المرصاد نت - متابعات
بعد سبعة أعوام على إسقاط نظام القذافي، عاد سيف الإسلام القذافي ليبرز على الساحة السياسية منافساً على «رئاسة ليبيا»
على الرغم من أنّ أغلب الفاعلين الرئيسيين في ليبيا متوافقون بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2018، للخروج من نفق الفراغ وفوضى «تعدد الشرعيات» إلا أنه حتى الآن لم يحدث اتفاق حول آليات إجراء هذه الانتخابات أو وضع موعد محدد لها (برغم الحديث عن احتمال إجرائها في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل). وبعد أشهر من إعلان «إخلاء سبيل» سيف الإسلام القذافي الذي تُطالب المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمته، أعلن مقربون منه أمس عزمه على الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
في مؤتمر صحافي انعقد في تونس تحت عنوان «المهندس سيف الإسلام القذافي ومستقبل ليبيا»، أعلن «المكلّف البرنامج السياسي الإصلاحي» لسيف الإسلام، أيمن بوراس، نيّة الأخير بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
و قال محامي سيف الإسلام خالد الغويل إنّ القذافي الابن «له رؤية للحل في ليبيا» واصفاً مشروعه بـ«المشروع الوطني الذي يقود للحوار والمصالحة وبناء الدولة العصرية دون إقصاء أو تهميش». وعن مكان وجود القذافي أشار الغويل إلى أنّه «موجود في ليبيا وهو حر طليق وله اتصالات مع القبائل والمدن الليبية... وقريباً جداً سيطل على الشعب الليبي». يُذكر أن سيف الإسلام لم يظهر إلى العلن منذ إعلان إطلاق سراحه من قبل فصيل في مدينة الزنتان في حزيران/يونيو الماضي، برغم تسريب صورتين له قيل إنّها «في الجنوب».
وعن طبيعة علاقات سيف الإسلام بالقوى السياسية في ليبيا، تحديداً خليفة حفتر وفائز السراج قال الغويل إنّ الأخيرين «سبب بلاء ليبيا» مضيفاً: «نحن مع مؤسسة عسكرية واحدة وأمنية واحدة ودولة اقتصادية وهؤلاء هم من أخفقوا في إدارة البلاد وهم وراء الصراعات وبالتالي أجنداتنا اليوم تقوم على الحوار الشامل بين الليبيين». وقال إنّ سيف الإسلام «مفوّض من القبائل الليبية والمدن لإدارة الحوار والمصالحة باعتباره وليّ دم للزعيم الراحل معمر القذافي».
أما في ما يخصّ علاقات سيف الإسلام الإقليمية راهناً بخاصة في ظلّ وجود شخصية مثل حفتر يقوم جزء من شرعيتها على علاقاتها الخارجية يؤكد خالد الغويل أنّ لدى سيف الإسلام علاقات في الإقليم حالياً، لافتاً إلى أنّ «حفتر لديه مشاكل في المنطقة الشرقية ورهان مصر والإمارات عليه سيكون خاسراً لأنّ المؤسسة العسكرية لم تُوحَّد» متحدثاً في الوقت نفسه عن «قناعة موجودة لدى ضباط وضباط صف بأنّ العمل مع حفتر مستحيل لأنّه صاحب أجندات خارجية».
جدير بالذكر أنّه في بداية العام الجاري أعلن عبد المجيد المنصوري الذي كان يشغل منصب رئيس «مجلس التنمية الاقتصادية» في «ليبيا القذافي» أنّ سيف الإسلام «قرر الترشح للانتخابات الرئاسية» مرجحاً وجود «فرصة كبيرة أمامه لأنّ كل القبائل الكبيرة تدعمه».
بالرغم من أنّ ثمة من يرى في هذه الأحداث «دعاية لعائلة القذافي لا طائل منها» فإنّ مجمل التطورات تتسارع في وقت يواصل فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، جهوده للتوصل إلى حل سياسي. وفي 20 أيلول الماضي كان سلامة قد أعلن وضع خريطة طريق لحلّ الأزمة الليبية ترتكز على 3 مراحل رئيسية وتشمل تعديل الاتفاق السياسي (الصخيرات) وعقد مؤتمر وطني يهدف إلى فتح الباب أمام المستبعدين من جولات الحوار السابق وإجراء استفتاء لاعتماد الدستور، وانتخابات برلمانية ورئاسية.
و نشر في بداية الصيف الماضي تقريراً بعنوان «القذافي يعود» استندت فيه إلى عدد من المعطيات وتساءلت ضمنه عن احتمال وجود صفقات إقليمية قد ساهمت في ذلك. وقالت في ذلك التقرير إنّ «البعض يفترض اليوم أنّ الأطراف الغربية التي يمكنها التأثير في ليبيا تُدرك أنه بات من الصعب التوصل إلى حل ليبي داخلي وما يهمهم بات مسائل محددة على علاقة بضبط موجات الهجرة إلى أوروبا، وبملف داعش... وتتقاطع هذه الفرضية مع الاعتقاد بأنّ سيف الإسلام (قد) يُشكّل بديلاً من خليفة حفتر يُمكن التوصل معه إلى حل سياسي».
المزيد في هذا القسم:
- وزير الخارجية ألماني ماس من طهران: لا يمكن لأوروبا صنع معجزات ! المرصاد نت - متابعات أنهى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس جولته الإقليمية بزيارة لطهران أمس حيث التقى كلاً من الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف...
- كيماوي الغوطة : هكذا امتلكت ثلاثة فصائل مسلحة أسلحة كيميائيّة منذ سنوات المرصاد نت - صهيب عنجريني قبل ثلاثة أعوام "وتحديداً صبيحة 21 آب 2013" ضجّ العالمُ بأنباء مجزرة الغوطة الكيماويّة. قالت روايات المعارضة إنّ المجزرة حصدت قرا...
- «إعادة إحياء داعش»... تهويل إعلامي أم واقع ميداني؟! المرصاد نت - متابعات عودة وبعث وتعافي تنظيم «داعش» الإرهابي... مصطلحات تشغل مراكز الدراسات الغربية لتشكِّل الطبق اليومي للباحثين والصحافيين والعاملين في أروقة...
- بين أم القنابل الأمريكية وأبوها الروسي .. من الضحية؟ المرصاد نت - متابعات بعد الهجوم الأمريكي الأخير على منطقة أشين في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان مستخدمة قنبلة هي الأكبر على الإطلاق كما وصفتها أمريكا مسمية إياه...
- مشروع "الناتو العربي" لا يردع الأعداء ولا يُغري الأصدقاء المرصاد نت - متابعات في السياسة كما في الدراما يرتسم مشهد فاصل يمكن للمرء من خلاله أن يضع حداً لما كان ولما سيكون. ويتّسع المشهد ويضمر بقدر اتّساع وضمور اللاع...
- ما هو سر بقاء الممالك والمشيخات الخليجية حتى الآن؟ المرصاد نت - متابعات عندما يلقي المرء نظرة على أحوال بعض الدول العربية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يرى بداية ان هناك تشابها بين هذه الدول من حيث الإفتقار ال...
- الصين تفشل عقوبات واشنطن وترفض وقف واردات النفط الإيرانية المرصاد نت - متابعات حسمت الصين أمس موقفها بشأن العقوبات الأميركية على الجمهورية الإسلامية بتأكيدها أنها ستحافظ على «تعاون طبيعي» مع طهران. موقف ي...
- «إغراءات» صفقة القرن: الحج والعمل مقابل حق العودة! المرصاد نت - متابعات لا يبدو أن الإغراء الأميركي المالي لكل من مصر والأردن وحتى السلطة الفلسطينية كان كافياً لإقناع هذه الأطراف بتمرير خطة توطين سريعة وفعالة ...
- عُمان تمنح البحرية الأميركية حرية الوصول إلى ميناءين قرب مضيق هرمز! المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها أن الولايات المتحدة الأميركية قد وقعت أمس الأحد اتفاقية مع سلطنة عمان تتيح لبحريتها ...
- ما مدى تأثير الإعلام المقاوم في أحداث المنطقة؟! المرصاد نت - متابعات الإعلام ؛ هذا الفضاء الالكتروني الذي يقود العالم إلى أماكن جديدة لم تكن في حسبانهم ويغير الكثير من المفاهيم والاعتقادات لدى شريحة واسعة م...