المرصاد نت - متابعات
في ظل تحركات أميركية مكثّفة لثني الكتلتين «السنية» والكردية عن الانضمام إلى ما تعتبره واشنطن «المعسكر الإيراني»، تتجه الأنظار إلى موقف الأكراد والذي يُفترض أن يتبلور خلال الأيام القليلة المقبلة ليشكّل عاملاً حاسماً في مسار «الكتلة الأكبر»
قبيل 5 أيام من الموعد المفترض لانعقاد الجلسة الأولى للبرلمان العراقي تتكثّف التحركات الإقليمية والدولية على الساحة السياسية بهدف الدفع إلى حسم النزاع على الكتلة البرلمانية الأكبر. في هذا الإطار بدت لافتة أمس اللقاءات المكوكية التي عقدها المبعوث الأميركي إلى العراق بيرت ماكغورك في جولة أثارت انتقادات من قِبَل الكتلة المحسوبة على «الحشد الشعبي». وفيما استمرّ الانقسام داخل «البيت السني» على خلفية منصب رئاسة مجلس النواب ظهرت الكتلة الكردية أكثر تماسكاً وقدرة على انتزاع تنازلات من مفاوِضيها.
تماسك تجلّى أمس في الاجتماع الذي عُقد في أربيل بين وفدَي «الحزب الديموقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني الكردستاني» بهدف وضع ورقة موحّدة سيحملها وفد مشترك من الطرفين إلى بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة رداً على «عروضات» المعسكرَين «الشيعيَين» المتنافسَين. وكان آخر تلك «العروضات» ما حمله أول من أمس وفد مشترك من «نواة الكتلة الأكبر» (التي تضمّ «سائرون» المدعوم من مقتدى الصدر و«النصر» بزعامة حيدر العبادي و«الحكمة» بقيادة عمار الحكيم و«الوطنية» بزعامة إياد علاوي) إلى الحزبين الكرديين والذي نفى عضو الوفد، خالد العبيدي أن يكون قد تطرّق إلى «ملف كركوك» (علماً أن هذا الملف يشكل جزءاً رئيساً من المطالب التي يطرحها الأكراد على مفاوِضيهم).
نفي قابله على المقلب المنافس (المعسكر الذي يجمع «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، وتحالف «الفتح» بقيادة هادي العامري)، تصريح أكثر واقعية، وإن لم تَثبُت جدّيته إلى الآن. إذ نُقل عن قيادي في «دولة القانون» قوله إن الأحزاب الكردية «قدّمت تنازلات ومقترحات للانضمام إلى» ذلك المعسكر من بينها القبول بإدارة مشتركة لكركوك والمناطق المتنازع عليها إلى حين إجراء الانتخابات المحلية.
وبمعزل عن صحة ما يروّج له كلا المعسكرين فإن الثابت أن الكتلة الكردية تُفاضِل ما بين «العروضات» المُقدّمة إليها في ظل ضغوط أميركية متزايدة عليها لثنيها عن الانضمام إلى تحالف المالكي - العامري. ومساء أول من أمس التقى ماكغورك في أربيل رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني قبل أن ينتقل إلى بغداد لممارسة ضغوط مماثلة على الكتلة «السنية» (المحور الوطني) التي التقى منها أمس نائب رئيس الجمهورية المرشح لرئاسة البرلمان أسامة النجيفي.
لقاءات استبقها أمين عام «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي بالتنبيه إلى أن «أميركا تتدخل في مفاوضات تشكيل الحكومة بشكل سافر» والتحذير من أنه «في حال استمرت السفارة الأميركية في التدخل في الشؤون العراقية، فإننا لن نسكت على ذلك».
وعلى رغم الدفع الأميركي الحثيث في اتجاه إبعاد الكتلتين «السنية» والكردية عن معسكر المالكي - العامري إلا أن محاولات واشنطن هذه لا يبدو أنها آتت أكلها إلى الآن. إذ إن الأكراد يظهرون استعدادهم للتحالف مع أي من المعسكرَين مقابل تقديم ضمانات لهم في حين تظهر قوى «البيت السني» مُشتتة ما بين القطبين «الشيعيَين» خصوصاً أن أحدهما (الصدر - العبادي) وضع «فيتو» على انضمام القيادي في «المحور الوطني» خميس الخنجر إليه.
وتلك نقطة حاول العامري الاستفادة منها مجدداً أمس بالقول إنه «إذا كانت على الخنجر ملاحظات سلبية فلماذا سمح له القضاء بالمشاركة في الانتخابات؟». وما يضاعف من حراجة الموقف «السني» هو انقسام «المحور» على هوية رئيس البرلمان المقبل ما بين النجيفي ومحمد الحلبوسي (محافظ الأنبار) ومرشحين آخرين تقدّمت أسماؤهم خلال الساعات الماضية.
وفي قبالة الحراك الأميركي على خطّ «الكتلة الأكبر»، يتواصل الحراك الإيراني على الخط نفسه، أملاً في إعادة إحياء «التحالف الوطني» الذي كان يجمع قوى «البيت الشيعي». وهو «أمل» لم ينطفئ إلى الآن في ظل الحديث المتواصل عن جهود مستمرة للتقريب بين محورَي «سائرون - النصر»/ «دولة القانون - الفتح». لكن، وفي ظل الاستقطاب الحادّ بين القوى «الشيعية»، يتمّ الاشتغال على خطة بديلة محورها تدعيم محور المالكي - العامري وجذب القوى الكردية و«السنية» إليه.
ولعلّ ذلك الاشتغال المتوازي هو ما قصدته تصريحات العامري والخزعلي أمس، إذ قال الأخير إن «تحالف الفتح وحلفائه يمتلكون الأعداد الكافية لتشكيل الكتلة الأكبر»، في حين أكد الأول «(أننا) مستمرون في استقطاب الجميع، وهناك تقدم متواصل في عملية تشكيل الكتلة الأكبر، والكل مدعوون للحوار من أجل تشكيلها».
المزيد في هذا القسم:
- الرئيس الأسد يلتقي الرئيس بوتين في قاعدة حميميم العسكرية صباح اليوم المرصاد نت - متابعات زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين قاعدة حميميم الروسية في سوريا في طريقه إلى مصر حيث التقى بالرئيس بشار الأسد في القاعدة الر...
- الأسرى والشهداء والجرحى... مقاومون لا إرهابيون المرصاد نت - محمد بدير قبل نحو عقدين قال جوزف سماحة إن «لمن المستحيل الجلوس في أحضان واشنطن وارتضاء القيود الأميركية ومقاومة إسرائيل فعلاً». لو...
- السعودية تعتقل دُعاتها ..ووسائل اعلامها كاذبة وسخيفة المرصاد نت - متابعات في خطوة مفاجئة أقدمت القوات الأمنية السعودية البارحة على مداهمة بيوت بعض الدعاة السعوديين واعتقالهم. وسط تعتيم إعلامي وحديث عن بداية مرحل...
- واشنطن تشن حملة إعلامية ضد إيران تواكب الحرب الاقتصادية المرصاد نت - متابعات أطلقت واشنطن أمس أوسع حملة إعلامية ضد إيران تواكب الحرب الاقتصادية لإحداث شرخ بين النظام وقاعدته الشعبية الحملة الأميركية دخل على خطها ال...
- طهران والتصعيد النووي: هل تَراجع الأوروبيون عن آلية النزاع؟ المرصاد نت - متابعات دشّن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي خَلَف أخيراً فيديريكا موغيريني مسعى أوروبياً جديداً للحفاظ على الاتفاق...
- مشرّعون أميركيون: مجلس الشيوخ قد يصوّت قريباً على معاقبة السعودية المرصاد نت - متابعات قال مشرّعون أميركيون إنّ مجلس الشيوخ قد يصوّت خلال أسابيع على تشريع لمعاقبة السعودية بسبب الحرب على اليمن ومقتلِ الصحافي جمال خاشقجي. وأ...
- البحرية الإسرائيلية: حزب الله يستطيع فرض حصار بحري كامل علينا المرصاد نت - متابعات أكد رئيس أركان سلاح البحرية الإسرائيلي العميد درور فريدمان أن حزب الله يستطيع فرض حصار بحري كامل على كيان الاحتلال. و تحدث فريدمان في ...
- القسام: سنواصل الإعداد ليلا ونهارا فوق الأرض وتحتها حتى دحر الاحتلال المرصاد نت - متابعات قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء أمس السبت إنها ستواصل الليل بالنهار عملاً وإعداداً ...
- اعتماد السفير يتأخر وجدول أعمال بالمليارات بين عمان وتل أبيب المرصاد نت - أسماء عواد مع أنه من المفترض أن الأزمة «الدبلوماسية» بين الأردن وإسرائيل صارت بحكم المنتهية رغم شكليّتها، لم تطأ أقدام السفير الجديد ...
- الأحزاب في لبنان .. نشأتها وتوجّهاتها المرصاد نت - متابعات لبنان بلد صغير بمساحته، كبير بتنوّع أطيافه وأحزابه وتياراته ولا يصدّق أحد أن الـ10452 كم التي تشكل مساحته تحوي هذا الكم الهائل من التعدّد...