المرصاد نت - متابعات
أعلن السودان تعليق الدراسة ابتداءً من اليوم الأربعاء عقب مقتل طلاب في ولاية شمال كردفان. وخرج آلاف الطلاب السودانيين في تظاهرات كبيرة احتجاجاً على أحداث مدينة الأبيض التي أدّت الى مقتل 5 طلاب وحمّلت القوى المعارضة المجلس العسكري مسؤولية مقتل الطلبة كما دعت للنزول إلى الشوارع تنديداً بالمجزرة وتسليم مقاليد الحكم الى سلطة مدنِيّة. واحتج طلاب في الخرطوم الثلاثاء 30 تموز/يوليو على مقتل 4 من زملائهم عندما فضت قوات الأمن احتجاجاً بالأبيض على نقص الوقود والخبز في المدينة الاثنين.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن رئيس المجلس العسكري الحاكم عبد الفتاح البرهان قوله إنه ينبغي إجراء محاسبة فورية بعد مقتل التلاميذ ووصف قتل المواطنين السلميين بأنه غير مقبول. واتهم ائتلاف قوى الحرية والتغيير الذي يضم جماعات المعارضة والمحتجين الجيش وقوات الأمن بفتح النار على تلاميذ المدارس الثانوية في الاحتجاج ودعا لاحتجاجات في عموم البلاد رداً على ذلك.
عقبة إضافية على طريق المفاوضات: مجزرة الأبيّض تُجدّد الغضب
قطعت مجزرة الأُبيّض الطريق أمام استئناف المفاوضات التي كانت مقررة أمس بين المجلس العسكري وقوى «إعلان الحرية والتغيير» في شأن الوثيقة الدستورية، لتعيد إلى الأذهان مرحلة الاحتجاجات الأولى قبل سبعة أشهر ونيف حين خرج طلاب المدارس في مدينة عطبرة، في 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي في تظاهرات تندّد بشحّ «القوت والوقود والنقود». ومثلما واجهت سلطات النظام البائد في حينها التظاهرات باستخدام العنف المفرط، قتلت القوات التابعة للمجلس العسكري ثمانية محتجين بالرصاص خلال تظاهرة طلابية في مدينة الأبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان، الإثنين الماضي احتجاجاً على الغلاء وانقطاع التيار الكهربائي وشحّ السلع بما فيها الوقود والخبز ورفضاً لتقرير لجنة التحقيق المحلية في جريمة فضّ اعتصام القيادة العامة للجيش (راح ضحيتها والحملة التي تلتها أكثر من 130 شخصاً) والتي تحدثت عن مقتل 87 شخصاً بين يومي 3 و10 حزيران/ يونيو بينهم 17 شخصاً فقط في ساحة الاعتصام يوم فضّه.
لم تلغ قوى «الحرية والتغيير» المفاوضات إثر الجريمة بل أرجعت إرجاء الجلسة المقررة إلى توجّه وفد التفاوض إلى مدنية الأبيّض للعزاء بضحايا الاحتجاجات مؤكدة أن الوفد «سيعود إلى الخرطوم مساءً (أمس)» ليتم تحديد موعد جديد بحسب ما أفاد به المفاوض في حركة الاحتجاج ساطع الحاج، مضيفاً أن «الوسيط الأفريقي سيحدد موعداً جديداً لجلسة التفاوض المخصصة لمناقشة الإعلان الدستوري» فيما قال قيادي آخر (لم يذكر اسمه) إن المحادثات «ستُستأنف عندما يهدأ الشارع» معتبراً أن «الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق اختراق». وبينما لم يحمّل التحالف المعارض صراحةً المجلس العسكري مسؤولية الجريمة واتهم الجيش وقوات الأمن بفتح النار على تلاميذ المدارس الثانوية وجّه متظاهرون ــــ في احتجاجات طلابية دعت إليها «الحرية والتغيير» ــــ أصابع الاتهام إلى قوات «الدعم السريع» التي يقودها نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي» بإطلاق النار على مراهقين وقتلهم.
«ما حدث في الأُبيّض أمر مؤسف وحزين، وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة». الكلام لرئيس المجلس عبد الفتاح البرهان على ما ذكر التلفزيون الرسمي أمس ما يوحي بأن «العسكري» بعيد عن الإقرار بمسؤوليته عن هذه الجريمة على غرار الجرائم السابقة التي لا يزال كشف ملابساتها معلّقاً على تشكيل «لجنة تحقيق محلية بإشراف أفريقي» كما تطالب الوثيقة الدستورية المعدّة لمناقشتها مع العسكر علماً بأن عمل اللجنة مرهون هو الآخر بتشكيل حكومة مدنية في إطار اتفاق لتقاسم السلطة بين المجلس والتحالف.
هذا التملّص المتواصل يشي بأن محاسبة المسؤولين عن الجرائم أمر بعيد المنال، ليس فقط لأن المتهمين من العسكر يتلقون دعماً إقليمياً من محور السعودية والإمارات ومصر، أو لكونهم يقودون ميليشيا قادرة على إشعال حرب أهلية بل لغياب هياكل الدولة ذات الثقة بالنسبة إلى «الحرية والتغيير» ومن تمثل في الشارع، وغياب الإرادة الدولية. لكن الجريمة الأخيرة التي استهدفت أطفالاً وفق تصنيف القانون الدولي لكون أعمار المتظاهرين تراوح بين 15 و17 عاماً بحسب ما أعلنت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) أمس قد تنعكس ضغوطاً على المجلس تعيد الطرفين إلى طاولة المفاوضات وهو ما بدا أن السفارة الأميركية في الخرطوم بدأت به باعتبارها أن «العنف في الأبيّض يجعل تشكيل حكومة انتقالية أكثر إلحاحاً».
لكن العودة إلى طاولة المفاوضات تعترضها عقبات أكبر وأوسع، على رغم التوصل إلى اتفاقات كثيرة في شأن هياكل السلطة الثلاثة ونسب كل طرف فيها، كما في «المجلس السيادي» إذ ثمة نقاط كثيرة عالقة تجعل أساس المشكلة قائماً، من سبيل المناصفة المعتمدة في عضوية المجلس المذكور وترك عضو حادي عشر يرجح كفة أحد الطرفين لاتفاق بينهما بحسب الوثيقة الدستورية التي أعدّتها «الحرية والتغيير». أيضاً ثمة خلافات حول صلاحيات «السيادي» الذي سيرأسه العسكر للـ21 شهراً الأولى من الفترة الانتقالية. كما أن هناك خلافاً على مبدأ تشكيل مجلس تشريعي، ما دفع المتفاوضين إلى إرجاء المناقشات في شأنه إلى ما بعد تكوين «السيادي» والوزراء. وكثير من هذه النقاط تم الاتفاق عليها سابقاً وها هي تطرح على الطاولة مجدداً لإعادة التفاوض حولها ذلك أن الأزمة تكمن في سؤال «من سيحكم السودان؟» وهو الأمر الذي لا يبدو إلى الآن أن العسكر مستعدّ للتنازل فيه.
المزيد في هذا القسم:
- أزمة الشرق الأوسط .. الاسباب والحلول المرصاد نت - متابعات لا يعاني الشرق الاوسط من فوضى وعدم الاستقرار فقط بل يعيش حالة من اتساع الاضطراب والاختلال نتيجة لسياسات الولايات المتحدة الامريكية في الم...
- سلسلة حرائق تضرب لبنان والساحل السوري! المرصاد نت - متابعات يشهد لبنان لليوم الثاني سلسلة حرائق أتت على مساحات هائلة من الأحراج ولامست البيوت، أكبرها اندلع صباح أمس في منطقة المشرف (قضاء الشوف) وام...
- تل أبيب أكثر قرباً من الرياض: فلتُفتَح أجواء السعودية أمام «العال» المرصاد نت - متابعات بعد أسابيع قليلة على إعلان الهند طلبها السماح لطائراتها بعبور الأجواء السعودية نحو إسرائيل توجهت الأخيرة بطلب مماثل إلى الاتحاد الدولي لل...
- الإعلام العبري : المقاومة الفلسطينية أسرت مجندا إسرائيليا المرصاد نت - متابعات أعلن الإعلام العبري أن مجنداً إسرائيلياً يدعى فانتساب ديمتري تم أسره على يد المقاومة الفلسطينية بمدينة نابلس في الضفة الغربية دون أن يؤكد...
- اشتباكات عنيفة بين قوات خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق جنوب طرابلس! المرصاد نت - متابعات اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وقوات الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق في محور الخله جنوب العاصمة ا...
- المقاومة تهدّد بقصف تل أبيب... ووفد روسي في غزة المرصاد نت - هاني إبراهيم بعد تكرار جيش العدو محاولاته لفرض معادلة الردع بصيغة جديدة على المقاومة في غزة رفعت الفصائل الفلسطينية مستوى تهديداتها بالإشارة إلى ...
- استشهاد وجرح 11 شخصاً بانفجار عبوة ناسفة في بغداد المرصاد نت - متابعات سقط 11 شخصاً عراقياً بين شهيد وجريح مساء الأربعاء بانفجار عبوة ناسفة قرب محال تجارية جنوب شرقي بغداد. ونقلت وكالة الأنباء العراقية &ld...
- بين العراق وسوريا: «داعش» يستدعي أعداءه ! المرصاد نت - متابعات لا تنحصر المعركة التي تدور شرق سوريا، في الأراضي السورية فقط. القوات العراقية مرة أخرى تقف بوجه مقاتلي تنظيم «داعش» على الحدو...
- شكوى رسمية ببريطانيا ضد نجل ملك البحرين المسقطة حصانته تقدّمت المحامية سو ويلمان, بشكوى رسمية إلى الشرطة البريطانية ضد ناصر حمد الخليفة -نجل حاكم البحرين، وذلك بالنيابة عن موكلها البحراني المعروف اختصارا بـ (FF)، ...
- تفاقم مأساة مدنيي الرقة جرّأء التحالف الامريكي المرصاد نت - متابعات قالت منظمة العفو الدولية إن حملة للتحالف بقيادة واشنطن ضد داعش في الرقة أسفرت عن مقتل مئات المدنيين فيما يواجه الباقون خطراً أكبر مع اشتدا...