المرصاد نت - متابعات
دشّن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي خَلَف أخيراً فيديريكا موغيريني مسعى أوروبياً جديداً للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران بزيارتين إلى كلّ من طهران وواشنطن الأسبوع الماضي. الجولة أتت في وقت يعيش فيه الاتفاق أسوأ ظروفه؛ إذ كانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الدول الأوروبية الثلاث الموقّعة على الاتفاق قد أصدرت بياناً قبل ثلاثة أسابيع (وبعد أن اتخذت طهران الخطوة الخامسة بالتخلّي عن التزاماتها النووية) أعلنت فيه نيتها تفعيل «آلية فضّ النزاع». وهي آلية يمكن أن تفضي إلى رفع ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي وإعادة عقوبات الأمم المتحدة عليها. وقتها برّرت طهران الخطوة الخامسة باستيائها البالغ من «عجز» الأوروبيين عن تشغيل آلية التبادل المالي الخاصة بالالتفاف على العقوبات.
تحذير الترويكا في شأن تفعيل «آلية فضّ النزاع»، فضلاً عن خطورته لناحية احتمال إعادة العقوبات الدولية كان من الممكن أن يتلوه فرض أوروبا أيضاً عقوبات منفصلة على إيران. وفي ذروة هذا التصعيد أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف أنه في حالة عودة عقوبات مجلس الأمن فإن بلاده ستنسحب من «معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية» (NPT) بعد 51 عاماً.
نتائج جولة بوريل: تمديد المهلة
بيد أن بوريل طمأن، من طهران السلطات الإيرانية إلى أن الاتحاد الأوروبي يمدّد مهلة تسوية الخلافات المتعلقة بالاتفاق حتى إشعار آخر، لكي لا تكون ثمة حاجة إلى رفع القضية إلى مجلس الأمن أو فرض عقوبات. وهو موقف يشير إلى نوع من التراجع عن القرار الأوروبي السابق بتفعيل آلية النزاع. وقال بوريل، بعد زيارتَيه إلى طهران وواشنطن، في مقال نشرته «بروجكت سينديكيت»: «إن أردنا إبقاء الاتفاق النووي على قيد الحياة، فيجب أن نتأكد من أن إيران ستتمتع بمزاياه لقاء العودة إلى تنفيذه بحذافيره». يشير كلام بوريل هذا، ضمناً، إلى عجز الاتحاد الأوروبي عن تحقيق مصالح طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق وإعادة فرضها عقوبات.
وبعد عام ونيف من الانسحاب الأميركي وضعت أوروبا خوفاً من العقوبات الأميركية العابرة للحدود نهاية لأيّ تعامل مالي وتجاري ومصرفي مع إيران لكن قطار الآلية المالية الخاصة (إينستكس) لم ينطلق من محطة البداية إلى أيّ محطات أخرى. وطالب بوريل بأن تتمتّع إيران بمزايا الاتفاق لقاء عودتها إلى التنفيذ الكامل له وهو ما يطرح السؤال المتكرّر في طهران وبروكسل: ما هي الأداة الأوروبية لتحقيق هذا الطلب؟
ماذا تريد أوروبا؟
على الرغم من أن زيارتَي بوريل يمكن اعتبارهما رسالة بنية التراجع عن التصعيد إلا أن أداء الأوروبيين يخفّض من التوقّعات الإيرانية بتحقّق ما هو أكثر من التهدئة. وهذا ما أثبتته تجربة الأشهر الأخيرة وهو أن أوروبا لا تملك القدرة اللازمة على التعويض عن العقوبات. ومع أن الأوروبيين يريدون الحفاظ على الاتفاق وتطبيقه، لكن ذلك لا يمكن أن يكون في اتجاه واحد كما ترى طهران الأمر. بتعبير آخر لا يمكن للإيرانيين تنفيذ التزاماتهم بينما العقوبات سارية أو لا يحصل تغيّر في شأن بيع النفط والحصول على عوائده.
وقد زاد بوريل من تحرّكاته الدبلوماسية، في وقت لم يعد فيه الملف النووي موضوع الخلاف الوحيد بين إيران والاتحاد الأوروبي. فالأوروبيون لم يتراجعوا أمام الضغط والابتزاز الأميركيَّين في شأن الاتفاق فحسب بل واكبوا واشنطن في حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب ضدّ إيران في إطار سياسة «الضغوط القصوى» على رغم إنكارهم حتى الآن هذا الانخراط، وهو الحال الذي يُنظر إليه بغضب في طهران. كما أن صمت الدول الأوروبية وحتى دعم البعض منها إقدام ترامب على اغتيال الفريق قاسم سليماني أدى إلى تفاقم عدم الثقة بين طهران وبروكسل.
بناءً على ما تقدّم يبدو أن الأوروبيين بصدد شراء الوقت فحسب، وبالتالي إبقاء النافذة الدبلوماسية لحفظ الاتفاق مفتوحة من دون منح تنازلات لتوفير المصالح الإيرانية. وحتى اتضاح نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية فإن الأوروبيين سيتصرّفون بطريقة لا ينهار معها الاتفاق ولا تغضب واشنطن بسببها. وهم بحسب مراقبين ينتظرون تطوراً كهزيمة ترامب وفوز الديمقراطيين، بما يسفر على الأرجح عن عودة واشنطن إلى الاتفاق.
المزيد في هذا القسم:
- وزير الخارجية التركي: لن نسلح الأكراد ولن نسمح بعودتهم لمواجهة داعش في كوباني مولود تشاووش أوغلوعلق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستفان دي ميستورا، للسماح للأكراد السوريين بالعودة إلى عين ا...
- الجعفري:لم نطلب استقدام قوات برية الى العراق أكد وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري "عدم وجود أية جهات طلبت استقدام قوات برية للعراق"، مشيراً إلى أن "العراق سيفتح بعض الأمور المختلف عليها مع بعض الدول ...
- بغداد تمدّد حظرهاعلى مطارات الإقليم وأمريكا تعترف بمقتل أكثر من 800 مدني المرصاد نت - متابعات نفت وزارة النقل العراقية صحة التقارير الإعلامية التي انتشرت أمس وتناولت «تمديد تعليق الرحلات الدولية من وإلى مطارات إقليم كردستان ح...
- 2018: سنة اللاعبين الخمسة المرصاد نت - متابعات في عالم العرب أكثر من عشرين «دولة»، ليس بينها دولة واحدة متماسكة، فهي متعثّرة أو متهدّمة أو متفككة. بلاد العرب ساحات يتبار...
- حراك سياسي واعلامي واسع في لبنان عشية انتخاب عون للرئاسة المرصاد نت - متابعات بالتوازي مع التحضيرات التي تجري على قدم وساق لتنظيم دخول الجنرال ميشال عون الى قصر الجمهوري اللبناني، تجري مساعي أخرى بين أواسط السياسيين...
- وفد إعلامي كبير يزور منطقتي رداع والمناسح لنقل حقيقة الأوضاع وما خلفتة المواجهات بين اللجا... زار وفد إعلامي كبير اليوم السبت مدينة رداع والمناسح وضواحيها للإطلاع على حجم الدمار والمظلومية التي لحقت بأبناء تلك المناطق نتيجة تسلط وهيمنة الجماعات التكفيرية...
- الإخوان المسلمون في مصر يعلنون إجراء مراجعات داخلية! المرصاد نت - متابعات أعلن المكتب العامّ لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر تبنّي الجماعة توجهاً جديداً للفترة المقبلة على خلفية ما وصفته بالواقع الجديد بعد وفاة...
- «التايمز»: إنفاق المليارات على «لوبيات الضغط» لن يُنجي بن سلمان! المرصاد نت - متابعات السعوديون لا يمكنهم الخروج من أزمتهم عبر ضخ المال على «اللوبيات» وشركات العلاقات العامة هذا ما أكدته مجلة «التايمز&raqu...
- عدوان ثلاثي أمريكي بريطاني فرنسي على الأراضي السورية المرصاد نت - متابعات أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بدء العدوان الثلاثي الأميركي الفرنسي البريطاني على سوريا و ينفذ هجومات متعددة على العاصمة السورية دمش...
- بين موقف الجيش وحسابات الإسلاميين: الاحتجاجات تحاصر البشير ! المرصاد نت - مي علي لا تبدو احتجاجات السودان للشهر الثاني في طريقها إلى الانحسار فيما يجهد عمر البشير في الخارج بحثاً عن دعم سياسي واقتصادي لا يبدو سريع المفع...