المرصاد نت - متابعات
أفادت مصادر مطلعه بتجدد القصف المدفعي للجيش العربي السوري على مواقع هيئة تحرير الشام في خلصة وخان طومان بريف حلب الجنوبي. وذلك بعد استشهاد 8 مدنيين وجرح آخرين من جرّاء قصف حي السكري بقذائف هاون أطلقتها هيئة تحرير الشام. كما أن جبهة النصرة أطلقت قذائف أخرى على حي جمعية الزهراء غرب حلب، استشهد على إثرها مدني وأصيب آخر.
ويستمر في محور ريف إدلب الشرقي تقدم الجيش العربي السوري تحت غطاء جوي كثيف حيث أن 15 غارة للطائرات الروسية والسورية شُنّت اليوم على مواقع لجبهة النصرة في ريفي حلب الغربي والجنوبي. وفي عمق مناطق "إمارة القوقاز" سجل الجيش العربي السوري تقدماً جديداً بعد سيطرته على بلدة "خطرة" وتلها الاستراتيجي وبلدة أبو جريف، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي هيئة تحرير الشام وأجناد في ريف إدلب الشرقي.
السيطرة جاءت بعد ساعات من سيطرة الجيش على بلدتي نوحية شرقية وغربية في الريف الجنوبي الشرقي للمدينة وتطهيرها وبدأت وحداته بتحصين مواقعها داخل البلدتين والتل وتدمير عدد كبير من عربات المسلحين، ومقتل وإصابة أكثر من ثلاثين منهم. ويأتي استئناف العمل العسكري رداً على خرق المسلحين لاتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة المجموعات المسلحة مهاجمة مواقع الجيش العربي السوري خلال الساعات الماضية وتحدث مصدر ميداني أن التمهيد الناري مستمر باتجاه محاور أخرى للسيطرة على مزيد من القرى والبلدات خلال الساعات القليلة القادمة.
وتعتبر منطقة أبو الظهور في ريف إدلب المعقل الأساسي للمقاتلين القوقاز الذين استقدموا إلى سوريا مع عائلاتهم في عام 2011م وسعوا إلى إقامة إمارتهم فيها بعد سيطرتهم على المنطقة ومطارها العسكري مطلع عام 2016 وارتكابهم مجازر بشعة بحق حامية المطار وسكان القرى والعشائر المحيطة به واتخذ المسلحون القوقاز يومها من المطار مقراً قيادياً لقواتهم التي تقدر أعدادها بالآلاف ومن البلدات القرى المحيطة مستوطنات لهم ولعائلاتهم وذلك قبل تحريره على أيدي الجيش العربي السوري وحلفائه مطلع العام 2018.
هدنة إدلب الهشة ..!
حتى ليل أمس لم يعلن أيّ من الأطراف المعنيّين بـ«هدنة» إدلب، من أنقرة إلى موسكو ودمشق، انهيارها، على رغم الخروقات الكبيرة التي شابتها منذ اليوم الأول. بات واضحاً أن أولئك الأطراف لا يريدون قطع «شعرة» الهدنة الأخيرة ولو اشتعل الميدان بأنواع القصف والهجمات. واستمرّت، أمس، وإن بوتيرة أخفّ موجات القصف التي يشنها الجيش العربي السوري ضدّ مواقع ونقاط تمركز المسلحين في ريف إدلب الجنوبي غير أن الحصة الأكبر من القصف المركّز والمكثّف كانت من نصيب ريف حلب الغربي بعدما قُتل أربعة مدنيين على الأقلّ جرّاء قصف بالقذائف الصاروخية على حيّ سكني في مدينة حلب شنته المجموعات المسلحة المتمركزة في الريف الغربي وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وفي وقت لاحق، نقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن القيادة العامة للجيش «تشدّد على أن ما تقوم به من عمليات عسكرية ومن استهداف للإرهابيين في أماكن تمركزهم يأتي في نطاق الردّ على مصادر النيران بعد الاستهدافات المتكررة للمدنيين» في مدينة حلب. وأضاف المصدر إن الفصائل «اعتدت على الممرات الإنسانية التي تمّ فتحها لإخراج المدنيين من المناطق التي ينتشر فيها الإرهابيون، في محاولة لمنع المواطنين من الخروج لمواصلة استخدامهم دروعاً بشرية». وكان الجيش السوري قد تابع عملياته في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وبسط سيطرته على قرى تل خطرة وأبو جريف ونوحية شرقية ونوحية غربية، بعد معارك مع الفصائل المسلحة.
ومن الواضح أن جبهة ريف حلب الغربي مرشّحة لتكون ساحة عمليات واسعة في الأيام المقبلة. إذ يحشد الجيش العربي السوري قواته في المنطقة منذ أيام استعداداً للتقدّم باتجاه المناطق التي يسيطر عليها المسلحون. كما تنقل تنسيقيات المسلحين مشاهد وأخباراً حول عملية تحشيد مضادّة تقوم بها الفصائل المسلحة، وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة) للدفاع عن المنطقة في حال تقدّم الجيش.
كذلك، حشدت الفصائل المسلحة قواتها للدفاع عن مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، ومعرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، واللتين تعدّان الهدفين الأهمّ لتقدّم الجيش، ويعرّضهما انهيار خطّ الدفاع في ريف حلب الغربي لخطر السقوط. وكانت المصادر العسكرية السورية قد أكدت مراراً أن منطقة ريف حلب الغربي «لا تقع بأيّ حال ضمن المنطقة التي يشملها وقف إطلاق النار الأخير» مشيرة إلى أن انطلاق العمليات في المنطقة «بات وشيكاً، ولا يحول دونه شيء». وأوردت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الرئاسة، في عدد أول من أمس، أن «هدوء جبهات حلب يسبق عاصفة الحسم التي جهّز لها الجيش العربي السوري جيداً، لبدء عملية عسكرية ضخمة تنطلق من ريف المحافظة الجنوبي، للسيطرة على البلدات الواقعة على طول الطريق الدولية الممتدة من حلب إلى سراقب والمتاخمة له، وتطاول جبهات غربي المدينة لتأمينها».
ولفتت الصحيفة إلى أن قوات الجيش «استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى جبهات القتال وأعدّت العدة والخطط العسكرية جيداً لتحقيق الحسم العسكري وخلال فترة قصيرة نسبياً، على الرغم من الحشود العسكرية المقابلة». ويمكن أن يؤشّر تجدّد القصف والتحركات العسكرية في المنطقة إلى تأزم المفاوضات بين الروس والأتراك حول ملف إدلب، وخصوصاً مع ما يُحكى عن معركة كبرى يحضّر لها الجيش في ريف حلب الغربي، هدفها الوصول إلى الطريق الدولي «M5».
من جهته رفض مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا التقارير التي تحدثت عن تنفيذ الطائرات المقاتلة الروسية ضربات جوية على أهداف مدنية في منطقة خفض التصعيد السورية في إدلب. وقال الميجور جنرال يوري بورنكوف، قائد المركز، في مؤتمر صحافي، إنه «منذ بداية وقف إطلاق النار، لم تقم قوات الفضاء الروسية بأيّ طلعات جوية في المنطقة». في المقابل، رأى المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو أن «الوضع في محافظة إدلب شمال غرب سوريا مثير جداً للقلق» لافتاً إلى «استمرار هجمات الحكومة السورية وحليفتها روسيا على المنطقة». وأضاف، خلال مؤتمر صحافي، إن «الاتحاد الأوروبي يركّز على الوضع في إدلب، ويمنحه الأولوية في ما يخص الملف السوري». وشدد على أهمية وقف إطلاق النار هناك، في إطار «اتفاق أستانا».
وتشير بعض المعطيات إلى مداولات تركية ــــ روسية يمكن أن تفضي إلى إخلاء تركي لنقاط المراقبة في القسم الجنوبي لإدلب على أن يتقدّم الجيش العربي السوري ويسيطر مباشرة على كلّ الطرقات المؤدية إلى حلب من حمص وحماة واللاذقية والتي يلحظها أساساً «اتفاق سوتشي» الذي لم تنفذه أنقرة. لكن الجديد اليوم هو احتمال أن يتقدّم الجيش التركي ويحتلّ منطقة شمال إدلب بما فيها مدينة إدلب ويقيم «منطقة آمنة» جديدة. وقد لمّح إلى هذا الأمر عضو هيئة السياسات الأمنية والخارجية التابعة لرئاسة الجمهورية برهان الدين دوران، قبل أسبوعين إذ كتب في صحيفة «صباح» الموالية لإردوغان أن روسيا والأسد يعملان تدريجياً على استعادة إدلب ما يتسبّب بالمزيد من تهجير السكان والذي وصل إلى أقلّ من مليون خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ولذا يقول دوران: «إذا لم يتوقّف ذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فإن تركيا ستكون مضطرة للتفكير في إقامة منطقة آمنة في إدلب». فهل يكون «الحلّ» في إدلب هو في تقسيمها إلى نصفين جنوبي بعودته للوطن الأم وشمالي ببدء تركيا «الحملة الرابعة» بعد «درع الفرات» و«غصن الزيتون» و«نبع السلام» واحتلاله برضى روسي كما العادة؟
وعلى رغم التصعيد الواضح أمس أصرّ وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو على أن «هناك انتهاكات لوقف إطلاق النار في إدلب ولكن لا يمكننا القول إنه انهار». لكن وزير الدفاع خلوصي أكار أعلن أن تركيا تناقش «مع روسيا إنشاء منطقة آمنة في إدلب» بحيث «يمكن للسوريين النازحين بسبب القتال قضاء فصل الشتاء» فيها على حدّ تعبيره. وأشار أكار إلى أن «هجمات الحكومة السورية في المنطقة مستمرة على الرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل ثلاثة أيام» مضيفاً أن تركيا «تعمل على تعزيز نقطة مراقبة تحاصرها القوات السورية» مؤكداً أن أنقرة لا تنوي سحب قواتها من هذه النقاط.
وكان رتل عسكري تركي قد دخل الى الأراضي السورية ليلة أول من أمس عبر معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي ثمّ انقسم إلى قسمين: الأول اتّجه إلى نقطة المراقبة التركية في منطقة الراشدين غرب مدينة حلب والثاني إلى نقطة المراقبة التركية في قرية تل طوقان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي «بهدف التبديل» بحسب تنسيقيات المسلحين. والتقى رئيس الأركان في الجيش التركي الجنرال ياشار غولر أمس نظيره الأميركي مارك ميللي في العاصمة البلجيكية بروكسل على هامش اجتماع رؤساء أركان الدول الأعضاء في «حلف شمالي الأطلسي» (الناتو). وقال المتحدث باسم الأركان العامة الأميركية العقيد ديدي هلفهيل في بيان إن «رئيس الأركان الأميركي التقى الثلاثاء نظيره التركي في بروكسل، حيث تناولا الأوضاع الأمنية في سوريا وأهمية التعاون التركي - الأميركي في المنطقة ولا سيّما أن الولايات المتحدة تولي قيمة لعلاقاتها الاستراتيجية مع أنقرة».
على خطّ موازٍ شنّت طائرات إسرائيلية ليل أول من أمس غارات جوية على مطار «T4» العسكري في محافظة حمص. واتهم مصدر عسكري سوري، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية «سانا» الطيران الإسرائيلي بـ«شنّ عدوان جوّي على المطار العسكري». وقال المصدر إن الدفاعات الجوية السورية «تصدّت... للصواريخ المعادية وأسقطت عدداً منها» مضيفاً أن الصواريخ جاءت من ناحية منطقة التنف حيث القاعدة الأميركية عند المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق.
ولم يُسجّل أيّ تبنٍّ إسرائيلي للعملية فيما نقلت قناة «كان» العبرية عن وزير خارجية العدو يسرائيل كاتس قوله إن: «إسرائيل لم تعلن عن مسؤوليتها عن استهداف المطار العسكري السوري الليلة الماضية في حمص». وأِشارت التقارير الأمنية السورية إلى أن «الطائرات الإسرائيلية استهدفت المطار ضمن حملة استهدافات دورية تقوم بها لمدرج محدّد في المطار عندما تلاحظ نشاطاً عسكرياً لافتاً أو مريباً بالنسبة إليها». وكان «T4» قد تعرّض لعدد من الهجمات الإسرائيلية سابقاً. ويتهم العدو القوات الإيرانية وحلفاءها باستعمال المطار لأغراض نقل السلاح وتوزيعه وتخزينه، بدل مطار دمشق.
المزيد في هذا القسم:
- فرصة أخيرة لإمرار «بريكست» في مجلس العموم البريطاني! المرصاد نت - متابعات كان الـ 29 من آذار/ مارس الحالي الموعد المفترض لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلا أن الموعد حان من دون أن تكون المملكة المتحدة قد انس...
- هل سيكون الأردن منطلقا لحلف العدوان على سوريا؟ المرصاد نت - متابعات تتوارد أنباء عن تحضيرات لتفعيل غرفة موك في الأردن بتحالف عسكري يضم الأردن والسعودية والإمارات واسرائيل ومحاولة ضم مصر والتي يبدو وضعت شرو...
- سرايا القدس أطلقت 3249 صاروخا وقذيفة وقدمت 121 شهيداً خلال العدوان على غزة اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في بيان الجمعة انها قصفت "اهدافا صهيونية مختلفة خلال معركة البنيان المرصوص بـ3249 صاروخا وقذيفة من بينها ...
- بلومبرغ: اقتصادات الدول الخليجية أكثر هشاشة بمواجهة أزمات نفطية مقبلة! المرصاد نت - متابعات رأى تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» أنه «على الرغم من تخطي المنطقة الخليجية مرحلة انهيار أسعار النفط، فإنها لا تزال تواجه ت...
- الصحافة الصهيونية: "ابن سلمان" و"نتنياهو" وجهان لعملة واحدة المرصاد نت - متابعات باهتمام بالغ تناقلت وسائل الإعلام العالمية مقابلة ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" التي أجراها مع مجلة «ذي أتلانت...
- دعوة لاجراء استفتاء حول الانفصال عن مجلس التعاون.. والسعودية ترد! المرصاد نت - متابعات قال إسحاق سالم السيابي، نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق في سلطنة عُمان أحدى الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي، إنه يتمنى إجراء استفتا...
- واشنطن ترفض فوز موراليس: بوليفيا نحو أزمة مفتوحة! المرصاد نت - متابعات تتجه بوليفيا على ما يبدو نحو أزمة مفتوحة وسط دعوات أطلقتها المعارضة ومنظمات المجتمع المدني إلى الإضراب العام على خلفية رفضها نتائج الانتخ...
- مئويّة ناصر والذكرى الأولى لوصول السيسي إلى الحكم: سطو على الذاكرة المرصاد نت - متابعات يشاء القدر أن تُصادف مئوية جمال عبد الناصر مع الذكرى الأولى لوصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم أو قُل لوصوله إلى الحكم رسمياً بعد انتخابه ف...
- إقتحام جديد للأقصى وإعتقال احدى المرابطات اعلن حراس المسجد الأقصى ان "سلطات العدو أغلقت المسجد في وجه المصلين الرجال ممن هم دون سن الأربعين وتسمح بدخول النساء بشرط تسليم بطاقات الهوية". كما افاد شهود ع...
- مفتتحاً أكبر قاعدة عسكرية.. السيسي: الدعم الذي تقدمه بعض الدول للإرهاب لن يمرّ دون عقاب المرصاد نت - متابعات افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت قاعدة "محمد نجيب" أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا شمال غربي مصر. وقال السيسي في...