المرصاد نت - متابعات
حرر الجيش العربي السوري وحلفاؤه منطقة المطاحن وفكوا الطوق بشكل نهائي عن ادارة المركبات في حرستا بريف العاصمة السورية دمشق.
وافاد مصدر عسكري ان الجيش وحلفاؤه بدأوا اقتحام ادارة المركبات في حرستا بعد تكبيد الجماعات الارهابية خسائر فادحة في الارواح والعتاد مضيفا ان الجيش وحلفاؤه سيطروا على نقاط شرقي مبنى المحافظة . واشار الى ان طلائع الاقتحام في الجيش السوري بدأت الخطوة النهائية باتجاه ادارة المركبات لتحريرها من الارهابيين.
وفي أدلب أعلنت مصادر محلية سورية مساء الأحد أن انفجار كبير هزّ مدينة ادلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة الارهابية وأشارت المصادر الى وقوع أكثر من 25 قتيلا جراء تفجير سيارة مفخخة في إدلب ونشرت صورا ومقطع فيديو لموقع التفجير وبحسب النشطاء فأن التفجير وقع في شارع الثلاثين بالمدينة مستهدفا مقرا لفصيل ما يسمى بـ "أجناد القوقاز" ما أسفر عن اندلاع النيران في المباني المحيطة.
وفي سياق متصل واصلت قوات الجيش العربي السوري تقدمها في ريف ادلب و سيطرت على ناحية سنجار الاستراتيجية والقوات القادمة من المحور الجنوبي باتت على بعد ما يقارب 15 كيلو متر عن مطار أبو الضهور العسكري كما استعاد الجيش السوري أيضا قرية خيارة بريف إدلب الجنوبي" وأشار إلى "حالات فرار جماعية لمسلحي جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها مع اشتداد العمليات العسكرية
وتمكّن الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة من استعادة سيطرته على قرى وبلدات سرجة شرقية أم الهلاهيل، شيخ بركة، حوا، تل عمارة، أم مويلات بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد مواجهات مع جبهة النصرة الارهابية.
وأكد مصدر عسكري سوري أنه تمّت السيطرة على قريتي حوا وتل عمارة ومنطقة رسم سعيد في ريف ادلب الجنوبي الشرقي بعد مواجهات مع جبهة النصرة حيث تحدّث الإعلام الحربي عن إطلاق الجماعات المسلحة نداءات استغاثة لصدّ التقدّم الكبير للجيش والحلفاء في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وسط تراشق لتهم الخيانة بعدّ انكسار دفاعاتهم.
وتابع الجيش العربي السوري وحلفاؤه عملياتهم وسيطروا على قريتي "الشيخ بركة" شمال قرية "رسم العبيد" و"أم مويلات جنوبية" شمال شرق "رسم العبيد" بعد مواجهات مع "جبهة النصرة" والفصائل المرتبطة بها.
لماذا بدأت الجماعات المسلحة في سوريا تتآكل من الداخل بهذه السرعة ؟!
سبع سنوات مضت على الأزمة السورية لم تتمكن فيها الجماعات المسلحة وكل الأوساط المعارضة للدولة السورية من أن تنسج لنفسها قوة موحدة قادرة على الوقوف في وجه الدولة بالرغم من كل الشعارات البراقة التي أوهمت بها الشعب السوري في بداية انطلاقها من المطالبة بالإصلاح والحرية وصولا إلى إسقاط النظام السوري عبر العنف واستخدام السلاح الذي لم تبخل أغلب دول العالم القريبة والبعيدة من مدهم به لتدمير بلادهم وتحطيم بنيتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإضعافها وجعلها دولة فاشلة عاجزة عن القيام بأي دور فعال في منطقة الشرق الأوسط وإرضاخها لقوى عظمة تملي عليها ما تريد من أوامر دون أن يكون لها أي وجهة نظر مستقلة.
ولا أحد ينكر بأن الثورة المزعومة تمكنت من جذب الناس لها في العديد من المناطق السورية ولكنها سرعان ما بدأت باستخدام السلاح وتدمير البنية التحتية للدولة وهنا بدأت شريحة لا بأس بها من الانسحاب والوقوف في وجه هذه الممارسات واستنكارها والتبرء منها ومع ذلك بقيت الجماعات المسلحة في بعض المناطق تملك شريحة مؤيدة لها والسبب هنا يمكن إرجاعه إلى الدعم المالي الغير محدود الذي كان يقدم للمسلحين في تلك الفترة لجذب الناس إليهم وشرائهم عبر المال ولكن هذا الأمر لم يدم طويلا وبدأ ينقلب السحر على الساحر.
السبب في ذلك يعود لكون هذه الجماعات بدأت تطمع بالمال لذلك تعمدت إخفائه عن بعضها البعض وعن الناس وهنا بدأت صوت الناس يرتفع لأنهم بدأوا يعانون من الفقر وشح المواد الغذائية والأدوية فضلا عن الصراعات التي كانت تجري بين المجموعات المسلحة نفسها وتصفية قياداتها بين الفينة والأخرى، هنا خرجت الناس عن صمتها بعد عجزهم عن تحمل المزيد من المعاناة والغلاء والفقر والرعب اليومي وبدأت الناس تحتشد وتتظاهر ضد المجموعات المسلحة مطالبة إياها بالخروج فورا من المناطق التي يعيشيون بها، وجميعنا يذكر ما فعله الناس في دوما في بداية العام 2014 عندما خرج المئات منهم في مظاهرة حاشدة ضد المجموعات الإرهابية المسلحة حطموا خلالها مقر ما يسمى الهيئة الشرعية واستعادوا كميات كبيرة من المواد الغذائية التي سلبها منهم المسلحون، وخرجت مظاهرت أخرى مشابهة لها في كل من الرقة وادلب وحلب.
وتسارعت هذه المسألة بشكل كبير مع نهاية سنة 2016 عندما انتصر الجيش العربي السوري وحلفائه في معركة حلب، هنا بدأ نفوذ المعارضة المسلحة ينحسر بشكل كبير وبدأت الكفة تميل لصالح الدولة خاصة بعد فقدان المجموعات المسلحة أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها، هنا لم يعد بإمكان الناس التي تعيش تحت رحمة المسلحين الصمت عما يجري، خاصة أنهم بداوا يقارنون حياتهم بحياة الأغلبية التي تعيش في كنف الدولة السورية والتي تنعم بالكهرباء والماء وجميع الخدمات الحياتية الأخرى في مقابل ذلك كان الناس في مناطق سيطرة المسلحين يتعرضون إلى قمع الحقوق المدنية تحت شعارات دينية، فضلا عن التجنيد الإجباري والاقتتال بين الجماعات المسلحة، والوضع الاقتصادي الصعب، كل هذا وغيره كانوا أحد أهم أسباب السخط الشعبي.

وتجددت المظاهرات المناوئة للمسلحين مع بداية العام الجديد مسببة إحراجا كبيرا للمسلحين الذين خسروا قاعدتهم الشعبية وتمويلهم الخارجي نظرا لعجزهم أمام تقدم الدولة السورية المتسارع والذي بدأ يقترب من تحرير محافظة إدلب بعد أن وسع سيطرته هناك بتحريره لـ51 بلدةً وقريةً في حماة وإدلب.
وخرج مئات المدنيين من أهالي بلدتي ببيلا وبيت سحم في ريف دمشق الجنوبي في تظاهرة حاشدة لمطالبة المسلحين بمغادرة البلدتين وإتمام اتفاق المصالحة، ورد المسلحين بإطلاق النار على المتظاهرين، ما أدّى إلى إصابة عدد من المشاركين وهتف المتظاهرون ضد الإرهاب والتكفير.
هذه الأمور تصب أولا وأخيرا في صالح الدولة السورية وتقدمها بعد فقدان المسلحين أي بريق أمل لإمكانية استمرارهم خاصة بعد أن لفظتهم الحاضنة الشعبية التي يحتمون بها، حيث وصلت هذه الحاضنة على مايبدو إلى قناعة بأنه لا بديل عن الدولة المدنية التي ترعى حقوق الجميع.
أمر أخر يعزز تقدم الدولة وقوتها أنه في السابق وبسبب التمويل العربي والغربي للجماعات المسلحة كان هناك بحبوحة اقتصادية للمقاتلين وعوائلهم وهو الأمر الذي انعكس ايجاباً على الموطنين، ولكن مع شحّ الدعم الغربي، وحصول سرقات كبرى من قبل قيادات هذه الجماعات عادت الأوضاع الاقتصادي إلى أسوء مما كانت عليه.
الأمر الثالث الذي يعزز مكانة الدولة الانفتاح الغربي على الدولة السوريّة والذي سيعزّز بدوره من خروج الشرائح الشعبية من تحت وطأة المسلحين، وبالتالي اذا صحّ ادعاء الغرب بحرصه على المدنيين لا بدّ من التقارب مع الدولة السورية.
في الختام؛ الدولة السورية مع الغرب أو دونه ستستعيد جميع المناطق التي لا تزال تحت وطأة المسلحين وهذا ما أكده الرئيس بشار الأسد عندما قال: "الحرب على الإرهاب في سوريا لن تنتهي إلا بالقضاء على آخر إرهابي بغض النظر عن المسميات وعندما يحدث ذلك يمكننا الحديث بشكل واقعي عن الانتصار".
المزيد في هذا القسم:
- محاولة اغتيال «الرجل الثاني» فريق حفتر في مهبّ الهزّات المرصاد نت - متابعات في ظل الغموض الذي يحيط بصحة المشير خليفة حفتر تعرض أحد أبرز قيادات «الجيش الوطني الليبي» أمس لمحاولة اغتيال في مدينة بنغازي ث...
- حماس تشن حملة إعتقالات في غزة... على خلفية تحرير حلب المرصاد نت - هاني إبراهيم في تناسق وتناغم كبيرين بين أذرع «الإخوان المسلمون» في دول عربية وإسلامية حفل اليومان الماضيان بحملة كبيرة استهدفت استعاد...
- حرب ترامب التجارية: الأوروبيون موحدون... وبكين تواصل الانفتاح المرصاد نت - متابعات مع بدء الحرب التجارية رسمياً بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، أكدت بكين في اليومين الماضيين التزامها بالانفتاح وحرية التجارة... في ...
- مبادرة عمانية للتهدئة: مؤتمر يجمع العرب وإيران! المرصاد نت - متابعات تواظب مسقط على لعب دور الإطفائي في الجبهات الأربع: حرب اليمن، الأزمة الخليجية، إيران والولايات المتحدة، السعودية وإيران. وفي ملف الأزمة ب...
- بعد ربع قرن.. قراءة في تجربة "أوسلو" وخيار المفاوضات المرصاد نت - متابعات في مثل هذه الأيام في 13 سبتمبر من العام 1993 تداولت وسائل الإعلام مشاهد المصافحة التي وُصفت بـ "التاريخية" بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني...
- 10 سنوات على عدوان تموز ... الحرب المستمرة المرصاد نت - الأخبار ليس أقسى من حرب تموز 2006 إلا الحرب التي اندلعت في اليوم التالي لوقف إطلاق النار صحيح أن الناس ملّوا من الحديث عن المؤامرة ومن نسب كل المو...
- أضراب سجناء رأي سعوديون معتقلون وبن سلمان يفرج عن باكستانيين! المرصاد نت - متابعات بدأَ معتقلو الرأي في مملكة الصمت إضراباً عن الطعام هو الأول من نوعه في سجون النظام السعودي وذلك احتجاجاً على اعتقالهم وسوء المعاملة. ويقب...
- ما بين التواطؤ العربي ولهيب الانتفاضة .. الفلسطينيون يحيون النكبة المرصاد نت - فلسطين يحيي الفلسطينيون اليوم الاحد داخل فلسطين وخارجها الذكرى 68 للنكبة في ظل تخاذل عربي بلغ حد الخيانة والتواطؤ مع الاحتلال الاسرائيلي وهو ا...
- السعودية : تحركات في الداخل والخارج لتأسيس ائتلاف للقوى المدنية المعارضة المرصاد نت - خاص في ما يمثل تحركاً جدياً للمعارضة السعودية بدأءت تحركات في الداخل والخارج لتأسيس أئتلاف للقوى المدنية يضم العديد من الرموز والشخصيات في الخارج...
- طائرات الدرون لم تستهدف القاعدة في بلدان عدة بينها اليمن المرصاد نت - متابعات كشف موقع “أنترسبت” الالكتروني أن 90% ممن قتلوا في غارات الطائرات بدون طيار في بلدان العراق واليمن وباكستان وأفغانستان والصوما...