المرصاد نت - خاص
مثّل خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي نقلة استراتيجية في مواجهة العدوان السعودي الامريكي ورسم معادلات عسكرية جديدة ونقل المعركة الى عمق اراضي دول العدوان مستهدفا صلب اقتصادها وشكّل مرحلة جديدة في تغيير المشهد السياسي في المنطقة
واكّد على دخول اليمن مرحلة التأثير الاقليمي والدولي واعاد لليمن امجاده وتاريخه وحضارته وقدّم مشهدا جديدا لعظمة الشعب اليمني وصموده الاسطوري ضد العدوان العالمي وحصّن النسيج الاجتماعي والجبهة الداخلية ومحاولات تفكيكها من قبل العدوان كما تّوج ذلك بصورة اليمن في جمهوريته الحقيقية .
احتوى الخطاب على الكثير من الرسائل الاستراتيجية والدلالات العميقة والمعاني الوطنية الصادقة وسأحاول التطرق الى بعض ما جاء منها في نقاط مختصرة كالتالي :-
- يأتي توقيت الخطاب في وقت شهدت الجبهة الداخلية توترا كبيرا ومهاترات اعلامية بين المؤتمر الشعبي العام وانصار الله والتي انعكست سلبا على الجبهة الداخلية واستفاد منها العدوان وطابوره الخامس فكان للخطاب اثره الكبير في تهدئة النفوس وإعادة السكينة للشارع اليمني بارتياح نفسي لدى الجميع ولم يكتفي عند هذا الحد بل اعطى دفعة معنوية عالية لأبناء الشعب اليمني بما اعلنه من مفاجئات ضد دول العدوان وهو ما ضاعف الفرح والارتياح وازال الاجواء القاتمة .
- في العاشر من فبراير عام 2017م تحدث السيد القائد عن صناعات صاروخية جديدة كاشفا عن صناعة طائرات بدون طيار وفي نفس الوقت اعلن مرحلة ما بعد بعد الرياض وبعد مرور ثمانية اشهر فقط من ذلك الوقت يكشف السيد القائد اليوم عن انجازات اكبر في القوة الصاروخية وتطور في صناعة الطائرات بدون طيار ودخول صناعات جديدة في مجال القوة البحرية والجوية . فعلى المستوى العسكري لم يحدث ان حصل تقدم كبير في هذه الصناعات وعلى كل المستويات الجوية والبحرية والصاروخية في زمن قياسي لا يتعدى الثمانية الاشهر ولم يكن على بال اي خبير عسكري ان يسمع هذا التطور التقني والصناعي في مدة قصيرة وبظروف استثنائية في ظل عدوان عالمي شامل وحصار مطبق وتحليق لطيران التجسس على مدار الساعة وبإمكانيات بسيطة مع الانشغال بأكثر من اربعين محور قتال . انها معجزة بالفعل لم تكن الا بتوفيق من الله وفضله وعونه .وعلى المستوى التقني لم يكن بخاطر احد من اليمنيين ان يواجهوا احدث التكنلوجيا الامريكية في وسائل دفاعها او طائراتها الهجومية وهنا نقطة هامة اشار لها السيد القائد ان المواجهة التقنية والصناعية مع الصناعات والتقنية الامريكية وليس مع السعوديين الذي ليس لهم اي شيء يذكر سوى صحن الرز .
- بالنظر الى المناطق التي اعلن السيد القائد دخولها تحت الاستهداف الصاروخي والبحري والجوي نلاحظ انها تغطي اغلب مناطق شبه الجزيرة العربية وجزء من الدول الافريقية المطلة على باب المندب بداء من الوصول لكل العمق السعودي شمالا الى العمق الاماراتي شرقا الى السواحل الافريقية جنوبا مرورا بباب المندب وصولا الى ميناء ايلات الاسرائيلي في فلسطين المحتلة شمال غرب الجزيرة العربية .
هذا التطور النوعي والتقني ليس بالأمر العادي بل يعتبر تطورا استراتيجيا على مستوى المنطقة وسيكون له تداعيات كبيرة على كل المستويات بما يعيد لليمن موقعه الطبيعي المؤثر في المنطقة كما يمثل ضربة قوية للعدوان الذي راهن على تدمير اليمن خلال ايام لكنه بعد ثلاثة اعوام يفاجئهم بقوته التي تطال اي مكان في دول العدوان تم بناءها خلال العدوان فقط .
- بعد عامين ونصف من العدوان يطل قائد الثورة اليمنية بمعادلات سياسية وعسكرية جديدة سيكون لها دور بارز في تغيير المشهد السياسي والدفع بشكل قوي لهزيمة المشروع الامريكي وادواته من المد التكفيري في المنطقة .
فعلى المستوى السياسي راهن الامريكيون على شن عدوان خاطف على اليمن ثم تقسيمه لستة اقاليم وفق مشروع الشرق الاوسط الجديد كونه الحلق الاضعف في المنطقة لكن صمود الشعب اليمني وتصاعد قوته افشل ذلك وساهم بشكل رئيسي في تحقيق انتصارات المقاومة في لبنان وسوريا والعراق بسبب غرق النظام السعودي في المستنقع اليمني ولم تتوقف تداعيات الصمود عند هذا الحد بل انتقل اليمنيون الى دعم الحراك التحرري الشعبي في داخل المملكة السعودية .
اما على المستوى العسكري فتركزت المعادلات الجديدة على محورين الاول تغطية كل الاهداف والمنشئات الحيوية في العمق السعودي والاماراتي بالقوة الصاروخية والثاني ادخال النفط السعودي للمعركة كونه عصب الاقتصاد الرئيسي للسعودية والتي منها
• الانتقال من مرحلة ما بعد بعد الرياض الى الوصول لكل العمق السعودي
• ميناء الحديدة مقابل نفط السعودية في مصافيه او موانئه او سفنه البحرية
• قدرة القوة البحرية على استهداف التواجد العسكري لدول العدوان في البحر الاحمر وخليج عدن والبحر العربي ، وانتهاء مرحلة التغاضي عن تحركات دول العدوان في تلك الممرات المائية نظرا للاعتبارات السابقة بخصوص حركة الملاحة الدولية .
• تدشين مرحلة استهداف العمق الاماراتي بما فيه من منشئات حيوية واماكن استراتيجية وسينتج عنه من اثار اقتصادية سيئة عليها كونها تمثل احدى دول العالم المتقدمة في مجال الاستثمار .
• بالرغم من انشغال اليمنيين بالعدوان عليهم الا ان عينهم لم تغفل عن العدو الاسرائيلي فبعد الاعلان عن تجهيز قوة بشرية للمشاركة مع حركات المقاومة في اي مواجهة قادمة ضد كيان العدو تأتي مفاجأة اخرى وهي قدرة القوة البحرية اليمنية للوصول الى ميناء ايلات الاسرائيلي في شمال البحر الاحمر وبعد ثلاثة اعوام من قلق نتنياهو على باب المندب ها هو يصله الرد في عقر داره
- على الصعيد الداخلي مثّل اللقاء المباشر بين قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والزعيم على عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام خطوة كبيرة في افشال مؤامرة العدوان لتفكيك الجبهة الداخلية كآخر ورقة راهن عليها لإسقاط صنعاء مستغلا انشغال المكونات المناهضة للعدوان ببعضهم البعض وذلك بعد فشل كل محاولاته العسكرية والسياسية والاقتصادية والامنية السابقة .
- نحن على اعتاب مرحلة جديدة لتغييرات كبيرة وانتصارات هامة في المنطقة وبقدرما يراهن العدوان على تحقيق انتصار له بعد فشله في دول اخرى سيكون اليمن له كلمة الحسم في تتويج انتصارات محور المقاومة بسوريا ولبنان والعراق وسُيعلن من اليمن سقوط المشروع الامريكي الاسرائيلي والمد التكفيري في المنطقة يساعد ذلك الحراك الشعبي التحرري في السعودية والامارات والبحرين لإسقاط الانظمة العميلة ليتشكل مشهد الاستقلال والنصر والتحرر لشعوب المنطقة .
قراءة : أ . زيدالغرسي
المزيد في هذا القسم:
- كيف ساعدت "إسرائيل" السعودية عام 1962 في حربها باليمن؟ المرصاد نت - متابعات كشف ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق يوسي الفر الذي شهد أكثر العمليات السرية في الجيش الإسرائيلي كشف لصحيفة "يديعوت" الإسر...
- السيد حسن نصر الله: كما أنتصرت دماء أطفال لبنان ستنتصر دماء أطفال اليمن المرصاد نت - متابعات أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان لجوء تحالف العدوان إلى ارتكاب المجازر في اليمن هو دليل على فشل المحور السعودي في هذه الح...
- ثلاثة انفجارات تخلف العديد من الضحايا في عمران وتفكيك خمس عبوات أخرى مكتوب عليها أنصار الش... قالت مصادر محلية في محافظة عمران الواقعة شمال العاصمة صنعاء أن ثلاث أنفجارات وقعت اليوم في محافظة عمران في كل من سوق النجر والجنات وشارع صنعاء أ...
- محمد عبد السلام : الجنوب يتعرض للغزو ونشدد على ضرورة خروج الغزاة من اليمن المرصاد نت - متابعات شدد الناطق الرسمي لأنصار الله ورئيس الوفد الوطني في مشاورات الكويت اليوم السبت على ضرورة خروج الغزاة المحتلين من جنوب اليمن. وقال...
- القصة الكاملة للهجوم على معسكر “الصولبان” بعدن المرصاد نت - متابعات ما لا يقل عن 15 قتيلا وعشرات الجرحى وفقا لحصيلة أولية خلفتها معركة عنيفة وهجوم دام شنه متشددون على قاعدة عسكرية مهمة في عدن “معسكر ...
- مؤسسة الاتصالات: تأثر حركة الانترنت جراء قطع كابل الألياف الضوئية ما بين صعدة وعمران مؤسسة الاتصالاتتعرض كابل الألياف الضوئية ما بين محافظة صعدة ومنطقة حوث بمحافظة عمران للقطع بسبب أعمال شق الطرق . وأوضح مصدر بالمؤسسة العامة للاتصالات لوكالة ال...
- 350 ألف أجبروا على ترك مدارسهم.. أي مستقبل ينتظر أطفال اليمن؟ المرصاد نت - متابعات هي الحرب لا قوانين تحكمها يدفع ثمنها الأطفال من حياتهم ومستقبلهم الحرب في اليمن لم تكتف بحصد أرواح مئات الأطفال وتهديد الملايين منهم. ...
- رسالة من الجيش واللجان الشعبية إلى الشعب اليمني وقائد الثورة المرصاد نت - متابعات بسم الله الرحمن الرحيم قال عز من قائل: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم". وقال تعالى: "أُذن للذين ي...
- في ذكرى وحدة اليمن .. لا يبقى موحداً ولا مُـنهاراً في الأجندة الخليجية ! المرصاد نت - صلاح السقلدي مما لا شك فيه ولا يختلف عنه أثنان داخل اليمن وخارجها أن الوحدة اليمنية -التي يصادف اليوم الأربعاء 22مايو 2019م الذكرى الت...
- حوار جدة خلف الكواليس : ثلاثة سيناريوهات للحصيلة المرتقبة! المرصاد نت - متابعات بعد مرور أكثر من أسبوع على انتقال وفد ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم إماراتياً إلى مدينة جدة السعودية استجابة لد...