الإمارات تتآمر على دول المنطقة ..لَعب بالنار أم سقوط الأقنعة؟

المرصاد نت - متابعات

بدأت أحجار دومينو السياسة الخليجية في المنطقة والعالم تتساقط الواحدة تلو الأخرى لتكشف المستور عما كان يجري في كواليس تلك الدول من مؤامرات وخفايا بدأت تظهر إلى 15العلن في الآونة الأخيرة في تزامن غريب مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية


تلك الزيارة لم تستطع تردداتها الإنتظار أكثر من 48 ساعة لتهز معها أركان البيت الخليجي من الداخل مفجرة حرب إعلامية شرسة وتبادل اتهامات بين قطر والسعودية وانضمت على الفور الإمارات إلى جانب مملكة الرمال في هذه الحرب الإعلامية ولم تستطع دولة الكويت أن توحد صفوف الخليجيين رغم كل الجهود التي بذلتها في هذا الإطار ومن هنا نجد أن الوضع الخليجي يتجه نحو التأزم أكثر وأكثر وربما التفكك.

وما سربته صحيفة "ذا ديلي بيست" من رسائل إلكترونية مقرصنة تم أخذها من حساب السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة تكشف لنا وبوضوح ما تخطط له دولة الإمارات في المنطقة وكيف تسعى للحصول على دول فاعل ومؤثر ولو على حساب أصدقائها، وتوضح الرسائل المسربة أنها مستعدة للقيام بأي عمل والتعاون مع أي منظمة حتى ولو كانت صهيونية في سبيل تحقيق طموحها نحو نفوذ إقليمي يفوق حجم الدور الحالي لها.

وكان من اللافت جدا ردود الفعل التي تلت التسريبات من داخل البيت الإماراتي حيث جاءت هذه الردود صادمة وغير متوقعة فعلى سبيل المثال وبعد أن أكدت المتحدثة باسم السفارة الإماراتية لمياء جباري أن البريد الإلكتروني المسجل على موقع" Hotmail"يعود فعلًا للعتيبة قالت جباري لصحيفة "ذا ديلي بيست" "ربما لستم وحدكم من حصل على نسخ من هذه الرسائل".

 

وتظهر الرسائل المسربة أن الإمارات تسارع في علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي حيث كشفت الرسائل وجود علاقة وثيقة بين الإمارات ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينية الموالية للكيان الإسرائيلي وهي مؤسسة نافذة لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن بين الرسائل المسربة جدول أعمال مفصل لاجتماع بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية على رأسهم الشيخ محمد بن زايد وبين مديري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الموالية للكيان الصهيوني ولم يتوقف التعاون الإماراتي - الإسرائيلي عند هذا الحد فقد كشفت الرسائل أيضا تنسيقا بين الإمارات ومؤسسات موالية للكيان الإسرائيلي لثني شركات عالمية عن الاستثمار في إيران للتضييق اقتصاديا على الأخيرة بعد الاتفاق النووي يوليو/تموز 2015 ، ومن هنا نجد أن الإمارات تريد تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي لاسيما أن الأخير هو الأكثر التزاماً بالمشروع الأمريكي في المنطقة وهذا ما تسعى الإمارات أن تظهره في هذه المرحلة "الإلتزام بالمشروع الأمريكي".

أما فيما يتعلق بالعلاقات السعودية_ الإماراتية فقد أظهرت السياسية الإماراتية في الفترة السابقة توجها واضحا وصريحا لدعم محمد بن سلمان وهذا ما اتضح من خلال الثناء على دور المملكة ورؤية 2030 إلا أن الثناء على السعودية قابله توجيه اتهامات لدول خليجية أخرى وعلى رأسها دولة قطر حيث أعلنت الإمارات امتعاضها من وجود قاعدة أميركية في الدوحة وكشفت الرسائل اتصالا إماراتيا أميركيا لمنع عقد مؤتمر لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة وكشف بريد السفير الإماراتي عن دور قطر بتمويل الإرهاب ودعم الإسلاميين المتطرفين  وفي زعزعة استقرار المنطقة إضافة إلى دور قناة الجزيرة في هذه الزعزعة وطالب السفير في رسائله بإيجاد سبل سياسية "لتصويب سلوك قطر" وبحث خفض مستوى الامتيازات التي تتمتع بها الدوحة لدى الأميركيين والطلب من قطر إعطاء تعريف محدد للإرهاب وفرض عقوبات أميركية سياسية واقتصادية وأمنية عليها.

وأما فيما يخص التدخل في ايران والضغط على شركات كبرى غير أمريكية كـ "شركة ايرباص الفرنسية وشركة لوكويل الروسية" لمقاطعة السوق الإيرانية بهدف زيادة الضغط الإقتصادي على الجمهورية الإسلامية ومن خلال هذا التحريض على إيران يمكن القول أن الأيام أثبتت قدرة إيران على الخروج أقوى بكثير بعد كل عقوبات أو ضغوط إقتصادية تفرض عليها وفي حال حدث ما تسعى له الإمارات في إيران فإن هذا الأمر سيعود بالضرر على الإمارات، فضلاً عن كون الأمن الإيراني يستمد قوّته من الشعب.

من خلال ما تقدم يمكن القول أن التصرفات الإماراتيّة العدائية ضد الخارج قد تدفع ببعض الدول وفي مقدّمتها قطر لتحريك جماعة الإخوان المسلمين في الداخل الإماراتي والزج بهم في مواجهة مباشرة وفي حال استمرت الإمارات في هذا النهج فإن الوضع الخليجي سيتأزم أكثر وأكثر وقد نشهد تفكك وانسحاب دول من داخل مجلس التعاون الخليجي في حال استمرت الإمارات والسعودية في نهجيهما الإقصائي والتدميري للأخرين.

وفي ذات السياق ذكر موقع "الإنترسيبت" الاستقصائي أنه حصل على وثائق من بريد سفير الإمارات في امريكا "يوسف العتيبة" تكشف وجود خطة لدى دولة الإمارات لشن هجوم على النظام المالي في قطر ومحاولة سرقة استضافتها لكأس العالم 2022 وبحسب الموقع فإن الحرب الاقتصادية ضد قطر شملت هجوماً على العملة القطرية باستخدام أساليب للتلاعب بالسندات والمشتقات المالية وزيادة ديون قطر عبر التحكم في منحنى العائدات وتقرير مستقبلها.

وتهدف الخطة الإماراتية التي وضعها "بنك هافيلاند الخاص" في لوكسمبورغ والمملوك لأسرة الممول البريطاني المثير للجدل "ديفيد رولاند" إلى دفع اقتصاد قطر للانهيار وتخفيض قيمة سنداتها المالية وزيادة تكلفتها الائتمانية مما قد يتسبب في خلق أزمة تستنزف احتياطيات قطر النقدية.

وذكر الموقع أن أحد أهداف الخطة الإماراتية هو إجبار قطر على مشاركة استضافة كأس العالم 2022 وذلك من خلال شن حملة إعلامية للفت انتباه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلى الوضع المالي لقطر بعد نجاح الشق المالي من الخطة وبالتالي اتخاذ قرار بأن الدوحة لن تكون قادرة على بناء وتشييد المنشآت اللازمة للاستضافة.

وقال خبراء إن الخطة بعيدة المنال ويبدو أنها قد وضعت من قبل شخص له خبرة قليلة أو لا خبرة له في الأسواق الائتمانية والعملات.

وبحسب موقع "الإنترسيبت" فإن "ديفيد رولاند" لطالما كانت لديه علاقات مع المسؤولين الإماراتيين خاصة ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد آل نهيان"  مشيراً إلى أن "بنك هافيلاند" يعمل حالياً على إنشاء مؤسسة مالية جديدة بالتعاون مع صندوق الثروة السيادية في دولة الإمارات .

ووفقاً للعقود والمراسلات التي حصل عليها "الإنترسيبت" التي تحدد شروط الصفقة فإن هذا المشروع منفصل، لكنه يعكس العلاقة الوثيقة بين البنك ودولة الإمارات.

أما المرحلة الثالثة من الخطة فتتمثل في شن حملة ضد قطر لإظهارها في وضع مالي مترد وذلك بمشاركة حلفاء الإمارات من دول الحصار خصوصاً السعودية.

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبعد عدة أسابيع من حصول "الإنترسيبت" على الوثيقة التي تحدد الخطة تم إطلاق حملة ذات تمويل كبير على تويتر بهدف انتزاع تنظيم بطولة كأس العالم من قطر بجانب إطلاق نداء بأن دول مجلس التعاون يمكنها أن تطلب من الفيفا منح تنظيم البطولة للمنطقة ككل وإذا رفضت قطر الفكرة فستعتبر غير راغبة في العمل مع شركائها في مجلس التعاون ما يستدعي شن الهجوم عليها.

وتكشف التفاصيل المسربة أن خطة الإمارات تركز على ضرب اقتصاد قطر حتى يتسنى لها سرقة استضافة كأس العالم وحرمان الدوحة من تنظيم الحدث العالمي وحدها.

ووفق الموقع تم تعميم وثائق "سرية" نهاية أيلول/سبتمبر الماضي تحدد خطة الهجوم المالي على قطر بين البنك المذكور والسفارة الإماراتية في واشنطن.

ويعتقد المراقبون بأن الخطة كان هدفها إجبار قطر على اللجوء إلى احتياطياتها المالية كما تقتضي التلاعب بالأسواق من جانب آخر إلى درجة يمكن أن تتضرر قطر وتفقد حقها في استضافة كأس العالم 2022.

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن تنفيذ الخطة الإماراتية يوجب على أبوظبي أن تبقيها سرية  وفي سياق الطريقة التي تعمل بها البنوك بشكل عام فإن الحفاظ على سرية تفاصيل الخطة قد يبدو أمراً منطقيا لكن بعد أن نشر موقع "الإنترسيبت" تفاصيلها بات يعتقد بأنه لن يتم الاستمرار فيها.

ولم يكن "بنك هافيلاند" صريحاً في التعامل مع موقع إنترسيبت كما أن مؤسسه مقرب من شخصيات سياسية معروفة في أبوظبي وبالتالي فإن البنك هو من وضع تلك الخطة بإشراف إماراتي كامل، علماً بأن الخطة كانت موجودة في البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في أمريكا "يوسف العتيبة".

وتجدر الإشارة إلى أن العتيبة يتمتع بعلاقات واسعة في أوساط القرار السياسي الأمريكي ومن جملة أصدقائه "جاريد كوشنر" صهر الرئيس دونالد ترمب وهو على اتصال به بشكل شبه دائم.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية