كوشنر يجول على الخليج: خير «صفقة القرن» سيعمّ الجميع!

المرصاد نت - متابعات

على أبواب الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة في التاسع من نيسان/ أبريل المقبل، تتكشّف ملامح «صفقة القرن» أكثر فأكثر مع إعلان صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر Koshanar2019.2.27بعض بنودها في انتظار انتهاء الانتخابات لعرضها كلياً. وخلال جولته التي بدأها الإثنين على عدد من الدول العربية قال كوشنر إن «خطة السلام الأميركية للشرق الأوسط ستتناول قضايا الوضع النهائي في النزاع الإسرائيلي ـــ الفلسطيني بما في ذلك تعيين الحدود».

ويركز مستشار ترامب خلال زياراته التي استهلّها من الإمارات وسلطنة عمان على الجانب الاقتصادي من «خطة السلام». وفي هذا الإطار أشار إلى أنه «لا يعتقد بأن الأثر الاقتصادي للخطة سيقتصر على الإسرائيليين والفلسطينيين فقط بل سيشمل المنطقة برمتها بما في ذلك الأردن ومصر ولبنان» موضحاً أن المقترحات تشمل «خطة سياسية شديدة التفصيل وتتناول في الحقيقة تعيين الحدود وحلّ قضايا الوضع النهائي». كما ربط بين المسارين السياسي والاقتصادي معتبراً أن «الصفقة» ستساهم في «تحسين فرص الاقتصاد الفلسطيني الذي كان مقيداً في غياب السلام». ويزور كوشنر ومعه مبعوث دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ومبعوث الخارجية الأميركية الخاص بإيران برايان هوك كلاً من السعودية وقطر والبحرين التي وصلوها أمس من أجل تأمين التمويل اللازم للصفقة. وأشار كوشنر في المقابلة المنشورة أول من أمس إلى «(أننا) سنحيطهم علماً ببعض تفاصيل ما سنسعى إليه خاصة بشأن الرؤية الاقتصادية والفرصة الكاملة التي ستنتج إذا حلّ السلام».

وبينما علّق «كبير المفاوضين الفلسطينيين» صائب عريقات على ما تم كشفه بالقول إن «خريطة ترامب ستنشئ معازل للفلسطينيين» تعاطت الأحزاب الإسرائيلية مع تصريحات كوشنر وفق مصالحها الانتخابية. لكن أبرز المعلقين كان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي رأى أنه «بالإمكان التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين في حال وجود زعيم فلسطيني يرغب في السلام». وذكرت قناة «كان» العبرية أن نتنياهو أصدر تعليماته إلى وزراء حزبه، «الليكود» ونوابه بالتزام الصمت إعلامياً.

في المقابل تعرّض نتنياهو لهجوم واسع من الأحزاب اليمينية بعد تصريحات كوشنر إذ اتهمته بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية في الضفة. وقال رئيس حزب «اليمين الجديد»، نفتالي بينت، إن «تصريحات كوشنر عن الحدود تثبت ما نعرفه من قبل، وهو أن واشنطن ستضغط على رئيس الحكومة (نتنياهو) إذا فاز في الانتخابات ليسمح بإقامة دولة فلسطينية». وسرعان ما ردّ الناطق باسم «الليكود» (على بينت) بأن «نتنياهو صان إسرائيل وأرض إسرائيل (في إشارة إلى الضفة المحتلة) من إدارة أوباما المعادية وسيستمر في فعل ذلك مع إدارة ترامب الصديقة». كذلك، نقلت «كان» عن وزير المالية، رئيس حزب «كولانو»، موشيه كحلون، قوله إنه «إذا نصت الخطة على تقسيم مدينة القدس فإنها لن ترى النور».

وفي سياق متصل يصل مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، اليوم الأربعاء إلى أنقرة في زيارة يتوقع أن يلتقي خلالها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بحسب ما ذكرت محطة «سي أن أن ترك» مساء أمس. وتأتي الزيارة بعد أيام من إعلان أردوغان عن زيارة محتملة له إلى واشنطن بعد الانتخابات البلدية المقرّرة نهاية الشهر المقبل وتوقعه حلول نظيره الأميركي دونالد ترامب قريباً في تركيا. وعبّر أردوغان عن ارتياحه للعلاقة بترامب معتبراً أنها تساهم في خلق المزيد من أجواء التفاؤل في العلاقات التركية ــــ الأميركية.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون زار أنقرة في كانون الثاني/ يناير الماضي قبل أن يتوجّه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى واشنطن في محاولة من الطرفين لإزالة الخلافات وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي بين الدولتين الحليفتين في الحلف الأطلسي. ومن بعد جاويش أوغلو زار وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ومعه رئيس الأركان يشار جولار واشنطن نهاية الأسبوع الماضي في زيارة وُصفت بـ«المهمة جداً» ورافقتها تقديرات بأن نتائجها ستقرر مصير مجمل القضايا التي تهم البلدين. وتشهد علاقات الدولتين تطورات مثيرة وتعتريها تعقيدات وتناقضات بسبب الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا واعتراض واشنطن على صفقة صواريخ «أس 400» الروسية.

وفي هذا الإطار توقعت أوساط إعلامية تركية أن تفتح زيارة كوشنر الباب على تسريع تنفيذ الاتفاق بخصوص منبج وبلورة تفاهم ما حول «المنطقة الآمنة» بما يمهّد ربما لإلغاء صفقة صواريخ «أس 400» مقابل تسليم تركيا طائرات «أف 35» وصواريخ «باتريوت» الأميركية بأسرع ما يمكن ويسهم في تحديد مستقبل العمل مع كلّ من روسيا وإيران في ما يتصل بالملف السوري.

كذلك رجحت الأوساط نفسها أن ينقل كوشنر رسالة إلى أردوغان من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهدف معالجة الفتور بين أنقرة وتل أبيب وأيضاً مع منظمات اللوبي اليهودي في أميركا، والتي يحتاج الرئيس التركي إلى دعمها للحصول على مساعدات وقروض مالية من المؤسسات المالية العالمية. يضاف إلى ما تقدم أن كوشنر سيتناول في محادثاته موضوع «صفقة القرن» التي يراد من خلالها إنهاء القضية الفلسطينية تحت شعار «إحلال السلام» في ظلّ حديث عن أن واشنطن تعوّل على دور لأنقرة في تليين موقف «حماس» من «الصفقة» وأيضاً لعب دور في الشق الاقتصادي من الخطة التي يروّج لها ترامب.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية