المرصاد نت - متابعات
في تكرار لسيناريو عام 2012 انسحب عناصر «القاعدة» من مدينة عزان في محافظة شبوة لتحلّ محلهم قوات «النخبة الشبوانية» المدعومة من الإمارات وفيما تحدثت أبو ظبي وواشنطن عن «عملية نوعية» أدت إلى ذلك الانسحاب أكدت المعلومات أن هذا التطور جاء بعد وساطة تولّتها قيادات موالية للسعودية
في ما يبدو أنه جزء من عملية تقاسم نفوذ بين الأجنحة المدعومة من السعودية وتلك الموالية للإمارات في جنوب البلاد دخلت قوات «النخبة الشبوانية» التي أنشأتها أبو ظبي ودربتها في مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت إلى مدينة عزان ثاني أكبر مدن محافظة شبوة بعد انسحاب عناصر «القاعدة» منها وكانت تلك القوات قد بدأت أول من أمس تقدمها في المحافظة التي ستتولى مهمة تأمين المنشآت الحيوية فيها بما في ذلك منشأة بلحاف لإنتاج الغاز المسال.
ولم يكد عناصر «النخبة» يخترقون الخميس أولى محطات خطّ سيرهم حتى استهدفهم مسلحو «القاعدة» بسيارة مفخخة ما أدى إلى مقتل 7 جنود وإصابة 8 آخرين. افتتاح دمويّ سرعان ما تبدّل في اليوم الثاني من عملية الانتشار حيث أفيد عن انسحاب عناصر «القاعدة» من عزان من دون قتال. وجاءت أنباء هذا الانسحاب لتدحض حديث أبو ظبي ومن ورائها واشنطن عن «عملية نوعية» ضد التنظيم. وبعدما بادرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية إلى الإعلان عن تلك العملية المفترضة تبعتها في ذلك سفارة الإمارات في واشنطن، والتي قالت لوكالة «فرانس برس» إن «العملية تدعمها قوة تجمع بين الإمارات والولايات المتحدة».
وأعلن البنتاغون أمس الجمعة 4 يوليو/تموز 2017 أن قوات خاصة أميركية تساعد الإماراتيين والقوات المحلية في عملياتهم ضد تنظيم القاعدة وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس إن الهدف من هذه العمليات والتي تجري بشكل رئيسي في محافظة شبوة شرق اليمن حيث ينشط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بشكل خاص هو “تدمير” قدرة القاعدة على شن عمليات إرهابية.
وأشار ديفيس إلى أن المساعدة الامريكية تأتي استمرارا لما يقومون به منذ يناير/كانون ثان 2017 واكد أن ذلك يتضمن عدد قليل جدا من القوات الأميركية على الأرض مشيرا إلى أنهم هناك خصوصا من اجل المساعدة في تدفق المعلومات ولفت ديفيس إلى أن الولايات المتحدة شنت أكثر من 80 غارة جوية منذ 28 فبرائر/شباط 2017 في اليمن.
وذكر المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس بدوره أن قوات خاصة أميركية تساعد الإماراتيين والقوات المحلية في عملياتهم ضد «القاعدة» في شبوة لافتاً إلى أن الهدف هو «تدمير قدرة القاعدة على شنّ عمليات إرهابية». وأوضح أن «مساعداتنا في المكان استمرار لما نقوم به منذ كانون الثاني» مضيفاً أن «هذا يتضمن عدداً قليلاً جداً من القوات الأميركية على الأرض وهم هناك خصوصاً من أجل المساعدة في تدفّق المعلومات». لكنّ الادعاءات الأميركية والإماراتية لا تدعمها المعلومات الواردة من شبوة والتي تفيد بأن انسحاب عناصر «القاعدة» جاء بعد اتصالات أجرتها قيادات عسكرية موالية لهادي بقيادات التنظيم التي وُعدت بـ«الأمان» مقابل إخلاء المحافظة والاتجاه نحو محافظتي مأرب والجوف في مؤشر إضافي إلى وجود اتفاق بين حكومة هادي وأبو ظبي.
ويأتي انتشار قوات «النخبة» في شبوة بعد أيام على دخول قوات من «اللواء الأول ــ دعم وإسناد»، المدعوم من الإمارات إلى محافظة أبين للقيام بمهمات «تأمين الخط الساحلي في شقرة من تسلل عناصر تنظيم القاعدة» كما يأتي بعد أيام أيضاً، على بدء خروج الألوية الموالية لهادي من مدينة عدن بموجب اتفاق تم التوصل إليه قبل شهر بين قيادة القوات الإماراتية في تحالف العدوان وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة التابعة لهادي وتبدو تلك التحركات ترجمة لمقايضة يتم السماح بموجبها لحكومة أحمد عبيد بن دغر بممارسة نشاطها في «المحافظات المحررة» مقابل وقف «مناكفتها» للألوية والميليشيات المحسوبة على أبو ظبي مقايضة لم تبدُ زيارة بن دغر، قبل أيام إلى محافظة أبين، إلا جزءاً من تطبيقاتها.
وفي هذا السياق كان لافتاً ما نشرته وسائل إعلام إماراتية شبه رسمية عن قيام السعودية بـ«إذابة التباينات بين الحكومة اليمنية والإمارات». وبحسب التقارير التي نشرتها فإن لقاءات مكثّفة عُقدت في تموز الماضي بين قيادة القوات الإماراتية في عدن وحكومة بن دغر، أدّت إلى «تقريب وجهات النظر المختلفة» وانعكست في «ارتفاع وتيرة الأداء الحكومي بشكل ملحوظ في عدن وبعض المحافظات المجاورة». وتوقعت التقارير المذكورة أن يثمر ذلك التقارب مزيداً من الاتفاقيات التي «سيتم توقيعها في الأيام المقبلة» وأن «يسهم في إيجاد رؤية موحدة لمستقبل العمليات في الساحل الغربي».
صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية :الإمارات بالنسبة إلى واشنطن... حليف وصداع
وفي سياق متصل حذّرت الولايات المتحدة حلفاءها من ضرورة التراجع وضبط النفس عقب اندلاع الحرب علي اليمن قبل عامين لكن جهود واشنطن قوّضت بهدوء من قبل أحد حلفائها دولة الإمارات وعلى الرغم من مقتل آلاف الأشخاص في المعارك والضربات الجوية التي ينفذها التحالف العسكري بقيادة السعودية حثّت الإمارات شركاءها في التحالف على عدم الامتثال لنداءات وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري الداعية إلى إجراء محادثات سلام وإعلان وقف لإطلاق النار.
حينها شدّد محمد بن زايد آل نهيان لرئيس الوزراء اليمني على ضرورة أن «أن يكون اليمنيون حازمين».
هذا التطور ألقى الضوء على سعي الإمارات للعب دور مؤثر في الشرق الأوسط، من خلال استخدام القوة العسكرية والدبلوماسية وغيرها من الوسائل السرية. وفي اليمن وغيره من البلدان (ومن ضمنها ليبيا) أدى هذا الدور إلى توتر العلاقات بين أبو ظبي والولايات المتحدة (…) وظهرت التوترات بين الحليفين الشهر الماضي عندما قال مسؤولون في المخابرات الأميركية إن الإمارات اخترقت موقع الحكومة القطرية الإلكتروني وهي خطوة فاقمت الخلافات بين دول الخليج وأجبرت البيت الأبيض على لعب دور مزعج: دور الوسيط.
(...) ويختصر مسؤول أميركي كبير العلاقة العسكرية بين واشنطن وأبو ظبي بالقول إن «مخاطر خلق قدرة عسكرية مستقلة هي أنك تخلق قدرة عسكرية مستقلة»، مشيراً إلى أن «من الرائع أن نكون شركاء مع الإمارات... لكننا لا نتفق دائماً».
الرمال المتحركة في اليمن؟
في أيّار عام 2015 نجح كيري في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن إلّا أنه انهار بعد بضعة أيام واليوم بعد أكثر من عامين قتل آلاف اليمنيين في غارات تحالف العدوان الجوية... في حين يُهدد الجوع والمرض بما في ذلك وباء الكوليرا حياة الملايين أما الحديث عن حل سياسي، فهو شبه غير موجود.
(...) ووفق منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج في البيت الأبيض ومساعد الرئيس الأميركي السابق أوباما روبرت مالي حذّرت إدارة أوباما حلفاءها في الخليج من أن التدخل خاطئ لكنها قررت دعم التحالف العسكري وذلك لإرضاء هذه الدول الغاضبة من المفاوضات النووية مع إيران. وقال «كنا نخشى من أن هذه الحرب لن تنتهي بسرعة... الحوثيون لديهم قدرات عسكرية أقل لكنهم مستعدون للقتال وعدم الاستسلام». وبدا المسؤولون الإماراتيون قلقين أيضاً إذ كتب السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في رسالة لأحد زملائه تمّ تسريبها، أنه «في حين ركّزت التغطية الإعلامية على الأزمة الإنسانية في اليمن إلّا أن الإمارات تفقد موقعها الأخلاقي المترفع عن مثل هذه الاعتداءات».
(...) وقد ورطت أبو ظبي واشنطن في مشكلة عقب تقارير تتحدث عن إقامة الإمارات شبكة من السجون السرية في جنوب اليمن. ووفق شهود عيان توجد قوات أميركية في هذه السجون التي تعرض المعتقلون فيها للتعذيب. ويسأل المسؤول السابق في البنتاغون ريان غودمان والذي شارك في إعداد تقرير صدر أخيراً خلص إلى أن الولايات المتحدة بسبب دعمها لعمليات الإمارات في اليمن هي مسؤولة قانونياً عن الانتهاكات في هذه السجون: «هل هذه هي حقّاً الطريقة المثلى لتحقيق الهدف الطويل الأمد المتمثل في مكافحة القاعدة في الجزيرة العربية أو ضمان الاستقرار في اليمن؟».
المزيد في هذا القسم:
- غارات هستيرية علي عدة محافظات وبوراج العدوان تشنُّ قصفاً مكثفاً على المخا المرصاد نت - متابعات كثف طيران العدوان الأمريكي السعودي الغاشم اليوم السبت 11 رجب 1438هـ من غاراته الإجرامية على عدد من محافظات الجمهورية مخلفاً أضرار كبيرة ب...
- تراجع جديد للريال اليمني المرصاد-متابعات سجل الريال اليمني، اليوم الأربعاء، تراجعًا جديدًا أمام نظيراته من العملات الأجنبية، في مدينة عدن (جنوب البلاد)، والمدن الواقعة تحت سلطات الحكوم...
- محمد عبدالسلام : ما زلنا مع أي حل سياسي عادل يضمن الشراكة والتوافق المرصاد نت - الكويت التقى فريق القوى الوطنية برئاسة محمد عبدالسلام وعارف الزوكا صباح اليوم الثلاثاء بأمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي أكد خل...
- ملاحظات على هامش العدوان: نهاية سعودية وبداية يمنية المرصاد نت - عدنان باوزير (1) إسقاط هيبة السعودية لعلّ أكبر مكسب حققه الجيش اليمني ولجانه الشعبية في مواجهة العدوان هو إسقاط هيبة الدولة السعودية ليس في عيون...
- اغتيال ضابط في الجيش بامانة العاصمة اغتال مسلحون مجهولون على متن دراجة نارية عصر الثلاثاء في العاصمة صنعاء ضابطاً في الجيش وقاموا بتجريده من سلاحه وكل مقتنياته قبل ان يلوذوا بالفرار ونقلت مصادر ع...
- بن يحيى يتلمس أوضاع الشباب والرياضة في محافظة الحديدة المرصاد نت - خاص يزور الاستاذ حسين زيد بن يحيى القائم باعمال وزير الشباب والرياضة محافظة الحديدة حيث تعتبر هذه الزيارة التفقدية ضمن اولويات الوزارة في الاطلاع ...
- الجيش مسنوداً باللجان الشعبية يُسيطر على مواقع جديدة في مأرب ويتمكن من طرد “القاعدة” رغم ا... تمكن الجيش مسنودا باللجان الشعبية، اليوم، من تطهير عددا من المناطق والتباب والمواقع العسكرية في الجهة الجنوبية والغربية لمدينة مارب من العناصر التكفيرية والإرها...
- تحالف عربي ــ إسرائيلي من باب المندب إلى مضائق خليج العقبة المرصاد نت - متابعات إنه ممر باب المندب الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر على مبعدة 30 كيلومترا بين اليمن وجيبوتي ويعد أحد أهم خطوط النقل في العالم يصل البحر ال...
- السعودية توجه بتصفية الشيخ الحريزي وجماعة هادي توضح! المرصاد نت - متابعات نشرت وسائل اعلام مرتبطة بالرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي ان السلطات السعودية اصدرت توجيهات بتصفية الشيخ الحريزي .وكشف مصدر...
- عدن : إجراءات حكومة هادي ووعود التحالف لا تكبح الغضب الشعبي المرصاد نت - متابعات تحاول حكومة هادي مسنودةً بوعود من قبل النظام السعودي تدارك الغضب المتصاعد في عدن والمحافظات المجاورة لها بإجراءات اقتصادية تستهدف بالدرجة...