وسائل إعلام أجنبية : السعودية في مأزق ووأشنطن تخطط لقواعد عسكرية في باب المندب

المرصاد نت - متابعات

وفقا لجيفري ست كلير محرر جريدة كونتربنش ان هذه الحرب شهدت بالفعل 90 ألف غارة جوية سعودية علي اليمن – أو واحدة/12دقيقة - أو132غارة في اليوم – ولمدة عامين حتى الآنsalmanco2017.4.15


مع التدخل العسكري الامريكي المباشر علي اليمن ستصبح الأسوأ لأن الولايات المتحدة بتدخلها في تأجيج وتسليح واختيار الأهداف للجيش السعودي وبحسب الأمم المتحدة والإعلام الدولي والذي تدعي وفاة عشرة آلاف شخص في اليمن فقط. ولكن إذا كان هناك 90000 غارة جوية على اليمن فإن واحد يمني فقط يقتل في كل تسع غارات وهذا لا يصدقه إلا معتوه أو غبيا ومغسول الدماغ لأن الواقع والمنطق يقول أن الضحايا أكبر من ذلك بكثير.

إن الغارة الجوية الواحدة تقتضي استخدام آلاف الكيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار مما يكفي لحرق قرية بأكملها. ثم هناك القنابل العنقودية التي قتل المئات بل الالاف في الأسواق التي تم ضربها. فلو افترضنا أن 2 يمني قتلا في كل ضربة جوية فنحن نتحدث عما يصل إلى 180الف قتيل وقس على ذلك.

ألا يتطابق هذا مع العامين الأولين من الغزو الامريكي علي العراق2003م؟ ألن يزداد سوءا مع مشاركة أمريكا؟

هناك جريمة بشعة ترتكب في اليمن والأمم المتحدة ومتعهديها وما يسمي منظمة حقوق الإنسان يساعدون على تغطية ذلك بإعطاء إحصائيات سخيفة للوفيات والتعتيم الإعلامي عن آلاف الضحايا.

اليمنيون الذين يشكلون القاعدة الجماهيرية المتمسكة بالشرعية يوحدون قواهم مع الهجمة السعودية علي اليمن غير مكترثين بعشرات الآلاف من الأطفال اليمنيين الذين لقوا حتفهم بالفعل ودفنوا جراء الدعم الامريكي للسعودية.. والتجويع والحصار وإغلاق المنافذ من دخول الغذاء والدواء الي المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي.

يتعين على الولايات المتحدة حماية مصالحها القومية من خلال السيطرة على مضيق باب المندب الواقع بين البحر الأحمر والمحيط الهندي الذي يمر عبره اثنان من أكبر الشركاء الدوليين وهما آسيا وأوروبا ومن المحتمل أن تصل الولايات المتحدة شريكا تجاريا من الدرجة الثانية ولكن عسكريا جنون وزير الدفاع الأمريكي ماتيس الذي يوصف بـ”الكلب المسعور” يقول أنه لن يجلس هكذا ويخسر السيطرة على المنطقة فالولايات المتحدة لديها قاعدة جوية بالقرب من جيبوتي وعلى الأرجح إنها تخطط لعمل قواعد دائمة في اليمن كي تساعد في الهجمات الامريكية الجبارة ويجري بالفعل تحركات من تحت الطاولة لزيادة التدخل المباشر للمشاركة العسكرية الأمريكية المتواجدة في الصومال باعتبارها الحلقة الرئيسية الأخرى للسيطرة على ما يسمى “باب المندب”.

في البداية سيأتي ماتيس للدعوة الى زيادة الضربات الجوية ومن ثم التدخل على الأرض من خلال ضباط التدريب ومن ثم التدخل العسكري المباشر من قبل الولايات المتحدة . فالصومال ما تزال مستمرة في الانهيار بسبب المجاعة والحروب الاهلية. فالمجاعة التي على يمين وشمال باب المندب هي مجاعة سياسية يتم شنها من قبل “البوكس امريكانا” وشركائها في الامم المتحدة عندما يتعلق الامر بالقرن الافريقي. لذلك لا نتوقع أية رحمة عندما يتعلق الامر بالجيش الامريكي الذي يشارك مباشرة في اليمن.

وستستمر هجمات الطائرات من دون طيار على الأرجح على أساس مباشر في اليمن على الرغم ان البوكس أمريكانا تريد حقا إعطاء داعش والقاعدة هدفا متاحا لأجل وضع أقدامها الأمريكية على الأرض اليمنية.

ودائما قبالة شاطئ المحيط الهندي يرتاد أسطول البحرية الأمريكية وقاعدتها في ديباجو غارسيا والضرب دون سابق إنذار لأي مكان يختارونه غير مبالين بالقتلى من المدنيين والأطفال الذين يقدرون حتى الآن بمئات الالاف من الضربات الجوية الجديدة.

عشرات الآلاف من صناع الذخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية يضعون 24 نوبة عمل والطائرات الـ (آير باص) الأمريكية المتواجدة في مخيم لومينير في جيبوتي حيث يتم تفكيك وسحب معداتها وقواعدها من السعودية لبناء قواعدها الجديدة في اليمن إنها تبدو الحرب على العراق إلا أنها هذه المرة ضد أفقر وأجوع الشعوب العربية.

لقد علقت السعودية في مستنقع اليمن كان من السهل جدا الدخول فيه ولكن من الصعب جدا الخروج منه إنها باختصار كمصر في الستينات أيام الرئيس الناصر الذي سماها مصر الفيتنامية. وتدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن الحرب السعودية على اليمن ذاهبة إلى عدم تحقيق ولو هدفا واحدا من الأهداف المرسومة لحملتها على اليمن.

القاعدة وداعش تنموان وبقوة مستفيدين من الفراغ في السلطة للمجتمعات في جنوب اليمن الذين يقاتلون بالفعل من أجل الاستقلال أو ما يسمى بحكومة اليمن مع أن الحكومة التي تبني مقرها في بلد أجنبي هي محض إدعاء. ومع وجود قوات قتالية في جنوب اليمن بفضل السعوديين إلا أن السعوديين فشلوا في تزويد الجيش برواتبهم فذهبوا لعمل أي شيء لتوفير لقمة العيش لأسرهم وقد أدى هذا بالفعل إلى نهاية الجيش الحكومي.

أما بخصوص مرتزقة أمريكا الجنوبية الذين يخسرون المعدات الإماراتية والقوات السعودية ومجموعة من الجيش السوداني فقد وقعوا بين فكي المقاتلين اليمنيين مع كل هذا الجحيم إذن ما الذي ستفعله الولايات المتحدة الأمريكية؟ هل ستقف مكتوفة الأيدي تكتفي بمجرد مشاهدة ما يحدث لحليفها الاستراتيجي في غرب آسيا أم ستقوم بمساعدته للخروج من المستنقع الذي وقع فيه.

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على الذهاب إلى ما أثبته التاريخ من الكارثة المنتظرة للصراع القبلي في اليمن وعليه فإن العالم يتوقع نصف مليون او أكثر من اليمنيين يموتوا في هذه الحرب فضلا عن وفاة الأطفال التي لا يمكن أن توصف.

اليمنيون وضعوا خلافاتهم القبلية جانبا في1990عند إعادة تحقيق الوحدة أما اليوم فهناك من لا يريد أن يحدث هذا والولايات المتحدة التي تعمل بسياسة إدارة الأزمات تريد أن تأتي من القرن الافريقي للتحكم بأهم الممرات الدولية (باب المندب) بحجة حمايته.

موقع “هيرالد تريبيون امريكان” الأمريكي

=========

يقول الفيلسوف الفرنسي ميشيل سير “لا شيء يبني نفسه لا شيء يصنع نفسه ولا شيء يخترع نفسه، عدا السلام النسبي النابع من السلام المحلي النادر حدوثه وبقاءه وسط حالة من الدمار الشامل ناجمة عن الحرب الأبدية”.

العربية السعيدة من يتذكرها؟ تدعى اليوم اليمن التي لطالما أعتبرها الرومانيين أرضاً شبه خرافية يعيش عليها طائر الفينيق (العنقاء) ومنها تنبع رائحة البخور أثناء ممارسة الطقوس الدينية بالإضافة إلى روائح عطره أخرى: وراء نهر النيل بعد منطقة الفرما - بيت آمون بالقبطية وهي أحد المدن الثلاث لمنطقة بورسعيد القديمة - هناك تقع اليمن مغسولةً بمياه البحر الأحمر- العربية السعيدة - التي تزخر بالعطور والثروات كثيراً ما تعارضت بسبب اسمها مع “العربية” الأخرى. فقد قسم الرومان الجزيرة العربية إلى ثلاث أقسام  فإلى جانب العربية السعيدة هناك: العربية البترائية – مملكة قديمة للأنباط (مجموعة من العرب القدماء الذين كانوا يقطنون في شمال الجزيرة العربية وجنوب الشام)- والعربية الصحراوية – منطقة واقعة داخل الجزيرة العربية حيث كان يسكنها قبائل من البدو- تتكون من الصحاري التي اجتازها وعبرها العرب القدامى. كلها تعد رمزاً للحضارات الغنية بقوافل المر والبخور وذلك بالطبع قبل اكتشاف البترول.

يبدو أن الاضطرابات الحالية التي انحصرت بشكل دائم على منطقة الشرق الأوسط هي بمثابة خطى تمهيدية لإعادة تقسيم العالم. فتقاسم الأراضي التابعة للشعوب الضعيفة لطالما كان هدفاً منشوداً لبريطانيا العظمى وتابعتها فرنسا وذلك منذ الهزيمة التي شهدتها معركة واترلو- معركة فاصلة وقعت في 18 يونيو 1815 في قرية واترلو قرب بروكسل عاصمة بلجيكا- وعلى إثرها تم نفي الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت أعقب ذلك عقد مؤتمر فيينا الذي جمع سفراء الدول الأوروبية. بيد أن فرنسا وبريطانيا تنافست علناً في حادثة فاشودة التي وقعت في 18 سبتمبر 1898- ذروة التنافس الاستعماري الأوروبي بين المملكة المتحدة وفرنسا في شرق أفريقيا - فمن خلال هذه الحادثة تفرقت طرق كلاً من فرنسا وبريطانيا حيث أن فرنسا كانت ترمي إلى التوسع نحو الشرق وذلك من خلال ربط المحيط الأطلسي عبر داكار عاصمة السنغال بالبحر الأحمر عبر جيبوتي، في حين أن بريطانيا كانت تخطط لتوسيع السكك الحديدة كيب تاون بالقاهرة. وقد نتج عن هذه الحادثة ظهور ما يسمى ب “متلازمة فاشودة” في السياسة الخارجية الفرنسية (التأكيد على النفوذ الفرنسي في الأراضي التي قد تصبح تحت النفوذ البريطاني).

بعد ذلك قامت فرنسا والمملكة المتحدة بالتفاهم سراً والتوصل للاتفاق الذي سمي باتفاق سايكس بيكو والذي قضى بتقسيم منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية المسيطرة على هذه المنطقة في الحرب العالمية الأولى. وكان هذا الاتفاق احد الاتفاقات البائسة إذ أن العالم لم يلتمس تبعاته إلا بعد مرور قرن على ابرامه.

ما هي حقيقة أن هذه الحرب هي حرب انقسامات في الدين الإسلامي؟
أسلفنا من خلال مواضيع سابقة عن العداوات التاريخية بين كلاً من السعودية واليمن في حين تتداول الصحف الحرب في اليمن على أنها حرب انشقاقية بين الطائفتين الشيعية والسنية ويعود تاريخ الشيعة إلى علي بن ابي طالب ( أبن عم وصهر النبي محمد صلى الله علية وآله وسلم) وتكمن الخلافات بين هاتين الطائفتين في عدم اعتراف الشيعة بالثلاثة الخلفاء (الراشدين) الذين تولوا الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله علية وآله وسلم حيث يعتبرهم الشيعة بأنهم سلبوا الخلافة التي كان من المفترض إسنادها لعلي. أما الصراع الحالي في اليمن فقد بدأ منذ قيام الوزير رياض ياسين- وزير الخارجية اليمني الذي تم تعيينه بقرار من الرئيس هادي في الحكومة المؤقتة في المنفى- بإثارة قضية التهديد الذي تشكله إيران بشأن محاولة الاستيلاء على السلطة في اليمن لاسيما وهي الداعم الرئيسي لجماعة الحوثي.

بيد أنه في الواقع لا يوجد شيئاً من هذا القبيل فهذه الحرب هي بالأحرى حرب تنافسية بين المملكة السعودية التي يحكمها العاهل السعودي والذي لولا مساعدة الدول الغربية له لما استطاع التحكم بزمام الأمور خاصة وأن هذه الدول الغربية تغدق علية وبسخاء العديد من عقود الأسلحة وبين إيران المتهمة بتشكيل القوس الشيعي. من الجدير بالذكر أن إيران هي أحد الدول المتسمة بالتكنولوجيا خاصة وقد تمكنت من إسقاط طائرة بدون طيار تجسسية دون الإضرار بها وكذلك إنشاء قواعد صارخيها على متن الغواصات التابعة لها هذا بالإضافة إلى تمكنها من وضع أقمارها الصناعية في الفضاء.

البترول والغاز: واقع أخر للصراع في اليمن:
تكمن الحقيقة الأخرى لهذه الحرب في الاحتكار للموارد النفطية التابعة لليمن منذ الأزل بواسطة النظام السعودي ذلك أن الأخير قام بشن العديد من الحروب ضد اليمن تحت ذرائع مختلفة ولكن الهدف الحقيقي هو التسبب في انخفاض الموارد النفطية لليمن: “حيث أن الحرب الأخيرة التي شنتها قوات التحالف العربي - الأمريكي وعلى رأسها السعودية ضد اليمنيين تندرج تحت هذا المغزى”.

ففي العام 1934 قامت مملكة آل سعود بشن أولى حروبها ضد اليمن من أجل الاستيلاء على محافظة جيزان - عسير ونجران كما تمكنت من الاستيلاء على منطقة واديا وشرورة خلال الحربين التي شنتهما في السبعينات.

علاوة على ذلك هناك مواقع الكترونية للصحافة العربية تشرح هدف النظام السعودي الذي يقف وراء حربه ضد اليمن: ” إن هدف السعودية من تدخلها العسكري في اليمن هو جلياً للغاية فهي بالطبع ترمي إلى الاستيلاء على مدينة حضرموت الواقعة جنوب اليمن ذلك أن اليمن وبالأخص محافظاتها الثلاث، مأرب، الجوف والبيضاء هي مناطق غنية بمكامن النفط، حيث أن أحد الشركات النفطية الإيطالية بدأت في العام 1979 بممارسة أنشطتها للتنقيب عن البترول في شرق اليمن وبالتحديد في محافظة حضرموت وأعلنت في العام 1982 عن اكتشاف حقول نفطية واعدة في مختلف أنحاء اليمن”.

ويتركز استخراج النفط في البلد على مجموعتين من حقول النفط الأولى في مأرب والثانية في المسيلة وفي أواخر العام 2010 شهد إنتاج النفط تدني طفيف بمعدل 250.000 برميل يومياً كما تراجعت صادرات النفط في العام 2002 إلى 150.000 برميل يومياً بينما تصل احتياطات النفط الخام المؤكدة إلى 4 مليار برميل (640.000.000 متر مكعب)، ذلك أن البلد بدأ في أواخر العام 2009 بتصدير الغاز الطبيعي المسال ويعود الفضل في ذلك لمصنع إسالة الغاز الذي تديره شركة توتال الفرنسية.

أفاد الخبير الاقتصادي اليمني محمد عبد الرحمن شرف الدين  أن “ السعودية قامت بسرقة احتياطات النفط الخام في اليمن من المحافظات اليمنية الواقعة على الحدود السعودية وذلك بالتعاون مع شركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال وأضاف الخبير أن “63% من إجمالي النفط الخام الذي يتم إنتاجه في اليمن يتم سرقته من قبل السعودية بالتعاون مع هادي الرئيس اليمني الهارب ومرتزقته”.

وقال شرف الدين أن ” الرياض تقوم بشراء الأسلحة والذخائر بواسطة عائدات النفط “البترودولار” التي تقوم بسرقتها من الشعب اليمني ومن ثم تقوم بإعطاء هذه الأسلحة لمرتزقتها الذين يقتلون اليمنيين”.

وفي أواخر العام الماضي أوضح خبير اقتصادي يمني آخر أن “واشنطن والرياض قامت برشوة الحكومة اليمنية السابقة مقابل الامتناع عن التنقيب عن النفط ووقف أي أنشطة للتنقيب مشيراً إلى أن اليمن يمتلك احتياطات نفط أكبر من تلك التي تمتلكها منطقة الخليج بأكملها”.

من جانبه، قال علي حسن السناري أن ” السعودية وقعت اتفاقاً سرياً مع الولايات المتحدة الأمريكية يقضي بمنع اليمن من استخدام احتياطاتها النفطية على مدى الثلاثين عاما الماضية” وأوضح السناري أن “اليمن يمتلك احتياطات نفطية وفيرة في كلاً من مأرب، الجوف، شبوة وحضرموت” منوهاً بأن ” موقع ويكيلكس قام بتسريب سلسلة من الوثائق السرية التي من خلالها تم الكشف عنها منها بأن حكومة الرياض كانت قد شكلت لجنة برئاسة ولي العهد السابق سلطان بن عبد العزيز” مشيرا إلى أن “ السعودية قامت بتكليف اللجنة بتنفيذ مشروع حفر قناة من  السعودية إلى البحر العربي عبر محافظة حضرموت بهدف الاستغناء عن مضيق هرمز ومضيق باب المندب”. وأكد على أن “احتياطات النفط الجديدة التي تم اكتشافها في محافظة الجوف كفيلة بجعل اليمن واحدة من الدول الكبرى المصدرة للنفط في المنطقة والعالم”.

الفوضى العارمة: “عاصفة الحزم في الصحراء”:
يعتبر التحالف من الجانب الأمريكي بمثابة تقليد لـ “عاصفة الصحراء” التي قادها الجنرال نورمان شوارتسكوف – تحالف قوات الهجوم البرية والبحرية والجوية ضد العراق خلال حرب الخليج الثانية عام 1991- أما التحالف الأخير فهو تحالف يضم 10 دول بقيادة المملكة السعودية والذي بدأ بالتدخل العسكري في اليمن منذ 3 سنوات، ومن ضمن هذه الدول مصر التي كانت تدين بالفضل للرياض بـ 12 مليار دولار، والتي هرعت لمساعدة الجيش السعودي ضد اليمن، ومن ثم انضمت السودان، الأردن، المغرب، الكويت، الإمارات ، قطر والبحرين. وبلغ إجمالي الطائرات المشاركة المعلنة في هذه الحرب 100 طائرة حربية و150.000 جندي سعودي بالإضافة إلى 4 سفن حربية تابعة للبحرية المصرية وقد أطلق على هذه العملية اسم عاصفة الحزم.

السعودية التي تجمعها عداوة أزلية مع إيران هي نفسها من تقوم بتشجيع تنظيم الدولة الإسلامية داعش. واليوم السلالة الوهابية تترقب بخوف متزايد التأثير المتكدس لطهران على الشعب السوري والعراقي الذي يعيش تحت حكم داعش.

كشفت مصادر استخباراتية في العاصمة صنعاء أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإرسال عملائها للأمن الأمريكي إلى جنوب اليمن بغرض التعاون مع قوات التحالف العسكري التي تقودها السعودية حيث أن واشنطن قامت بدفع مبلغ 1500$ يومياً لكل عميل من عملائها وأكدت المعلومات أن هؤلاء المرتزقة تم تكليفهم بمهام عديدة وأهمها هي ارتكاب الجرائم والإضرار بالمدنيين اليمنيين.

وتسعى قوات التحالف  إلى توظيف عدد أكبر من المرتزقة التابعين لشركة بلاك ووتر- شركة تقدم خدمات عسكرية وأمنية - لاسيما بعد الخسائر الأخيرة التي شهدتها خلال معارك باب المندب كما أن الرياض تسعى إلى تعويض هذه الخسائر الفادحة. فبحسب مصادر محلية لقي ما لا يقل عن 31,100 شخص مصرعهم خلال هذه الحرب التي تم شنها في محاولة لإعادة حكومة هادي إلى سدة الحكم وإضعاف حركة أنصار الله .

السعودية في مأزق وتراجع مزودو الأسلحة الغربيين:
قام مجموعة من المفكرين الفرنسيين الذين وقعوا على مبادرة روح الاختلاف- مجموعة من المثقفين، المفكرين، والمواطنين من جميع التيارات السياسية والعقائدية - بعمل تحليل دقيق إلى حد ما فيما يتعلق بالوضع الراهن في اليمن ومن خلال التحليل أوضحوا أن جماعة الحوثي ليست من النوع المتعصب كما تصفها وسائل الإعلام فهم ينتمون للمذهب الزيدي وهو مذهب معتدل يمثل نوع من التوفيق والتوسط بين الطائفة السنية والطائفة الشيعية ويرى هؤلاء المفكرين أن الدول الغربية التي تغذي وتؤجج الصراع في اليمن لاسيما من خلال بيعها للأسلحة تحاول اليوم أن تنأى بنفسها عن هذا الصراع.

بعد أن أدركت الولايات المتحدة الأمريكية الوقوع التدريجي لحليفتها السعودية في شرك المستنقع اليمني قررت أن تنأى بنفسها تدريجياً عن الصراع في اليمن حيث قامت واشنطن بسحب الجزء الأكبر من موظفيها الذين أقاموا في المملكة السعودية من أجل تنسيق الدعم الأمريكي. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لازالت مستمرة في تنفيذ العمليات العسكرية في اليمن حتى في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وذلك من أجل استهداف القادة التابعين لتنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية.

وكما هو الحال تماماً بالنسبة للازمة السورية فالأمر هنا يتعلق بحرب لا نهاية لها يتم التحضير لها في الباطن من قبل تابعين للزعماء الأساسيين في الغرب.

أما بالنسبة لليمن فقد بات العد التنازلي مرعباً للغاية: ذلك أن هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 26 مليون نسمة يعيش تحت نيران القصف التي راح ضحيتها زهاء عشرة آلاف قتيل جزء كبير منهم هم من المدنيين الأبرياء ناهيك عن تشريد 3 مليون شخص ونفي مائتي ألف آخرين في حين أن 14 مليون هم بحاجة طارئة للمساعدات الإنسانية.

وفي حال تعرضت التصرفات المنفصمه للسعودية كونها داعياً للحرب للانتقاد الشديد فهو أمر فوق المقبول أو المسموح أن يتقبله “المجتمع الدولي” لاسيما بالنسبة لفرنسا التي تعفي شريكها التجاري السعودي بدون أدنى خجل وكأنها تقوم بفعل خير. وبالفعل في دول العالم الثالث يتم قتل البريء بكل بساطة على خلاف ما يقال.

عواقب الحرب:
حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن 5 مليون شخص في اليمن هم عرضة للموت جوعاً خلال بضع أسابيع بعد أن قامت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات بتضييق الخناق على اليمنيين وحصار تم إغلاق جميع الطرق، المطارات، والسواحل اليمنية ومنع أي مساعدات إنسانية من الدخول للبلد وهذا كله من الممكن ترجمته بأنه جرائم حرب مهولة أو بمعنى أدق إبادات جماعية. لكن وسائل الإعلام “الغربية” بدت وكأنها غير مبالية تماماً لكل هذا ولكي لا نقول لا أحد يتحدث عن اليمن فهناك البعض ممن تناول الشأِن اليمن غير ان جميع وسائل الإعلام لم تظهر مطلقاً نفاقها بصراحة تامة.

انحرفت أولى العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن التي أجازها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب والتي استهدفت تنظيم القاعدة في منطقة يكلا وسط اليمن عن هدفها الرئيس لتجني أرواح ضحايا مدنيين من بينهم نساء وأطفال وأحد الجنود الأمريكيين، فقد أشارت مجموعة الأزمات الدولية (ICG) من خلال التقرير الذي نشرته حول توسع نفوذ تنظيم القاعدة في اليمن أن هذه العملية “أودت بحياة العديد من الضحايا المدنيين من بينهم 10 من النساء والأطفال بالإضافة إلى رجال من القبائل المحلية”.

تمكنت منظمة الأمم المتحدة من التحقق بأن ما يقارب من 1400 طفل يمني لقوا حتفهم بالإضافة إلى 2140 جريح منذ تصعيد العدوان العسكري على اليمن في أواخر مارس 2015. كما أعلنت ميرتكسل ريلانو ممثلة المنظمة في اليمن أن ” نحو 2000 مدرسة في اليمن لم تعد صالحة للاستخدام بسبب الضرر والدمار الذي حل بها وباتت هذه المدارس المدمرة تستخدم حالياً لإيواء أسر النازحين. وأضافت ممثلة المنظمة في اليمن أنه ” ينبغي أن تكون المدارس مناطق آمنه ومقدسة كي يتمكن الأطفال من جني العلم، النمو، واللعب وهم بأمان تام”.

من جانبها نوهت منظمة الصحة العالمية (OMS) إلى أن العدوان علي اليمن وخلال 20 شهر، تسبب في مقتل 7350 قتيل وجرح 39.000 آخرون، وتشمل هذه الأرقام الضحايا المدنيين والمقاتلين على حد سواء. 

أطلقت كاثي كيلي ناشطة تساعد في تنسيق أعمال منظمة “أصوات من أجل اللاعنف الخلاق”، نداء استغاثة بحق الضحايا في اليمن وحالة الرعب المهول من القصف والمجاعة الوشيكة. وتحدثت عن مقتل اللاجئين الصومالين الذين كانوا على وشك الهروب من اليمن وكتبت “في العام 2016 قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستقبال 84,995 لاجئ بيد أن اليمن البلد الأكثر فقراً في العالم العربي استقبل في العام نفسه 117000 من اللاجئين الجدد والمهاجرين، وتستضيف حالياً أكثر من 255000 لاجئ صومالي على الرغم من أن هذا البلد يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم ناهيك عن القصف الجوي المستمر الذي تقوم به السعودية والولايات المتحدة الأمريكية”.

واتهمت كاثي كيلي مصنعي الأسلحة بأنهم يستفيدون من تجارة الموت حيث كتبت “في هذه الأثناء يقوم مصنعي الأسلحة الأمريكيون ومن ضمنهم الجنرال ديناميكس، رايثون وشركة لوك هيد مارتن، بجني الأرباح الطائلة من وراء بيعهم للأسلحة للمملكة السعودية”. وفي ديسمبر من العام المنصرم كتبت ميديا بنجامين ناشطة حقوق الإنسان :” على الرغم من الطبيعة القمعية التي يتسم بها النظام السعودي إلا أن الحكومة الأمريكية لم تتوانى عن تقديم المساعدة للمملكة  السعودية ليس فقط على الصعيد الدبلوماسي وإنما أيضاً على الصعيد العسكري وكل هذا يفسر نفسه من خلال صفقات الأسلحة الهائلة التي تم الاتفاق عليها تحت إدارة اوباما والتي بلغت قيمتها 115 مليار دولار”.

وأوجزت كاثي كيلي كلامها بالقول: “إن الوضع حرج للغاية وينبغي على جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة المطالبة على الفور برفع الحصار عن اليمن وإيقاف الغارات الجوية ومبيعات الأسلحة وترتيب مفاوضات لتسوية الوضع في اليمن، فالمملكة السعودية والولايات المتحدة الأمريكية هما أكثر البلدان التي أضرت باليمن ويتحتم عليهما التخلي عن مناوراتهما الدنيئة ضد أعدائهما مثل إيران قبل أن يكلف ذلك خسائر هائلة لا يمكن تلافيها في الأرواح البشرية. وينبغي على المواطنين الأمريكيين أنفسهم المطالبة بتغيير السياسة الأمريكية التي تتحمل المسئولية الكاملة في هذه المأساة المميتة التي يعيشها الشعب اليمني”.

أقل ما يمكن قوله عن الوضع في اليمن هو أنه ليس واضحاً بما فيه الكفاية وعلى العكس من ذلك هناك بعض الحقائق الموضوعية: ذلك أن الحكام العرب وصلوا بكرامتهم إلى الحضيض فبدلاً من أن يكرسوا اهتماماتهم في مجال العلوم والمعرفة قاموا بتزويد أنفسهم بالأسلحة التي من شأنها أن تشعل فتيل الحروب سواء بين الشعوب أنفسهم أو بين الملوك بعضهم البعض. ويكفينا معرفة أن السعودية قامت بإبرام صفقات أسلحة مع الولايات المتحدة الأمريكية بلغت أكثر من 100 مليار دولار وبالمثل هناك العديد من الحكام الآخرين ممن ينفقون ما يعادل 200 مليار دولار مقابل شراء الأسلحة من الدول الغربية التي تتبع سياسة فرق تسد.

محنة الشعوب العربية تكمن في عدم امتلاكهم لقادة شرعيين فهم لا يتوارد لأذهانهم إنهاء الاستعمار وإنما اتخذوا من الإسلام شماعة ليعلقوا عليها أهدافهم دون احترام هذا الدين الذي سيشهد ثورة وحيدة حقيقة وهي القيامة “البعث”. جمال عبد الناصر، صدام حسين، وحتى القذافي جميعهم بالتأكيد كانت لديهم بعض الأفكار حول الدولة والأمة العربية ولكننا نعلم جميعاً كيف انتهى بهم المطاف بالقضاء عليهم وإزالتهم.

هل هذا يعني أن الصراع في اليمن سيتوقف بمجرد أن يبتعد مزودو الأسلحة الغربيين عن هذا الصراع ؟ لا شيء من هذا سيحدث ! فالسعودية وحلفائها العرب سيحصلون على الأسلحة مقابل دفعهم كل ما يملكون على الأسلحة القديمة التي تباع بأسعار باهظة لهؤلاء الحكام فهم مستأسدين جداً مع هذا البلد الضعيف البائس ولكنهم خانعين تجاه الدول الغربية. كل هذا لأنهم يملكون أرضاً تحمل في باطنها مكامن نفط هائلة فتوقفوا عن التفكير ليقضوا معظم أوقاتهم في إنفاق هذا العائد الذي لم يبذلوا فيه أدنى جهد وبالتالي تسخيره واستخدامه أسوأ استخدام.

وأخيراً العدوان علي اليمن لا يحظى بأي أولوية في وسائل الإعلام الغربية التي تفرض على نفسها رقابة ذاتية بدرجات متفاوتة كي لا تغضب مملكة من العصور الوسطى تقوم بتغذية عملتها وترويج صناعة الأسلحة والتجارة لديها، وأيضاً السياحة وزيارة قصور فندوم الأوربية.

أين حقوق وكرامة الشعوب؟ لماذا لا نبتكر مرصد لحقوق الإنسان يتم تأسيسه في أحد الدول الغربية لرصد جرائم تحالف العدوان علي اليمن؟.

موقع “أجورا فوكس” الفرنسي

ترجمة: شامية الحيدري - المراسل نت

 

المزيد في هذا القسم: