حدود غزة: اشتداد العنف الإسرائيلي بعد عملية أبو صلاح !

المرصاد نت - متابعات

لم تختلف جمعة «مجزرة وادي الحمص» الـ69 لمسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة عن سابقاتها ولم يختلف فيها العنف الإسرائيلي ضد المتظاهرين. لكن بطش قوات الاحتلال هذه Palstain2019.8.3الجمعة كان على أشدّه بسبب حالة الاستنفار التي تسودها على خلفية تنفيذ الشهيد هاني أبو صلاح عمليته داخل الأراضي المحتلة عام 1948م أول من أمس والتي أدّت إلى إصابة ضابط و 3 جنود من لواء «غولاني» بجروح.

في تظاهرات أمس أُصيب 49 فلسطينياً بجروح، 24 منهم جراء إطلاق الرصاص الحيّ عليهم. ومن بين المصابين صحافيان شاركا في تغطية المسيرة هما أسامة الكحلوت (يعمل لدى وكالات فلسطينية محلية) وحاتم عمر (مصور لوكالة «شينخوا» الصينية). وتعليقاً على ذلك قال الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم، إن «جرائم الاحتلال ضد الصحافيين محاولة بائسة لطمس حقيقة عدوانيته وعنصريته ولفسح المجال لروايته الكاذبة التي تتهاوى في كل مرة أمام بشاعة جرائمه».

أما في القدس المحتلة فقد أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بعد إطلاق جيش الاحتلال القنابل المسيلة للدموع عليهم خلال تأديتهم صلاة الجمعة في حيّ وادي الحمص تنديداً بهدم سلطات العدو مباني في الحيّ.

عملية خانيونس تسقط مناورة الفصول الأربعة

استيقظت النخب الإعلامية الإسرائيلية على صدمة خبر نجاح مقاتل فلسطيني بإصابة ضابط وجنديين من جيش العدو في المناطق الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 بعد أن تمكن المقاتل من تجاوز السياج الأمني وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل سلاح رشاش.

تفاصيل الحدث تبين بأن المقاتل نجح في الإيقاع بالقوة الراجلة الإسرائيلية وإصابتها إصابة مباشرة وبعد فشل القوة في التعامل معه استدعى الموقف الاستنجاد بقوة ثانية من لواء جولاني وسلاح الطيران وانتهى الحدث باستشهاد المقاتل إثر استهدافه من طائرات بدون طيار محملة بالصواريخ.

قد يبدو الحدث في سياقه طبيعياً لو جرى قبل أيام من ليلة أمس، وقد يكون متفهماً لدى النخبة الإعلامية والسياسية الإسرائيلية أي عمل مقاوم على حدود قطاع غزة، إلا أن حادثة خانيونس مثلت ضربة في الوعي للمستوى القيادي في الجيش والجمهور الصهيوني، فالحدث جاء بعد الإعلان عن انتهاء مناورة الفصول الأربعة، والتي تحاكي سيناريو مواجهة واسعة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

جيش العدو روّج للمناورة بصورة واسعة وسخر العمل الإعلامي الاستعراضي لتسويق قوة الردع وتبيان مدى جهوزية قواته للتعامل مع المقاومة الفلسطينية في حال أي مواجهة قادمة، وهي المناورة البرية الأوسع منذ انتهاء عدوان 2014 على قطاع غزة، شارك فيها العديد من قادة ألوية وجنود الاحتياط وسلاح الجو والبحر، تحاكي خطة رئيس الأركان الجديد كوخافي بحسم سريع وقصير مع غزة.KhanYounis2019.8.3

حدث خانيونس فجر أول أمس الخميس هو الأول من نوعه منذ انطلاق مسيرات العودة وتمكُّن المقاتل من تجاوز السياج الأمني والقدرة على التخفي والتمويه أمام وحدة الرصد والمتابعة الإسرائيلية، يعتبر فشلاً للمناورة في الاختبار الميداني الحقيقي، خاصة وأن قوات العدو تتدرب خلالها على التعامل مع هذه الحالة إلا أن التطبيق مثّل بوناً شاسعاً بين النظرية والتطبيق ليعزز بأن أي مواجهة قادمة مع غزة لن تكون سهلة، وأن الميدان الحقيقي ربما يختلف بصورة جذرية عن التدريبات.

لا  تغييراً في قواعد الاشتباك بين المقاومة والعدو ولا توجد تداعيات ميدانية للحدث كما لن يبادر العدو لشن غارات على مواقع المقاومة، فالعدو لديه قناعة بأن العمل غير منظم من قبل أحد فصائل المقاومة لكن سيكون له تداعيات سلبية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وستشكل لها لجان تحقيق، في وقت لم يشفَ بعد الجيش الإسرائيلي من جراح فشل عملية خانيونس الأمنية قبل ثمانية شهور.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية