المرصاد نت - متابعات
ولاء بعض الدول العربية المُطلّة على الخليج - خاصة في السعودية - لسياسات البيت الأبيض الأمريكي لا يعني بأن هذه الدول قد اُحتلت من قبل أمريكا دون إطلاق حتى رصاصة واحد بل يمكن القول بأنّ هذه الدول باتت تمثّل الوجه العربي للحكم الأمريكي.
هناك انطباع أن رؤساء بعض الدول العربية الغنية من تلك المُطلّة على الخليج وخاصة السعودية يحاولون توجيه سياسات أمريكا في غرب آسيا من خلال إغراق واشنطن بالدولارات غير أن مواقف حكومة ترامب حيال هذه الدول ومن خلال متابعة سياسات حكومة ترامب فإنّها لم تكتفِ فقط بجعل وجهة النظر هذه موضع شك، بل ساهمت في تقوية التكهنات بشأنّ دور حُكام السعودية والبحرين حيث إنّها ليست أكثر من عميلة لأمريكا، ولا يمكن وصف حكامها سوى بـ "الحكام الدمى".
أيٍّ من هذه البلدان لا يقوم نظام الحكم فيها على المشاركة الشعبية أو الانتخابات؟ إنّ حكام هذه الدول ينحدرون منها ويدينون لها؛ بالإضافة لوجود قوى أجنبية تحميهم مثل بريطانيا أو أمريكا، ويوجد العديد مع الأدلة التاريخية التي تدعم هذا الرأي.
وبعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض بدأ يتحدث حول "صفقة القرن" فيما يخصُّ القضية الفلسطينية وبدورها السعودية رحبّت وعلى الفور بالصفقة الأمريكية، حتى أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دعا الفلسطينيين إما إلى إقرار وقبول الصفقة أو الصمت.
وخلال الحرب على اليمن ورئاسة أوباما أو الرئيس الحالي ترامب؛ باعت واشنطن أسلحة ومعدات استخبارية تصل قيمتها مئات المليارات من الدولارات وذلك من أجل منع إقامة دولة مستقلة في اليمن بعيدة عن الهيمنة السعودية حيث تعتبر الرياض "أنصار الله" يُشكلون تهديداً جديّاً لها وتقول آخر الأخبار الواردة من هناك إنّ القوات الأمريكية متورطة مباشرة في الحرب على اليمن لإنقاذ السعوديين من المستنقع اليمني وذلك من خلال وجودها على الحدود مباشرة مع الحدود السعودية اليمنية حتى أنّ البيت الأبيض اعترف بالوجود الأمريكي هناك.
أمريكا وبأي شكّل من الأشكال لا ترغب ولا تؤيّد إقامة دولة مستقلة في اليمن تحيط بمضيق باب المندب وهو طريق عبور رئيس لنقل النفط والغاز إلى قارة أوروبا والأمريكيتين، وبناءً عليه؛ فمن غير المستبعد أن يكون دخول السعودية في الحرب على اليمن هو لتنفيذ قرار صادر عن البيت الأبيض.
وفي سوريا؛ طالبت أمريكا أيضاً كلّاً من السعودية، قطر والإمارات بإرسال التكفيريين من أفغانستان إلى سوريا مع تحمّل كل التكاليف والآن يطالب ترامب الحكومات العربية بإرسال جنودها وقواتها العسكرية إلى شمال سوريا لتحلّ محلّ القوات الأمريكية، بالإضافة لتحمل جميع التكاليف.
وفيما يخصُّ إيران التي تقع على رأس محور المقاومة قامت أمريكا بتعبئة كل من السعودية والإمارات والبحرين لمواجهة طهران، وذلك لإشعال فتيل النزاع الطائفي وبهدف الوقوف في وجه محور المقاومة الذي يُقاوم الكيان الصهيوني.
بالإضافة لما سبق؛ تعمل دول في المنطقة مثل السعودية على محاباة أمريكا ووقوفها إلى جانب المحور "الصهيوني- الأمريكي" في مواجهة محور المقاومة الذي يسعى لتحرير الأراضي العربية والقبلة الأولى للمسلمين والتي يحتلها الكيان الصهيوني وهنا يجب التأكيد أنّ جانب المحور "الصهيوني- الأمريكي" لا يمتلك حتى في بلدانها أي قاعدة شعبيّة، كما أنّهم يتصرفون بناءً على التعليمات التي تُملى عليهم للحفاظ على عروشهم.
وفي الوقت الذي تسعى فيه تلك الدول إلى بناء شراكات طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني لأنّهم يعتبرون إيران وحلفاءها في محور المقاومة أعداءً لهم من المقرر أن تقوم أمريكا بنقل سفارتها في تل أبيب إلى القدس وفي الوقت نفسه؛ إعلان الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وفي خضم هذا التجاذب الدولي والإقليمي فضّل ملوك تلك الدول الصمت على تصرفات "ترامب" التي تتعارض مع القرارات الدولية بشأن نقل سفارته إلى القدس غير أنّهم وقفوا إلى جانب ترامب الذي أنتهك قراراً مهماً لمجلس الأمن بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي الختام.. يمكن القول إنّ ولاء بعض دول منطقة الخليج كالسعودية والبحرين والإمارات لأمريكا لا يعني أنها دولٌ تحكم نفسها فالواقع يؤكد أنّ ملوك ومسؤولي تلك الدول ليسوا سوى "دمى" تمتثل للأوامر التي تتلقاها من البيت الأبيض.
ويصبح هذا الأمر أكثر مصداقية عندما نُراجع تصريحات ترامب التي أكد فيها أن هذه الحكومات لن تستمر لأكثر من أسبوعين إذا رُفعت الحماية الأمريكية عنها، فهل كان ترامب يرغب أم لا يرغب بالاعتراف بعدم شرعية حُكَّام السعودية وحلفائها؟
المزيد في هذا القسم:
- المركز الاستشاري الإيراني في سوريا يدعو الى خفض التصعيد ! المرصاد نت - متابعات لم تنقضِ حادثة استهداف مجموعة من مقاتلي حزب الله، والمستشارين الإيرانيين، بالإضافة الى عدد من عناصر القوات الرديفة في قصف تركي ليل أمس، د...
- الاتفاق النووي يهتزّ: خرق «تعويضي» لا يغلق باب الدبلــوماسية ! المرصاد نت - متابعات دخلت إيران المرحلة الثانية من مسار يستند إلى برنامج شامل أعدّته عقب تجدد الحملة الأميركية عليها منذ الانسحاب من الاتفاق النووي. مرحلة خُر...
- واشنطن على خطّ أزمة كشمير: نتدخّل برضا الطرفين! المرصاد نت - متابعات جدَّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب عرضَه «الوساطة» بين الهند وباكستان في خضم الأزمة المتواصلة في كشمير منذ بداية الشهر الماضي. وبرغم أن ...
- ولادة قوة إقليميّة دوليّة عِملاقة.. كيف واين؟ المرصاد نت - رآي اليوم المَشرق العَربيّ الإسلاميّ يَعيشُ هذهِ الأيام “صحوةً” غير مَسبوقةٍ ويُبلور قياداتٍ جديدةٍ تَعكف على إعادة ترتيب أوضاعه الدا...
- نائب الأمين العام لحزب الله: التجربة اليمنية منعت سقوط اليمن في اليد السعودية وحافظة على ا... المرصاد نت - متابعات قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أمس الأربعاء أن التجربة اليمنية في مواجهة دول العدوان منعت انزلاق اليمن للحضن واليد السعو...
- لوموند: دحلان أخطبوط مؤامرات في الشرق الأوسط المرصاد نت - متابعات وصف تحقيق لصحيفة لوموند الفرنسية القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان بأنه "قلب المؤامرات السياسية والمالية في الشرق الأوسط" كاشفا دوره ...
- مادورو في ذكرى فوزه: الحلّ بانتخابات تشريعية مبكرة ! المرصاد نت - متابعات غصّت شوارع العاصمة كاراكاس بأنصار نيكولاس مادورو احتفالاً بالسنوية الأولى لتنصيب رئيسهم لولاية ثانية. أما مادورو فجدد دعوته المعارضة إلى ...
- سيول تستقبل ترامب في «بيته»: العسكر «حجر زاوية» علاقتنا المرصاد نت - متابعات حطت طائرة دونالد ترامب في مدرج قاعدة أوسان الجوية قرب سيول في زيارة ذات أهمية كبيرة بسبب الخلاف بينه وبين الرئيس الكوري الجنوبي حول &laqu...
- الاحتجاجات في شوارع المنامة منعت زيارة الوفد الإسرائيلي للبحرين! المرصاد نت - متابعات كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن وفد إسرائيلياً من رجال أعمال وموظفين حكوميين ألغوا اليوم الأحد زيارتهم للبحرين وذلك في أعقاب مخاوف أم...
- مصر : ثورة 25 يناير .. السنوات العجاف «تأكل» الثورة ! المرصاد نت - الأخبار ربما يكون مرور ثماني سنوات على «ثورة 25 يناير» وخمس سنوات «تقريباً» على خسارة الثورة معظم مكتسباتها مؤشراً خطيراً...