المرصاد نت - يحيي قاسم المدار
تعرضت أسرة المواطن حسين بن قاسم الحملي لثلاث غارات من طيران العدوان على منزلهم المبني من القصب والشجر في منطقة المحرق بمحافظة حجة
ربما أخطأتهم الغارة الأولى التي قضت على مزرعتهم والغارة الثانية التي تسببت بنفوق أغنامهم لكن الثالثة حققت الهدف فقتلتهم جميعا خمسة أطفال بالإضافة إلى الأم الحامل في الشهر السابع، الغارات العدوانية حولتهم إلى قطع متناثرة وأشلاء في البر، بقيت جثتان لطفلين لكنهما بدتا متفحمتين عليهما آثار الدماء والبارود الأسود الحاقد كحقد قلوب القتلة الذين لم يرأفوا بأطفال في منطقة نائية بعيدة عن آثار الحياة ومعزولة عن أبسط الخدمات التي يتمتع بها الإنسان العادي في اليمن.
يبدو الأب حسين مذهولا مما جرى لأسرته التي تركها للتو، بعد أن ذهب للبحث عمّا يسد رمقهم من الأكل والشراب، يتحدث حامدا لله على المصيبة يشرحها بغصة وحسرة عن خسارته العظيمة في فقدان رفاق الدرب وفلذات الأكباد وعن طفل ما يزال في أحشاء أمه كان ينتظره بفارغ الصبر ليخرج إلى جوار إخوانه، ويتابع بألم الفراق قائلا: (حتى المواشي ضربت، لم يتبق معي شيء)، حشرجة الكلمات التي كان ينطقها، تكفي للثأر والانتقام من العدو الجبان الذي استحل كل المحرمات واستباح الإنسانية في البلاد.
يروي الجيران في القرية المستهدفة تفاصيل مفزعة من ملاحق طيران العدوان للأطفال الذين التجأوا بظل شجرة صغيرة علها تنجيهم من قنابل الإجرام، وتحتها تواروا في كنف أمهم التي غطتهم بحنانها وحبها خوفا عليهم بعد غارتين سابقتين، فعلت الأم ذلك حتى لا يمسهم سوء أو مكروه، أخفتهم عن أعين الطيار الذي كان يراقب تحركاتهم بكل تفاصيلها، لكنه كان لهم جميعا بالمرصاد قضي عليهم بغارة ثالثة حتى تناثروا في كل مكان.
طيران الحقد السعودي الأمريكي يرى ويبصر أهدافه ويتقن تصويبها يضرب جيدا مع سبق الإصرار والترصد، يهتم كثيرا وينتقي باحتراف بالغ الأهداف التي يضربها في كل مكان في اليمن، لم يسلم من غاراته البشر أو الشجر ولا الحجر، وكما هو حال هذه الجريمة البشعة بحق الإنسانية بحق الأطفال والنساء الذي يعانون يوميا من شظف العيش وقلة الأكل والشرب بل انعدامها في أغلب الأحيان.
هؤلاء الأطفال المقتولون ظلما وعدوانا كما أقرانهم من أطفال اليمن كثيرون لا يعلمون حتى اسم السعودية لفظا فضلا عن محاربتها أو التدخل في شؤونها وإقلاق سكينتها أو الانقلاب على الحكم الشرعي في اليمن، ما الذي جناه أطفال اليمن حتى تعاقبهم السعودية وأمريكا والإمارات وكل دول الإجرام المتحالفة معهم في إبادتهم والقضاء على الطفولة.
الاستهداف الممنهج والانتقاء لنوعية الأهداف التي يرصدها العدو أو حتى مرتزقته لا تخطئ الطفولة في اليمن منذ أول يوم للعدوان على اليمن، ما يشي بأن عقدة فرعون ما تزال تعشعش في أفكار ومخيلات آل سعود وآل نهيان وعملاءهم على كل اليمنيين الأحرار وليس على الأحياء حاليا.
عقلية صحراوية غبية تتعقب جيل المستقبل وتخاف على ملكها المرتهن لأمريكا وبريطانيا الواقع تحت حمايتهم منذ نشأ وترعرع على القتل والسلب والنهب لكل عابر في أراضيهم التي سخرها الاحتلال البريطاني لهم قبل مائة عام.
إذن ما الذي يعنيه قتل أسرة بكاملها في وضح النهار أو حتى غسق الليل، غير الحقد والإجرام والنفسيات العمياء المشبعة بالغباء ضد أناس عزل بعيدين كل البعد عن أماكن المواجهة، تلك الأماكن التي هجروا منها أبناءها بغاراتهم ومدافعهم، ودمروا فيها كل شيء يمت إلى الحياة، مناطق شاسعة أضحت كأن لم تكن في يوما من الأيام مدنا صاخبة ولا تنام لحركتها المتواصلة ليلا ونهارا.
كل شيء في اليمن يحدثك عن إجرام تحالف العدوان عن عشرات الآلاف من الضحايا ومثلهم أو يزيدون من الجرحى والمفقودين، والأسر التي فقدت معيلها، والكثير منها فقدت منازلها وأماكن عيشها بعد أن قضى العدوان على محلاتهم وأسواقهم أو مزارعهم التي يقتاتون منها، فأصبحت كالصريم تذروه الرياح، أصبح الملايين من اليمنيين يعانون من العدوان المستمر لقرابة الأعوام الثلاثة والحصار الجائر عليهم، دون أن يحرك العالم ساكنا أو يتفوه باستنكار أو إدانة لجريمة
يتعرض اليمنيون لحرب إبادة شاملة قضت على كل مقومات العيش والحياة، ناهيك عن الأمراض التي تعصف بهم وتقتل الكثير منهم في مناطق شتى، وما يزال العدوان والضربات الجوية تحصد الآلاف من اليمنيين صغارا وكبارا ولا يزال الحصار الظالم يستهدف الجميع ويمنع حتى دخول العلاج والوقود وغيره حتى إشعار آخر كما يؤكد المعتدون.
المزيد في هذا القسم:
- الرياض تنشئ قاعدتين عسكريتين في عدن: استياء سعودي من الإمارات ! المرصاد نت - لقمان عبدالله بعد انسحابها من شمال اليمن وغربه (مأرب والساحل الغربي) تستعجل الإمارات تكريس الأهداف المعلنة لاستراتيجيتها الجديدة التي تحوّلت بموج...
- الحرب تندلع في( قرية القابل )تفاصيل المواجهات والاسباب تطورت الاحداث والمواجهات المسلحة بين مواطني المنطقة المنتمين لأنصار الله واتباع علي محسن الاحمر وحزب الاصلاح في منطقة قرية القابل الواقعة بمحافظة صنعاء عقب مواج...
- مسيرة غاضبه ضد العدوان الهمجي السعودي الأمريكي خرجت الحشود الغاضبة عصر اليوم في مسيرة مليونية بشارع بأب اليمن تؤكد وقوفها أمام الهجمة الشرسة والعدوان الهمجي السعودي الأمريكي الذي يستهدف الشعب ومقدراته ويسع...
- مصادر : نقل مصابين إماراتيين بفيروس "كورونا" إلى عدن! المرصاد نت - متابعات افادت مصادر مسؤولة عن قيام النظام الإماراتي بنقل مرضى إماراتيين مصابين ب”كورونا ” إلى عدن واضافت المصادر أن المصابين الإماراتيين ب”فيروس ...
- انطلاقة متعثّرة لـ«جنيف 3»: الإقرار بالهزيمة مؤجّل المرصاد نت - متابعات لا يمكن النظر إلى الجولة الرابعة من جولات مشاورات السلام اليمنية إلا بوصفها مَسرْباً للسعودية والإمارات تتفاديان من خلاله الإقرار بهزيمته...
- تحالف العدوان يواصل احتجاز 13 سفينة وقود ومواد غذائية بالحديدة! المرصاد نت - متابعات أكد مصدر في ميناء الحديدة، اليوم الأربعاء، أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي يواصل احتجاز 13 سفينة تحمل مشتقات نفطية ومواد غذائية. وأوضح ...
- قراءة : سر الاعتراف السعودي السريع بقصف الصالة الكبرى المرصاد نت - خاص اخر خبر هو اعترف السعودية قرن الشيطان بقصفها الصالة الكبرى بالخطاء وفق معلومات خاطئة كما زعموا وفق تقرير اللجنة التي شكلوها لهذا الغرض ب...
- الساحل الغربي .. أكبر مقتلة في صفوف الجنود الإماراتيين والمرتزقة المرصاد نت - متابعات في وقت تستعد فيه قوي تحالف العدوان للدفع بقوات جديدة بقيادة نجل شقيق الرئيس السابق طارق محمد صالح إلى الساحل الغربي تلقت المليشيات الموال...
- الجنوب بين الهيمنة والأطماع السعودية وفساد الشرعية ! المرصاد نت - متابعات تزايدت حدة انتهاكات القوات السعودية في منفذ شحن بمحافظة المهرة الحدودية مع عمان وصولا الى مضايقة التجار والمسافرين وانتهاك حقوقهم . وقال...
- إغتيال ضباط في الأحوال المدنية بتعز وإصابة أحد مرافقيه اقدم مسلحون يمتطون دراجة نارية على إغتيال ضابط يعمل في الاحوال المدنية بمدينة تعز . وطبقا لمصادر محلية فإن الضابط فكري البروي تعرض لإطلاق الرصاص بالقرب من صالة...