(أنا قوي) عبارة مدوية أطلقها الرجل على نفسه وتمنيت أن يكون التلفاز مفتوحاً في منزله!! الأستاذ العزيز محمد سالم باسندوة مطبوع على الرقة وبين جوانحه إنسان حقيقي أخرجته القبيلة من مخبئه فغادر ولم يعد.
الحكومة في موقف حرج.. سجلها فاضح وفشلها واضح والدفاع عنها مخزٍ.. ولن نجد في مختلف ثورات الأرض ذريعة تدعوها للاستمرار.. ولو كان لرئيسها حظ من نباهة أو حلم ما تردد عن إعلان استقالته الفورية مؤذناً بدخول التاريخ من بوابة التعفف واحترام الذات بدلاً عن الخوازيق المشبوهة.
الحكومة تتخور الجمع بين البقاء وفرض الجرعة؟ وأروقتها الخفية (مصادر توجيه سياساتها الخرقاء) تبحث عن مخرج لاستدامة الحكم عن طريق العجز وإدارة البلاد عبر الأدوات الطيعة.
وفي الأوقات الحرجة لا مفر من الخديعة ولا مناص من استخدام الأذرع المزروعة في الحديقة الرئاسية.
الرئيس هادي يخوض حرباً جادة ضد الإرهاب مسنوداً بتأييد شعبي غير معهود ومحاولات استدراجه إلى مستنقعات الصراع الثانوي باءت بالفشل.
هو إذاً العقبة الكؤود أمام إجراءات التعويض بـ (اليمن) عن خسائر الجماعة في مصر..
تدخل الأذرع المزروعة – في حديقته – على خط الاستهداف المباشر ويأتي الخطاب الرئاسي (الفرائحي) بالعيد الوطني 22مايو على صورة شيك مفتوح في متناول الحكومة لاستخدامه في الوقيعة بين الرئيس وجماهير الشعب.
لو أن عبارة (سنتخذ من الإجراءات ما يحول دون حدوث أي تدهور اقتصادي وأي تراجع لسعر عملتنا الوطنية حتى وإن كان بعضها تبدو قاسية أو صعبة) أقول لو أنها سبقت الحديث عن الإجراءات الخاصة بنظام البصمة وإنهاء الازدواج الوظيفي والتهرب الضريبي إلخ..) لأعطت المعنى الذي يعزز علاقة الشعب برئيس الجمهورية، أما وسياقها في النص يرد لاحقاً لتشمل المعنى الآخر باقتراب موعد الجرعة ووقوف الرئيس خلف قرارها فليس على الحكومة غير تلقف الوقيعة والتمترس خلف جدارها العازل، فيما أدوات حاشد في المؤتمر والإخوان وهما يتباريان بالتسويق لانتهازيتهما بمعارضة الجرعة والبراء منها.
لا أحد ينكر وجود ظرف اقتصادي دقيق ومواجهته تستدعي قدراً من الشجاعة، لكن.. كيف يتحمل الشعب نتائج الفشل الحكومي بواسطة الحكومة نفسها؟ وكيف لعاقل على هذه الأرض أن يصدق بإمكانية الخروج من المأزق الاقتصادي عن طريق أدوات الصراع التي اختبر الناس عجزها عن تحقيق منجز آخر غير حب البقاء على رقاب الشعب؟
الزعيم أنجز (الإخوان والقبيلة) وبدورهما أنجزا محنة استهلاك العنفوان الشعبي الثائر في وحل المطامع والأهواء. فما الذي سينجزه الرئيس إذا لم يبدأ بعزل الحكومة ويشق طريقه إلى الأمام بالاعتماد على مخزون شعبه من الكفاءات، والخبرات وبعيداُ عن الوصاية الحزبية والإملاء القبلي والارتهان الخارجي.
فخامة الرئيس: اليمن على مفترق طرق ومخرجات الحوار لا تقاتل نيابة عن البشر! هذا قدرك ولا ريب، لكنه حياتنا.. إحساسنا بالأمان، أيدينا المرتعشة فوق فلذات أكبادنا، آمالنا الخائبة بساحات التغيير ، صراعنا البائس مع "الزعيم" و"المستشار" حاجتنا الماسة إلى المساواة وسيادة القانون، شعورنا بالصغار في مطارات العالم.. عجزنا عن تفسير الكثير من مجريات الواقع.
كل هذه الارتباطات تتكور في أعيننا على صورة رهان تتوقف بوصلته على اختياراتك.
حرب على القاعدة في شبوة ومراكزها الإيحائية في صنعاء كيف..؟ دعوات إلى اليمن الجديد وقلعة حُمِيد على حالها كيف..؟ حديث عن دور دولي لمواجهة الإعاقة و"الفرقة الأولى" جاثمة على صدر العاصمة كيف..؟ تمجيد لمخرجات الحوار وسلاح الحوثي ينتشر كالكوليرا كيف..؟ تحديات حقيقية هائلة تواجه اليمن في ظل بقاء حكومة باسندوة كيف..؟ تهديد بملاحقة مخربي أبراج الكهرباء وسميع تاجر مولدات كيف..؟ عجز في الموازنة وصخر الوجيه موعود بالاستمرار كيف..؟
أخي الرئيس.. لم نفقد الأمل بك فلا تخذل شعبك.. اتخذ القرار واستمع لرأي الشعب ولا تخش إلا الله.
المزيد في هذا القسم:
- ايها الاغبياء ما حدث شيء كبير ولايمكن تغطيته أبدا ! بقلم : محمد المقالح المرصاد نت اكبر جريمة يرتكبها المتحاورون في الكويت في حق الاف الضحايا اليمنيين هي الانخراط في مفاوضات تصور المشكلة في اليمن باعتبارها خلاف داخلي والتجاهل ا...
- صراع الكيبل المرصاد كتب: فكري قاسم كيف لما يكون الواحد مننا في الأساس مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وفجأة يلاقي نفسه محشور بين جماعات دينية مختلفة كلها...
- أول رســــالة من غــــاندي بعد 66 عاماً من مــــوته سيداتي آنساتي الدول الـ77 والصين، المحترماتتحية طيبة وبعد،تعلمن حجم ما تعرضت له في حياتي من إنتهاكات وإعتداءات وإساءات وحملات تشويه سمعة، وتعلمن أنني تحملت كل ذ...
- وغباء العدو نعمة ! بقلم : علي شرف المحطوري لم تدرك السعودية أنه لا شيء خدم ثورة 21 سبتمبر 2014 وقدم لها كافة التسهيلات لأن تصل إلى عقر الطاغية المجرم علي محسن وتطيح بهمثل غباء هذا الأخير وحزبه الإخ...
- ثورة المستضعفين .. تنتصر في اليمن مع احترامي .. لا هي ربيع عربي و لا خريف عبري او شتاء تغيير سلمي و لا هم يحزنون .. انها شيئ آخر من نوع مختلف يرتبط بالارادة السماوية اكثر من ارتباطه بالادارة ا...
- أبين .. حروب متتالية وتدمير في البنية التحتية المرصاد كتب / خالد عباد منذ العام 2011م شهدت محافظة أبين جنوبي اليمن حروباً متتالية أكلت الأخضر واليابس على هذه المحافظة المحرومة والتي تعتبر م...
- كيف تحيد الأقلام والنخب الوطنية ؟ بقلم : زكي حاشد المرصاد نت هناك الكثير من النخب والأقلام الوطنية في انحاء الجمهورية اليمنية تم تحييدها تماماً وأثرت الصمت في ظل غياب الرؤية لمشوع وخطاب اعلامي وطني جامع &hell...
- يا إلهي .. من سرَقَ “كالسونَ” الجنرال “المخلوع”؟! لم يُقدِّم (( تجمع الإصلاح )) حتى اللحظة توضيحات تتضمن النفي أو التأكيد بخصوص أوكار الموت و المفخخات التي تتكشف عنها تباعاً بنيته التحتية الرسمية السياس...
- الاحتلال المتعدد الجنسيات يذبح عدن وأخواتها ! بقلم : علي ظافر المرصاد نت يبدو أن هناك صراع نفوذ ومصالح محموم في جنوب البلاد بين 'الإمارات 'المستقوية بأمريكا من جهة و'الأخوان المسلمين' المدعومين من السعودية بكل أصنافهم...
- ذكـــرى الاستـقلال بين زمــنين ومشروعــين! المرصاد نت (1) كما كانت ستينات القرن الماضي زاخرة بيوميات النضال الوطني والقومي، فقد كانت حاسمة بالنسبة لمستقبل اليمن شماله وجنوبه، حيث توجت ثورتي سبتمبر وأك...