المرصاد نت - متابعات
التاريخ يحدّثنا أن هناك بعض الأحداث الصادِمة التي تجبر الجميع على الوقوف وتقييم الحالة بشكل شامل والتفكير في السبل السليمة للخروج من الأزمات من هذه الزاوية يجب النظر إلى إعلان الرئيس الأميركي " ترامب" أن القدس عاصمة دولة الاحتلال حيث أن خروج الجماهير العربية والإسلامية دعماً للحراك الشعبي.
الفلسطيني يؤكّد أن هناك فرصة حقيقية لمعالجة آثار حالة الفوضى الخلاّقة والانهيار المُهندَسْ للوعي العربي وخاصة داخل منظومته الفكرية والعقدية التي أعقبت زلازل الربيع العربي والتي أوصلت ببعض العرب أن يعتبر إسرائيل حليفاً له وأن ينظر إلى القضية الفلسطينية كعائق يجب التخلّص منه في سبيل تطوير هذا التحالف لدرجة أن ترامب في استراتيجية الأمن القومي صرّح أن القضية الفلسطينية لم يعد الصراع في الشرق الأوسط سببه القضية الفلسطينية.
حضور قضية القدس واستمرار الحراك الجماهيري الفلسطيني والسعي الدؤوب لتطويرها إلى انتفاضة شعبية مستمرة لن تشكل فقط فرصة حقيقية لصوغ مشروع وطني فلسطيني ينهي حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني التي أحدثها ذهاب منظمة التحرير الفلسطينية صوب عملية التسوية مع الاحتلال بل ستمثل حالة من تحشيد الجماهير المُشتّتة على امتداد العالم العربي والإسلامي ، التي مازالت مؤمنة بأن إسرائيل كيان استعماري استيطاني إحلالي يستهدف كل الأمّة بعيداً عن الحلول التطبيعية معه وبذلك يتم خلق حالة استنهاضية لتيار عربي شعبي مقاوم مناهض وبديل عن الحلف "الصهيو _عربي _أميركي" في المنطقة على المدى المنظور.
إذن الاستراتيجية الفلسطينية في مواجهة قرار ترامب يجب أن تراعي:
أولاً- استمرار المقاومة الجماهيرية الشعبية الفلسطينية من خلال انتهاج استراتيجية الاشتباك المستمر ذو الأمد الطويل في الحراك الفلسطيني من خلال توفير كل مقوّمات استمرار وتصاعد التفاعل الشعبي مع أحداثها والانخراط الواسع في فعالياتها وعدم إعطاء الاحتلال وحلفائه أية فرصة لحرف الأنظار عن قضية القدس وهذا يتطلّب أساليب نضالية إبداعية تتجلّى بها أدوات التظاهر السلمي الفلسطيني بدعم من الحراك الجماهيري على الساحة العربية والإسلامية والدولية.
هذه الاستراتيجية لا تتنكّر لحق الشعب الفلسطيني بالكفاح المسلح ولكن على العمل العسكري في هذه الفترة أن يكون محكوماً لمحدّدات النهج الشعبي للاشتباك بحيث يصبح هدفه تقديم الدعم والحماية للحراك الشعبي كلما تطلّب الأمر ما سيمنح هذا الحراك الوقت الكافي لإنضاج انتفاضة شعبية شاملة على امتداد الوطن من دون وأده بحربٍ غاشمة عسكرياً ضد غزّة تحرف الأنظار عن قضية الحراك الأساسية وهي القدس وبذلك تخلق حالة تستنزف مكتسبات دولة الاحتلال خلال العقد الضائع من الانقسام الفلسطيني والانهيار العربي.
ثانياً- من الضروري استثمار كل معارضة أو مقاطعة لقرار ترامب في هذه اللحظة مهما تكن ضعيفة، أو نابعة من حرص بعض دول العالم وخاصة الأوروبية على الإبقاء على حل الدولتين حيث يمكن الاستفادة من ذلك في عزل كل من ترامب ونتنياهو وحلفائهم دولياً ما سيشكل مانعاً لهم في التمادي في اتخاذ قرارات جديدة من شأنها تصفية ثوابت الحق الفلسطيني من جهة ومن جهة أخرى ستمنح الفلسطينيين والتيار العربي المقاوم هامشاً كبيراً من حرية الحراك وامتداده إلى ساحات جماهيرية جديدة.
ولكن لابد من الحذر من التساوق أو التبني لأية مشاريع عربية أو إسلامية من دول أو منظمات مازالت تراوح في مربع الاعتراف بأحقية "إسرائيل" على 78% من الأرض الفلسطينية وبذلك يعيد التاريخ نفسه ويتم الالتفاف على التضحيات الشعبية الفلسطينية بمؤتمر مدريد جديد ولكن لأهداف أكثر خطورة من نسخة1991م.
وهنا يبرز دور الدول والمنظمات والأطر الرسمية التي مازالت مؤمنة بالحق الفلسطيني الكامل على أرضه من خلال تقديمها للمظلّة السياسية والدبلوماسية لمجابهة تلك المشاريع ناهيك عن دورها في ترتيب وإعادة تشكيل حلف عربي إسلامي دولي للتصدّي لمشروع "ترامب _ نتنياهو" في المنطقة من خلال دعمها المادي والمعنوي للحراك الفلسطيني وتوفير كافة المستلزمات لتطويره لانتفاضة جماهيرية واسعة النطاق ترجع بوصلة العداء العربي باتجاه إسرائيل صاحبة الأطماع الاحتلالية التوسعية في الشرق الأوسط.
ثالثاً:- لضمان نجاح هذه الاستراتيجية لابد من أن نضع أهدافاً موضوعية تمتاز بإمكانية تحقيقها وتحظى ولو بالحد الأدنى من الإجماع الفلسطيني والعربي والدولي من دون التفريط بالحق الفلسطيني لذا من المهم أن يكون الهدف من وراء هذا الحراك الدفاع عن الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي والمسيحي الثابت في القدس والإصرار على إسقاط قرار ترامب وحماية القدس وسكانها من عمليات التهويد والاستيطان هذه المواضيع التي تعتبرها القوانين والأعراف الدولية والدينية محل إجماع وتمثل اعتداءً صارخاً على حق الإنسان الفلسطيني كإنسان وكتاريخ ومع تغوّل اليمين الديني الاستيطاني في المجتمع الصهيوني وفي مفاصل القرار السياسي في دولة الاحتلال الأمر الذي لن يُمكّن ترامب ولا حتى نتنياهو في الضغط عليهم بأن يقدّموا ولو جزءاً بسيطاً من الحق الفلسطيني في القدس لأصحاب خيار التسوية والتطبيع العربي يستر عوراتهم أمام شعوبهم وبذلك يصبح الخيار المحتوم لصفقة القرن الفشل أمام أسوار القدس.
حسن لافي - كاتب فلسطيني مختص بالشأن الإسرائيلي
المزيد في هذا القسم:
- فيروس كورونا: جونسون يعلن رفع معظم القيود المفروضة في بريطانيا ابتداء من 27 يناير المرصاد-متابعات ابتداء من 27 كانون الثاني/يناير سترفع أغلب القيود الصحية المفروضة في بريطانيا لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني&nbs...
- الرقة خالية من داعش والجيش وحلفاؤه يحررون طريق الميادين - دير الزور المرصاد نت - متابعات أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على مدينة الرقة بشكل كامل بعد معارك عنيفة مع مقاتلي التنظيم في وسط المدينة.وأكّد مصدر ميداني أنّ مرك...
- تنازع واشنطن يفتح باب الصراع: وليّان للعهد في قصر سلمان؟ المرصاد نت - متابعات يؤكد ترامب دعمه لمحمد بن سلمان في طريقه إلى العرش بعيداً عن مسؤوليته في جريمة قتل خاشقجي فيما تتجه جهات أميركية تعارض توجهاته بالإضافة إل...
- آسيا تايمز: الوهابية باتت تشكل خطرًا على أمن الدول الآسيوية المرصاد نت - متابعات كتبت الباحثة "Christina Lin" مقالة نشرت على موقع "Asia Times" شددت فيها على أن التحالف بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية بات يشكل خط...
- الرئيس بشارالأسد : لا نعول كثيرا على الحوارت السياسية والارهاب لا يواجه الا من خلال الجيش... المرصاد نت - الاخبار أكد الرئيس بشار الأسد ثقته بأنّ ما يقوم به الجيش وحلفاؤه في الميدان السوري سيكون له الأثر الرئيسي في رسم مستقبل سوريا وشدّد على أنّ ...
- نائب ريس مخابرات المانيا يصل الى صنعاء لتحرير مخطوف الماني. استقبل الرئيس اليمني عبدربه هادي نائب رئيس المخابرات نوردبرت شتير كمبعوثاً خاصاً من قبل الحكومة الألمانية للقيام بعمل التفاوض في تحرير ألماني أ...
- بعد زيارة سرية إلى إسرائيل .. بن زايد يلتقي كاتس! المرصاد نت - متابعات ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس التقى نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد على هامش اجتماعات الجمعية العام...
- مخطط إسرائيلي لتوقيع اتفاق تطبيعي مع دول الخليج! المرصاد نت - متابعات كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية مساء أمس السبت عن طرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس مخططاً وصفته بـ"التاريخي" لإنهاء حالة النزاع مع...
- رئيس الـCIA السابق: 3 دول عربية ستختفي عن الخريطة! المرصاد نت - متابعات أطلق مايكل هايدن مدير المخابرات الأمريكية السابق تصريحات خطيرة ولافتةً لغاية من ناحية حدّتها حيث أكّد على أنّ عدّة دول عربية ستختفي عن...
- «تنازل» أميركي في «الملف الكوري»: فلنَلتَقِ فقط! المرصاد نت - متابعات في تراجعٍ ملحوظ عن مطالب الولايات المتحدة أعلن وزير الخارجية، ريكس تيلرسون أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع كوريا الشمالية حول نزع أسلحت...