الولايات المتحدة تستسلم وتطلب ممرا آمنا لخروج مرتزقتها من حلب

المرصاد نت - متابعات

قبل نحو شهرين انقلبت الولايات المتحدة الامريكية على اتفاق وقعته مع روسيا لمحاربة تنظيم القاعدة او ما يعرف “جبهة النصرة” في حلب السوريةsyriaaa2016.12.12.7


وأرادت أن توفر حماية للتنظيم واعتباره معارضة معتدلة إلا أن التحول الكبير للمعارك في حلب الشرقية في الايام الاخيرة وسيطرة الجيش العربي السوري على 80% من مناطق سيطرة المسلحين الارهابيين والانهيار الكبير الذي حدث في صفوفهم امس الثلاثاء جعل الولايات المتحدة الامريكية تطلب من روسيا مناقشة توفير ممرات آمنة لمن تبقى من المسلحين في حلب.

وبحسب وكالة رويترز قال مسؤول أمريكي إن من المرجح أن يناقش وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الروسي سيرجي لافروف مسألة توفير ممر آمن لمسلحي المعارضة السورية  للخروج من حلب المحاصرة خلال اجتماعهما في مدينة هامبورج الألمانية اليوم الأربعاء.

حيث بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء اليوم الاربعاء محادثات في المانيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث مشروع خطة لوقف المعارك في حلب واجلاء المرتزقة والمجاميع المسلحة والمدنيين منها واللقاء بين لافروف وكيري على هامش الاجتماع السنوي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا انطلق نحو الساعة 19:30 ت غ بفندق في هامبورغ.

وياتي اللقاء فيما دعت ست عواصم غربية بينها الولايات المتحدة في بيان مشترك الى "وقف فوري لاطلاق النار" في حلب وحثت روسيا وايران للتوصل الى ذلك وهذا البيان وقعه ايضا قادة فرنسا والمانيا وكندا وايطاليا وبريطانيا.

وردا على سؤال بشان موافقة موسكو على وقف المعارك في حلب قال لافروف "كنت موافقا واؤكد دعمي للمقترح الاميركي المقدم في الثاني من كانون الاول/ ديسمبر" ويشير لافروف بذلك الى لقاء مع كيري الجمعة في روما اتفق فيه الوزيران على ما يبدو، على خطة لاجلاء المدنيين والمسلحين من شرق حلب وعلى وقف جديد لاطلاق النار وكان يفترض ان تجري مشاورات تقنية روسية - اميركية في جنيف هذا الاسبوع لكنها الغيت الثلاثاء واتهم لافروف الجانب الاميركي بالمسؤولية عن ذلك.

ودعا كيري خلال اجتماع الثلاثاء في بروكسل الى استئناف المحادثات السياسية بين الحكومة العربية السورية والمعارضة بمساعدة روسيا ومن المتوقع ان يزور كيري الخميس باريس للمشاركة السبت في اجتماع للدول الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية، بحسب الخارجية الاميركية.

الى ذلك أكد سيادة الرئيس بشار الأسد أن التطورات في حلب ستغير مجرى المعركة في كل سوريا وقال إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وضع كل رهانه على حلب واضاف الرئيس الأسد في حديث لصحيفة "الوطن" إن قرار تحرير كل سوريا مُتَّخذ وحلب من ضمنه وإن تطور الأعمال القتالية في السنة الأخيرة هو الذي أدى للنتائج التي نراها اليوم.

وتابع: بعد فشل معارك دمشق وحمص.. حلب كانت أملهم الأخير، ومع تحرير كامل حلب لن يبقى في أوراق الغرب والإرهابيين أوراق حقيقية.

واوضح الرئيس الأسد أن تركيا وضعت كل ثقلها في حلب وأن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وضع كل رهانه عليها مؤكدا أن حلب ستغير مجرى المعركة كلياً في كل سوريا وتعني فشل المشروع الخارجي الأقليمي والغربي.

وتتصدر الأخبار الميدانية القادمة من مدينة حلب كافة وسائل الإعلام العربية والعالمية حيث بات تحرير المدينة أمرا واقعا لا مفر منه وأصبح المسلحون أمام خيارين لا ثالث لهما إما الاستسلام والتخلي عن القتال أو الموت المؤكد فمتغيرات الوضع الميداني لا تحتمل التعنت ولا تقبل بالتسويات فالقوات العربية السورية والحلفاء هم من يملكون الميدان بالكامل.

وشهدت الساعات الفائتة انهيارات كبرى في صفوف المسلحين وفي مواقعهم عبر الانسحابات المتتالية لهم من الأحياء الشرقية للمدينة وفرارهم نحو بعض المواقع المتبقية والتي باتت لا تشكل سوى 20 بالمائة من كامل المنطقة وظل تواجدهم مرتبط بأحياء (الفردوس، المشهد، السكري، الصالحين، إضافة لأجزاء من الشيخ سعيد، صلاح الدين وسيف الدولة) بعد أن فقدوا قرابة 80 بالمائة من مواقعهم وأخرها كان أحياء الشعار والشيخ لطفي أغيور، باب الحديد كما أصبح مطار حلب الدولي آمن بشكل كامل وباتت الفصائل المسلحة في مأزق بعد فصل الأحياء الشرقية عن بعضها وأضحوا في مساحة لا تتجاوز 10كم.

وأكد قائد عسكري في الجيش العربي السوري تواصل العمليات العسكرية رغم وجود مساعي من قبل بعض الأطراف الدولية لوقف القتال وقال أن الجيش العربي السوري والحلفاء مصرون على إنهاء الوجود المسلح بكافة الوسائل في غضون أيام وهذا يعكس القوة النارية الكبيرة التي تنهال على رؤوس المسلحين وتوافد القوات المهاجمة للسيطرة على مواقع "النصرة" التي تحطمت تحت أقدام الجيش والحلفاء فلم يعودوا قادرين على التقاط أنفاسهم والمدافعة عن مواقعهم.

وبين المصدر ذاته تماشي الجهود الإنسانية مع تقدم الجيش العربي السوري وقال إن العمليات العسكرية تسير بطريقة متساوية مع خروج المدنيين لأن جبهة "النصرة" ترفض السماح لهم بالخروج ولكن عندما يتقدم الجيش العربي السوري فإن حالة من الإرباك تسود المسلحين مما يمكن المدنيين من الهرب نحو المعابر الشرعية وقد وصل خلال الساعات الماضية لمعبر بستان القصر حوالي 2000 مدني وتم تقديم كافة المساعدات اللازمة لهم فيما عاد مزيد من سكان حي "هنانو" إلى منازلهم.

وحول الإنجازات الأخيرة تحدث المصدر عن سيطرة الجيش العربي السوري ظهر اليوم الأربعاء على حي باب النيرب الواقع جنوب غرب قلعة حلب وحي المعادي وتقدمه داخل حي المرجة فهو يتبع خريطة عسكرية متكاملة تؤمن سقوط معاقل المسلحين بسهولة فوحدات المشاة تتقدم عبر المحاور الأولى في حلب القديمة بين ثكنة هنانو وقلعة حلب وأخرى من جبهتي الشيخ لطفي والمرجة وسيتم خلال الساعات القادمة الوصول إلى القلعة من عدة جهات والالتقاء مع القوات هناك لتبقى الأيام القادمة كفيلة بإعلاء إنهاء الوجود المسلح من المدينة.

ويشار إلى أن الجيش العربي السوري قد عثر خلال تقدمه على مخازن كبيرة مليئة بالسلاح والذخيرة كما تمكنت عناصر الهندسة من تفكيك مئات العبوات الناسفة وبعض العربات المفخخة وإلقاء القبض على مسلحين فيما لازال التخبط والانهيار والاتهامات المتبادلة بالتخاذل يسيطر على أجواء الفصائل المسلحة العاملة في حلب.

وحقق الجيش العربي السوري امس الثلاثاء اختراقا كبيرا في حلب ووصل إلى مدينة حلب وسيطر عليها بعد ان احكم قبضته على معظم الاحياء الواقعة تحت سيطرة المسلحين الذين استسلموا ووفر لهم الجيش العربي السوري حافلات لنقل المئات منهم إلى مناطق آمنة.

 

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية