المرصاد نت - متابعات
أجرى الرئيس السوداني عمر البشير أمس مزيداً من التغييرات في المؤسستين العسكرية والأمنية شملت تعيين رئيس جديد للأركان المشتركة للقوات المسلحة.
وقال متحدث باسم الجيش إنّ الفريق ركن كمال عبد المعروف أصبح رئيساً للأركان المشتركة خلفاً للفريق أوّل ركن عماد الدين مصطفى عدوي. وفي وقت سابق من هذا الشهر أقال البشير المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني وأعاد المدير السابق للجهاز الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد صالح (المعروف بصلاح قوش) إلى منصبه.
ويندرج التغيير في رأس هرم المؤسسة العسكرية ضمن «الانقلاب الصامت» الذي يجريه البشير في السودان في محاولة منه لتخفيف حدة الغضب الشعبي الناجم عن الأزمة الاقتصادية والتمهيد لترشحه لولاية رئاسية جديدة عام 2020 من جهة وليتماشى هيكل السلطة السودانية مع ما تتطلبه الظروف الإقليمية المحيطة بالبلاد من جهة أخرى.
وكان الحديث يدور أمس بين متابعين للمشهد السوداني أنّ المُقال عماد الدين عدوي سوف يُرفّع لمنصب وزير الدفاع ولن يُبعَدَ. ويشير هؤلاء إلى أنّ التغييرات لن تتوقف عند حدّ المؤسستين العسكرية والأمنية إذ إنّ ثمة أخرى سوف تلحقها «قريباً»، تشمل مستويات الجهاز التنفيذي والحكومة والولاة علماً بأنّه سبق لفاعلين في الحكم أنّ لفتوا إلى أنّ هذه التغييرات ستتواصل وهدفها «مواكبة المرحلة وتدعيم الوضع الداخلي الذي يعاني من تدهور اقتصادي وأيضاً مواكبة الضغوط الدولية».
إلا أنّ هذه التغييرات التي يُدافع عنها القريبون من السلطة في السودان عبر وصفها بـ«الروتينية والعادية» ثمة من يشدد على أنّ البشير وفريقه يهدفون من خلالها إلى «إقامة مسرح سياسي لا يُعارض رغبته في تجديد ولايته الرئاسية» مع العلم بأنّه يحكم البلاد عملياً منذ انقلاب عام 1989 برفقة رجل السياسة والمفكّر الراحل حسن الترابي الذي عاد ليقول في ما بعد إبان خلافه مع البشير إنّ البشير استخدموه في الانقلاب لمجرّد كونه يحمل رتبة عسكرية عالية في حينه أي إنّه كان بمثابة «عنصر ديكور».
وممّا قد يعزز فرضية تحضيرات البشير للتجديد الرئاسي أنّ القوات المسلحة بشقيها العسكري والأمني هي واحدة من أهم ركائز معادلات الحكم في السودان. وفي سياق التغييرات الجديدة المرتقبة تشير مصادر إلى أنّ نائب البشير الأول بكري حسن صالح وهو رئيس الوزراء، «الذي كان يتهيّأ لخلافته قد يُقالُ من منصبه قريباً».
ومنذ نهاية العام الماضي، بدأت التوترات تظهر واضحة على خط البشير ــ صالح (يوصف بالرجل بالصامت والغامض)، خاصة حين أعلن الرئيس السوداني، في سابقة، أنّه قد يدعم حاكم ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا، في انتخابات الرئاسة عام 2020، «إذا قرر الترشح». وبعد ذلك، اتضح حجم الخلافات بين الرجلين، خاصة حين انتقد البشير عمل الحكومة في ظل الأزمة الاقتصادية.
فضلاً عن ذلك إنّ التغييرات الحالية تأتي بعدما شهد «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم في المرحلة الأخيرة، انقساماً بشأن ترشّح البشير لولاية جديدة. ومن بين من لا يرغبون في ترشحه، القيادي البارز في الحزب نافع علي نافع. وفي المدّة الأخيرة، تذكِّرُ المصادر بأنّ نافع سعى «لتقليب الحركة الإسلامية ضد البشير حين طالبها بالذوبان داخل الحزب الحاكم. رفضت الحركة الأمر إلا أنّ نافع كان يريد من وراء ذلك إحداث فتنة بينها وبين البشير خاصة أنّه تردد أنّ واشنطن تشترط فكفكة هذه الحركة». وتشير المصادر نفسها إلى أنّه في هذا السياق جاءت «إعادة قوش إلى منصبه، وهو المعروف بعدائه لنافع».
ومن المهم الالتفات إلى الدور الأميركي في المشهد السوداني الحالي خاصة أنّ مصادر متابعة تؤكد أنّ «كل الانقلابات بدأت منذ زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، إلى الخرطوم في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إذ حمل معه شروطاً لاستكمال رفع العقوبات عن السودان، من بينها عدم الموافقة على إعادة ترشح البشير». وتذكِّر هذه المصادر هنا بأنّ البشير قام بعد زيارة سوليفان «بالتوجّه إلى روسيا حيث أصدر من على منصاتها مواقف تهاجم الأميركيين وتدعم موسكو في سوريا بخلاف ما كان يعلنه سابقاً... وقد تبع ذلك إطلاق حملة التغييرات».
المزيد في هذا القسم:
- واشنطن وطهران .. لعبة وقت على وقع انقسامات أميركية حادة! المرصاد نت - متابعات قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه "لن تكون هناك حرب في المنطقة لأن الإيرانيين لا يريدون الحرب ولا أحد يتوهم أنه قادر على مواج...
- أردوغان في روسيا .. سوريا مفتاح الحوار مع موسكو المرصاد نت - متابعات بعد سلسلة من الاتصالات الهاتفية والمراسلات الخطيّة أستضف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مدينة...
- واشنطن تصعّد ضغوطها على إيران : عقوبات على جواد ظريف! المرصاد نت - متابعات في خطوة جديدة في سياق سياسة «الضغوط القصوى» استهدفت واشنطن المطالبة بالتفاوض مع طهران رأس الدبلوماسية الإيرانية ونفذت إدارة الرئيس الأمير...
- أشجار الدبلوماسية: لماذا يزرعها الرؤساء؟ المرصاد نت - متابعات زُرعت شجرتان «سياسيتان» الأسبوع الماضي الأولى في البيت الأبيض تشارك في غرسها في التراب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره...
- الرئيس الأسد يبحث مع لافرنتييف جهود الحل السياسي ومستجدات الحرب على الإرهاب! المرصاد نت - متابعات أكد الرئيس بشار الأسد مواصلة الجهود لإحراز تقدم على المسار السياسي ولاسيما في ما يتعلق بتشكيل لجنة مناقشة الدستور وآليات وإجراءات عملها و...
- كيف أحبطت فنزويلا مغامرة ترامب بتفجير الحرب الأهلية؟ المرصاد نت - قاسم عز الدين ما يحشد له مايك بومبيو من حلفاء في أميركا اللاتينية، يسعى إلى استكماله بالضغط على الدول الأوروبية التي تقف في الصف خلفه للانقلاب عل...
- إيران إلى تجربة صمود جديدة: لا «تصفير» لا تفاوض لا حرب ! المرصاد نت - متابعات تدخل طهران ابتداءً من اليوم طوراً آخر في صراع الإرادات مع الولايات المتحدة تصرّ على أن مآلاته لن تكون إلا كما سابقاته: لا قبول بشروط واشن...
- «فلاشا إسرائيل» يفجّرون غضبهم بسبب التمييز المُمارَس في حقّهم من السلطات الإسرائيلية المرصاد نت - متابعات اتسعت أمس رقعة التظاهرات الغاضبة التي تجتاح شوارع فلسطين المحتلة من مدينة بئر السبع جنوباً وصولاً إلى مستوطنة «كرمئيل» شمالاً منذ يومين. ...
- روسيا تطالب من تركيا إغلاق الحدود مع سوريا المرصاد نت - متابعات طلب وفد من الدبلوماسيين والعسكريين الروس أثناء مباحثات مع نظرائهم الأتراك إغلاق الحدود التركية-السورية، حسبما نقلته صحيفة “إيزفي...
- عشرات القتلى والجرحى بانفجار سيارة مفخخة في مقديشو! المرصاد نت - متابعات قتل 90 شخصاً وأصيب العشرات بجروح اليوم السبت إثر سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش وجمارك جنوب العاصمة مقديشو. وقال شهود عيان إن عربة صغيرة...