تقارير أممية تنتقد الإجرام السعودي في اليمن.. والمأساة مستمرّة

المرصاد نت - متابعات

لا يزال تحالف العدوان السعودي مستمرا في حربه الدامية على اليمن في ظروف معيشية وصحيّة صعبة يعاني منها الشعب الأعزل وقد كثرت في الآونة الأخيرة التقارير الأممية un yemen2018.1.17المحذّرة من تمادي العنف وتفاقم الأزمات الإنسانية التي بلغت حدا لا يطاق.


حول ذلك عرضت وسيلة إعلام أمريكية أمس الثلاثاء تفاصيل جديدة حول تقرير الأمم المتحدة بشأن اليمن. وحسب قناة سي إن إن ينتقد التقرير اللتحالف العسكري الذي تقوده السعودية لعدم اتخاذ الاجراءات المناسبة لمنع وقوع خسائر بشرية في الحرب اليمنية.

وينتقد التقرير أيضا الأعمال التي تقوم بها السعودية لمنع وصول الإغاثة الإنسانية لليمنيين. ويستخدم التحالف "تهديدات الجوع كأدوات للمساومة والحرب".

وفي جزء آخر من التقرير يتناول خبراء الأمم المتحدة عشر غارات للتحالف أودت بحياة حوالي مئة شخص من الأبرياء.

وقال التقرير "ان الاجراءات التى اتخذها ائتلاف السعودية للحد من الخسائر فى الاطفال ان وجدت كانت غير فعالة الى حد كبير".

وعلى صعيد متّصل، كشفت منظمة اليونيسيف عن أن أكثر من 3 ملايين حالة ولادة جديدة سجلت باليمن منذ تصاعد العنف في مارس 2015.

واستعرضت المنظمة - في تقرير لها صادر اليوم الثلاثاء بعنوان "مولودة في زمن الحرب" ووزعه المكتب الإعلامي الإقليمي لليونيسيف - حياة أطفال اليمن والتي لطخت بالعنف والنزوح والمرض والفقر ونقص التغذية وتعذر الوصول إلى أساسيات الحياة مثل الغذاء والمياه النقية والدواء والتعليم.

ونقل التقرير عن ممثلة اليونيسف في اليمن ميريتشل ريلانو قولها إن هناك جيلا بأكمله من أطفال اليمن يكابدون التبعات المدمرة للحرب الدائرة والتي لا طائل لهم فيها مشيرة إلى أن العنف الدائر أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 5.000 طفل في وقت تفشت فيه حالات سوء التغذية والأمراض على نحوٍ غير مسبوق نتيجةً لتعطل الخدمات الأساسية محذرة من أن الأطفال الذين نجوا من الحرب سيعانون من آثارها حتى مرحلة البلوغ فيما ستمتد عواقبها مدى الحياة.

وقال التقرير إن أكثر من 5.000 طفل قتلوا أو أصيبوا جراء العنف وبمعدل خمسة أطفال في اليوم منذ مارس 2015 كما يوجد حاليًا أكثر من 11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية أي نصف أطفال اليمن تقريبًا.

ووفقا للتقرير الأممي فإن أكثر من نصف أطفال اليمن لا يستطيعون الحصول على مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي ملائم كما أن أقل من نصف المرافق الصحية تعمل بكامل طاقتها وأكثر من نصف أطفال اليمن لا يستطيعون الحصول على مياه شرب مأمونة وخدمات صرف صحي ملائمة.

وذكر أن هناك 1.8 مليون طفل مصابون بسوء التغذية الحاد منهم 400.000 طفل تقريبًا يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ممن باتت حياتهم على المحك كما أن هناك 2 مليون طفل تقريبًا خارج المدرسة منهم حوالي نصف مليون طفل كانوا قد تسربوا من التعليم منذ تصاعد النزاع في مارس 2015.

ولفت إلى أن أكثر من ملیون شخص أصيبوا بأمراض يشتبه في علاقتها بالكولیرا أو الإسهالات المائية الحادة حيث يشكل الأطفال دون الخامسة 25% من إجمالي تلك الحالات مشيرة إلى أن ثلاثة أرباع الفتيات يتزوجن قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة كما بلغ عدد المدارس المدمرة كليًا حتى نهاية سبتمبر 2017 ما مجموعه 256 مدرسة في حين توجد 150 مدرسة محتلة من قبل النازحين إضافة إلى 23 مدرسة تحتلها جماعات مسلحة.

وأوضح أنه وحتى قبل اندلاع العدوان الحالي في 2015، كانت اليمن هي البلد الأشد فقرًا في منطقة الشرق الأوسط وأحد أفقر دول العالم فقد عانت عقودًا من تأخر عجلة التنمية وتردي الاقتصاد واندلاع النزاعات المتكررة بالإضافة إلى انهيار البنية التحتية والخدمات العامة حيث يعتمد غالبية الأطفال والأُسر على العون الإنساني للبقاء على قيد الحياة.

ودعت اليونيسيف جميع أطراف النزاع والأطراف ذات النفوذ عليها والمجتمع الدولي إعطاء الأولوية لحماية أطفال اليمن من خلال التوصل إلى حل سياسي سلمي فورًا ووضع حد للعنف التزامها بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية الأطفال أثناء النزاع دون قيد أو شرط وفتح المجال أمام الوصول المساعدات إلى كل طفل محتاج في اليمن بشكل مستدام وغير تقليدي وكذا رفع القيود المفروضة على واردات البضائع إلى اليمن مؤكدة أن الغذاء والوقود ضروريان لمواجهة خطر المجاعة وتشغيل المستشفيات وشبكات المياه الحيوية.

وطالبت جميع الأطراف بالحيلولة دون انهيار الخدمات الاجتماعية العامة بشكل تام بما في ذلك الرعاية الصحية وشبكات المياه والتعليم كما يتوجب صرف مرتبات العاملين/العاملات الصحيات والمعلمين/المعلمات وتوفير الأموال الكافية لضمات ديمومة المساعدات حيث تبلغ قيمة المناشدة التي أطلقتها اليونيسف لعام 2018 ما مجموعه 312 مليون دولار أمريكي كي يتسنى لها مواصلة الاستجابة للاحتياجات العاجلة لأطفال اليمن.

فإلى متى يكتفى المجتمع الدّولي بالتنديد والنقد من بعيد وهل للشعب اليمني وسيلة غير الصبر والصمود لمكافحة أداة الإجرام السعودية؟!

وفي سياق متصل وفي تصريح هو الأول من نوعه هاجم رئيس حكومة هادي أحمد عبيد بن دغر قيادة «التحالف» مطالباً إياها بإنقاذ الريال اليمني تحت طائلة «تغير الموقف الدولي من الأزمة في اليمن». يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على السعودية بهدف إبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً استدراكاً لـ«أسوأ أزمة جوع في العالم» على حد توصيف برنامج الأغذية العالمي

وفي ثالث عملية من نوعها منذ بدء العام الحالي أطلقت القوة الصاروخية في الجيش واللجان الشعبية صاروخاً باليستياً قصير المدى على مطار جازان الإقليمي. ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن مصدر في القوة الصاروخية تأكيده أن «الصاروخ أصاب هدفه بدقة».

واعترفت السلطات السعودية بإطلاق الصاروخ لكنها قالت إنها «تمكنت من اعتراضه وإسقاطه». وكرّر المتحدث باسم قيادة «التحالف» تركي المالكي اتهامه إيران بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ التي تستهدف «أمن المملكة والأمن الإقليمي والدولي» مجدداً دعوته المجتمع الدولي إلى «اتخاذ خطوات أكثر جدية وفاعلية لوقف الانتهاكات الإيرانية السافرة».

وسبق للقوة الصاروخية اليمنية أن استهدفت في الـ11 من الشهر الجاري معسكر القوات الخاصة السعودية في نجران بصاروخ باليستي من نوع «قاهر M2». وفي الـ5 من الشهر نفسه استهدف صاروخ باليستي قصير المدى معسكر «قوة الواجب» التابع للجيش السعودي في نجران.

على خط مواز دعت الأمم المتحدة أمس تحالف العدوان إلى إبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً حتى ما بعد يوم الجمعة المقبل الذي حددته السعودية موعداً نهائياً للسماح بإدخال البضائع. وأشارت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، ميريتكسيل ريلانو، خلال مؤتمر صحافي عقدته في صنعاء إلى أن «الميناء سيُفتح حتى يوم الـ19 من هذا الشهر وبعد ذلك لا نعلم ما إذا كان التحالف سيغلقه أم سيتركه مفتوحاً»، مستدركة بأن «الشعور العام هو أنهم سيمددون هذه الفترة حتى يسمحوا بدخول السلع التجارية خاصة الوقود». ولفتت ريلانو إلى أن «أكثر من 11 مليون طفل يمني يحتاجون مساعدات إنسانية»، متابعة أن «25 ألف مولود يمني يموتون عند الولادة أو قبل بلوغ شهرهم الأول».

من جهتها، نبهت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بيتينا ليوشر إلى أن «اليمن بين براثن أسوأ أزمة جوع في العالم» مضيفة أن «ما يحدث الآن كابوس». وناشدت ليوشر في تصريحات من جنيف «الأطراف على الأرض السماح لنا بمواصلة جلب الغذاء والدواء بانتظام حتى يمكن درء المجاعة». ورداً على سؤال بشأن الحديدة أجابت المتحدثة بأن «من الواضح أنه قد تم استيراد وتشغيل الروافع، فنحن نأمل ومتفائلون بأن عملنا سيستمر».

بدورها حذرت فضيلة شعيب من منظمة الصحة العالمية من أن حالات الإصابة بمرض الدفتيريا «تنتشر بسرعة»، مع ظهور 678 حالة إصابة و48 حالة وفاة خلال أربعة أشهر، لافتة إلى أن إب والحديدة هما الأكثر تضرراً من بين محافظات اليمن المصابة وعددها 19. وشددت على أنه «يمكننا وقف انتشار المرض بتوفير المضادات الحيوية والتطعيم».

في سياق متصل أفيد عن قيام السلطات السعودية ببيع حاويات تعود إلى تجار يمنيين في مزاد ميناء جدة «بسبب انتهاء الوقت المسموح به لبقاء البضائع داخل الميناء». وتحظر السعودية على التجار اليمنيين استخدام سيارات الدفع الرباعي في نقل بضائعهم إلى اليمن الأمر الذي يحتم عليهم استخدام سيارات صغيرة وخاصة لا تتلاءم وطبيعة عملهم. وانطلاقاً من ذلك أصدر التجار بياناً قبل أسابيع طالبوا فيه حكومة هادي و«التحالف» بالسماح لهم بإدخال بضائعهم إلى اليمن محذرين من خسائر كبيرة سيتعرضون لها في حال تم بيع بضائعهم في المزاد العلني بميناء جدة.

جنوباً، منعت قوات «التحالف» 13 سفينة من الدخول إلى ميناء عدن بعد توقفها في منطقة الانتظار لأكثر من شهر. ونبه رئيس موانئ خليج عدن محمد أمزربة في رسالة إلى وزير النقل في حكومة هادي إلى أن تلك الخطوة تنذر بـ«توقف بعض الخطوط المنتظمة لنقل البضائع المتجهة إلى ميناء عدن وذلك بسبب تأخير إصدار التصاريح» متابعاً أن «توقف الخطوط المنتظمة يعني مزيداً من الضغط الاقتصادي على اليمن ومزيداً من الخسائر، التي ستنعكس مباشرة على كاهل المواطن اليمني».

في خضم ذلك كله وفي ظل التدهور المتواصل في سعر صرف الريال اليمني والذي وصل خلال الأيام القليلة الماضية إلى حوالى 500 ريال للدولار الواحد، برز تصريح لافت لرئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، هاجم فيه مبطناً قيادة «التحالف»، داعياً إياها إلى «إنقاذ الريال اليمني من الانهيار التام» معتبراً أن «الوديعة وتوفير المشتقات النفطية للكهرباء فقط، إجراءات كافية لإنقاذ الريال اليمني واليمنيين من الانهيار» وحذر بن دغر من أنه «بسبب الانهيار الاقتصادي؛ الأصوات الخافتة التي تطالب اليوم بوقف إطلاق النار،

والاعتراف بالأمر الواقع سوف تعلو غداً وسيسمعها العالم، وستشكل ضغوطاً قوية على موقف حكومته وعلى التحالف وسيتغير الموقف الدولي من الأزمة في اليمن وعلينا أن نتحمل ما سيحدث بعدها». وفيما سرت أنباء عن أن تصريح بن دغر الأول من نوعه قد يُترجم خلال الساعات المقبلة إلى خطوة عملية من قبيل تقديم استقالته أفيد عن اتصال هاتفي بين هادي وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ناقش الوضع الاقتصادي في ما قد يكون محاولة لفرملة تصعيد بن دغر.

المزيد في هذا القسم: