المرصاد نت
أن يقف الأنسان وخاصة المثقف ضد الحروب فذاك موقف أخلاقي وأنساني نبيل لكن أن تتشوش رؤيته ويفقد بوصلة تحديد الاتجاهات الصحيحة فيخلط بين الحروب العدوانية الظالمة لأخضاع الشعوب وأحتلال أراضيها ومصادرة سيادتها والحروب العادلة في مواجهة العدوان الظالم والدفاع عن الأوطان في مواجهة الغزو والأحتلال فانه يقف في أحسن الافتراضات موقفاً سلبياً ومتخاذلاً وتثبيطياً للهمم الوطنية في الدفاع عن الأرض والعرض والحرية والكرامة..
ففي الدول الامبريالية التي أعتادت على شن الحروب العدوانية ضد شعوب أخرى بهدف أحتلالها ومصادرة سيادتها وأستقلالها ونهب ثرواتها كان موقفاً أخلاقياً وأنسانياً عظيماً ومشرفاً أن يقف مجاميع من مفكريا ومثقفيها وإعلامييها ضد النزعة العدوانية لحكوماتهم وخلدوا أسماءهم في قائمة شرفاء العالم المناضلين من أجل أنسانية خالية من الحروب والنزعات العدوانية تنعم بالسلام والعدل والامان ولم يسجل لنا تأريخ الانسانية أي ذكر أو تخليد لمن ساند الحرب العدوانية الظالمة أو روج لها أبداً.
في بلادنا للأسف الشديد ينبري بعض مثقفينا لدعوات تحت عنوان مضاد للحرب دون أن يشيروا ولو مجرد أشارة الى أن بلدهم وطنهم تعرض ويتعرض لعدوان وحصار وتجويع مدمر وبشع يشنه تحالف عدوان سعودي إماراتي مدعوم من قوى أمبريالية عالمية مخلفاً أسوأ كارثة مأساوية أنسانية يشهدها العالم في تاريخه المعاصر ..
وفي تجاوز فاضح بل لعله متعمد للأولويات والثوابت الوطنية والسياسية فيغلبون مقتضيات خلافاتهم وعدم أنسجامهم مع مكون سياسي معين وهو صراع سياسي داخلي طبيعي نشهد مثيله وأكثر في كل دول العالم على الاولوية الأولى الثابته التي توجب التفافاً ووحدة وطنية شاملة في مواجهة عدوان أجنبي غاز ومحتل يستهدف أجتثاث وتمزيق كياننا الوطني برمته أنه خلط مريع ومريب للأوراق بين ؛الاستراتيجي والتكتيكي الثابت والمتحول الكلي والجزئي الوجودي والزائل الخ..
أن الصراع الداخلي أمر طبيعي لكن الأستعانة بالأجنبي المعتدي المحتل والأستقواء به جريمة لأتغتفر فصراعاتنا الداخلية تتم على مسرح وطن هو حقنا ملكنا جميعا إنما أستدعاء قوات أجنبية والاستقواء بها على شركاء الوطن فلن يؤدي إلا لضياع الوطن وأهله.
نعم أيها المثقفون الحروب بشعة ومدانة أخلاقياً ووطنياً وأنسانياً..
ولكن حروب الدفاع عن الأوطان في مواجهة العدوان والاحتلال وفي سبيل الاستقلال والحرية قدس أقداس الحروب المقدسة لأنها هي وحدها وليس شيئا آخر سواها من يردع ويوقف همجية وجرائم وبشاعة الحروب العدوانية ويصنع السلام في العالم لكل شعوبه!
كتب : عبدالله سلام الحكيمي - سياسي ووزير مفوض يمني
المزيد في هذا القسم:
- مواجهة الجدار المسدود ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت بات واضحاً للجميع بأن المفاوضات في الكويت وصلت الى جدارٍ مسدود وقد كان هذا متوقعاً منذ البداية. لا تسعى الرياض رغم كل التنازلات المقدمة من قبل ا...
- علامة تعجب.. كيف يقود “ابو هادي” قافلة الانتصار في زمن الانهيار ؟! المرصاد نت ما اروع ان يخرج الحي من صلب الميت، وينبجس الماء من عين الصخر، وينبت الخير في بوادي الشر ويطلع الفجر من غياهب الليل، وتنبعث العنقاء من كومة الرماد، ...
- اليمن.. إرادة الشعب تنتصر دوماً "الحلقة الأولى" ! المرصاد نت في 26 مارس 2015 تعرضت اليمن لأكبر عدوان جوي في تأريخها وفي مارس نفسه ولكن قبل 87 سنة كان اليمنيون لأول مرة يشاهدون بذهول أسراباً من سلاح الجو البري...
- اليمن بين جحيم العدوان ورحمة المنظمات ! المرصاد نت إذا ما تأملنا بعمق في الأحداث والوقائع على مدى مايربو عن ثلاثة اعوام من العدوان على اليمن إبتداء ًمن ضرب وتدمير بنيته التحتية والعسكرية والإقتصادية...
- إستنتاجات خاطئة نحو كارثة ! المرصاد نت رغم معرفة الجميع أن أفق إنتهاء الحرب يبدو بعيداً إلا أن الكثيرون من أنصارالله يقعون في خطاء أن أسواء سيناريو يمكن حدوثه هو أن سقوط الساحل الغربي لن ...
- الأسد .. لا حلّ معه ولا حلّ من دونه ! بقلم : نصري الصايغ المرصاد نت منذ خمسة أعوام، تتحكّم لاءان بالأزمة السورية: «لا حل مع الأسد»، و «لا حل من دون الأسد». وبين اللاءين تتضاءل سوريا وتكاد ...
- التفخيخ المزدوج ! بقلم : صارم الدين مفضل المرصاد نت كانت عناصر ما تسمى القاعدة وداعش تستخدم حزام ناسف او مفخخة واحدة لتنفيذ عملية انتحارية ضد هدف معين كما في السابق الا انها بعد ارتفاع حالة الوعي لدى...
- ماذا بعد فشل مفاوضات الكويت ؟!. بقلم : زيد البعوه المرصاد نت فشلت طاولة الكويت في الخروج بحل سياسي سلمي لوقف العدوان على اليمن والسؤال هنا ماذا بعد؟ هل على الشعب اليمني التحظير من الان لمهرجان الانتصار الذي ب...
- ولى زمن الحروب العالمية ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت توقفت كافة الحروب العسكرية في أوروبا وأمريكا ودوّل آسيا المتحضرة منذ الحرب العالمية الثانية لدرجة انه لم تقم الحرب حتى بين أمريكا والإتحاد السوفيتي...
- اليمن أولاً كتب عبدالحكيم أحمد الساده الميليشيات الحوثية العنصرية الإرهابية تدعي "صناعة"صواريخ ومسيرات !!! بالوقت الذي تفشل فشلاً ذريعاً في الدفاع عن اجواء صنعاء ؟ طيب اين المضادات الجوية التي است...