسبب التضاريس المعقدة للمنطقة لكنه لا يصلح في منطقة مثل ميدي الحدودية والبحرية 0التي لا يتجاوز عدد بيوتها أكثر من 2300 منزل دمرت بأكملها كما أن أراضيها صحراوية منبسطة والأفضيلة فيها لقوى تحالف العدوان لانكشافها من الجو والبحر وبالتالي لا يمتلك الجيش واللجان ميزة الاستفادة من التضاريس وبرغم ذلك فقد شنت قوى تحالف العدوان منذ بداية الحرب البرية أكثر من مئة هجوم بري وبحري بمساندة سلاح الطيران للسيطرة على ميدي ولم تستطع التقدم شبراً واحداً.
وفي هذا الوقت لا يزال يؤتى بالمرتزقة من جنوبي اليمن ومن سوريا ومن كل حدب وصوب ويزج بهم في آتون هذه الحرب من دون جدوى لأن المرتزق لا هدف له سوى الاسترزاق.
أما الجيش السعودي فوضعه ليس بأفضل حال. فقد انطبعت في الأذهان صور الجنود وهم يفرون من مواقعهم أو يقتلون في دباباتهم. وصار الحد الجنوبي بالنسبة لهم كابوساً مرعباً فيما هم لا يحسدون على وضعهم النفسي والمعنوي. السلطات السعودية عمدت الى التخفيضات المالية التي شملت الموظفين في الدولة ومنهم الجيش مستثنيةً الجنود الذين يقاتلون بما يسمونه الحد الجنوبي بل جرت مضاعفة رواتبهم كتحفيز لهم على الخدمة في هذه المنطقة. وبرغم الاغراء المالي وكذلك الحملة الدعائية والدعاوية بضرورة الالتحاق بواجب الدفاع عن الأرض والدين لم تتوصل الرياض إلى رفع الرغبة عند الجنود للالتحاق بجبهات القتال. ولما سقطت وسائل الإغراء والتجييش المذهبي لم يعد أمام النظام السعودي سوى الدعوة إلى التجنيد الإجباري للشباب السعودي ولم يكن ليلجأ المفتي آل الشيخ الذي يعد المرجعية الدينية الأولى في البلاد لهذه الدعوة لولا إيعاز السلطة السياسية اليه وهي المرة الأولى التي تطلق فيها مثل هذه الدعوات منذ تأسيس الدولة. والدعوة لو لم تكن جدية لما صدرت من أعلى سلطة دينية في البلد ولعل إعلانها في هذا الوقت هو من باب التمهيد لخطوات تقررها السلطة السعودية فيما بعد.
المزيد في هذا القسم:
- تحالف العدوان ينتقم من «الباليستي» بمجزرة في الحديدة المرصاد نت - متابعات في حادثة هي العاشرة من نوعها خلال 8 أيام أطلقت القوة الصاروخية في الجيش اليمني واللجان الشعبية مساء أمس صاروخاً باليستياً من نوع «ب...
- مساعٍ سعودية لإنشاء أنبوب نفطي يمتد من المهرة إلى بحر العرب المرصاد نت - متابعات كشفت وثيقة عن مساع سعودية لإنشاء أنبوب نفطي يمتد من بوابة اليمن الشرقية محافظة المهرة إلى بحر العرب. وبحسب الوثيقة فقد أرسلت الشركة المُ...
- ماحقيقة المفاوضات السرية بين النظام السعودي والحوثيين؟ المرصاد نت - متابعات قالت مصادر إن مفاوضات بدأت يوم أمس الثلاثاء بين النظام السعودي والسلطة في صنعاء لبحث تهدئة عسكرية بين الطرفين. وذكرت المصادر أن الم...
- تسليم أسلحة أميركية لجماعات إرهابية ومليشيا باليمن! المرصاد نت - متابعات كشف تحقيق أجرته شبكة "السي ان ان" الأمريكية اليوم السبت عن وجود أسلحة أمريكية متطورة بيد ميليشيات وفصائل متطرفة وصل إليها عن طريق السعودي...
- لأول مرة .. تحذير يمني للكيان الصهيوني ! المرصاد نت - متابعات رغم الموقف الواضح في اليمن من العدو الإسرائيلي، والذي يعبر عنه الشعار الذي رفع في اليمن منذ أكثر من سبعة عشر عاماً، على يد الشهيد القائد ...
- خبراء الأمم المتحدة: هادي بدون سلطة والإمارات تعذب اليمنيين وتعمل على تقسيم اليمن المرصاد نت - متابعات خلص تقرير خبراء الأمم المتحدة (لجنة العقوبات) عن الوضع في اليمن إلى أن الفأر هادي لا يملك أي سلطة على الأرض وأن المناطق التي لا يتواجد في...
- السفارة الروسية بصنعاء : تعاوننا العسكري مع اليمن يقتصر على القنوات الرسمية استغربت سفارة روسيا الاتحادية بصنعاء ما تناولته بعض وسائل الاعلام اليمنية من أنباء زعمت فيها وصول شحنة أسلحة روسية إلى ميناء الحديدة مخصصة لأحد الأطراف السياسية...
- الصماد : 27 مليون سيأخذون أقواتهم من على شفرات سيوفهم والحدود مع السعودية لن تكون بمنأى المرصاد نت - صنعاء قال رئيس المجلس السياسي لأنصار الله اليوم الثلاثاء أن 27 مليون يمني سيأخذون أقواتهم من على شفرات سيوفهم وأن آلاف الكيلومترات من الحدود ...
- مسيرة حاشدة بمدينة إب رفضا للتواجد الأمريكي المرصاد نت - إب شهدت مدينة إب اليوم الخميس مسيرة جماهيرية حاشدة تحت شعار ' مستمرون في مواجهة العدوان الأمريكي وأدواته على اليمن '. ورفع المشاركون في...
- عسكرة وادي حضرموت: السعودية على خُطَى الإمارات ! المرصاد نت - العربي قضية التحول للبحث عن وطن في تقوية الذات عسكرياً هي الحربة السامة التي توغلت في خاصرة وطن كان اسمه اليمن السعيد تلك الرغبة في التفرد ...