بن سلمان يردّ على إهانات ترامب: أحب العمل معه !

المرصاد نت - متابعات

رد محمد بن سلمان بخجل على إهانات الرئيس دونالد ترامب المستمرة له ولوالده وعلى الأوامر الأميركية بشأن دفع المزيد مقابل «الحماية» وخفض أسعار النفط بالقول إنه يحب Turmb2018.4.21ترامب وأنه يجب أن يُقبل من الأصدقاء قولهم أشياء سيئة..

اختار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التوقيت المناسب لإجراء مقابلة مع من يطرح الأسئلة الحاضرة كوكالة «بلومبيرغ» بعيداً من إعلام «البلاط» بهدف الرد على كل التساؤلات المتراكمة دفعة واحدة سواء بشأن فشل «رؤية 2030» وأكذوبة «السيادة» ولعبة «الحماية» الأميركية التي لم تنتهِ بإهانات ترامبية صادمة دفعت إلى أن تكون البداية في المقابلة: «قال ترامب إنك ستستمر أسبوعين فقط من دون الولايات المتحدة» فرد ابن سلمان مكتفياً بأن ذلك «غير دقيق» على اعتبار أن «السعودية تحتاج إلى ما يقرب من 2000 عام ربما لتواجه بعض المخاطر».

فولي العهد الشاب يرى أن «الولايات المتحدة بحاجة إلى السعودية» وليس العكس مشيراً إلى أن «المملكة استطاعت حماية مصالحها» في عهد الرئيس باراك أوباما «الذي عمل ضد أجندة الرياض في المنطقة» لمدة ثماني سنوات معتبراً أن «النتيجة النهائية كانت أن الرياض نجحت فيما واشنطن فشلت» مستدلاً في ذلك بمصر.

يسأل المحاور: ألا تهتم لما يقوله الرئيس ترامب عن والدك؟ لعله يرد على شيء من الإهانة المتواصلة لكن الأخير لم يخيّب الظن به فكان رده أنه «يجب أن تقبل أن أي صديق سيقول أشياء جيدة وأشياء سيئة» مؤكداً أنه يضع كل تلك الإهانات «في إطار الصداقة» بل ذهب إلى تبريرها بأن «ترامب يتحدث إلى شعبه داخل الولايات المتحدة الأميركية».

ورداً على سؤال عن رد الفعل السعودي تجاه كندا وألمانيا إذ اعتبر أن مطالبة كندا بالإفراج عن معتقلين نشطاء كانت بمثابة «أوامر» لا تقبل بها السعودية مشدداً على أن «محاكمة النشطاء في السعودية مرتبطة بقضايا تجسس».

لكن المحاور ذكّر ابن سلمان بأن ترامب أمر السعودية بـ«الدفع» أكثر من أجل حمايتها فرد بأن بلاده «لا تدفع شيئاً لأمنها» بل «إن جميع الأسلحة التي لدينا من الولايات المتحدة مدفوعة الثمن وليست مجانية» مشيراً إلى أن استراتيجية بلاده قبل فوز ترامب بالرئاسة كانت تقوم على «تحويل معظم صفقات التسلح إلى دول أخرى» لكن مع فوز ترامب ارتأت المملكة «شراء 60% من أسلحتها من الولايات المتحدة» واضعاً صفقات السلاح المليارية الأخيرة (خلال قمم الرياض الثلاث) في هذا الإطار.

يؤكد ابن سلمان أنه يحب ترامب ويحب العمل معه إذ يعتبر أن علاقة الرياض مع واشنطن «جيدة بنسبة 99% وهناك إشكالية واحدة». وأكد أنهما سوياً حققا «الكثير في الشرق الأوسط بخاصة ضد التطرف والأيديولوجيات المتطرفة والإرهاب» مشيراً إلى أنهما يعملان اليوم، لـ«مواجهة المتطرفين والإرهابيين والتحركات الإيرانية السلبية في الشرق الأوسط».

وبشأن مطالبات ترامب للسعودية بخفض أسعار النفط، قال إن بلاده لم تقرر «أبداً في تاريخ المملكة أن نحدد أسعار النفط» مشيراً إلى أن ذلك «يعتمد على العرض والطلب» ولكنه أكد أن ما تلتزم به المملكة «هو التأكد من عدم وجود نقص في العرض». ولدى سؤاله عن نتائج زيارته إلى الكويت بهدف إعادة تنشيط حقل الخفجي الذي يقع محل خلاف بين البلدين قال إن «السعودية لديها القدرة على إنتاج 1.3 مليون برميل يومياً من دون الحقل النفطي» لكنه أكد «اقتراب التوصل إلى اتفاق مع الكويتيين لمواصلة الإنتاج في الحقل خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة». وأوضح أن الجانب السعودي يحاول إقناع الكويتيين بالبدء في الإنتاج في الوقت الذي تجري المفاوضات حول السيادة على الحقل» لكن «هناك من قبل في الكويت هذا المقترح فيما رفض الطرف الآخر استئناف الاستخراج قبل حل النزاع» من دون إيضاح من هي تلك الأطراف.

وبشأن بيع أرامكو يصر محمد بن سلمان على أن الخطة المتعثرة لبيع أسهم في العملاق النفطي «ستسير قدماً» واعداً بـ«طرح عام أولي بحلول 2021» ومتمسكاً برأيه عالي السقف بأن «قيمة الشركة المملوكة للدولة تبلغ تريليوني دولار أو أكثر».

وبشأن ملف معتقلي «ريتز كاريلتون» التي بدأت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أعلن أن «ثمانية أشخاص لا يزالون محتجزين ضمن حملة مكافحة الفساد في المملكة» كاشفاً عن أنه «جرى تحويل 35 مليار دولار 40% منها سيولة و60% منها أصول إلى الحكومة» من الحملة قائلاً إن التحويل «سيكتمل ربما خلال العامين المقبلين».

وبشأن عدم إيفائه بوعوده بسد عجز الميزانية وخفض نسبة البطالة إلى 9% أحال ولي العهد تلك الوعود إلى العام 2023 «للتأكد من خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي والاستثمار في المملكة» مرجعاً ذلك إلى «آثار جانبية طبيعية لا بد منها» في عملية إعادة هيكلة الاقتصاد. وبشأن قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي قال إنه يرحب «بتفتيش تركي لقنصليتنا للبحث عن خاشقجي».

السعوديون يبلّغون الأتراك: خاشقجي في الرياض

وفي سياق متصل أكد مصدر خليجي أن السلطات السعودية أبلغت أنقرة أمس أن الكاتب السعودي جمال خاشقجي «بات في الرياض». وسرد المصدر عدداً من تحركات خاشقجي في المدة الماضية وأهمها لقاءاته بخالد بن سلمان في واشنطن، وهو ما يثير المزيد من علامات الاستفهام حول القضية

وكشف مصدر خليجي لـ«الأخبار» أن عملية نقل الصحافي السعودي جمال خاشقجي إلى الرياض باتت مؤكدة. ونقل المصدر أن السلطات السعودية وقرابة العاشرة من صباح أمس تواصلت مع السلطات التركية وأبلغتها حسم مصير خاشقجي باستعادته وأنه بات في الأراضي السعودية. وبحسب المعلومات فإن انتقال خاشقجي إلى السعودية تم بعملية معقّدة وبعد أن كان قد قدّم سفير السعودية لدى واشنطن نجل الملك وشقيق ولي العهد خالد بن سلمان تطمينات للرجل في وقت سابق بأنه لن يُمسّ في حال عاد إلى البلاد.

وأفادت المعلومات بأن خاشقجي كان قد دخل إلى المبنى الرقم 1 في القنصلية حيث كانت تنتظر خطيبته خارجاً أمام المبنى ومن ثم خرج من مبنى آخر للقنصلية يحمل الرقم 2 عبر ممر يربط المبنيين قبل أن يتم إصعاده إلى سيارة بيضاء كبيرة توجهت إلى المطار.

وقال المصدر إن العملية تواطأ فيها أحد الضباط الأتراك. الشكوك لا تزال تحوم حول ما جرى. فأولاً التقى خاشقجي «وجهاً لوجه» بخالد بن سلمان في واشنطن أربع مرات في المدة الماضية. وهو ما دفع مسؤولين أميركيين إلى الاستفسار من خاشقجي عن أسباب هذه اللقاءات رغم علاقته السيئة بالنظام السعودي وموقفه المعارض فما كان منه إلا أن وضع الأمر في إطار متابعة «أمور عائلية داخل المملكة» طلب من الأمير السعودي مساعدته فيها كونه سفيراً للمملكة لدى واشنطن.

الأمر الثاني «المريب» بحسب متابعين لتحركات خاشقجي قيامه بتحويل مبلغ مالي إلى تركيا يفوق 200 ألف دولار استخدمها في شراء شقة له في مدينة اسطنبول حيث خطيبته التركية التي كان من المفترض أن ينتقل للسكن (ليس واضحاً إذا كان سكناً مؤقتاً أو دائماً) معها في الشقة بعد تثبيت زواجهما لدى القنصلية السعودية آخر مكان شوهد فيه خاشقجي. لقاءات خاشقجي بخالد بن سلمان تفترض أنه لو تجاوب الأول واختار العودة إلى حضن النظام السعودي ومبايعة محمد بن سلمان ووالده لفعل ذلك بسلاسة وبلا ضجيج، ما دام «الأمير» ضامناً لعودته. لكن ملابسات ما جرى مع خاشقجي يثير الشكوك حول رفضه لأي «تصالح» مع النظام ما دفع الرياض إلى الغدر به عبر عملية أمنية.

هنا تظهر معلومتان تجعلان من خاشقجي لغزاً صعب الفكاك. الأولى أن الرجل قبل مدة قصيرة تواصل أكثر من مرة مع أحد الصحافيين العرب المعروفين وطرح نفسه «وسيطاً» بينه وبين النظام السعودي لإجراء مصالحة وهو ما أثار لدى البعض تساؤلات بشأن كيف يمكن لـ«معارض» أن يتوسط لدى النظام وكأن خاشقجي لم يكن يدرك أنه غير مقبول إلى هذا الحد وهو المعارض «الهادئ».

الثانية أنه ومنذ البارحة بالحد الأدنى فإن الهاتف الجوال لخاشقجي في يد المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني. وقد قام الأخير بالاتصال بأمراء وكتاب وشخصيات عامة تواصلوا مع خاشقجي في المدة الماضية عبر هذا الهاتف محذراً إياهم من أن الديوان الملكي بات يملك كل المعلومات عمّن تواصل مع خاشقجي.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية