المرصاد نت - متابعات
مرّت سنة كاملة على تحرير كامل أحياء حلب من الجماعات الإرهابية التكفيرية المدينة الواقعة شمال سوريا والتي دُمّرت بنيتها التحتية بشكلٍ شبه كامل إثر المعارك الطاحنة التي دارت داخل أحيائها بين الجيش العربي السوري والجماعات المسلحة وبكل تأكيد لم تسلم الجوامع والكنائس كما حال الأبنية العمرانية من تلك المعارك.
بعد عامٍ على تطهير الجيش العربي السوري وبدعمٍ من القوات الجوية والفضائية الروسية لأحياء حلب من الإرهابيين عادت كنائسُ المدينة التي تضررت بشكل كبير وتهدمت جدرانها لتدُقّ أجراسها في عيد ميلاد السيد المسيح.
حلب السورية التي كانت منذ خمس سنوات على لائحة أخطر مدن العالم بسبب انعدام الأمن فيها حين انتشرت الفصائل الإرهابية ضمن غالبية أحيائها، قد ضمّت قبل اندلاع الأزمة السورية ثاني أكبر عدد مسيحيين في العالم العربي بعد العاصمة اللبنانية بيروت، حيث كان يقطنُ فيها حوالي مئة وخمسين ألف مسيحي، قد هُجّر ثلثاهم تقريباً خارجها، وكانت هجرتهم على ثلاث مستويات، الأول انتقل إلى محافظات سورية أخرى كدمشق وحمص واللاذقية والثاني هاجر إلى عدد من الدول العربية حيث تُتوقّع عودتهم إلى حلب بعد انتهاء الأزمة السورية في حين طلب القسم الثالث منهم اللجوء إلى عدد من الدول الأوروبية وهو الذي يتوقع أن تكون عودته صعبة بعد اندماجهم بالمجتمعات الأوروبية.
وطال دمار المعارك الغالبية العظمى من كنائس المدينة كما تعرضت بعض قاماتها الدينية للخطف والتعذيب على أيدي الجماعات الإرهابية المتشددة التي انتشرت على نطاق واسع كجبهة النصرة وداعش وغيرهما، حيث صنّفت منظمة أوبن دورز الأمريكية الجمهورية العربية السورية عموماً ومدينة حلب الواقعة شمالها على وجه الخصوص كإحدى أكثر المناطق خطورةً على المسيحيين في دراسة قد أعدّتها عام 2013
كما يبلغ عدد الكنائس في الشهباء ضمن إحصائية غير دقيقة أُجريت قبل الحرب نحو خمسة وعشرين كنيسة، دُمّر ثلثها بشكل شبه كامل، مثل كنيسة مار الياس المارونية وكنيسة الأربعين شهيد للأرمن الأرثوذوكس بالإضافة إلى كنيسة السيدة المارونية في منطقة الحميدية التي تصدّع سقفها ودمّرت أغلب جدرانها.
وفي رصد لجولة على عدد من الكنائس المتضررة منها والسليمة جزئياً خلال يوم ميلاد السيد المسيح إحياءها لهذا العيد في مشهدٍ يعيد البهجة لها بعد ما يقارب خمس سنوات من سيطرة التنظيمات الإسلامية المتشددة على عدد كبير من الأحياء ليسيطر الجيش السوري قبل عام من اليوم على كامل المناطق التي كانت خارج سيطرته ويبدأ بالتوسع نحو الأرياف لتوسيع نطاق الأمان حول مركز المدينة.
الأضرار الكبيرة التي لحقت بمعظم تلك الكنائس ما تزال واضحة، إذ لعب الموقع الجغرافي وتوزع الفصائل المسلحة ضمن أحياء المدينة دوراً كبيراً في ذلك الدمار، كما أنّ الاشتباكات قد تركزت على محاذاة من جدرانها وفي داخلها ضمن بعض المناطق، لتصبح الكنائس الموجودة على خطوط التماس مثل كنيسة الأرمن الأرثوذوكس مدمرة ومحروقة بالكامل.
وقال مصدرٌ من محافظة حلب في تصريح له أنّ: الكنائس و الجوامع المتضررة تحتاج لوقتٍ جيد لترميمها أو إعادة بناءها من جديد، مشيراً إلى أنّ المحافظة تعاونت مع القائمين على خدمة الكنائس من قسيسين حين تمّ تحرير المدينة وأعدوا المخططات والمشاريع والدراسات المطلوبة التي قُدّمت إلى المسؤولين الحكوميين ليتم التصديق عليها وإعطاء تراخيص إعادة البناء المطلوبة، إذ يُتوقّع أن توضع هذه الخطط في حيّز التنفيذ بعد إقرار الموازنة العامة من قبل الحكومة السورية للعام الجديد القادم لتعود بعد ذلك كما كانت قبلةً دينيةً لمسيحيي المدينة.
أجواء احتفالات عيد السيد المسيح لا توحي بأنّ مدينة حلب هي ذاتها التي كانت أخطر مدن العالم على سكانها المسيحيين والمسلمين، أصوات الموسيقى تعلو أغلب شوارع المدينة والناس يتوزعون على الشرفات وينتشرون في الساحات محتفلين، كما زُيّنت شجرة عيد ميلاد كبيرة في شارع العزيزية يلتقط الحلبيين حولها سواءً أكانوا مسلمين أم مسيحيين الصور التذكارية في مشهدٍ يوضح أن محبة أهل المدينة لبعضهم لم تتلاشى كما يُعيدُ الأذهان لأجواء ميلاد السيد المسيح قبل اندلاع الأزمة السورية.
المزيد في هذا القسم:
- مستوطنون صهاينة يطاردون بدو القدس من أجل تهجيرهم المرصاد نت - متابعات يطارد مستوطنو مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس المحتلة البدو الفلسطينيين في المنطقة خلال ما يسمى "عيد الفصح العبري" وذلك استجابة لما ...
- استشهاد فلسطيني بنيران جيش الاحتلال وحملة أعتقالات وأسعه المرصاد نت - متابعات استشهد الشاب الفلسطيني باسل الأعرج (28 عاماً) فجر اليوم الاثنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتل...
- “مملكة مسيلمة” وإمارات النفط والغاز يطلبون الحماية الاميركية.. الموجودة! المرصاد نت - متابعات ها هم العرب العاربة في السعودية وأنحاء الخليج يعودون بكثير من الزهو إلى “الجاهلية” سياسياً وعسكرياً ومالياً، مسلِّمين قيادتهم للولايات ال...
- هدنة تجارية صينية ــ أميركية: مصافحة كيم وترامب تُحيي التفاوض ! المرصاد نت - متابعات استحوذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الأضواء المسلّطة والمحيطة بقمة مجموعة العشرين التي عُقدت في اليابان خلال اليومين الماضيين إن كان ...
- تحذير من تقلب الأسواق.. النفط يبلغ أعلى مستوياته في 7 سنوات بفعل توتر أوكرانيا المرصاد-متابعات جرى تداول النفط، اليوم الخميس، عند أعلى مستوياته في 7 سنوات بنحو 90 دولارا للبرميل، إذ دعمت أزمة أوكرانيا الأسعار رغم إشارات إلى أن مجلس الاحتي...
- في الذكري 51 لحرب قد تتكرّر: 1967 هل كانت نكسة أم هزيمة؟ المرصاد نت - متابعات في مثل هذه الأيام قبل 51 عاماً وقعت حرب دامية أفقدت العرب الأرض والبشر والدور وهُزِم عبد الناصر.. ذلك الزعيم الاستثنائي في تاريخ العرب بع...
- لقاءات أميركية ــ تركية حول منبج وشرق الفرات ! المرصاد نت - متابعات على رغم الهجوم الأميركي غير المسبوق على مسار «أستانا» الذي ترعاه روسيا وإيران وتركيا لم يرشح عبر وسائل الإعلام أية تصريحات تر...
- خمسة قتلى و20 مصابا في تفجير إرهابي شمال بغداد المرصاد نت - متابعات قتل 5 عراقيين وأصيب 20 آخرون اليوم بتفجير إرهابي بسيارة مفخخة استهدف سوقا لبيع الخضار في منطقة الراشدية شمال العاصمة العراقية بغداد. و...
- القضية الفلسطينية بين "ربيع العرب" وخريف القيادة! المرصاد نت - متابعات لعقودٍ مُتتالية، بقيت القضية الوطنية الفلسطينية والصِراع "العربي-الإسرائيلي"، الهمّ الأول والمحور الأساس- المركزي لنَبَض الأمَّة والشارع ...
- المبعوثان الأميركيان يبدآن جولتهما: عودة الحياة إلى الحراك الكويتي المرصاد نت - متابعات بدأ مبعوثا الإدارة الأميركية إلى الخليج، الجنرال المتقاعد أنتوني زيني ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج تيم ليندركينغ جولتهما الجديد...