الحرب القذرة على فنزويلا .. تجويع وتخريب وعمليات استنزاف!

المرصاد نت - متابعات

تستمرّ الولايات المتحدة في معركتها الهجينة ضد فنزويلا التي يتصدّرها جنرالات الحروب القذرة من إليوت أبرامز إلى جون بولتون وغيرهما. وفي ظلّ استبعاد التدخل العسكري Vanzaoilaa2019.3.20المباشر تبدو واشنطن متجهة إلى تفعيل أدوات بديلة تشمل تشديد الخناق الاقتصادي وتصعيد الهجمات السيبرانية بهدف شلّ القدرات الفنزويلة فضلاً عن احتمال العودة إلى «النموذج النيكاراغوي» أي تشكيل مجموعات مسلحة للشروع في حرب استنزاف وعمليات إرهابية.

كل هذه الاحتمالات فضلاً عن التدخل العسكري الواسع والمباشر وضعتها كاراكاس على طاولة البحث مُقرّة استراتيجية مواجهة توزّعت ما بين الإدارة السياسية والقيادة العسكرية. وبفعل صمودها على مدار أكثر من شهر ونصف شهر استطاعت الدولة البوليفارية امتصاص الصدمة والانتقال إلى الهجوم المضاد عبر تعزيز التحالفات مع الدول المناوئة للعدوان الأميركي.

خطوات ترافقت مع حالة خمول على مقلب الدول المنخرطة في مشروع واشنطن بعدما قلّبت هذه الحكومات حساباتها، ووجدت أن أي مواجهة عسكرية مع فنزويلا آيلة إلى فشل حتمي.

وتتواصل المباحثات الأميركية ــــ الروسية التي تستضيفها روما بشأن الملف الفنزويلي. المباحثات التي جمعت أول أمس الاثنين في العاصمة الإيطالية كلاً من المبعوث الأميركي الخاص بشأن فنزويلا إليوت أبرامز ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف استمرت أمس في يومها الثاني بعد «مباحثات مفصّلة» عقدها الرجلان قبل يوم بمشاركة مسؤولين من الجانبين. لكن لم يرشح بعد ما يشير إلى منحى اللقاءات المفاجئة التي بدأتها واشنطن وموسكو وما إذا كانت ستنعكس إيجاباً على صورة تهدئة أو تسوية بين حليفي الطرفين: الحكومة والمعارضة في فنزويلا.

على عكس أجواء الحوار الغامضة في روما لا شيء على الأرض يشي بحلّ قريب حيث لا يزال فريق الانقلاب المدعوم أميركياً بقيادة رئيس البرلمان خوان غوايدو يرفض محاورة الحكومة والرئيس نيكولاس مادورو الذي كرر في أكثر من مناسبة استعداده للحوار. وفي خطوة تصعيدية جديدة أعلن ممثل الانقلاب في الولايات المتحدة كارلوس فيكيو سيطرته على ثلاثة مواقع دبلوماسية فنزويلية بينها القنصلية في نيويورك ومبنيان في واشنطن تابعان للملحقية العسكرية. فيكيو رأى أن ما قام به خطوة على طريق «استعادة أصول الشعب الفنزويلي وحمايتها لوقف النظام الغاصب من مواصلة سرقتها وتدميرها». وهدد بالسيطرة على السفارة الفنزويلية في الولايات المتحدة في الأيام المقبلة.

في المقابل نددت الحكومة الفنزويلية ووزير الخارجية خورخي أريازا بالهجوم إذ وصف الأخير ما جرى بـ«الاحتلال القسري وغير الشرعي». ووصفت حكومة كراكاس في بيان الخطوة الانقلابية بـ«الانتهاك الخطير جداً للالتزامات الدولية للحكومة الأميركية» محذرة من أنها قد تتخذ خطوات مماثلة داخل فنزويلا. لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن متحدث باسم الخارجية الأميركية دعمه للخطوة التي وضعها في إطار «التطور المرحب به في علاقاتنا الثنائية مع فنزويلا» مشيراً إلى أن سياسة بلاده «دعم الديموقراطية في فنزويلا والرئيس الانتقالي غوايدو والجمعية الوطنية».

في المواقف الأميركية كذلك صعّد الرئيس دونالد ترامب من لهجته ضد كراكاس أثناء استقباله نظيره البرازيلي جايير بولسونارو. وقال ترامب في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض مع بولسنارو: «ندعو عناصر الجيش الفنزويلي إلى إنهاء دعمهم لمادورو وهو ليس أكثر من مجرد دمية كوبية» معيداً لازمته الشهيرة بأن «كل الخيارات تبقى على الطاولة» بشأن التعامل مع ملف فنزويلا.

بجانب المواقف في الإعلام أقدمت إدارة ترامب أمس على فرض عقوبات جديدة على فنزويلا طاولت هذه المرة شركة «ماينرفين» للتعدين التابعة للحكومة ورئيسها أدريان بيردومو وهي الشركة الفعالة في بلد يمتلك ثروة ضخمة من الذهب. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان حول القرار: «نظام مادورو غير الشرعي ينهب ثروة فنزويلا في الوقت الذي يعرّض فيه حياة السكان الأصليين للخطر بالتعدي على مناطق محمية والتسبب في إزالة غابات وفقدان البيئة الملائمة لحياتهم».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية