صحيفة امريكية: حرب اليمن فشلت وبن سلمان مشكوك في قدراته

المرصاد نت - متابعات

قالت صحيفة “واشنطن بوست” ان محمد بن سلمان (31 عاما) الذي تم تعيينه الأسبوع الماضي ولي عهد المملكة السعودية يعمل جاهدا على كسب الأصدقاء والنفوذ في واشنطن.bensalman2017.6.28


وقد نال الكثير من المعجبين، بما في ذلك ترامب في البيت الأبيض، من خلال وضع خطط لإصلاح وتحديث الاقتصاد السعودي، وتخفيف الضوابط الاجتماعية المحلية، وليس أقلها – ضخ عشرات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة بشراء الأسلحة.

واضافت الصحيفة “مع أن الأمير بن سلمان صار في موقف رسمي ليخلف والده البالغ من العمر 81 عاما، الملك سلمان، هناك أسباب متزايدة للشك في قدراته. تبدو الإصلاحات الاقتصادية الموجهة نحو السوق متوقفة. وفي الوقت نفسه فإن مبادراته العدوانية في الشؤون الخارجية أثبتت انها مدمرة – وتضر بمصالح الولايات المتحدة”.

وأوضحت “بوصفه وزيرا للدفاع، كان بن سلمان مرتبطا ارتباطا وثيقا بالتدخل العسكري السعودي في اليمن، والذي بدأ بعد وقت ليس ببعيد من صعود والده إلى العرش في يناير 2015. وكان الفشل هو مصير كل ما يتعلق بالحملة العسكرية. وفشلت في إخراج الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء وأدت إلى إصابات جسيمة نجمت عن قصف أهداف مدنية. واتهمت منظمات حقوق الإنسان السعوديين وحلفاءهم، بما في ذلك الإمارات، بارتكاب جرائم حرب”.

والأسوأ من ذلك أن التحالف السعودي ساعد في خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم منذ عقود. ويواجه نحو 17 مليون يمني خطر المجاعة وأصيب أكثر من 200 ألف يمني بوباء الكوليرا منذ أبريل وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة. وفي المتوسط وفقا لتقارير الأمم المتحدة يموت طفل كل 10 دقائق في اليمن بسبب سوء التغذية والإسهال وغيرها من الامراض التي يمكن الوقاية منها.

وعلى الرغم من أنه منذ وقت طويل أصبح واضحا أن الحرب غير قابلة للاستمرار إلا أن القيادة السعودية لا تزال مستمرة – ونجحت في إقناع إدارة ترامب بتجديد الدعم لها، بما في ذلك عمليات تسليم القنابل، التي علقتها إدارة أوباما. ويقول السعوديون إن أعداءهم الحوثيين هم وكلاء لإيران، لكن العديد من الخبراء يعتقدون أنهم يبالغون في هذا الامر. وفي الوقت نفسه، فإن الحرب تنتقص من المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، والتي سحبت منها دول الخليج مواردها.

ثم هناك حصار قطر المفروض من قبل أربع دول عربية سنية، وهي مبادرة أخرى بقيادة سعودية بدأت في 5 يونيو. وقال القادة السعوديون إن هدفهم هو إنهاء الدعم القطري للإرهاب – وهو ادعاء مشكوك فيه رغم أنه حظي بتأييد الرئيس ترامب. والجمعة الماضية، وبعد الانتقادات العلنية من وزارة الخارجية، قدم المحاصرون قائمة مطالبهم. على سبيل المثال، ستغلق قطر شبكة تلفزيون الجزيرة، وهي أكبر محطة إخبارية في العالم العربي. كما يطالب السعوديون بإغلاق قاعدة عسكرية في قطر تحتفظ بها تركيا العضو في حلف الناتو.

كما تقع أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط في قطر وهي مركز للعمليات ضد تنظيم داعش. وعلى الرغم من تصريحات ترامب الداعمة، فإن المقاطعة تلحق أضرارا بالغة بالمصالح الأمريكية وعلى غرار حرب اليمن فانها يجب أن تكون سببا لعدم التسرع في احتضان ولي العهد السعودي الجديد. على الرغم من أنه قد يكون ساحرا، مغامرته تجعله حليفا مشكوكا فيه.

صحيفة فرنسية: تدخل محمد بن سلمان عسكريا في اليمن ليس لمحاربة انصار الله فحسب

نشرت صحيفة “لوجورنال دوديمانش” الفرنسية؛ تقريرا تطرقت فيه للحديث عن التطورات التي ستطرأ على السعودية بعد تعيين الأمير الشاب محمد بن سلمان وليا للعهد، خلفا للأمير محمد بن نايف.

وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته “عربي21″، إن سياسة السعودية ستكون أكثر حدة. وتعيين ابن سلمان في هذا المنصب يعد بمثابة خطوة نحو مزيد من تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، في حين يطمح الأمير الشاب إلى تغيير جذري داخل المجتمع السعودي المحافظ.

وذكرت الصحيفة أن تولي شخص واحد لأكثر من منصب لا يعد سابقة في السعودية، علما بأن ابن سلمان قد عيّن وزيرا للدفاع سنة 2015، والآن تولى أيضا منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية. ولعل هذه المناصب المرموقة في هياكل حيوية ستتيح للأمير فرصة إدارة سياسة بلاده الاقتصادية، ناهيك عن لعب دور بارز على الساحة الدولية.

ويرى الكاتب والصحفي الفرنسي، أوليفيه دو لارج، أنه من أولويات ولي العهد الجديد تعزيز التقارب مع “العم سام”، حيث سارع ابن سلمان إلى زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عشية تنصيبه وزيرا للدفاع.

ويقول دو لارج إنه ما من شك أن الأمير الشاب يقف وراء دعوة ترامب إلى زيارة الرياض خلال أواخر شهر أيار/ مايو الماضي. وذلك إن دل على شيء، فهو يدل على مساعي ابن سلمان الحثيثة لكسب ود واشنطن.

من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى تقارب وجهات النظر بين ابن سلمان والرئيس الأمريكي فيما يخص موقفهما من إيران. وفي هذا الإطار، نوهت الأخصائية في قضايا الشرق الأوسط، أنييس ليفالوا، أن “كلا الطرفين يشمئزان من إيران، حيث أبدى ترامب عداءه لطهران رغم أن سلفه، باراك أوباما، وقع معها عدة اتفاقيات بخصوص البرنامج النووي. وبلا شك فإن موقف ترامب من طهران سيثلج صدر محمد بن سلمان”.

وذكرت الصحيفة أن محمد بن سلمان قد عمل على إثبات نفسه عندما تولى منصب وزير الدفاع؛ محاولا إقناع باقي الأمراء بتولي هذا المنصب الحساس علما بأنه العقل المدبر لمخطط التدخل العسكري السعودي في اليمن ووفقا الأخصائية ليفالوا فإن “تدخل محمد بن سلمان عسكريا في اليمن ليس لمحاربة انصار الله فحسب بل ليملي رأيه على باقي وزراء آل سعود”.

وأكدت الصحيفة أن ابن سلمان يعد سرية الجيل الجديد من الأمراء الذين يريدون القطع مع سياسة الماضي. وتنقل عن ليفالوا قولها: “السعودية قد تمكنت نوعا ما من الحفاظ على بريقها كقوة إقليمية إلى حدود انطلاق ثورات الربيع العربي. ولا يعد ابن سلمان الرمز الوحيد الممثل لجيل الأمراء الجدد، فهناك من يشاطره نفس الرؤية إلى حد ما على رأسهم محمد بن زايد في الإمارات. فهذان الأميران يعملان على الإمساك بزمام الأمور والسيطرة على مراكز اتخاذ القرار في بلديهما”.

أما على الصعيد الداخلي يعمل بن سلمان على إطلاق موجة من الإصلاحات داخل المملكة وقد استهل إصلاحاته ببرنامج اقتصادي تبلور في “رؤية 2030” الاقتصادية. وتتلخص هذه الرؤية في البحث عن بديل اقتصادي بعيدا عن الثروة الطاقية. كما وصل به الحد إلى الدعوة إلى خصخصة 5 في المئة من شركة أرامكو النفطية. أما على الصعيد الثقافي، فقد أعد ابن سلمان مشروعا مرتكزا على الانفتاح، حيث نظم الأمير الشاب عدة حفلات موسيقية ومهرجانات مسرحية في تحد صارخ لتقاليد المجتمع السعودي “المحافظ والمتزمت”، بحسب الصحيفة.

المزيد في هذا القسم: