المرصاد نت - متابعات
لم تفلح الهجمات الأميركية المتكررة بالطائرات المسيّرة في عرقلة إعادة الحياة إلى معبر البوكمال القائم بين سوريا والعراق حيث أعيد افتتاحه اليوم الإثنين بعد خمس سنوات على إغلاقه.
المعبر أفتتاح برعاية رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وعدد من الوزراء وبحضور مدير هيئة المنافذ الحدودية والسفير السوري في بغداد وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية العراقية ووزارة التجارة العراقية.
وأعيد بشكل رسمي اليوم افتتاح معبر البوكمال-القائم الحدودي مع العراق أمام حركة عبور الأشخاص والبضائع بعد إنجاز جميع الترتيبات من الجانبين السوري والعراقي.
وذكر مصدر أمني أنه تم افتتاح المعبر بحضور وزير الداخلية اللواء محمد خالد الرحمون والدكتور كاظم العقابي رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية ممثل رئيس الوزراء العراقي.
وفي تصريح للإعلاميين أكد الوزير الرحمون أن هذا الإنجاز الكبير بافتتاح المعبر اليوم جاء بفضل تضحيات الجيش العربي السوري والجيش العراقي وانتصارات شعبينا على المجموعات الإرهابية المسلحة بمختلف مسمياتها وعلى رأسها تنظيم “داعش” الإرهابي.
وعن أسباب تأخر افتتاح المعبر أوضح مصدر أنه تأخر بسبب استكمال الاستعددات اللوجستية وبعد اتخاذ القرار السياسي تمَ البدء بتأهيله خاصة أنه كان مغلقاً منذ أكثر من 5 سنوات بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل شمال العراق وتمدده إلى الحدود العراقية السورية، وتوقف العمل فيه نهائياً خلال سيطرة التنظيم. وتابع أنه بعد استكمال عملية التحرير أخذ تأهيل المعبر وقتاً طويلاً علماً أنه ليس المعبر الوحيد مع الحدود السورية حيث يوجد عدة معابر.
وأشار مصدر أمني في وقت سابق صباح اليوم إلى أن الجهات المعنية أنهت التجهيزات اللازمة لإعادة افتتاح معبر البوكمال-القائم الحدودي مع العراق بريف دير الزور الشرقي بعد توقف العمل فيه لسنوات ليكون بوابة العبور الرئيسة بين البلدين. وحررت وحدات الجيش العربي السوري مدينة البوكمال ومحيطها في الـ 19 من تشرين الثاني عام 2017 بعد القضاء على آخر بؤر تنظيم “داعش” التكفيري.
ويربط سورية بالعراق ثلاثة معابر حدودية أهمها مركز البوكمال الحدودي الذى يقع بين مدينة البوكمال في محافظة دير الزور ومدينة القائم العراقية في محافظة الانبار ويعد المعبر الرئيس بين البلدين.
ما بعد «الدستورية»: «قسد» و«الإخوان» أمام خرائط جديدة
يمكن لتشكيل «اللجنة الدستورية» أن يُمهّد لقلب معطيات المشهد السوري. ومع أنّ التفاؤل بحدوث انفراجات فعلية ومباشرة يبدو «مغامرة» كبرى، فإنّ لحظة التوافق على التشكيل مؤهّلة بحد ذاتها لتحمل تغييرات جوهرية في الخريطة بأكملها، وبمختلف المعاني: الحقيقية والمجازية
تشكّلت «اللجنة الدستوريّة» إذاً. كان المسار الطويل الذي أفضى إلى تشكيلها شائكاً ومعقّداً بصورة تستنسخ معظم التوافقات السياسية التي عرفها الملف السوري وهي ليست كثيرة بطبيعة الحال. يبدو تشابه المقدّمات في نظر كثير من المتابعين مؤشراً على ما قد تؤول إليه أحوال اللجنة بعد أن تزول «بهجة الحدث» أو بعد انعقاد أولى جلساتها في مدة وجيزة (الموعد المفترض أواخر الشهر المقبل). في واقع الأمر يحظى تحقّق هذا السيناريو بحظوظ كبيرة نظراً إلى تفاصيل كثيرة غير محسومة في شأن مَهمات اللجنة وآليات عملها.
في الوقت نفسه ثَمّة معطيات تجعل لحظة التوافق النادرة هذه مؤهلةً لتشكل علامة فارقة في المسارات السورية المعقّدة. ويمكن استباق «شارة البدء» المنتظرة وتأمّل المشهد الفريد الآخذ في الارتسام راهناً. أبرز ملامح ذلك يتجلّى في التباينات الغريبة بين مواقف اثنين من اللاعبين الدوليين المؤثّرين (واشنطن وأنقرة) وبين أبرز الجماعات المحسوبة على كلّ منهما. وفيما تدخل دمشق وحلفاؤها «مرحلة الدستورية» بانسجام معهود (رغم وجود تباينات في شأن بعض التفاصيل)، تُرخي التناقضات المعلنة بظلالها على المقلب الآخر. ففي مقابل الترحيب الأميركي وتأكيد «الدعم» الذي كان أمراً لا بدّ منه لاكتمال خيوط التشكيل جاءت مواقف «الإدارة الذاتيّة» ساخطةً ومندّدة.
وعلى نحو مماثل يبرز التناقض بين «الدعم» التركي الرّسمي الذي كان بدوره ضرورياً لإمرار التشكيل وبين موقف جماعة «الإخوان المسلمين» بفرعها السوري الذي أصدر بياناً يهاجم فيه اللجنة ويؤكد أن لا تمثيل (رسمياً أو غير رسمي) للجماعة فيها. تأتي هذه التناقضات مخالفةً لتصورات سابقة مفادها أن دعم واشنطن وأنقرة للخطوة سيكون كفيلاً بتظهير مواقف مُطابقة عن المجموعات المحسوبة عليهما، ولا سيّما في الشقّ التركي. ويصعب إيجاد تفسيرات مشتركة لتشابه المعطيات في الشقين (التركي والأميركي)، ما خلا واحداً يحيل على تنسيق كبير وغير مُعلن بين العاصمتين، وهو أمر يتعذّر الجزم بوجوده..
مأزق «قسد»؟
حتى الآن تبدو «الإدارة الذاتيّة» والكيانات المكمّلة لها (على رأسها «قوات سوريا الديمقراطيّة ـــ قسد» و«مجلس سوريا الديمقراطيّة ــــ مسد») في مأزق يمكن عدّه الثاني من نوعه بعد «تغريدة» الرئيس دونالد ترامب الشهيرة حول الانسحاب الأميركي المزعوم من «شرق الفرات». لا تقتصر معطيات المأزق على غياب التمثيل في «الدستورية» بل تتعدّاه إلى تفصيل بالغ الأهميّة هو الغياب عن «خريطة توافق» نادرة بين كل اللاعبين الدوليين. كما تُفرز المؤشرات إضعافاً غير مباشر لموقف «قسد» و«مسد»، و«الذاتيّة» وهو إضعاف يُرجّح أن يقود إلى تفعيل جديد للخطوط مع دمشق رغم المواقف المتصلّبة راهناً.
يرى مصدر دبلوماسي أوروبي أنّ «العلاقة بين سيناريوات شرق الفرات وبين اللجنة الدستورية مختلفة جذرياً عن نظيرتها في إدلب والشمال المحسوب على المشيئة التركية». المصدر المقيم في بيروت يؤكد أنّ إشراك «الإدارة الذاتية» في إحدى مراحل الحلّ «لا يزال الأوفر حظّاً وغالباً سيبقى كذلك». لكنه لا يوافق على أنّ «تناقض المواقف بين واشنطن وحلفائها على الأرض دليلٌ على تخلٍّ من واشنطن». ويرى خلافاً لذلك أنّ «الأميركيين يحرصون على الورقة الكردية ما ينطبق على الورقة العشائرية أيضاً. فهاتان الورقتان هما الفاعلتان في الشرق السوري ولن يكون التنازل عنهما خطوة مجانية». في الوقت نفسه يوافق المصدر على أنّ «الوضع الراهن ليس في مصلحة الإدارة الذاتية ولا سيما مع التباين الهائل في الخبرة السياسية بينها وبين دمشق وأنقرة». إلى أين تقود هذه المعطيات؟ يُفضل الدبلوماسي «التريّث قليلاً» قبل القفز في التوقّعات.
في الوقت نفسه يحضر في بعض كواليس دمشق ارتياحٌ أولي إزاء معطيات «شرق الفرات» في ضوء تطورات المشهد السياسي مع حرص بعض المصادر الواسعة الاطلاع على التذكير بأنّ «تفكيك التعقيدات التي تراكمت لسنوات لن يتمّ بين عشية وضحاها». لا تغامر المصادر السورية بالخوض في توقّعات «قبل جلاء كثير من التفاصيل»، إذ تبدو عودة الوفد السوري الرسمي من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة (نيويورك) محطة ضرورية قبل «تقييم الموقف». وتبدو لافتة اللهجة الإيجابية لدى الحديث عن أربيل وأدوارها المحتملة للتأثير في معادلات الشرق السوري. وتزداد الصورة وضوحاً مع المعلومات عن خطوات سورية لمعالجة أوضاع كثير من السوريين الموجودين بأعداد كبيرة في كردستان العراق. ومن المنتظر أن يزور القنصل السوري لدى بغداد رياض خضور أربيل في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. ومن دون الكشف عن جدول اللقاءات المحتملة تقول مصادر إعلامية سورية: إنّ القنصل سيجلس مع «الجالية السورية ويناقش تفاصيل مهمة من بينها تسهيل استخراج أو تجديد جوازات السفر».
أنقرة و«إخوانها»
لم يكن لعقد «الدستورية» أن يكتمل دون تسهيل تركي سواء أكان هذا التسهيل خطوة «تكتيكية» مؤقتة أم ناجماً عن «انعطاف استراتيجي» يمهّد لمقاربة مختلفة لمستقبل الملف السوري. ثَمّة تفاصيل جوهرية سبقت تشكيل اللجنة تجب الإشارة إليها في ما يخصّ أداء أنقرة في هذا الشأن وأبرزها يرتبط بأحدث تشكيل لـ«الحكومة المؤقتة» وما رافقه من حرص تركي غير مسبوق على انتقاء وجوهها بعناية. تؤكد مصادر اطّلعت على مجريات ذلك التشكيل أن أنقرة طلبت للمرة الأولى الاطلاع على «السّير الذاتية» لجميع المرشّحين مترجمةً إلى التركيّة ليُصار إلى دراستها بعناية قبل أن تبصر التشكيلة النور في خلال مدة وافية.
في السياق كان لافتاً أنّ مَهمة «وزارة الدفاع» في «المؤقتة» كانت الوحيدة التي حُسم أمرها لمصلحة مرشّح بعينه ومن دون عناء البحث عن منافسين محتملين. بطبيعة الحال لم يكن المرشح المذكور سوى سليم إدريس بما يحظى به من قبول أميركي (مستمر حتى الآن). يبدو هذا الخيار مفهوماً في إطار التوقيت الذي تزامن مع جولة جديدة من التناغم الأميركي ــــ التركي بشأن «المنطقة الآمنة». وفي الوقت نفسه، يرجّح وجود صلة وثيقة بينه وبين ما قد تتطلّبه المرحلة المقبلة بـ«تحدياتها» الكبيرة في حسابات أنقرة بشأن إدلب أيضاً.
أين يمكن تبويب بيان «الإخوان» وسط كل ما تقدّم؟ «في إطار البحث عن العودة إلى ما قبل عام 2011» على ما يرى معارض سوري بارز بعيد عن الأضواء منذ مدة. يشرح المصدر فكرته التي يؤكد فيها أنها «قائمة على معطيات دقيقة». يقول إنّ «هناك إجماعاً أميركياً وروسياً وعربياً على أن إقحام الإخوان في المعادلة بالصورة التي يطمحون إليها لم يعد أمراً وارداً». ويشير إلى «أخذ ورد استمرّ طويلاً حول دور الجماعة المستقبلي... قوبلت محاولات أنقرة برفض شديد من النظام ومن ورائه موسكو. كما قوبلت برفض من واشنطن ومواقف إماراتية سعودية مصرية مماثلة».
بطبيعة الحال لن يقود ما تقدّم إلى شقاق بين أنقرة و«الجماعة» بقدر ما يبدو أنه يمهّد لـ«جولات جديدة في مضامير السياسة التي يجيد الطرفان (أنقرة والإخوان) التمايل فيها» على حد تعبيره. أما أبرز ملامح الجولة المستقبلية، فـ«على الأرجح، عودة الإخوان إلى لعب أدوارهم من الخارج من دون الانخراط الرسمي في أي حل بما يشبه الالتفاف والعودة إلى ما قبل عام 2011م ليكونوا رأس حربة المعارضة مستقبلاً أياً يكن ما ستتمخّض عنه التوافقات الدولية».
المزيد في هذا القسم:
- سلمان شرقاً وبن سلمان غرباً .. أين تتجّة الدبوماسيّة السعوديّة؟ المرصاد نت - متابعات بينما يتوجّه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز شرقاً في زيارة طويلة بدأها يوم 25 فبراير/شباط الماضي توجّه أبنه محمد بن سلمان غرباً ...
- المقاومة تحذر إسرائيل: من يمس منشآتنا ستُمس منشآته المرصاد نت - متابعات وجه الإعلام الحربي رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أنّ لبنان لن يفرط ولن يضيع ولن يتسامح في أي حق من حقوقه في مياهه الإقليمية ولا في ثر...
- روسيا: أجرينا مفاوضات صعبة ومهنية مع الولايات المتحدة وأوضحنا ضرورة عدم توسع الناتو المرصاد-متابعات أعلنت روسيا أنها أجرت مفاوضات "صعبة ومهنية" مع الولايات المتحدة حول ملف الضمانات الأمنية، مشددة على أنها أوضحت للطرف الأمريكي ضرورة عدم توسع ا...
- لبنان: «ثورة الواتساب» الحكومة تهتزّ... هل فات الأوان! المرصاد نت - الأخبار فرقت القوى الأمنية اللبنانية المتظاهرين الذين احتشدوا لساعات في وسط العاصمة بيروت احتجاجاً على فرض الحكومة ضرائب جديدة. وعمت التظاهرات مع...
- السعودية تفشل المبادرة الفنزويلية وترفض اجتماعا طارئا للاوبك.. واسعار النفط تهبط الى الارب... ذكرتني الجولة التي يقوم بها حاليا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في اربع دول رئيسية منتجة للنفط هي ايران والسعودية وقطر والجزائر في محاولة لاقناعها بمبادرته ال...
- العدو الصهيوني يعتقل 22 فلسطينا بينهم صحفي المرصاد نت - متابعات اعتقلت قوات العدو الصهيوني اليوم الأربعاء 22 مواطناً من الضفة الغربية المحتلة بينهم صحفي. وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له أن 10...
- محاسبة رموز نظام بوتفليقة: ترحيب شعبي وتمسّك بالمطالب السياسية ! المرصاد نت - محمد العيد لم يكن يخطر على بال أحد أن يدخل رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى السجن لكن هذا هو الذي حصل فعلاً قبل ثلاثة أيام بعدما قرر قاضي التحقيق ...
- مطالبة بإدراج الاحتلال والتحالف السعودي على "قائمة العار" المرصاد نت - الميادين كشفت منظمة "ووتش ليست" المختصة بأوضاع الأطفال في النزاعات المسلحة أن السعودية هددت الأمم المتحدة بحجب مئات ملايين الدولارات عن برامج الم...
- مقتل قيادي في تنظيم "داعش" جنوب بغداد بانفجار عبوة قتل قيادي كبير في تنظيم "داعش" في انفجار عبوة ناسفة زرعها رفاقه الخميس في منطقة جرف الصخر التي تشهد اعمال عنف متواصلة جنوب بغداد. وقال مصدر في الاستخبارات العس...
- ترامب يوقّع على أكبر موازنة دفاعية في تاريخ الولايات المتحدة المرصاد نت - متابعات وقّع الرئيس الأميركي على أكبر موازنة دفاعية في تاريخ الولايات المتحدة بلغت 716 مليار دولار من إجمالي الموازنة البالغة 4.4 تريليونات دولار...