المرصاد نت - متابعات
كشفت تقارير اخبارية عن أحد السجون السرية للإمارات في منطقة القرن الأفريقي التي تضم 4 دول هي جيبوتي وإريتريا والصومال وإثيوبيا في منطقة ساحلية بين ميناء ومطار عصب ضمن النطاق المستأجر بواسطة الإمارات في إريتريا.
القرن الإفريقي تلك المنطقة الإستراتيجية الواقعة على رأس باب المندب والمنحصرة بين البحر الأحمر شمالاً والمحيط الهندي جنوبًا على شواطئه تشتعل حربًا باردة للاستحواذ على موانئه حرب باتت جلية في السنتين الأخيرتين ومع اندلاع الأزمة الخليجية عام 2017 في سبيل السيطرة على خطوط الملاحة العالمية تسارع الدول إلى حجز مواقع لها على الخارطة الجيوسياسية في الإقليم.
وأوضحت صور أقمار صناعية ان المنطقة التي استحوذت عليها الإمارات منذ عام 2015 في ميناء عصب لم تخضع لأي أعمال تطوير أو إنشاءات لتطوير الميناء العسكري بل تحولت لثكنة عسكرية إماراتية تنطلق منها طائراتها ضمن عمليات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.
ولم ترصد الصور الملتقطة مؤخرًا أي وجود لحاويات أو سفن تجارية وبدلاً من ذلك كانت هناك 13 سفينة 11 سفينة عسكرية واثنتان للنقل الحربي.
يُضاف إلى ذلك وجود سجن سري يقع على السواحل الإريترية ضمن النطاق المستأجر من قِبل الإمارات، وأكد فريق تحليل صور الأقمار الصناعية وجود السجن في منطقة ساحلية بين مطار وميناء عصب تبلغ مساحته 417 ألف متر مربع، ويضم غرفًا تحت الأرض وهو ما يعني احتمال استخدام السجن في عمليات الإخفاء القسري المتهمة بها الإمارات من قبل المنظمات الدولية خاصة مع وجود تقارير حقوقية تستند إلى شهادات لأهالي الضحايا عن ترحيل معتقلين يمنيين على سجون خارج اليمن.
ربما يكشف ذلك أيضًا الأهداف الحقيقية وراء سعي الإمارات إلى توسيع نفوذها في منطقة باب المندب وهي إحدى أهم ممرات النقل البحري الرابط بين أوروبا والبحر المتوسط والمحيط الهندي وشرقي إفريقيا كما يعتبر من أبرز الأسباب التي وضعت اليمن في مكانة استراتيجية مهمة من خلال السيطرة على الممر.
وسبق أن كشفت وكالة “أسوشيتد برس” في تحقيق صحفي لها عن وجود 18 سجنا سريا تديرها الإمارات وحلفاؤها جنوبي اليمن وذكرت أن ما يقرب من 2000 يمني اختفوا في تلك السجون حيث كانت أساليب التعذيب القاسية هي القاعدة الرئيسة.
وتداولت منظمات ووسائل إعلام على نحو واسع معلومات حول انتهاكات في السجون السرية في الجنوب اليمني وتقول أيضا إنها تخضع لـ”إجراءات أمنية تمنع أهالي المعتقلين من زيارة أبنائهم وتكتم كبير من الأجهزة الأمنية في عدن حول أعداد المسجونين وأماكن احتجازهم”.
وبحسب المعلومات التي أوردتها الوكالة فإن هذه السجون كانت تشهد حالات تعذيب وحشية تصل إلى حد "شواء" السجين على النار إضافة إلى اعتداءات جنسية. ونقلت عن محتجز سابق اعتقل ستة أشهر في مطار ريان، صرخات المعتقلين وأجواء الخوف فضلا عن إصابتهم بالأمراض مشيرة إلى أن أي شخص كان يشكو يؤخذ إلى غرفة التعذيب.
وأقر مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بأن واشنطن شاركت في استجواب محتجزين في هذه المعتقلات السرية التي تشرف عليها قوات يمنية وإماراتية وبأنها تستطيع الوصول بشكل دائم إليها وهو ما قد يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
على الرغم من أن الخارطة العسكرية في اليمن ليست ثابتة أو محسومة، فإن استماتة الإمارات لبسط نفوذها على باقي المدن اليمينة المطلة على البحر الأحمر باتت حقيقة لا تقبل الشك، فاهي تبسط سيطرتها على أغلب موانئ اليمن التجارية والنفطية في محاولة منها لتوسيع نفوذها على ضفتي مضيق باب المندب دون وجود أي منافس لها.
ويؤكد التحقيق أن محاولة الإمارات السيطرة على خريطة البحر الأحمر أصبحت حقيقية لافتاً إلى أن الإمارات تعمل على السيطرة على جميع المدن اليمنية المطلة على البحر الأحمر، كما أنها اتجهت إلى الصومال وعقدت اتفاقيات اعتبرتها الحكومة الصومالية صفقات غير شرعية.
ويكشف سباق القواعد العسكرية في القرن الإفريقي كيف أصبحت صفقات الموانئ التجارية مجرد مدخل لبناء تلك القواعد، فإلى جانب القواعد الأجنبية في جيبوتي وقواعد الإمارات في كل من إريتريا وإقليم أرض الصومال الانفصالي باتت دول أخرى في الطريق، وهو ما أكسب موانئ القرن الإفريقي أبعادًا أمنية ليس فقط لموقعها الإستراتيجي بين طرق التجارة البحرية ولكن لقربها أيضًا من الصراعات الإقليمية.
و كان العدوان على اليمن بالنسبة إلى الإمارات فرصة إستراتيجية لا تُقدّر بثمن، ليس لـ"استعادة حكومة الرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي وغيرها من الأسباب المعلنة والدعائية" ولكن لتحقيق طموحها الإستراتيجي في تأمين قوس للنفوذ يمتد من جنوب الخليج إلى البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
لذا فإن الإمارات عملت خلال الأعوام الأربعة الماضية على تكديس هذه المضايق والخلجان داخل القوس بالعديد من القواعد والمنشآت العسكرية بداية من عدن وسقطرى وميون في اليمن، ومرورا بعصب في إريتريا وليس انتهاء ببربرة وبوصاصو في الصومال.
ويسهل الوجود العسكري المكثف في هذه المنطقة على الإمارات ممارسة دور كصانع للملوك في حزام من الدول الهشة والأنظمة السياسية غير المستقرة وهي دول تعتبرها الإمارات اليوم نفوذا هاما لها خاصة في ظل السباق الجيوسياسي المعقد الذي تتنافس فيه أبوظبي مع مجموعة من اللاعبين الإقليميين وعلى رأسهم تركيا التي تمتلك بدورها طموحها ونموذج أعمالها الخاص في المنطقة القائم على التنمية الاقتصادية والخدمات الاجتماعية وهو نموذج أثبت نجاحه في الفوز بالقلوب والعقول ما مكّن أنقرة من تطويره إلى شكل من أشكال القوة الخشنة المقبولة عبر افتتاح قاعدة عسكرية في الصومال.
المزيد في هذا القسم:
- السيد حسن نصرالله: لسنا هواة حرب ولاهواة قتال ولكن... المرصاد نت- متابعات قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أن أبناء المقاومة لسيوا هواة حرب ولا هواة قتال ولكنهم مستعدون للقتال حتى لو وقف بوش وترا...
- «خريطة بوتفليقة» متعثرة: انعدام الثقة يعقّد «الحوار» ! المرصاد نت - متابعات مع تعقّد المشهد المستجد في الجزائر، بسقوط شعار «لا للعهدة الخامسة» تتعمق الخلافات بين المعارضة والموالاة مترافقة مع انعدام ال...
- التصعيد الأميركي ضد إيران... قديم بقِدَم الثورة ! المرصاد نت - متابعات إن العداء الذي تكنّه الولايات المتحدة الأميركية للجمهورية الإسلامية الإيرانية قديم قدم الثورة الإسلامية التي ألحقت الهزيمة بنظام الشاه حل...
- الرئيس بشارالأسد : الهجمات الإرهابية التي ضربت مناطق عدة من العالم تثبت أن الإرهاب لا حدو... المرصاد نت - دمشق استقبل السيد الرئيس بشار الأسد اليوم عضو مجلس الشيوخ الأميركي السناتور ريتشارد بلاك. ودار الحديث خلال اللقاء حول الأوضاع التي تشهده...
- السيد حسن نصر الله : المشروع الغربي سيسقط وسوريا ومحور المقاومة سينتصران,, ظهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال الذي أقامه حزب الله لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في مدينة بنت جبيل- في باحة مجمع موسى عبا...
- «حماس» و«فتح» إلى القاهرة مجدداً: ملف الموظفين على طاولة البحث المرصاد نت - متابعات استقبلت القاهرة وفدي «فتح» و«حماس» كخطوة تالية لاستكمال المصالحة وبحث الملفات الخلافية خاصة قضية موظفي حكومة غزة ...
- اتفاق غاز «مصري ــ إسرائيلي»: الصفقة الأخطر منذ «كامب دايفيد» المرصاد نت - متابعات رغم التوقعات المصرية الأخيرة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغاز الطبيعي فإنّ صفقات تصدير «الغاز الإسرائيلي» إلى مصر شقّت طريقها ...
- إيزنكوت لموقع "إيلاف" السعودي: توافق تام ومصالح مشتركة بين إسرائيل والسعودية المرصاد نت - متابعات في سابقة في الإعلام العربي والسعودي تحديداً أجرى موقع صحيفة "إيلاف" السعودي مقابلة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت. المقاب...
- «الشرعنة» الأميركية للمستوطنات: هذا هو الواقع فاقبلوه! المرصاد نت - متابعات يكفي تصريح واحد من الإدارة الأميركية حول مسألة من المسائل الفلسطينية الحسّاسة، كالقدس والاستيطان، حتى تغرق الوكالات ووسائل الإعلام باستهج...
- فلسطين : مصر والأردن ملكيّون أكثر من إسرائيل! المرصاد نت - متابعات بات سفر الفلسطينيين عبر كل من الأردن ومصر يخضع للمعايير الإسرائيلية سواء كان الإسرائيلي حاضراً على طرفٍ من المعبر كما الحال في الحدود الف...