المرصاد نت - متابعات
تذهب السعودية الى أمريكا لمنحها غطاء سياسياً وأممياً لشن حربا بربرية على اليمن ولتستقوي – من خلال قتل شعبها وتدمير بنيتها - على إيران والمنطقة ثم تذهب لسعودية الى أمريكا عارضة عليها 460 مليار دولار أمريكي دعما لرئيسها و وعوده الإنتخابية التي اخبر شعبه فيها ان السعودية بقرة حلوب
وعليها أن تدفع لحمايتها ووهو ما عملته وتعمله السعودية لأمريكا لحماييتها من اليمن ومن “جيب إيران في حدودها اليمنية” كما تسميه.
وهكذا وخلال عامين من الحرب على اليمن والفشل في اليمن ومرة بعد مرة تذهب السعودية الى أمريكا وتأتي أمريكا الى السعودية وفي كل مرة تدفع السعودية لأمريكا المليارات لحمايتها ولمواصلة دعمها في قتل اليمنيين وتدمير اليمن.
و الحقيقة ان السعودية لا تدفع ولم تدفع المليارات لأمريكا فقط لحمايتها من “المجوس” الشيعة في اليمن وشراء أسلحتها لقتلهم بوحشية ومعهم بقية جيرانها من العرب في سوريا والعراق وحسب بل وحتى لا تذبحها أمريكا أيضاً كبقرة عجفا بلا ضرع ولا لين كما قال عنها الرئيس الأمريكي ترامب في حملته الإنتخابية.
و لكن ما يخيف السعودية في شيخوختها رغم ذلك كله انها لم تجد من يطمئنها في أمريكا على وجودها وعلى نجاح تنصيب أبنها المراهق على سلطة هشة يحيط بها أعداء صنعتهم المخاوف والاخفاقات من كل جانب.
و لهذا ذهبت السعودية بعد قرابة العامين ونصف العام من الفشل والأخفاق في اليمن باحثة عن من يطمئنها من مخاوفها الوجودية من خارج أمريكا وهذه المرة لدى أعدائها أنفسيهم أو من أفترضت بالامس انهم كذلك ودفعت المليارات لأمريكا لمحاية نفسها منهم..!
فذهبت الى العراق مرة وأستدعت العراقيين اليها مرات عارضة من خلالهم على إيران الوساطة والحياد وملفات اخرى تبدو أكثر اهمية لهم في المنطقة مقابل ترك ملف اليمن وتداعيات حربها عليه لها لتعبث به كيف تشاء..
و لكنها مرة أخرى لم تجد هناك أي في العراق ومن خلاله إيران من يطمئنها كما يبدو ربما لان الخطر داخلها ومن مخاوفها وليس من جيرانها ولهذا وبدلا من ان تجد الطمائنينة في الارتماء في حضن إيران عبر الوساطة العراقية وجدت هناك من يبتزها أكثر وأكثر في الملف اليمني طالما وهو مباح ولا حامل له من قبل أهله في صنعاء..!
اليوم السعودية تذهب الى روسيا الاتحادية ذاتها و وريثة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي نفسه وبجلاله قدر ملك الزهيمر ذاته وهي إنعطافة هائلة في السياسة السعودية لا يعملها سوى حاكم متهور لأمبراطورية شائخة وآيلة للسقوط خصوصا حين يعتقد امبراطور خرف أو مراهق أن سبب ضعف أمبراطوريته هو في كل سياساتها السابقة وفي كل حلفائها السابقين فيستدير فجاة وبدون مقدمات الى النقيض استدارة كاملة وبسرعة “المفحطين” السعوديين انفسهم دون ان يدرك ان تداعي عربته المتهالكه وشيخوخة قائدها لايسمحان له ولا يتحملان ما قرر القيام به ولذلك وبدلا من اصلاح العربة كما يريد تتفككت العربة او الامبارطورية كما تريد اقدارها وعمرها الافتراضي.
و الخلاصة ان ما يعمله ملك “الزهايمر” سلمان بن عبد العزيز في الكرملين وبالمليارات التي يقع على انفاقها في القاعة الحمراء بموسكو هو بالضبط ما عمله قبل ذلك الرئيس غورباتشوف أخر رئيس للامبارطورية السوفيتية الاشتراكية وذلك حين أستدار بالعربة السوفيتية الى الاتجاه المعاكس تماماً وبهدف أصلاحها فكان ان تحطمت العربة وانهارت الامبارطورية وتحول هو الى مثلا للسخرية والسذاجة كما هو حال سلمان وابنه المهفوف اليوم.
و المفارقة أن هذا يحدث امام الرئيس فلادمير بوتن الذي أتى وأتت به روسيا ليستعيد روسيا الاتحادية الى مصاف دورها السوفيتي في العالم بعد كارثة غورباتشوف بروسيا ولاشك ان بوتين - الثعلب - يضحك ساخرا وهو يقود أخر ملوك السعودية العحوز ليجلس بصعوبة على الكرسي المقابل.
و بالعودة الى الموضوع فبعد الذهاب الى العراق وتركيا وقبلهما أمريكا بحثا عن مخرج أو منقذ تذهب السعودية الى روسيا الاتحادية اليوم لذات الغرض وتدفع السعودية لروسيا مليارات الدولارات الأستثمارية مقابل شراء موقف روسيا وتحييد روسيا وترك اليمن للسعودية مقابل ما تريده روسيا في سوريا ومقابل -وهو الأهم – أستدعاء روسيا الى الخليج واليمن وهذا هو المتغير الذي قد لا يدركه سلمان ولايعلم أن عواقبه وخيمة بل وخيمة جدا.
و بقدر ما أنه سيثير شكوك الغرب وأمريكا تحديداً ويسرع من حد السكين لذبح البقرة العجفاء لن يحصل سلمان في روسيا علي أي شيء في اليمن لأن روسيا لن تضيف شيئاً الى موقفها في اليمن سوى لابتزاز للسعودية أكثر ليس لأن تأثير روسيا في اليمن يكاد يكون معدوماً بل لان روسيا لا تريد في هذه الفترة الأنعماس في الشان اليمني.
ليس هذا وحسب بل ولأن الفشل السعودي في اليمن لا مخرج منه سوى الهزيمة وهذا بيد اليمنيين وحدهم لا بيد أمريكا ولا بيد روسيا ولا إيران وهو ما لا يدركه السعودي لعنصريته ولا يدركه صاحب القرار اليمني للأسف لتقاصر في همته وارادته..!
في كل الأحوال تخبط السياسة السعودية في حربها الاجرامية على اليمن وعجزها في إيجاد مخرج في الشرق والغرب من مأزقها لا يعفي ضعف اداء سلطة صنعاء وتهافتها لحل سلمي مع السعودية بأي طريقة وبأي ثمن وهو ما جعل كل العالم يبتز السعودية في اليمن دون أن تكون اليمن قادرة على تحويل فشل السعودية الى نصر كبير كان ولا يزال قاب قوسين أو ادنى لولا أن من يجب ان يستلم هذا النصر المستحق لبطولات وتضحيات اليمنيين الهائلة و غير المسبوقة على الاطلاق هو نفسه من يجد نفسه أقل بكثير من أستحقاقه لانتصار كبير من هذا النوع.
و لو أن صنعاءعلى مستوى صمود وتضحيات شعبها وبطولات مقاتليها لاتت السعودية راكعة اليها بدلا من الذهاب شرقاً وغرباً باحثة عن سند في اليمن أوعن منقذ من اليمن ولا تجده.
و لكن لماذا تأتي السعودية وأبنها المراهق أو شيخها العجور الى صنعاء، وصنعاء نفسها هي من ترك العالم يستفيد من ماساتها ومن جسارة وبطولات شعبها بينما هي تبحث عن هدف صعير ومشروع أصغر وبما يرضي السعودية ويحافظ على هيبتها مقابل أن يقبلوا بصاحب قرار صنعاء اليوم كشريك في سلطة سابقة للسعودية في صنعاء دون إدراك أن السعودية تذهب الى كل العالم من أجل أن يتركها العالم تسحقه وكل من رفع صوته معه ضدها – أن أستطاعت – ولكنها أعجز وأضعف من أن تسحق أحد أو تمنح سلطة أو نصف سلطة لأحد..!
لقد فشلت السعودية في حربها في اليمن ولن تجد في موسكو أوبغداد أو طهران من يخرجها من بحيرة الدم في اليمن ولكن فشل السعودية أو غرقها في اليمن لا يعني أنتصار اليمن أبداً فالنصر لا يستحقه أحد سوى الأقوياء وكاسروا الأقوياء وليس لمن تقاصرت هممهم أمام الضعفاء وذهبوا هروبا من النصر بحثا عن الهزيمة ليس في موسكو ولا بغداد بل لدى أعدائهم وقاتلي اطفالهم ونسائهم.
كتب : أ . محمد المقالح
المزيد في هذا القسم:
- استهداف تجمعات للمرتزقة في كهبوب وذباب وميدي بصواريخ الكاتيوشا المرصاد نت - متابعات لقي عدد من مرتزقة وعملاء العدوان مصرعهم اليوم الأربعاء باستهداف تجمعاتهم جنوب منطقة كهبوب بالقرب من باب المندب في محافظة تعز. وأكد مصد...
- مسلحون يطلقون النار على المارة في مدينة الشحر ويلوذون بالفرار . وانباء عن فرارهم الى معسك... قال مصدر خاص للمرصاد قبل لحظات ان مسلحين مجهولين أطلقوا وابلاً من الأعيرة النارية الحية على مجموعة من ابناء المدينة كانوا يتواجدون في المنطقة ولكن تجمهر مجموعة ...
- لجنة التحقيق في اغتيال “المتوكل” تلتقي أسرته.. ونجله يكشف ما دار في الاجتماع. تواصل اللجنة الأمنية العليا المكلفة بالتحقيق في جريمة اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل، إجراءاتها الأمنية في سبيل التوصل إلى الجناة وتقديمهم للعدالة. ونقل...
- اتفاق في الكويت لإطلاق الأطفال الأسرى وحكومة الرياض تصل عدن المرصاد نت - متابعات تمخضت مفاوضات الكويت اليمنية أمس عن اتفاق مُصغّر بشأن الأسرى والمعتقلين يقضي بالإفراج عن الأسرى الأطفال المحتجزين لدى طرفي النزاع وذ...
- غريفيث مبعوثاً «رسمياً» .. الطريق إلى مسقط معبّدة؟ المرصاد نت - متابعات أصبح البريطاني مارتن غريفيث رسمياً مبعوثاً أممياً خاصاً إلى اليمن ابتداءً من مساء اليوم الخميس خلفاً للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد ال...
- الصيادون اليمنيون يستنكرون صمت الأمم المتحدة إزاء جرائم العدوان بحقهم المرصاد نت - متابعات نظم الصيادون في محافظة الحديدة وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة استنكارا لصمت المجتمع الدولي تجاه استمرار العدوان السعودي الأمريكي ف...
- شوهد جوارها " انتماؤك لحزب الاصلاح يعزز من مكانتك الاجتماعية والوطنية " صواريخ كاتيوشا ف... نشرت وسائل إعلام مساء امس مقاطع فيديو كشفت عن ترسانة اسلحة تنوعت بين صواريخ الكاتوشا والعبوات المتفجرة إضافة الى كمية كبيرة من...
- اليمنُ يحتفلُ بالمولد النَّبَـوِيّ الشريف للعام الرابع في ظل العدوان ! المرصاد نت - متابعات للعام الرابع على التوالي وبرغم تعرضهم لأَكْبَـر عدوان يشهَدُه العالَمُ اليومَ يستقبلُ اليمنيون ذكرى المولد النَّبَـوِيّ الشريف على صاحبه ...
- مع استمرار بيع الوهم بأحلال السلام .. 'مارتن غريفيث' يغادر صنعاء! المرصاد نت - متابعات غادر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الثلاثاء، العاصمة صنعاء بعد زيارة استغرقت يوماً واحداً التقى ...
- تحليل شخصي ..الصاروخ الاكثر غموضاً المرصاد نت - متابعات تحليل شخصي ... الصاروخ الاكثر غموضاً هل سينهي الحرب ؟هل سيجعل الامارات تعيد حساباتها وتفكر بالعواقب !! انصارالله والقوة الصاروخية لم ي...