المرصاد نت - متابعات
شهدت بريطانيا تظاهرات ضخمةً تنديداً بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقد احتشد مئات الآلاف في شوارع العاصمة لندن حيث رفعوا لافتات ورددوا هتافات مناهضةً لترامب وسياساته تجاه القضايا العالمية ولا سيما قضيتي فلسطين واليمن.
وانطلقت تظاهرات واسعة النطاق رفضاً لزيارة ترامب واحتجاجاً على سياسات إدارته في عدد من الملفات.
منظِّمو الاحتجاجات توقعوا أن يتظاهر مئتان وخمسون ألف شخص على الأقل ينتمون إلى منظمات وقوى مختلفة من بينهم معارضو "بريكست" وغيرهم.
واتَّهم منظمو الحملة المسؤولين الأميركيين بممارسة الضغوط على شرطة لندن لإنشاء منطقة عازلة على طول الطريق التي سيسلكها ترامب إلى مقر رئيسة الوزراء تيريزا ماي معتبرين ذلك انتهاكاً لحقهم في التظاهر.
وقبل توجهه إلى بريطانيا دعا ترامب في تغريدة عبر تويتر روسيا وسوريا وإيران إلى وقف ما سماها بـ"المذبحة في إدلب"مضيفاً "إن تمت عملية السلام في الشرق الأوسط فسيكون ذلك جيداً".
كما لم يتردد ترامب في التدخل بالشؤون الداخلية لبريطانيا قبيل وصوله إليها ففي مقابلات مع صحف بريطانية انتقد الطريقة التي أدارت بها تيريزا ماي المفاوضات مع المفوضية الأوروبية وقام بتزكية وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الذي يؤيد "بريكست" بلا اتفاق لتولي رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لها.
وقد أثارت تصريحات ترامب هذه جدلاً حيث دانها زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن معتبرا أنها "تدخل غير مقبول في ديمقراطيتنا".
والقي رئيس حزب العمّال جيريمي كوربن خطاباً انتقد فيه الرئيس الأميركي من دون أن يسمّيه.وأعرب كوربن عن أسفه للهجوم الذي تعرض له عمدة لندن صادق خان من قبل ترامب مؤكّداً أنه فخور في كون رئيس بلدية لندن مسلماً. ولفت كوربن إلى أن أعداد اللاجئين حول العالم تتزايد بسبب السياسات الخاطئة مطالبًا بالتوقّف عن التعاطي معهم كأعداء.
وكان رئيس بلدية لندن صادق خان وصف الرئيس الأميركي برمز اليمين المتطرف في العالم وفي مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" قال خان إن ترامب يعدّ مثالاً بارزاً لخطر تصاعد نفوذ اليمين المتطرّف على العالم وحذّر من أن هذه الظاهرة تهدّد الحقوق والحريات والقيم التي دافعت عنها أوروبا على مدى أكثر من 7 عقود، متّهماً إيّاه بالتدخل في الشؤون السياسية والحزبية لبريطانيا.
الرئيس الأميركي انتقد توجيه محافظ لندن ملاحظات حول أدائه كرئيس كذلك قلّل ترامب خلال مؤتمر صحافي جمعه برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من أهمية الاحتجاج ضدّ زيارته بريطانيا.
وقال ترامب إنه "لدينا اتفاقيات واضحة مع بريطانيا من بينها شركة هواوي ولا مشكلة في ذلك" واصفاً ماي بالـ "شخصية الرائعة" وقال إنّ زيارته للمكلة كانت اسستثنائية. وتابع أنّ أواصر الصداقة بين البلدين "ستبقى صامدة وباقية على مر التاريخ".
وعن العلاقات التجارية مع المملكة المتحدة قال إننا "سنبقى ملتزمين بإبرام صفقة تجارية استثنائية مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي".
رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قالت إن علاقة لندن وواشنطن القديمة والتاريخية ستستمرّ لأجيال مقبلة نظراً لأن الرؤى والمصالح المشتركة تجمع البلدين. وأضافت ماي أنّ بلادها وقفت مع الولايات المتحدة حيال مسائل عديدة بينها روسيا وسوريا، لافتة إلى أنّ آراؤهما مشتركة حيال مسائل عدة رغم الاختلافات في طريقة مواجهة التحديات.
وذكرت أنه تم بحث مسألة إيران ومنعها من الحصول على أنشطة نووية على الرغم من أن لندن ملتزمة بالاتفاق النووي وأضافت "بحثنا مسألة الصين ومواجهة التدابير التي تتخذها ضد مصالحنا" وأنه تم الاتفاق على العمل على إبرام اتفاق تجاري بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ووصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مطار «ستانستيد» شمال لندن أمس في زيارة دولة تستمر ثلاثة أيام في وقت تشهد فيه بريطانيا أزمة سياسية على خلفية تعثّر ملف خروجها من الاتحاد الأوروبي ـــ «بريكست». ترامب الذي استبق هذه الزيارة بإبداء رأيه في الشؤون الداخلية لبريطانيا في مقابلات مع صحف بريطانية استمرّ على المنوال ذاته فور وصوله إلى البلاد إذ هاجم رئيس بلدية لندن صادق خان قبل دقائق من هبوط طائرته الرئاسية. ومن على «توتير» قال ترامب في تغريدة: «إن خان يذكّرني كثيراً بعُمدة مدينة نيويورك بيل دي بازيو الأبله وغير الكفوء». وأضاف في تغريدة أخرى: «خان أدى عملاً مريعاً باعتباره رئيساً لبلدية لندن. أدلى بتصريحات سيئة بصورة حمقاء عن زيارة الرئيس الأميركي الذي يُعَدّ إلى حدٍّ بعيد أهم حلفاء بريطانيا». ووصف ترامب خان بـ«الفاشل» داعياً إيّاه إلى التركيز على الجريمة في لندن لا توجيه الانتقادات إلى دونالد ترامب. يُذكر أن خان كان قد دأب على إطلاق التصريحات المناهضة لترامب منذ كان الأخير مرشحاً عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2016. الرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا انتقلا إلى قصر باكنغهام حيث استقبلتهم الملكة إليزابيث الثانية وحيث جُهِّز حفل عشاء على شرف الضيفين. وكان رئيس حزب «العُمّال» المعارض قد رفض الدعوة التي وُجهت إليه للمشاركة في هذا الحفل بينما يلتقي ترامب اليوم رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي، التي انتقدها مرّات عدّة.
ترامب سيسعى إلى التركيز على «العلاقة الخاصة» البريطانية ـــ الأميركية التي واجهت اختبارات كثيرة أخيراً في عدد من الملفات بما فيها إيران وقضية مجموعة «هواوي» الصينية. وتضغط واشنطن على لندن لاستبعاد «هواوي» من شبكتها للجيل الخامس. وفي هذا الإطار بدا واضحاً التماشي البريطاني مع الطلب الأميركي إذ أعلن وزير الخارجية جيريمي هنت أمس أن بلاده تهتم بما تقوله واشنطن عن مخاطر استخدام شبكات الجيل الخامس التي تؤسّسها «هواوي» وأنها لا ترغب في الاعتماد بنحو مفرط على دولة ثالثة في تقنيات تكنولوجية محددة.
وأضاف: «لم نتخذ قرارنا النهائي لكننا أوضحنا أننا ندرس المسائل الفنية أي كيفية ضمان عدم وجود باب خلفي يتيح لدولة ثالثة استغلال شبكات الجيل الخامس في التجسس علينا وأيضاً المسائل الاستراتيجية، حتى نضمن عدم الاعتماد تقنياً بنحو مفرط على دولة ثالثة في ما يتعلق بهذه التكنولوجيا الحيوية للغاية». فضلاً عن ذلك، تحتلّ العلاقات التجارية الأساسية لبريطانيا في مرحلة ما بعد «بريكست» حيزاً كبيراً من المحادثات وإن كان البعض في لندن يخشى ألّا تجري الأمور في مصلحة بلدهم. وسيختم الرئيس الأميركي زيارته غداً بعد حضور مراسم إحياء الذكرى 45 لإنزال النورماندي في بورتسموث مع الملكة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
في غضون ذلك وصفت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية ترامب بأنه غير مرحّب به وأنه يشكّل خطراً على السياسة البريطانية. وفي افتتاحيتها قالت الصحيفة إن تيريزا ماي التي هرعت سابقاً، لتكون من أول المهنّئين بتولّي ترامب منصبه في واشنطن اختارت اليوم استضافته في زيارة رسمية لا ضرورة لها وذلك في آخر أيامها في منصبها مضيفة أن ماي تنهي فترة حكمها التي اتسمت بالفشل بزيارة ترامب للبلاد التي تستمر لثلاثة أيام.
ووصفت الصحيفة دعوته إلى زيارة البلاد، في ظل الأوضاع السياسية التي تتخبط فيها بريطانيا، بأنها تنمّ عن تصرف «يعكس اللامسوؤلية،» مشيرة إلى أن هذا النوع من الزيارات يعتبر رمزياً للغاية. وتابعت الصحيفة أن ترامب يعتبر خطراً على السلام والديموقراطية ومناخ كوكبنا مشيرة إلى أنه «لا يمكن إنكار أن وجود رئيس منتخب ديموقراطياً من قبل شعبه وأكبر الحلفاء المقربين لبريطانيا أمر جيد إلا أن دعوته إلى زيارة البلاد واستضافة الملكة له ولزوجته ولأبنائه الأربعة يضفي الشرعية على سياساته المدمرة وميله إلى الاستبداد». وقالت إن ترامب صرّح قبيل الزيارة بأنه يجب على نايجل فاراج الزعيم السابق لحزب «استقلال المملكة المتحدة» اليميني المتشدّد المشاركة في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي وذلك في وقت أعلن فيه ترامب تأييده للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق. كذلك دعم ترامب بوريس جونسون ليتولّى رئاسة حزب «المحافظين». وختمت الصحيفة بالقول إن جونسون «حصل على تأييد أقوى رجل في العالم الذي ضرب بالديموقراطية مرة أخرى عرض الحائط».
المزيد في هذا القسم:
- تحرير صوران يغير موازين القوى في ريف حماة وأنباء عن تواجد عسكري مصري في سوريا المرصاد نت - متابعات واصل الجيش العربي السوري تقدمه النوعي في عدة مناطق في شمال وسط البلاد لاسيما في ريف حماة الشمالي حيث تمكنت وحدات الجيش العربي السوري من ت...
- مقتل 4 جنود أتراك بانفجار ومخاطر سعي أردوغان إلى تطبيق حكم الفرد المرصاد نت - متابعات أفادت وسائل إعلام تركية الأربعاء 18 مايو بمقتل 4 جنود أتراك بانفجار وقع في محافظة هكاري جنوب شرق البلاد.وذكرت صحيفة “حريات&rdquo...
- السيسي: أمر جزيرتي تيران وصنافير انتهى بشكل كامل المرصاد نت - متابعات اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان قرار مجلس النواب المصري حول قضية تيران وصنافير نهائي معتبراً أن "الموضوع انتهى وليس هناك ما نخفي...
- التطبيع في عهد بن سلمان: هل بدأت المرحلة الإسرائيلية؟ المرصاد نت - متابعات يبدو أن بعض دول مجلس التعاون الخليجي قرّرت الدخول إلى المرحلة الإسرائيلية بشكل علني. المرحلة الجديدة تقتضي رفع مستوى التطبيع الإعلامي وال...
- إردوغان بعد الانتخابات المحلية.. حسابات الداخل والخارج! المرصاد نت - علي فواز فيما تعيد الانتخابات المحلية التركية تشكيل الخارطة السياسية في الداخل يتعرض حكم إردوغان إلى المزيد من الضغوط الخارجية في إطار علاقته الم...
- دمشق: العدوان التركي الجديد استمرار لسياسة الأوهام التوسعية المرصاد نت - متابعات أكدت وزارة الخارجية السورية أن العدوان التركي الجديد في شمال حلب يجعل تركيا شريكا أساسيا للإرهاب والتآمر الموجهين ضد سوريا بما يشكل تهديد...
- السعودية.. المغامسي يثير تفاعلا بانتقاد "الاتكاء فقط على أصول المذاهب الأربعة" المرصاد-متابعات أثار الداعية الإسلامي، صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء سابقا، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عقب تصريح انتقد فيه "الاتك...
- الهدنة الملغّمة في ليبيا : مسارات وتساؤلات ! المرصاد نت - متابعات لم يكن هناك نجاحٌ في قمة برلين يخترق الأزمة الليبية بخريطة طريق سياسية لها آليات معلنة وجداول زمنية ملزمة. ومع ذلك، يصعب وصفها بـ«الفاشلة...
- عمران خان إلى طهران : وساطة مرهونة بالتسوية الشاملة! المرصاد نت - متابعات تحظى المبادرة الباكستانية بفرص نجاح، يؤكدها استئناف تحركات عمران خان على خطّ طهران - الرياض. وعلى رغم المؤشرات «الإيجابية» لم يتضح بعد ما...
- مصر : القمة العربية ـــ الأوروبية «إنشائيات» بلا حلول ! المرصاد نت - جلال خيرت قمة البحث عن حلول تنتهي بلا حلول. بهذا يمكن اختصار القمة العربية ـــ الأوروبية التي تُختتم اليوم في مدينة شرم الشيخ بعد فعاليات سيطرت ع...