درعا.. بعد 8 سنوات رفع العلم العربي السوري وجف الإرهاب

المرصاد نت - متابعات 

دخل الجيش العربي السوري الى منطقة درعا البلدة ورفع العلم الوطني وذلك بعد نحو ثمانية اعوام من سيطرة الجماعات المسلحة عليها جاء ذلك عقب التوصل الى اتفاق استسلام Daraa2018.7.13للمسلحين. وكان الجيش دخل بلدة المزيريب ومدينة انخل وبلدة كفر شمس بالريف الشمالي لمدينة درعا. كما دخلت وحدات من الجيش مدينة طفس في ريف درعا الغربي وسط ترحيب كبير من الأهالي  وبذلك استعاد الجيش نحو تسعين بالمئة من مساحة محافظة درعا.

رفع العلم وجف الارهاب.. بعد ثمان سنوات يحرر الجيش السوري مدينة درعا بالكامل ودخلت القوات الى جميع الاحياء بعد انكسار المسلحين فيها ويقينهم بان الهزيمة هي نهاية معركتهم. واستسلم جميع السملحين في في درعا البلد اضافة الى بلدات مهمة بريف المحافظة منها داعل وانخل وطفس وهي المناطق التي كانت تعتبر الخزان الاستراتيجي للارهابيين. كما دخل الجيش السوري بلدتي المزيريب كفر شمس بالريف الشمالي للمدينة. وجميع المناطق السابقة دخلت في المصالحة الوطنية وسلمت اسلحتها للجيش، لكن اللفات كان الاستقبال الشعبي العارم للقوات الحكومية ورفع الاهالي بانفسهم وهو ما يشير الى حجم الانهاك والتعب الذي وصلوا اليه الاهالي من ممارسات الارهابيين على مدار السنوات الماضي.

نحو تسعين بالمئة من مساحة محافظة درعا باتت محررة وبسرعة قياسية جدا وتم هذا الانجاز بشقين الاول عسكري وادى القصف المركز والدقيق على مواقف ومفاصل تحركات الارهابيين ما ادى لسقوط تحصيناتهم واجبارهم على الدخول بعملية المصالحة الوطنية وهي المرحلة الثانية من العملية وبذلك تكون المحافظة قد جنبت العمل العسكري الكامل. واكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الجيش العربي السوري حرر محافظة درعا بشكل شبه كامل بالحد الادنى من الخسائر البشرية.

محافظة درعا هي من اهم محافظات البلاد استراتيجية حيث كانت تعتبر الطريق الرئيسي لداعمي الارهابيين بادخال السلاح الى الداخل السوري عن طريق الاردن وبتحريرها وتحرير المنافذ الحدودية واهمها معبر نصيب تم قطع هذا الطريق الذي ارق الحكومة السورية للسنوات عديدة. اضافة الى ان تحريرها يمثل ضربة موجعة للمسلحين لانها كانت تشكل قاعدة ارتكاز مهمة لهم في تهديد العاصمة. ولتحريرها اهمية اقتصادية اولا بسبب طبيعتها الزراعية وثانيا سيتم فتح الطريق الدولي وهو بيروت - دمشق - عمان ما سيسمح باعادة تدفق الشاحنات وانعاش اقتصاد الدول الثلاث.

درعا الى حضن الوطن والقنيطرة على الطريق

عادت مدينة درعا الى حضن الوطن بعد ان عاث فيها شذاذ الارض قتلا وفسادا على مدى سبع سنوات . الاتجاز الذي تحقق بفضل اليد الطولى للجيش السوري على الصعيد الميداني ما جعله يحسم الامر اما بقوة السلاح او استسلام المسلحين من مدخل عمليات المصالحة .

الانتصارات الاخيرة للجيش السوري تحمل في طياتها العديد من الدلالات التي كثر الكلام عنها خلال الايام الماضية منها استعادة الجيش السوري لعافيته على صعيد التصدي للارهابيين وتطهير الارض من دنس الارهابيين فضلا عن استعادة معبر نصيب الذي يقع على الطريق الدولي الرابط بين (بيروت-عمان-دمشق) وتضييق الخناق على الكيان المحتل الذي يعتبر "درعا" و"القنيطرة" جزءاً مهماً من محيطه وحزامه الأمني.

على الصعيد الاول فان الانجازات النوعية التي حققها الجيش السوري خلال الاشهر الاخيرة وتطهير غالبية المناطق التي كانت تخضع للارهابيين يجعلنا في غنى عن الخوض في هذا الشق . اما الشق الثاني وهو رفع العلم السوري على معبير نصيب فينبغي القول بشانه انه، لا يخفى على احد ان الاردن كان ممرا آمنا لدخول العناصر الارهابية والمرتزقة الى الاراضي السورية ودعمهم ماليا ولوجستيا، لكن الانجاز السوري الاخير قد يخرج عمان من ورطته الاخيرة ويعيد له الاستقرار المزعزع بسبب ازمته الاقتصادية. وهذا هو قد يكون سر مبادرة الاردن للتوسط بين الجماعات المسلحة وروسيا بهدف ابعادها عن حدوده واستعادة شريانه الاقتصادي المتمثل بالطريق الدولي الذي يربطه بسوريا ولبنان عسى ولعل ان يعيد له ازدهاره السابق.

لكن الاهم من كل ما سبق هو ان الخبراء يرون ان تحرير محافظة درعا من الجماعات المسلحة يشكل ضربة قاصمة للكيان الاسرائيلي الذي لطالما كان الراعي والداعم للتنظيمات الإرهابية والمؤامرات في سوريا ، خير دليل على ذلك الكمية الكبيرة من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة التي خلفتها الجماعات المسلحة وراءها قبل فرارها ومعضمها من صنع "اسرائيل" و"أميركا".  هذا الامر بدا واضحا من القلق الذي بات يساور مسؤولي هذا الكيان وحلفائه المتآمرين على دمشق، نظرا لانهم خسروا ورقة مهمة كانوا يعولون عليها لممارسة الضغط على سوريا التي اصبح جيشها المتمرس على انواع القتال على بعد خطوات من الجولان المحتل مما يقض مضاجعهم .

بعد ان حسم الجيش السوري معركة درعا بدأت التكهنات حول اولوية وجهته المقبلة الامر الذي لا يصعب توقعه نظرا الى ان الجيش حشد عدته وعديده في منطقة درعا والقنيطرة . اذن الوجهة التالية هي القنيطرة المحاذية للجولان المحتل وهذا يعني ان هواجس الكيان الاسرائيلي ستزداد اضعافا مضاعفة وهو ما يفرض عليه مناشدة الاطراف النافذة لانقاذه منها . زيارة نتنياهو الى موسكو تصنف في هذا الخانة حيث التنسيق مع الجانب الامريكي موجود مسبقا والامال معقودة على مخرجات اجتماع الرئيس الامريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين المقرر في هلسنكي يوم السبت القادم . ولكن هل سينجح الجزار بمساعدة السمسار اقناع الدب الروسي الذي عاد الى مكانته السابقة عالميا واستعاد دوره وتاثيره في القضايا الدولية ؟ .

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية