المرصاد نت - متابعات
وصل الجهد التركي لتطويع الفصائل في إدلب ومحيطها وإجبارها على الانخراط في تنفيذ «اتفاق سوتشي» إلى نقطة حساسة بعد إعلان الانتهاء من «سحب السلاح الثقيل». إذ بات على الفصائل المصنفة «إرهابية» سحب قواتها من المنطقة «المنزوعة السلاح» التي يفترض أن تكتمل بحلول الخامس عشر من الشهر الجاري
تنتهي اليوم المهلة المحددة في «اتفاق سوتشي» الروسي - التركي لسحب السلاح الثقيل التابع لكل الفصائل في المنطقة «المنزوعة السلاح» المُتفق على إنشائها. العملية التي ظلّت مجمدة لفترة طويلة، انطلقت إعلامياً قبل أيام فقط، وتركزت بوضوح في المناطق التي تسيطر عليها «الجبهة الوطنية للتحرير» فيما تحدثت بعض الأوساط عن سحب كل من «هيئة تحرير الشام» و«حراس الدين» السلاح الثقيل أيضاً، من دون أي تأكيد رسمي، أو إعلامي عبر الصور والتسجيلات.
وبمعزل عن جدية التزام هذه الفصائل بندَ الاتفاق الأول، نجحت تركيا إلى حد كبير عبر نشاط استخباراتها المكثف في ضبط خطوط التماس ومنع أي تصعيد واسع على جبهات حساسة مثل ريف اللاذقية. وذلك برغم أن عدداً كبيراً من الوجوه «الجهادية» انتقد الاتفاق في العلن، وصنّف تركيا بين «الأعداء» داعياً إلى عدم الرضوخ وتسليم «نقاط الرباط» أو السلاح. كذلك، حافظت «تحرير الشام» على موقف ضبابي من الاتفاق وسط انقسام في صفوف قياداتها في شأنه متجنبة - حتى الآن - مخاطر انشقاق المعارضين (داخلها) للتماهي مع الخطط التركية. وكان لافتاً أمس دخول وفد من «الائتلاف» المعارض لأول مرة منذ سنوات إلى إدلب حيث التقى ممثلوه عدداً من أعضاء «الجبهة الوطنية للتحرير»، الذين قدموا لهم شروحات عن المنطقة «منزوعة السلاح».
ومع بقاء خمسة أيام فقط قبل الموعد المفترض لإنشاء تلك المنطقة تمهيداً للعمل على خطوات لاحقة مثل فتح الطرق الرئيسية باتت المهمة الحالية على جدول أعمال الجانب التركي، انسحاب عناصر التنظيمات «الإرهابية» من تلك المنطقة وهي مهمة تختلف عن سابقتها من حيث الأهمية والحساسية. وتكمن العقدة في مناطق سيطرة «تحرير الشام» والفصائل «القاعدية» الأخرى بين أرياف اللاذقية وحماة وإدلب إذ لم تتضح حتى الآن آلية تنفيذ هذا البند ولا جدية الطرف التركي في ذلك عدا عن احتمال قبول بعض الفصائل له من عدمه. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر محلي «مقرب من هيئة تحرير الشام» قوله إن «الجميع اضطر للموافقة على هذه المبادرة (الاتفاق) وعلى مضض لكي ينعم الأهالي بشيء من الأمن والأمان بعدما عانوا لسنوات طويلة من همجية النظام وحلفائه». ووفق المصدر إن التزام «تحرير الشام» وفصائل أخرى بتنفيذه أتى بعد الحصول على «تعهدات تركية بأن ليس لدى روسيا أو النظام أو إيران نية الانقلاب على الاتفاق وبأن وجود القوات التركية ونقاطها سيحول دون أي عمل عسكري».
وتشير المعطيات إلى أن «تحرير الشام» نجحت في امتصاص الضغط التركي، وأعطت أنقرة - حتى الآن - ما أرادت وما يضمن لها موقعاً تفاوضياً جيداً مع روسيا وحلفائها. وهو ما يتقاطع مع الحفاوة التركية بمسار الاتفاق التي كان آخرها على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان بالقول إن «الاتفاق ضمن أمن نحو 3.5 ملايين سوري في إدلب... فيما حلفاؤنا تعمّدوا (سابقاً) تقويض مقترحنا بإقامة مناطق آمنة» في تلميح إلى الجانب الأميركي. وفي ضوء الانتقاد التركي المتكرر لمسار التعاون مع واشنطن، أشار وزير الدفاع خلوصي أكار، إلى انطلاق «تدريبات مشتركة» للقوات التركية والأميركية بهدف تسيير دوريات مشتركة في منطقة منبج، مضيفاً أن «أول مجموعة من عناصر القوات الأميركية المشاركة في التدريب وصلت إلى ولاية غازي عنتاب في الثاني من الشهر الحالي».
وبينما لم يصدر أي تعليق روسي مباشر على تطورات الوضع في إدلب، خرجت تعليقات لافتة عن وزير الخارجية سيرغي لافروف، تؤكد أنه لا يوجد أي مبرر لتسريع العمل على إنشاء «اللجنة الدستورية» المتفق عليها في «مؤتمر سوتشي». وأوضح لافروف أن «العمل مستمر عبر مسار أستانا، بالتعاون مع الجانبين الإيراني والتركي، وهناك اتصال دائم مع كل الأطراف المعنية من بينها الحكومة السورية والمعارضة وممثلو الأمم المتحدة»، ولذلك «لا داعي لتحديد تاريخ مصطنع للبدء بعملها، فأهم شيء هو الجودة». وأثنى الوزير الروسي على مرسوم العفو العام عن «مرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي»، الصادر عن الرئاسة السورية أمس، معتبراً أنه خطوة نحو «المصالحة الوطنية» ومن شأنه «تأمين الظروف المناسبة للاجئين الراغبين بالعودة والنازحين في الدخل». وأكد أن بلاده تعمل مع الحكومة السورية وخصومها، للوصول إلى «تفاهمات مقبولة يمكنها أن تساعد السوريين في اتخاذ قرار العودة»، مذكّراً بأن المخاوف التي أثيرت حول «القانون رقم 10» باتت من دون معنى الآن.
المزيد في هذا القسم:
- الإمارات و"إسرائيل" جنباً إلى جنب في مناورات عسكرية في اليونان! المرصاد نت - متابعات في تطوّر لافت في التطبيع بين النظام الإماراتي وكيان الاحتلال الإسرائيلي كشفت القناة الثانية عشر الإسرائيلية مؤخراً أن سلاح الجوّ الامارات...
- البحرين والإمارات تفتحان مجالاً جوياً مراقباً أمام قطر المرصاد نت - متابعات قالت مصادر إن "البحرين والإمارات قررتا تخفيف القيود المفروضة على قطر في المجال الجوي بدءاً من اليوم في أعقاب توجيهات من قبل منظمة الطيران...
- "وول ستريت جورنال": السعوديون يتحدثون عن أوضاع معيشية صعبة بسبب إنهيار أسعار النفط المرصاد نت - متابعات أدى الانخفاض الشديد لأسعار النفط في الأسواق العالمية خلال العامين الماضيين إلى تدهور الاقتصاد السعودي إلى درجة تضاعف معها معدل التضخم واض...
- الجزائريون ينتخبون برلمانهم الجديد المرصاد نت - متابعات يدلي الجزائريون بأصواتهم لانتخاب برلمان جديد في إطار انتخابات عامة وبعد فترة صمت انتخابي بدأت الأحد الماضي ومن المتوقع أن تكون نسبة ال...
- داعش تعلن اعدام الرهينة البريطاني ديفيد هينز بث تنظيم داعش شريط فيديو على الانترنت يظهر فيه احد عناصره وهو يقطع رأس رهينة بريطانية كانت لديه، ويدعى ديفيد هينز، مبررا اعدام الرهينة بانه رد على قرار لندن الد...
- ليبيا : إيطاليا تحشد لمؤتمر المصالحة في باليرمو وهجوم على صبراتة المرصاد نت - متابعات تعرّضت مدينة صبراتة غرب ليبيا أمس إلى هجوم مباغت من قواتٍ مسلحة طُردت منها قبل نحو عام ما أدى إلى استقدام تعزيزات وإغلاق المدارس والإدارا...
- السودان : مقترح جديد على طاولة العسكر: لاتفاق سياسي ودستوري وأحد ! المرصاد نت - متابعات أُجّلت المفاوضات التي كانت مقررة أمس بين المجلس العسكري وقوى «إعلان الحرية والتغيير» بعد إعلان مكونات وازنة في التحالف رفضها الاتفاق السي...
- قايد صالح: نال «وسام الاستحقاق» الجزائري... ورحل! المرصاد نت - متابعات توفي رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، إثر سكتة قلبية وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية وذلك بعد أربعة أيام فق...
- وزير خارجية مصر يطلب وساطة نتنياهو ! المرصاد نت - رآي اليوم لماذا يذهب وزير خارجية مصر إلى القدس المحتلة وليس إلى السودان ودول حوض النيل؟ وهل يمهد لاستقبال حار لنتنياهو في القاهرة؟ وما هي الأخ...
- بين الجولان و«النصر» على «داعش»: واشنطن تبدأ استثمار أوراقها ! المرصاد نت - متابعات ما بين إعلانها «النصر» على «داعش» واعترافها بـ«إسرائيلية» الجولان تصعّد واشنطن مساعيها إلى محاصرة دمش...