وسائل إعلام أجنبية : أموال السعودية والخليج تفتح شهية ترامب في الحرب على اليمن

المرصاد نت - متابعات

أبان الفترة التي كان الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب يروج فيها لحملته الانتخابية كان يعمد دون كلل أو ملل إلى التنديد والإستهجان من المغامرات العسكرية المكلفةturmbbb207.4.11


التي تسبب الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج دبليو بوش على حد سواء في جر الولايات المتحدة الأميركية إلى غياهبها. وبالرغم من ذلك فقد سارع هو الآخر منذ اللحظة التي وصل فيها إلى البيت الأبيض إلى حذو حذوهم ليشرع في مسيرة حرب ضد الإرهاب معتمداً بصورة كلية على استخدام القوة العسكرية.

أغلب وسائل الاعلام الغربية فضحت ترامب وكان العالم يتمني ان يصدق ترامب ووزير خارجيته اللذان جعلا من امريكا “الملاك الحارس للاطفال والابرياء في العالم ” بعد اهتزازهما بسبب الصور المرعبة للاطفال الذين أدعوا قتلهم في الكيمياوي بخان شيخون وهي حقا صور مرعبة وتؤلم قلب كل انسان سوي ولكن كنا نتمنى ان يهتز مشاعر زعماء امريكا ايضا لباقي الاطفال الذين قتلتهم الاسلحة التي باعتها امريكا لحلفائها في منطقة الشرق الاوسط او قتلهم الجنود الامريكيون في العراق وسوريا وافغانستان واليمن وليبيا واماكن اخرى من العالم.

في كل مرة تريد أمريكا تنفيذ مخطط معين في منطقة الشرق الاوسط فأنها تعتمد بشكل رئيس على النظام السعودي والانظمة الخليجية لتمويل تنفيذ مخططها التأمرية وهذا ما حصل بالفعل أبان العدوان الأمريكي على العراق عندما قامت الانظمة الخليجية بتمويل ذلك العدوان الغاشم ولكن هذه المرة ستكون بصورة أكثر ابتزازاً لاسيّما بعد تولي الملياردير ترامب مقاليد الرئاسة في أمريكا.

الملياردير ترامب هو اول رئيس أمريكي تم انتخابه من الوسط المالي والتجاري الذي سيُدير أمريكا بعقلية رجل الاعمال وسينصب جلّ همة نحو البحث عن الربح المالي وتحقيق مصالح دولته الاقتصادية اولاً بحيث ستكون سياسته الخارجية عبارة عن معاملات تجارية واتباع سياسة معينة فقط اذا ما كانت مربحة لأميركا، لاسيّما وأنه كان يتحدث خلال حملته الانتخابية بعقلية الأمريكي “المتغطرس” الذي يعتقد أن بلاده تستطيع فعل ما تريد بعيداً عن المحاسبة حيث اتضحت معالم السياسة الجديدة التي اتخذت في طابعها عنواناً اقتصادياً والتي سيقوم باتباعها في منطقة الشرق الاوسط خصوصاً.
وهذا ما تجلى بوضوح منذ الوهلة الاولى من توليه مقاليد الرئاسة في أمريكا حيث تم استلام اول قسط من ضريبة الحماية و ”الجزية الترامبية” والتي قدمها محمد بن سلمان خلال زيارته لأمريكا والتي جاءت تحت يافطة مشاريع استثمارية ب200 مليار دولار لاسيّما وأن ترامب هدد السعودية خلال حملته الانتخابية أكثر من مرة بضرورة دفع “ضريبة الحماية” التي تقدمها لها أمريكا ، واصفاً السعودية بالبقرة الحلوب التي يجب ذبحها متى ما جفّ حليبها فقد واضحا في شعاراته الانتخابية بأن على السعودية إما الدفع أو سترفع الحماية عنها فالمال هو الهدف الذي يريده ترامب من السعودية.

منظمات حقوقية وإنسانية يمنية ومصادر اممية رصدت مئات المجازر التي أرتكبها الطيران السعودي والاماراتي بحق المدنيين في رياض الاطفال والمدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات والمصانع والمنازل والمزارع و.. في اليمن خلال العامين الماضيين واسفرت عن مقتل وجرح عشرات الالاف من المدنيين واغلبهم من الاطفال والنساء ونظرا لبشاعة هذه المجازر التي استخدمت فيها اسلحة محرمة دوليا اضطرت امريكا في عهد باراك اوباما الى الاعلان عن انها ستعيد النظر في دعمها للتحالف العربي بقيادة السعودية الا ان ترامب رفض اعادة النظر في بيع الاسلحة الى السعودية متجاهلا مأساة اطفال اليمن الذين يموتون يوميا اما بالقصف او بالجوع ولم تتحرك شعرة واحدة في جسد ترامب للمأساة اليمنية.
امام كل هذه المآسي في العراق وسوريا واليمن والتي كان الاطفال اكبر ضحاياها لم يستشعر اي شخص ان الامريكيين يتعاطفون مع هؤلاء الاطفال فمصالح امريكا كانت مع القاتل وليس المقتول  كما ان القاتل يعتبر اداة بيد الامريكي لتنفيذ مشروعة في المنطقة لذلك تم وضع الضمير الامريكي هذا ان وجد في ثلاجة حتى يتجمد ولا يشعر بما يحدث من حوله الا ان ضمير ترامب دبت فيه الحياة فجأة عندما راى اطفال يموتون في سوريا جراء ضربة كيمياوية مازالت مجهولة المصدر واتهم فورا ودون اي دليل الحكومة السورية بانها وراء جريمة الكيمياوي البشعة رافضا اجراء اي تحقيق دولي محايد بالحادث  متجاهلا ما اكدته الحكومة السورية اكثر من مرة وعبر توجيهها 90 رسالة إلى المجلس الامن بشأن حيازة المجموعات التكفيرية أسلحة كيمياوية تم تهريبها من ليبيا إلى المسلحين في سوريا عبر تركيا.

وهنا نسلط الضوء علي أبرز ماجاء في الصحف الغربية :

  صحيفة لو دوفوار الكندية - جوليان توراي

إعتباراً من تأريخ 20 يناير 2017 بدأت القوات الأميركية بالرفع من وتيرة العمليات العسكرية التي تقوم بها في كلاً من سورية والعراق واليمن ومن المتوقع بشدة أن تعتمد ذلك كنهج لها في أفغانستان في القريب العاجل. وفي هذا السياق نجد أن الرئيس ترامب قد قرر أن يغض الطرف ليتم بذلك التخفيف من قواعد الاشتباك المتعلقة بعمليات القصف الجوي الأمر الذي يحمل أشارة قوية إلى أنه سيتم التكثيف من عمليات القوات الخاصة وغارات الطائرات ذات التحكم عن بعد.

وفقاً للحسابات التي قام بنشرها الباحث بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي والخبير في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي ميكا زينكو فقد أعطى الرئيس الأسبق باراك أوباما الأذن بتنفيذ 542 عملية عسكرية من هذا النوع في غضون ثمانية أعوام من رئاسته أي بما يعادل عملية واحدة كل خمسة أيام وأربع ساعات؛ وفي المقابل من ذلك كان الرئيس ترامب من مكتبة في البيت الأبيض قد أعطى الضوء الأخضر بتنفيذ 37 عملية أي بمعدل عملية واحدة كل يوم وثماني ساعات في فترة لا تزيد كثيراً عن شهرين.

إرث أوباما المظلم:
على ما يبدو أن منطقة اليمن التي قتل فيها أول جندي أميركي في ظل حكم ترامب في 29 يناير الماضي هي المسرح المفضل لنشاط القوات الاميركية المتنامي وهذا في واقع الأمر ليس بالشيء الجديد: حيث أنَ الرئيس أوباما كان أذن بتنفيذ 160 عملية قصف جوي قامت بها طائرات بدون طيار بين عامي 2009 و2016 في نفس المنطقة؛ فضلاً عن أنه في 25 مارس 2015 قدم دعم عسكري ولوجستي كبيرين للحملة العسكرية التي قامت بها قوات التحالف في البلاد بقيادة النظام  السعودي.

من ناحية أخرى كانت الرياض تبرر إقدامها على الدخول العسكري في نطاق سيادة جارتها اليمنية كاشفة عن أثنين من الأهداف الجوهرية بالنسبة لها: إستعادة زمام الحكم وتسليمه لهادي - وقمع وإخماد ماتدعيه التمرد او الانقلاب الذي قام به الحوثيون.

بالنسبة لإدارة أوباما التي كانت آنذاك منهمكة كلياً في إتمام عملية التفاوض بشأن النووي الإيراني من المفترض أن يكون الدعم الأميركي لذلك التدخل العسكري مؤشراً واضحاً للدول السنية في المنطقة على إستدامة ورسوخ علاقات التحالف بينها وبين واشنطن؛ من زاوية أخرى كان ذلك التدخل بمثابة فرصة مواتية لضرب واحدة من أكثر الجماعات الإرهابية أقلاقاً للقيادة الأميركية ألا وهي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وبمرور عامين على إندلاع الحرب بات من الواضح أنَ التدخل العسكري السعودي في اليمن كان خطأ فادح: فلا يزال هادي يقيم في المنفى بشكل دائم تقريباً في حين يسيطر الحوثيون على مساحات واسعة من المناطق الحضرية في جنوب البلاد؛ أضف إلى ذلك أنَ صفوف مقاتلي تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية تنامت بشكل ملحوظ لتنتقل من 1000 مقاتل في العام 2014 إلى 4000 مقاتل في العام 2016، وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية. من جانب آخر، وجدت الولايات المتحدة الأميركية نفسها متورطة في صراع لا معالم واضحة لنهايته؛ والأسوأ من ذلك، أنها تبدو وكأنها متواطئة في انتهاكات للقانون الدولية لحقوق الإنسان وجرائم حرب ضد الإنسانية؛ وهذا ما وثقته منظمة الأمم المتحدة في يناير الماضي في تقرير من عشرة أجزاء؛ ثم وقعت الحادثة الأشد مأساوية في 8 أكتوبر 2016 اليوم الذي قصفت فيه الطائرات السعودية مجلس عزاء ليسقط على إثر ذلك 827 من المدنيين بين قتيل وجريح.

حرب لا أفق لها:
من المسلم به جدلاً أنَ قوات الجيش الاميركي لم تقدم على أي نشاط ميداني مباشر في أرض المعركة؛ ولكن يبقى الأمر المتفق عليه أنَ واشنطن ساهمت إلى حدٍ كبير من خلال تقديم المعلومات الاستخباراتية والأسلحة (بما في ذلك القنابل العنقودية) وكذلك العمليات الجوية لتزويد طائرات التحالف بالوقود. وعقب الحادثة التي وقعت في 8 أكتوبر الماضي عمدت إدارة أوباما إلى فرض قيود جديدة وإرجاء موعد تسليم شحنات الأسلحة إلى الحليف السعودي. وبالرغم من الانتقادات الشديدة التي أطلقها وزير الخارجية السابق، جون كيري، في ديسمبر الماضي إلا أنه من المرجح أن يتم رفع تلك القيود من قبل الإدارة الجديدة بقيادة ترامب فضلاً عن أستأناف عمليات تسليم شحنات الأسلحة في القريب العاجل.

إنَ الدافع الذي يحمل الرئيس ترامب على مواصلة التعاون مع المملكة السعودية فيما يتعلق بالصراع الدائر في اليمن يختلف بعض الشيء عما يخص الرئيس السابق له حيث أنه أبدى في حقيقة الأمر أنتقادات شديدة اللهجة تجاه الاتفاق المبرم مع إيران بشأن برنامجها النووي ووعد أيضاً بأن يكون أكثر حزماً من سلفه تجاه طهران من جانبٍ آخر هو ينظر إلى الصراع الحاصل في اليمن من منظور مكافحة الإرهاب، ذلك الكفاح الذي لطالما تعهد بالإلتزام به بشدة وصرامة وعدوانية.

ولطالما كان ذلك هو النهج الحقيقي المتبع في السياسة الأميركية منذ حادثة 11 سبتمبر 2001 في واشنطن. حيث يرى كلاً من الجمهوريين والديمقراطيين على حدٍ سواء أنَ مسألة مكافحة الإرهاب تستلزم التعامل بمنهجية عسكرية لا أستثناء ولا رحمة فيها. وبالرغم من أتساع نفوذ القوة العسكرية الأميركية وكثافة عملياتها في بلدان لم تكن الولايات المتحدة الأميركية في حالة حرب رسمية فيها (مثل باكستان واليمن والصومال) إلا أنَ ذلك النهج لم يتمكن قط من أستأصال الإرهاب “الإسلامي”.

وبعيداً عن قضايا الصارع من أجل الحكم في منطقة الشرق الأوسط وبعيداً عن التفكير أو حتى المساهمة في أيجاد حل للصراع الدائر بين السنة والشيعة، تبقى المشاكل الهيكلية التي تشكل بيئة مناسبة لنمو وإزدهار أنشطة الجماعات الإرهابية المتغطية بالإسلام بعيدة كلياً عن أي حلٍ ممكن. ومن هذا المنطلق تبقى مسألة الاستقرار والازدهار في العالم بعيدة المنال إلى حدٍ كبير. ولكن ليس من الضروري أن يكون البعد العسكري البديل المناسب لاستراتيجية شاملة. وعلى ما يبدو أن الرئيس الأميركي الجديد الذي لا يقل غباءً عن أسلافه لم يدرك حتى اللحظة تلك الحقيقة.

========
موقع “موندليزاسيون” الكندي - مون اوف الأباما 

تجمهر ما يقرب من مليون شخص في العاصمة اليمنية صنعاء لإحياء الذكرى الثانية للحرب التي تقودها كلاً من السعودية دولة الامارات المملكة المتحدة البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية. فهذه المليونية اليمنية لم تكن محط اهتمام الصحف الأمريكية ” واشنطن بوست و نيويورك تايمز”.

فقد اختارت الصحيفتين تسليط الضوء على تظاهرة لما يقرب من 8000 شخص فقط في العاصمة الروسية موسكو والتي نظمها أليكسي نافالني الناشط السياسي الذي اكتسب شهرة في روسيا وخصوصًا في وسائل الإعلام الروسية كناقد للفساد  كما انه معروف بتوجهه العنصري المعادي للسامية ذات نزعة قومية متطرفة ويعتزم الترشح ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية. وبحسب استطلاعات الرأي لم يتجاوز عدد مؤيده 1% .

شنت المملكة السعودية هذه الحرب على اليمن من أجل إظهار مدى رجولة الأمراء السعوديين. وبطبيعة الحال فان هذا السبب المعلن من الممكن ان لا يكون السبب الحقيقي ولكنه السبب المنطقي الوحيد. بينما لا احد يعرف السبب الذي يكمن وراء مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب.

فبعد يوم من نشر “مجلس الأمن القومي الأمريكي” على الموقع الالكتروني الخاص بالبيت الابيض للبيان الصحفي لقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال “لويد جيمس أوستن” حول أهداف دعم الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الحرب التي انهت عامها الثاني كان جوابه الصاعق الذي حدد الخصائص الأكثر دقة والتي ادلى بها مسؤول أمريكي: “في الوقت الراهن فأنا لا اعرف ما هي الأسباب والغايات التي تكمن وراء الحملة العسكرية التي تقودها السعودية على اليمن فأنا بحاجة لمعرفة هذه الأسباب من أجل تقييم إمكانيات واحتمالات نجاح هذه الحملة”.

ويبدو أنه لا يوجد أي أهداف أو غايات واضحة الملامح حتى الآن سوء القى القنابل بصورة عشوائية وغير مدروسة.

اكد السعوديين أن قوات تحالفهم القت 90000 قنبلة منذ بدأ الحرب على اليمن التي دخلت عامها الثالث اواخر مارس المنصرم وذلك بمعدل 123 قنبلة بشكل يومي أي ما يعادل 5 قنابل بالساعة الواحدة وذلك دون اي سبب وجيه يمكن أن يبرر هذا العمل وهو ما لم يساعدهم على احراز اي تقدم.

أشارت هيئة الأمم المتحدة إلى أن حصيلة هذه الحرب بلغت 5000 قتيل في حين أشارت جهات اخرى أن الحرب على اليمن خلفت حتى الآن مابين 7000 إلى 8000 قتيل إلا أن هذه الارقام مثيرة للسخرية. فضربة “جوية مزدوجة” واحدة نفذتها قوات التحالف بقيادة الرياض على قاعة مراسيم تأبين في العاصمة صنعاء قد خلفت في حد ذاتها أكثر من 800 شخص ما بين قتيل وجريح. وبالتالي فان الحصيلة الفعلية لهذه الحرب من الممكن أن تصل إلى 100.000 شخص.

لقد تعرضت المناطق الشمالية الغربية لليمن - المتاخمة للسعودية - لغارات جوية عنيفة قصفت خلالها الطائرات السعودية كل مدينة وقرية مما نتج عنها دمار شامل. ونتيجة لذلك، فما هو المصير الذي آل إليه سكان تلك المناطق؟

عمل النظام السعودي دون ان يرف له طرف على تهديد و ممارسة ضغوطات على هيئة الأمم المتحدة بتوقيف كافة اشكال الدعم لجهود الاغاثة وذلك في حال أعربت ” الأمم المتحدة” عن استنكارها للحرب التي تقودها الرياض على اليمن وهكذا اذعنت الأمم المتحدة لمطالبها.

لا يُعد اليمن من البلدان المكتفيه ذاتياً حتى قبل اندلاع العدوان فقد كان هذا البلد يعتمد على استيراد 90٪ من المواد الغذائية الأساسية.

ومنذ ذلك الحين عمد النظام السعودي على قصف وتدمير كافه منشآت الإنتاج الغذائي مزارع الدواجن الحيوانية و المؤانى كما عملت على قطع جميع الطرق الرئيسية وهكذا وجدت العاصمة صنعاء نفسها وغيرها من المناطق المحاصرة امام طريق مسدود فهي لم تعد تجد اي وسيلة لاستيراد المواد الغذائية جراء الحصار السعودي المطبق.

فهذا البلد لم يعد يصله إلا القليل من المساعدات الإنسانية التي تأتي عن طريق ميناء الحديدة المطل على الساحل الغربي إلا أن هذا الميناء يتم التحكم به من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية العدو الأبرز للسعوديين فهم يعتبرون القوات اليمنية المشتركة مكمن الشر الذي تسعى الرياض إلى انتزاعه.

لكن هذا المنفذ يخضع لحصار بحري فالقوات البحرية والجوية التابعة للتحالف السعودي عملت على تدمير جميع السفن التي تحاول دخول أو مغادرة البلد الا انها سمحت لبعض سفن الاغاثة من الدخول إلى الميناء ولكنهم يواجهون صعوبات جمة في تفريغ حمولاتها وذلك بسبب تدمير جميع الرافعات الكبيرة جراء الغارات الجوية التي تعرض لها الميناء.

ومع ذلك عمدت السعودية إلى تجويع 17 مليون يمني وبات البلد يصارع شبح انعدام الأمن الغذائي وهذا يعني أن البلد أصبح على حافة الهاوية فالرياض تريد إغلاق الميناء بشكل دائم وهنا يكمن السبب الذي من خلاله تعتزم دولة الامارات والسعودية غزو و احتلال الميناء.

إن القتال الدائر حول ميناء الحديدة ما هو إلا ذريعة جديدة تسعى من خلاله قوات العدوان إلى اغلاق آخر منافذ الامل حتى لا يتبقى أحد في صنعاء على قيد الحياة.

ومن جانبها عملت وزارة الدفاع الأمريكية ” البنتاجون” على مد يد العون للسعودية من أجل احتلال ميناء الحديدة. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا ستفعل ذلك؟ والاجابة على ذلك قد جاءت من خلال ما اعلن عنه مسؤول رفيع في الادارة الأمريكية :” إذا لم يتم اتخاذ القرارات على وجه السرعة، فإننا نخشى أن يتفاقم الوضع في اليمن وبالتالي اتخاذ خطوات بشكل مستقل من قبل شركائنا”. وأضاف أن الادارة الأمريكية لن يكن بمقدورها التصرف بحكمة ولن تكون قادرة على إدراك العواقب المترتبة على عملياتنا التي نخوضها في مجال مكافحة الإرهاب.

لذا ففي حال لم تقدم الولايات المتحدة الأمريكية على مد يد العون للنظام السعودي “وهذا يعني عدم وجود آلية تنظيمية” من أجل حجب اخر بصيص امل يلوح في سماء البلد - اغلاق اخر مصدر للغذاء بالنسبة للملايين من السكان المحاصرين من قبل الرياض - فان الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون قادرة على فهم ماذا يعني ذلك.

والآن هناك سبب وجيه جدا لإرسال قوات عسكرية إلى اليمن! وأقل ما لا يمكننا فعله هو اننا لن نعرف عواقب بعض الأشياء التي نريد معرفتها, أليس كذلك؟

====
 مجلة “تيليبوليس” الألمانية - فلوريان روتسر 

تريد واشنطن أن تعزز العلاقات مع دول الخليج مرة أخرى وقد اتضح تصرف حكومة ترامب الحذر في هذا السياق من خلال استثناء السعودية من مرسوم حظر دخول الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة. وكان ترامب قد سارع بعد توليه الحكم نهاية يناير إلى التواصل هاتفيا مع الملك السعودي سلمان وتأكيده له رسميا أن رأي كلاهما حول العلاقات الإستراتيجية العميقة “متطابق” ويدور الأمر كله حول “استقرار” المنطقة ومحاربة المعارضين الذين يتدخلون في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وفي هذا لم تكن تُقصد السعودية التي تشن حربا على اليمن وتدعم الجماعات الإسلامية في سورية بل إيران هي المقصودة التي يرى فيها ترامب الذي يقف وراء سياسة الحكومة الإسرائيلية العدو الأخطر وقد أعلن في الحملة الانتخابية أنه يريد إنهاء الاتفاقية النووية أو تغييرها.

وكان الملفت للانتباه أن حكومة ترامب تعلن الآن عن تعزيز مشاركتها في التحالف السعودي الذي يشن حربا دموية منذ عامين على الحوثيين وأجزاء من الجيش اليمني والمسئول عن قتل آلاف المدنيين. (تريد الولايات المتحدة الأميركية أن تقف بقوة في صف السعوديين في الحرب على اليمن). صحيح أن أوباما نقل الصواريخ الموجهة بدقة التي تم بها قصف الأهداف المدنية والمستشفيات والمدارس ولكنه بقي على حذر بالرغم من ذلك حتى ولو كانت السفن الحربية الأميركية تشارك في الحصار المفروض على السواحل الأمر الذي تسبب في تصعيد الأزمة الإنسانية في اليمن. الآن قررت واشنطن دعم الهجمات السعودية لوجيستيا وبقوة وتفكر في المشاركة الفاعلة في العمليات، مثل هجوم الإمارات العربية المتحدة الذي يُخطط له منذ وقت طويل على ميناء مدينة الحديدة.

كما رفع وزير الخارجية تيلرسون الحظر عن البحرين المملكة ذات الحكم السني في حين أن جزء كبير من المواطنين شيعة وتم نقل أسلحة ثقيلة إليها. لقد فُرض الحظر على البحرين بعد أن احتج السكان الشيعة في العام 2011 وتم قمعهم بوحشية وأرسلت المملكة العربية السعودية قوات عسكرية لقمع المظاهرات ولم يكن واضحا أن هناك تأثير إيراني على حركة الاحتجاجات.

الآن تم نقل طائرات مقاتلة من طراز F-16 وغيرها من الأسلحة الثقيلة إلى مملكة البحرين الأمر الذي يعود بالأرباح لصناعة السلاح الأميركي كما أن ذلك يأتي من أجل تحالف عسكري أفضل، فمؤخرا تعتبر البحرين قاعدة للأسطول الخامس. وتخلت وزارة الخارجية من أجل خوض دورة تملق مرة أخرى عن القيم الشهيرة، أي التخلي عن احترام حقوق الإنسان على حساب المصالح الإستراتيجية والاقتصادية. وفي حد ذاتها، مسألة بيع 19 مقاتلة من مقاتلات F-16 التي من الممكن أن تستخدم الصواريخ الموجهة بدقة ضد اليمن، عادت بأرباح قيمتها 2,8 مليار دولار أميركي. وهذا ما سيجعل أمريكا دولة عظيمة مرة أخرى.

سواء القوة العظمى أميركا أو ترامب كلاهما يحاول الآن على ما يبدو الاحتفال بالنجاحات في الشرق الأوسط من خلال تعزيز التدخل العسكري. فقد ارتفع عدد الطلعات الجوية للطائرات بدون طيار في اليمن منذ تولي ترامب المنصب. وتمت مضاعفة عدد القوات في كل من العراق وسورية ولم يعد هناك التزام بقواعد الهجمات، ما أدى إلى مضاعفة الغارات الجوية وتسببها في حدوث “أضرار جانبية”. والخطير أيضا هو محاولة تنظيم داعش تدمير سد الفرات بالقرب من مدينة الرقة الذي يبلغ ارتفاعه 4 كيلو مترا وعرضة 60 مترا. فالمعارك وعمليات القصف من الممكن أن تلحق الضرر بالسد وسيتسبب ذلك في كارثة فيضان قد تحل على كثير من الناس هناك.

وعلى الرغم من أن دول الخليج تدعم جنبا إلى جنب مع تركيا الجماعات الإسلامية في سورية والتي لا تحارب الأسد فقط بل تقاتل أيضا الأكراد السوريين، تبدو إيران العدو الأكبر في المنطقة بالنسبة للحكومة الأميركية الجديدة. وحتى وإن لم تعد المنطقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، لأن استخراجها للنفط وبناءها لخطوط الأنابيب وإنتاجها للفحم جعلها مستقلة إلى حد بعيد إلا أنها ترغب في الحيلولة دون أن تتوطد العلاقات هناك مع روسيا والصين قبل غيرها من الدول أيضا.

بالإضافة إلى أن إيران تعتبر الصين واحدة من الدول الرئيسية المعارضة لحكومة ترامب. وهنا لا يدور الأمر فقط حول الصراع بشأن بحر الصين الجنوبي وعدم التوازن التجاري، بل أيضا حول الشؤون العسكرية. فالصين بالذات ستبني أول قاعدة عسكرية لها في الخارج، في جيبوتي على وجه التحديد على مقربة مباشرة من القاعدة الأميركية الرئيسية في معسكر ليمونير المكان الذي تنطلق منه المقاتلات بدون طيار الأميركية لشن الغارات على اليمن أو يتم إرسالها إلى الصومال أو تنطلق منها أيضا عمليات القوات الخاصة كما حدث مؤخرا في اليمن التي لم يقتل فيها جندي أميركي فقط بل العديد من المدنيين.

ويظل معسكر ليمونير حتى الآن هو القاعدة الأميركية الدائمة في أفريقيا.

أبدت الصين مرونة هنا وباعت للسعودية علنا مقاتلات بدون طيار من طراز وينج لونج2 Wing-Loong II في الأشهر الماضية الأمر الذي نقلته وسائل الإعلام الصينية بصعوبة. فهذه المقاتلات مماثلة للمقاتلات الأميركية بدون طيار من طراز إم كيو-9 ريبر بالإضافة إلى أنها أقل سعرا منها بكثير. فتكلفتها مليون دولار أميركي في حين أن تكلفة مقاتلات ريبر الأميركية 30 مليون دولار أميركي. كما تم نقل المقاتلات الصينية المسلحة CH-Rainbow إلى السعودية. وكانت انطلاقة تصدير المقاتلات بدون طيار الصينية قد بدأت في العراق على وجه التحديد حيث نقلت إلى هناك في العام 2015 مقاتلات بدون طيار من طراز CH-4B الأمر الذي لم تكن واشنطن على استعداد للقيام به.

وعموما تبدو الصين على استعداد لأن تنقل مقاتلاتها إلى كل من هو قادر على أن يدفع لها الثمن يقال بأنها صدرت مقاتلات بدون طيار أيضا إلى نيجيريا وباكستان والإمارات ومصر. وكون المملكة السعودية لا تشتري المقاتلات بدون طيار فقط من الصين بل وتتعاون معها من أجل تصنيع مثل هذه الطائرات فهذا أمر يعني أن السعودية تنوي اقتصاديا التقليل من اعتمادها على النفط.

المزيد في هذا القسم: