المرصاد نت - متابعات
قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إنّ هيئة البيعة في السعودية «اجتمعت سراً لاختيار ولي لولي العهد» خلال الأيام الماضية وفقاً لما نقله الكاتب الفرنسي جورج مالبرونو عن مصدر دبلوماسي في باريس وهي المعلومة التي أكّدها أيضاً مصدر سعودي في الرياض بحسب الكاتب.
المقال الذي نُشر يوم أمس أورد أنّه في حال تعيين السفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان في هذا المنصب فإنّ ذلك سيعني أن ولي العهد محمد بن سلمان «سيغادر منصبه» ولكن ليس فوراً وإنما على المدى المتوسط.
وقالت «لوفيغارو» إنه في ضوء الضغوط الدولية المتزايدة التي سبّبها اختفاء الصحافي جمال خاشقجي بدأت هيئة البيعة منذ أيام النظر وبأعلى درجات الاهتمام في ما سمته «قضية محمد بن سلمان».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت عن مسؤولٍ أميركي قوله إن خالد بن سلمان الذي غادر العاصمة الأميركية الأسبوع الماضي عائداً إلى الرياض، لن يعود إلى واشنطن سفيراً؛ من دون أن يتّضح من سيخلفه وأين سيتم تعيينه. خالد بن سلمان كان قد أدلى بتصريحات بشأن قضية خاشقجي قائلاً إن كاميرات القنصلية في إسطنبول «لم تكن تسجّل في يوم زيارة الصحافي لها».
ومع حديث وسائل الإعلام الأميركية عن إمكانية تعيين ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للسعودية في واشنطن يتضاءل أكثر فأكثر احتمال عودة خالد بن سلمان إلى الولايات المتحدة. تضاؤل يقابله ارتفاع في مؤشرات تصعيده إلى المنصب الثاني في المملكة (ولاية العهد) بدلاً من أخيه الشقيق محمد الذي يبدو أن أباه يتحسب لاقتراب العاصفة من رأسه
دفعت أزمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عدداً من الأسماء وثيقة الصلة بولي العهد محمد بن سلمان إلى الواجهة إما كأكباش فداء محتملة لإبعاد موس المحاسبة عن رقبته وإما كشخصيات مُرشّحة لنيل أدوار في منظومة السلطة التي مَرْكزها الأمير الشاب حول نفسه ضمن ما يُحكى عن مساعٍ يبذلها الملك سلمان لإبعاد نجله الطائش عن الأضواء ريثما تنقضي العاصفة إن لم يكن إقصاءه كلياً من المشهد.
على رأس تلك الأسماء السفير السعودي في واشنطن (سابقاً؟) الأخ الشقيق لمحمد، خالد بن سلمان. الأمير الذي يصغر أخاه بثلاث سنوات، لم يكد يمضي ستة أشهر في منصبه الجديد الذي عُيّن فيه في الـ22 من نيسان/ أبريل 2017، حتى استُدعي على عجل إلى بلاده في ظلّ حديث الصحف الأميركية عن أنه لن يعود إلى الولايات المتحدة. كان الرهان على خالد في أن يُطوّر تجربة مماثلة لتجربة ابن عمّه بندر بن سلطان وفق مقتضيات جديدة تتطلّبها «رؤية» ولي العهد. وهو رهان لم يتأخر الضابط السابق في القوات الجوية في محاولة إثبات أهليّته له.
هكذا اجتهد خالد في تعزيز الصورة «الوردية» التي شكّلتها أموال شقيقه مُكثِّفاً العزف على النغم الأكثر إطراباً لدى إدارة دونالد ترامب اليوم: الحرب على إيران. تكاد لا تخلو تغريدة أو مقالة للسفير السعودي العاشر في واشنطن من ذكر طهران إن لم تكن كلها عن الأخيرة. آمن خالد بقدرة حملات العلاقات العامة، بقيادته على تعزيز التوجّه الأميركي لـ«معاقبة النظام الإيراني اقتصادياً ودبلوماسياً مع الحفاظ على جميع الخيارات على الطاولة لضمان قوة الدبلوماسية وفعاليتها» وفق ما يدعو إليه الرجل في إحدى مقالاته.
ثقة تتجلّى كذلك، في دفاع المستشار السابق في السفارة السعودية في واشنطن عن خطوات شقيقه «الإصلاحية» وإلحاحه على نفي الصبغة الاستبدادية عنه. بلغ الأمر بخالد ذي الخبرة السياسية المتواضعة أن أشاد عقب حادثة اختفاء خاشقجي بانتقادات الأخير للقيادة السعودية الحالية معتبراً أنها كانت «دائماً صادقة». ولفرط خشيته على «هالة» ولي العهد أوقع خالد نفسه ونظام الحكم برمّته في الفخّ عندما قال إن «من المستحيل أن يرتكب موظفو القنصلية مثل هذه الجريمة من دون أن يكون لنا علم بذلك»! وهي الذريعة نفسها التي يُتوقّع اللجوء إلى عكسها في التقرير المتوقع صدوره عن السعودية في شأن الجريمة أي أن رأس النظام لم يكن على علم ولم يكن يريد في الأصل تصفية خاشقجي. على أي حال بدت أزمة خاشقجي وتداعياتها أكبر من قدرة سفير حديث العهد على احتوائها؛ إذ إنها اقتربت ــ مع تطورها ــ من تهديد مستقبل «الملك القادم» ولعلّ ذلك هو السبب الكامن خلف استدعاء خالد إلى السعودية.
يوم أمس ذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أن «هيئة البيعة السعودية» اجتمعت سراً خلال الأيام الماضية لاختيار ولي لولي العهد، توقعت الصحيفة أن يكون خالد بن سلمان. إذا ما صحّت تلك الأنباء فهي تعني أن الملك سلمان الذي هندس على مهل عملية حصر السلطة في نسله بعدما كانت حكراً على «السديريين»، يخشى أن تطيح قضية خاشقجي بالجهود التي بذلها طيلة السنوات الثلاث الماضية. ومن هنا، فهو يريد أن يضمن أنه، في حال وصول الخطر إلى حرم نجله السادس (محمد)، فإن السلطة لن تؤول إلى غير «السلمانيين»، على رغم استعانته أخيراً بوجوه من أجنحة منافسة كان ولي العهد قد أقصاها، كأمير منطقة مكة خالد الفيصل الذي أُرسل إلى تركيا للملمة ذيول حادثة خاشقجي. هل يعني ذلك أن سلمان سيُقدِم اختياراً، على إزاحة محمد وتعيين خالد مكانه ولياً للعهد؟ «لوفيغارو» رأت في احتمال إعادة شغل منصب ولي لولي العهد مقدمة لإطاحة محمد على المدى المتوسط فيما نقلت «فرانس برس» عن محللين استبعادهم حدوث ذلك.
لكن رجل أعمال إماراتياً أكد نقلاً عن مسؤول إماراتي رفيع المستوى أن «قضية خاشقجي ستطيح الأمير محمد بن سلمان» وأن الملك سلمان «يتّجه لتعيين خالد ولياً للعهد» مُتوقّعاً أن «يعتلي الأمير خالد العرش قريباً نتيجة تدهور الوضع الصحي للملك». ورأى المسؤول أن «غمامة سوداء ستظلّل سماء الخليج» بفعل تدهور الأوضاع في السعودية وأن ذلك سيؤثر على المستويين الأمني والاقتصادي مشيراً إلى أن «دولة الإمارات بصدد مناقشة هذه التطورات واستعراض الإمكانيات المتوافرة لمواجهة الأخطار المستقبلية». وهي كلّفت ـــ بحسب المصدر نفسه ــ بعض الأمراء والقادة العسكريين بمناقشة الظروف المتوقعة في السعودية والنزاعات المحتملة بين الأمراء واختلافهم حول حرب اليمن وانعكاس ذلك على دول الخليج، حتى تتمكّن الإمارات من مواجهة التحولات المقبلة وإدارة الأمور بما يتلاءم مع مصلحتها. وفي الاتجاه نفسه، نقلت «رويترز» عن مصدر برلماني كويتي أن «الوضع الإقليمي لا يبشر باستقرار... وبالتالي على كل دولة أن تفكر كيف تحمي نفسها» في معرض تعليقه على فشل محادثات استئناف الإنتاج النفطي في المنطقة المشتركة بين السعودية والكويت.
الأمير المكتئب!
يكاد الحديث عن اضطرابات متوقعة داخل الأسرة الحاكمة يشكّل موضع إجماع في تعليقات المصادر الغربية والخليجية على التطورات المتصلة بقضية خاشقجي. يعزّز ذلك أن المؤشرات إلى ما سمّاها المصدر الإماراتي «نزاعات محتملة بين الأمراء» بدأت تطفو على السطح مع بروز أصوات لا تطالب فقط بعزل ابن سلمان بل بتنحّي أبيه أيضاً، وتعيين أحد أنجال الملك المؤسس ـــ يجري التركيز على اسم أحمد بن عبد العزيز ـــ بدلاً منه. وهي دعوات ليست إلا تجلّياً لغضب مكتوم تسبّبت به سياسات ابن سلمان، الذي تعرّض ـــ وفق رجل الأعمال الإماراتي المقرّب من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ـــ لمحاولات اغتيال عدة في قصر اليمامة والديوان الملكي أبرزها حادثة الخزامى (إطلاق نار في حي الخزامى في أيار/ مايو الماضي)، إضافة إلى قيام عنصر من الحرس الملكي بإطلاق النار على ولي العهد من مسدس حربي، قبل أن يتدخّل مرافِقو الأخير ويحولوا دون إصابته. ولفت المصدر إلى أن «هذه الحوادث وغيرها أصابت الأمير محمداً بالاكتئاب، وجعلته لا يثق بأي شخص حتى من أصدقائه وأقربائه، كما أنها دفعته إلى تمضية لياليه في يخته العائم في البحر، أو النوم في وزارة الدفاع خوفاً من المؤامرات ضده».
المزيد في هذا القسم:
- المستوطنون الصهاينة يدنسون باحات المسجد الأقصى المرصاد نت - متابعات اقتحمتْ مجموعات من المستوطنين الصهاينة صباح اليوم الثلاثاء باحاتِ المسجد الأقصى المبارك بحمايةٍ أمنية من شرطة العدو الصهيوني. وأفادت م...
- «دراما» المعابر... القاهرة تُسيِّر الاتفاق بالغصب! المرصاد نت - متابعات رغم الاحتفاء الظاهري بتسليم «حماس» معابر قطاع غزة للسلطة الفلسطينية وإعلان طيّ صفحة من الخلاف وإتمام نقطة مهمة في اتفاق المصا...
- لماذا يتم أتهام سلطنة عمان بتهريب السلاح لليمن الان؟ المرصاد نت - رآي اليوم لم يفاجئنا “اللواء” احمد العسيري المتحدث باسم “عاصفة الحزم” بحديثة عن الانتهاكات التي لا تحصى لاتفاق وقف اطلاق ...
- مشاكل الاحتجاجات الشعبية وتراكُم الأزمات المالية! المرصاد نت - متابعات تُعدّ السياسات الإقتصادية الشريان الحيوي المُنظّم لهياكل ودواليب الدولة والراسِم لمُخطّطاتها الإستراتيجية والإستشرافية القصيرة أو بعيدة ا...
- كابل : 245 قتيلاً وجريحاً من بينِهم أطفال ونساء في تفجير انتحاري استهدف حفل زفاف ! المرصاد نت - متابعات أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف حفل زفاف في العاصمة الأفغانية وأودى بحياة أكثر من 245 قتيلاً وجريحاً. وزارة الد...
- المغاربة يعتبرون السعودية "عنوان الخيانة" لتصويتها ضد أحتضانهم كأس العالم المرصاد نت - متابعات "السعودية عنوان الخيانة" هكذا عنونت جريدة "اليوم 24" اليوم مقالا للتعليق على موقف السعودية في تصويتها ضد ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم و...
- المتاجرة بالمهاجرين من برغماتية أنقرة الى عداوة الإتحاد الأوروبي المرصاد نت - متابعات بعد مرور عدّة أعوام على تقاذف كل من تركيا وأوروبا للمهاجرين من الذين ضاعت السبل فيهم تقوم أنقرة باتهام الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بتعهد...
- هل إنتهى خطر تنظيم الدولة بعد إنهيار دولة "الخلافة"؟ المرصاد نت - بي بي سي أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة استعادة بلدة الباغوز آخر جيب كان يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية شرقي سوريا ا...
- ميركل لماكرون: «إصلاح أوروبا» بشروط برلين المرصاد نت - متابعات قدمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس ردها على أفكار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن «إصلاح» أوروبا ساعيةً لتجنب خلاف...
- لعبة مصر الذكيّة مع السعوديّة ! المرصاد نت - متابعات لم يعد الخلاف السعودية المصري سحابة صيف يبدو أن هناك قناعة راسخة لدى الجانبين على المضي بمواقفهما حتّى النفس الأخير. بالأمس قطعت المحك...