قلّك شيوعي

abdurahmanabedليلةٌ يسمعُ فيها دوي تبادل إطلاق النار من شرق العاصمة إلى غربها تتخللها النشرات الاخبارية من القنوات اليمنية الكثيرة الحكومية والخاصة .. أتسائل لوحدي أين الجنرال العجوز علي محسن الاحمر - مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن ؟ 
لماذا لا يُلقي بيان تأييد لمحاربة الجيش وانتصاراته على القاعدة ؟ رغم علمي التام بأنه ضمن التنظيم الاستخباراتي الذي صنعته امريكا بعلم قيادات القاعدة وجهل وتصديق افراده البسطاء الراغبين في نيل الجنة ؟ 
اشاهد في احدى القنوات صالح يجتمع بوفد من آل شبوان .. أحدث نفسي : ما شأنه للالتقاء بهم ولماذا كلما كانت الأحداث في مكان يلتقي بمجاميع من ذات المنطقة ؟ 
الأحداث في عمران يلتقي بأهل عمران .. الأحداث في كتاف يلتقي بأهل كتاف .. الأحداث مع التكفيريين في دماج ياتقي بناس منهم !!!
آل شبوان ؟؟ تذكرت حديث صالح في مقابلته الأخيرة مع الحره .. نعم .. لقد قال صالح ان إحدى الضربات ضد مؤتمري من آل شبوان .
نصف القاعدة والإخوان كانوا في حزب المؤتمر .. جندوهم ابتداءً من حرب صيف 1994م . لا .. بل من قبل ذلك بكثير من حرب المناطق الوسطى عقب اغتيال الرئيس الغشمي بين الشطرين خلال بداية حكم صالح , وراجت نظرية أنه لا يقضي على الفكر الماركسي إلا الفكر الإسلامي الذي اتضح فيما بعد أنه ليس الفكر الإسلامي بل فكر القاعدة .
نفس تلك النظرية تم ترديدها خلال أيام الحروب الست على أبناء محافظة صعدة . قالوا خلالها : لا يمكن القضاء على فكر الحوثي "المتطرف" إلا بالفكر "المعتدل" نتيجة المقاومة الشرسة التي لاقوها خلال الحروب , واتضح ان الفكر المعتدل هو نفسه فكر القاعدة .
كل فترة وأعود لمشاهدة اللقاء الغريب الذي تحدث فيه الرئيس السابق مع المذيع الشهير من أيام عمله في الجزيرة أكرم خزام - موسكووووو والذي يعمل الآن مع قناة الحرة ولا أدري لماذا انضم لها رغم ما يُعرف عنه من صداقة شخصية تربطه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين , وضحكت وانا اشاهد جواب صالح أنه كان شيوعي في رده على سؤال اكرم خزام ههههه من أين جائت لخزام تلك المعلومة حتى يسأله بذلك القدر من الثقة ؟ لا بد أن صالح حدثه بنفسه فهو يعرف علاقته ببوتين وصالح يريد التقرب من كافة المحاور واكتشف خطأه حين امسك بالجانب الامريكي فقط .
لماذا اهتز صالح من سؤال خزام أنه شيوعي قبل أن يربط جأشه ويواصل ليؤكد الكلام .. اعتقد انه واصل كلامه لانه سبق ان قالها لخزام بمفردهم في جلسةٍ جمعتهما قبل اللقاء , واهتز في البداية بسبب التكفيريين الذي تربطه بهم بعض العلاقات وهم يكفرون الشيوعيين , لكن خزام اعلامي سيستاء إذا تناقض مع ما سبق أن قاله أما "الخرفان" فهو لا يزال بنظرهم ولي أمرهم وعليهم السمع والطاعة . اتخيل أنصار صالح الذين سخروا كثيراً من فؤاد دحابة وهو يرفع صورة جيفارا فكيف سيستقبلون خبر صالح أنه شيوعي دفعةً واحده .
صحيح .. من أين جاء صالح بكل هذه الرباطة والثقة المفرطة بنفسه التي لم يعد يملكها اليوم لقد فقدها تماماً منذ ظهر أول مرة يابس الشفاة في ملعب الثورة الرياضي خلال ثورة التغيير , ثم ظهر مكسوراً مهزوماً يقول أنه يحمل غصن السلام بعد عودته من العلاج في السعودية وعليه آثار الحروق بصوت ضعيف واتذكر قلت لنفسي يومها : غصن السلام لم يكن لنا بل لعلي محسن والزنداني وحميد وصادق الاحمر الذين ضربوك بالصاروخ -ولم نكن نعلم حينها انها قذيفة - أما احنا فلسنا بنظره لسنا سوى شعب عرطه .
لقد تشافى صالح من آثار تفجير دار الرئاسة والحروق , واجرى لقاءات عديده لكنه كان فيها جميعاً مكسوراً يتحدث بعقلانية كان يفتقر اليها كثيراً سابقاً , فمن يملك القوة والسلطة والمال لا يحتاج أصلاً للمنطق وإثبات الحجة والإقناع , لكنه اضطر إلى اللجوء للمنطق بعد خروجه من الرئاسة . وها هو يعود الى اسلوبه الاستعلائي السابق وكأنه عاد للرئاسة .. ونحن نعلم انه لم يعد للرئاسة .. لكن ربما عادت له أدواته التي كانت في يده خلال فترة حكمه نفسها .
تقفز إلى رأسي عشرات التساؤلات والأفكار التي كانت بسيطه للغاية وتزداد تعقيداً وترابطاً .. صورٌ عديدة تمر بالتتالي , وأعود لمشاهدة مقابلته مع قناة الحرة وادون الملاحظات , ثم أتذكر صورة صغير عزيز وعلي محسن الأحمر وصادق الأحمر في بيت الشيخ الشائف .. كيف اجتمعوا ؟ صالح يتحكم بنصف الحاضرين وعلي محسن يتحكم في النصف الآخر ؟
تمر في مخيلتي صور صالح أثناء خطاباته خلال الحروب الست وملامحه في المقابلة التلفزيونية الأخيرة وصورته خلال ثورة التغيير .. صالح اهتز تماماً حين شعر أنه فقد الجنرال علي محسن , وحين فقد جهال الشيخ , وحين ظهر الزنداني على منصة ساحة التغيير ليتحدث عن براءة الاختراع . فقد كان يعتقد أنه ليس قوياً إلا بهم .. فهل عادت المياه إلى متارسها ؟
لقد سرح خيالي ولا أريد الانشغال اكثر .. لكني عبارته التي تحدث فيها أنه كان شيوعي ما زالت تتردد في رأسي وتدعوني للابتسام مجدداً .

نقلاً عن صحيفة الديار

المزيد في هذا القسم:

  • دولة عالة على الشعب ! المرصاد نت من بين كافة الشعوب تجد شعبنا اليمني الوحيد الذي يحمل هم الدولة المادي والمعنوي، فهو الشعب المحامي للدولة والباذل لها دمه في جبهات القتال وداخل البي... كتبــوا
  • حروب العملة ... ( الأولى ) كتب: عبدالجبار الحاج في سلوك يمثل تماما في مضمونه ونتائجه نهج ادارة التوحش الذي قراناه عن الوهابية منذ الدرعية وحتى اليوم .. مثلها في السلب تلك ا... كتبــوا
  • جيفة عفاش! المرصاد كتب: مصباح الهمداني تخيلوا أن الذي دمر بيوتنا، وقتل أطفالنا، وحاصرنا، ودمر اقتصادنا، ونقل بنكنا، ومنع رواتبنا، ونهب ثرواتنا، ولم تسلم منه أسره يمن... كتبــوا
  • الخائن الاكبر كتب احمد درويش هذا هو بالضبط. قلناها آلاف المرات ان اليمن تم تسليم مفتاحها وفقاً لأوامر عُليا ولكن أعلى حتى من وزير الدفاع الخائن واعلى من عبدربه هادي الخائن الذي قدم استقالته... كتبــوا