المرصاد نت - متابعات
تتبدّل عناوين التظاهرات المندلعة في السودان للأسبوع السابع على التوالي بحسب تبدّل ممارسات نظام الرئيس عمر البشير والتي حوّلت دوافع المحتجين من التنديد بالأزمة الاقتصادية وفساد منظومة الحكم إلى رفض استخدام العنف المفرط الذي راح ضحيته أكثر من 50 متظاهراً بالرصاص الحي، وصولاً إلى دعم المعتقلين الذين قدّرت المعارضة عددهم بأكثر من ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات في الـ 19 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وعلى رغم إصدار مدير جهاز الأمن والاستخبارات صلاح قوش قبل عشرة أيام، قراراً بإطلاق سراح جميع المعتقلين إلا أن القرار لم يترجم على الأرض، ما دفع «تجمع المهنيين السودانيين» الذي يقود الاحتجاجات بدعم من قوى المعارضة إلى الدعوة للتظاهر دعماً للمعتقلين الذين يتعرضون «للتعذيب»، وذلك بعد أسبوع على مقتل مدرّس في ولاية كسلا شرق البلاد أثناء احتجازه بتهم متعلقة بالاحتجاجات.
وكان قريب للمدرّس قد أكد لوكالة «فرانس برس» الأسبوع الماضي أنه توفي نتيجة التعذيب الذي ظهرت آثاره على جثمانه الأمر الذي أكده أيضاً أمس رئيس لجنة التحقيق التي شكلها النائب العام بالقول إن تقرير الطبيب الشرعي أثبت أن المدرّس توفي جراء «الإصابات المختلفة فى جسمه بآلة صلبة مرنة» مؤكداً أنه لم يتم العثور على أي سموم في جثة المعلم بعدما كان مسؤولون قد ذكروا في البداية أنه توفي نتيجة تسمم غذائي.
واستجابة لدعوات «تجمع المهنيين» وتحالفات المعارضة الثلاثة شارك المئات في مسيرات في وسط الخرطوم أمس بعد نحو أسبوعين من عدم تمكّنهم من التظاهر في تلك المنطقة جراء التضييق الأمني فيما ردّت قوات «مكافحة الشغب» على المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. كذلك انتشرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت عناصر الأمن وهم يلقون القبض على متظاهرين ويقتادونهم إلى عربات أمنية.
ولم تنحصر التظاهرات في وسط العاصمة بل انتقلت إلى عدد من الأحياء القريبة في حي الديم والخرطوم ثلاثة حيث تجمهر المحتجون قبل أن تفرّقهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع. كما شهدت أحياء الحماداب والشجرة والكلاكلة جنوب الخرطوم وبري شرق الخرطوم وشبمات في مدينة بحري شمال الخرطوم تظاهرات واجهتها الشرطة أيضاً بالغاز المسيل للدموع.
وبعد أكثر من 50 يوماً على الاحتجاجات يبدو التخبط الذي يعيشه النظام جلياً في خطاب البشير وممارساته ولا سيما تجاه الشباب. فبينما أعلنت السلطات الإفراج عن جميع المعتقلين عادت واعتقلت محتجين في تظاهرة أمس. جاء ذلك في حين أمر البشير أيضاً بإطلاق سراح جميع الصحافيين الذين اعتُقلوا منذ اندلاع الاحتجاجات والمقدّر عددهم بـ 18 صحافياً لكن لم يتضح عدد الصحافيين الذين أُفرج عنهم حتى الآن.
تخبّط يتمظهر أيضاً في محاولة البشير التودد إلى الشباب الذين سبق أن اتهمهم بالعمل لمصلحة «جهات وسفارات» بالإقرار بأن معظمهم شبان يحوم شبح الفقر فوق رؤوسهم إذ قال لصحافيين تمت دعوتهم إلى القصر الرئاسي لمناقشة الاحتجاجات إن «معظم المحتجين من الشباب وهناك ما دفعهم للخروج إلى الشارع من ضمنها التضخم الذي أدى الى ارتفاع الأسعار» مقرّاً بأن «فرص التشغيل والوظائف المحدودة لا تتوازن مع عدد الخريجين».
تصريحات البشير، التي تتناقض مع مطالبته «الفئران بالعودة إلى جحورها» ووصفه المتظاهرين بـ«شذاذ الآفاق» عدّها البعض جزءاً من استراتيجية جديدة لتهدئة موقف الحكومة تجاه المحتجين، بعدما أدلى رئيسها معتز موسى بتصريحات مشابهة السبت الماضي حينما وصف مطالب المتظاهرين بأنها «مشروعة»، ليليه وزير الدفاع محمد أحمد بن عوف الذي اعتبر أن للشباب «طموحاً معقولاً». وعلى رغم أن البشير بات يعترف بأحقية المطالب ذات العلاقة بالأزمة الاقتصادية إلا أنه ذهب في حديثه عن أسباب تفجر الاحتجاجات بعيداً بقوله إن غضب الشبان نابع من التطبيق الخاطئ «للقانون بصورة بعيدة عن مقاصد الشريعة الإسلامية».
المزيد في هذا القسم:
- السيد حسن نصر الله .. صادق الوعد ورجل القول والفعل المرصاد نت - متابعات في ظل الخيانة الممنهجة والعمالة المكشوفة لمعظم حكام وزعماء العرب والمسلمين لـقوى الاستكبار أمريكا و إسرائيل وتسليمهم صك بيع قضية الأمة ال...
- أميركا تلعب الصولد: الوصاية أو الانهيار! المرصاد نت - متابعات بعد بطولات العشرية الأولى من الألفية الجديدة، صارت أميركا لاعباً في مقاعد المعطّلين. كانت هذه مَهمة المشاغبين، من القوى الصغيرة المعترضة ...
- الاستيطان يتوسع وبغطاء عربي هذه المرة المرصاد نت - متابعات الاستيطان الاسرائيلي مازال في توسع مع طرح عطاءات جديدة من قبل كيان الاحتلال لبناء المزيد من المستوطنات خاصة في القسم الشرقي من القدس المح...
- تواصل تقدُّم الجيش في ريف إدلب: واشنطن وأنقرة تبدآن خطوات «المنطقة الآمنة» ! المرصاد نت - متابعات يتضاعف الجهد العسكري الذي يبذله الجيش العربي السوري في المنطقة المشتركة بين ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي التي يسيطر عليها المسلحون ليؤ...
- استراتيجية «الأمر الواقع» الإسرائيلي... ومسلسل الخضوع العربي المرصاد نت - علي حيدر يكثر المسؤولون الإسرائيليون ومعهم بعض النظام الرسمي العربي من دعوة الفلسطينيين إلى الاعتراف بالوقائع السياسية والميدانية ويبررون هذا التو...
- معادلة جديدة للمقاومة: جوّ غزة "ليس آمناً" المرصاد نت - متابعات بعد أسبوع على الصفعة القوية التي وجهها الجيش السوري إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة بإسقاط طائرة مقاتلة للأخيرة عاودت ال...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري! المرصاد نت - متابعات أفادت مصادر بأن الجيش السوري قصف صباح اليوم الأحد مقاراً عدة لمسلحي جبهة النصرة في قرية بداما غربي جسر الشغور كما استهدفت مدفعية الجيش مو...
- تونس : رئاسيات 2019م .. نتائج أولية مفاجئة! المرصاد نت - متابعات أفادت مصادر بأن الهيئة العليا للانتخابات في تونس تنجز فرز 39 % من المحاضر ولفتت إلى أن المرشح قيس سعيد حل الأول بنسبة أصوات بلغت 18.9 % و...
- "فورين بوليسي": غوايدو وداعموه الأميركيون في مأزق! المرصاد نت - متابعات كتب جو باركين دانيالز مقالة في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية جاء فيها أن دعوة زعيم المعارضة خوان غوايدو للفنزويليين لملء الشوارع وللقوات ...
- تحقيق: كبار متقاعدي البيت الأبيض... قراصنة لدى الإمارات! المرصاد نت - متابعات نشرت وكالة «رويترز» تقريراً يكشف تورط مسؤولين أميركيين سابقين بينهم مديرون تنفيذيون في «البيت الأبيض» في العمل على إنشاء وتطوير وإدارة مش...