كان ولا يزال إعلامنا فاقدا لشروط ومقومات النزاهة الرسالية فضلا عن افتقاره لأبسط مبادئ المهنية .. إنه باختصار شديد (إعلام فاسد) ؛ على أن فساده فرع للفساد السياسي ومخرج من مخرجاته القمئة وليس فسادا أصيلا بذاته ؛ فالاعلامي الذي تحول قفازا للسياسي وللحزب وللجماعة لم يكن بوسعه أن يكون سلطة رابعة بل عربة تابعة يجرها الحصان الخاسر .. ولم يكن بمقدوره أن يتحرر من ربقة القوى الهالكة فقد بات مصيره مرهون لمصيرها فضلا عن أن ما سيحيق بتلك القوى قد يبقي الزعماء على قيد الحياة ينعمون بما لذ وطاب من المال الحرام الذي تنقصه نزعة التسلط لكن الإعلامي سيجد نفسه الضحية الذي لم ولن يرحمه من في الأرض فلا تبقى له سوى رحمة السماء ، حتى الرعوي البسيط (المواطن لاحقا) سيتشفى بالإعلامي الذي انطبعت في ذاكرته ملامحه وهرجه ومرجه ، وسيترحم على السياسي لو خسر الرهان .
الشيء الوحيد الذي بوسع الاعلامي أن يكونه في ظل هذه المعمعة الشائكة هو أن لا يكون ملكيا أكثر من الملك .
أعرف الكثير ممن يتبرع بشطحات إعلامية لم تخطر في بال السياسي نفسه لجهة مبالغتها في التعبير عن إرادة وقناعات ورغبات وتهكمات ذلك السياسي بالرغم من أن الاعلامي كثيرا ما تتاح له فرصة ترشيد خطاب السياسي ولا يفعل ذلك بقدر ما يمعن في الإفراط والتفريط ويدفع في الأخير الثمن ويلا وثبورا ، وفي أحسن حال ( يخرج من المولد بلا حمص ) -كما يقول المثل-.
الإعلامي فوق كل ماذكر ومالم يذكر بدل أن يفلسف الحياة بذكاء تستهويه لعبة السفسطة دفاعا عن السوط والجلاد ؛ ينقلب بين عشية وضحاها إلى محام يطلب الحصانة للسياسي ويروج لها على أنها تعويذة لولاها لهلك الحرث والنسل وينسى تحصين نفسه من المحصن والمحصن له .
لن يكون الإعلام نزيها مادام في إبط السياسي ولن يكون الإعلام حرا مادام منتصرا لإرادة السياسي غافلا عن الانتصار لرسالته هو ، ولن يكون الإعلام محترما بعودة قناة (اليمن اليوم) بل بعودة (اليمن) إلى (قناتها) اليوم وليس غداً وليس كما الأمس أيضاً ...!
لكزة
المعطى الواقعي الراهن في اليمن لايزال يثبت بالقطع أن حاجتنا لوزارة الإعلام ماثلة ، فليكن نصف دورها لخدمة الاعلامي والمجتمع والنصف الآخر لمصلحة المتناصفين غير المجتمعين ... !!!
المزيد في هذا القسم:
- شراء الثقة المفقودة ! بقلم : محمد كوحلال المرصاد نت الهدف الخفي للزيارة : زيارة ابن سلمان إلى بلاد الأمريكان مجرد تقديم البيعة و الطاعة و الحصول على كرسي الأفضلية في واشنطن نكاية بغريمه السياسي ال...
- هل يفعلها اليمنيون ؟!! المرصاد نت هل يفعلها اليمنيون ؟!! بقلم / حسين زيد بن يحيى من منصة السبعين / صنعاء 27 ابريل 1994 اعلن عفاش الحرب على شريك الوحدة ا...
- سلطة حاكمة أم عصابة متحكمة تبتز اليمنيين! ما فعله الرئيس المؤقت _ الذي صار رئيس أمر واقع بعد انتهاء مدة رئاسته الانتقالية في فبراير الفائت_ وشركاؤه في السلطة الانتقالية، هو النقيض تماما لما كان مطلوبا...
- واقعة .. أم وقعة! كتبه خالد الرويشان واقعة مخيفة لا سابقة لها في التاريخ! أوروبا مع وحدة اليمن ومجلس القيادة الرئاسي يتحفظ! قبل أيام ، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً وجاء فيه بالنص "يؤكد الاتحاد مج...
- مجزرة الحديدة .. ماذا بعد؟! المرصاد نت يغرق العدوان في صلفه وإجرامه ويستمرئ في وحشيته وإرهابه يقتل بشراهة ويفتك بتلذذ متكئا على العصا الأمريكية والتواطؤ الأممي والدولي القذر الذي يمثل ال...
- تضامنوا معي ما دمت حياً بينكم أصبح حرفة يقتات عليها المئات إن لم يكن الآلاف, للقتل في اليمن قصة أخرى, قصة لا تخطر على بال أحد من الذين يعيشون خارج حدودها.القتل في اليمن مهنة شريفة, تجعل ...
- عقول مقيّدة بالعصبية ! المرصاد نت عقولنا مقيدة بعصبياتنا، عقول تفتقد حرية التفكير، تفكر في حدود لا تتجاوز الإرث والدين والأعراف. تربيتنا من الصغر تحث على العيب والحرام والحلال من خل...
- سلاح أنصار الله بين الذاتي والموضوعي ! بقلم : أ. عبدالملك العجري المرصاد نت كان الكسندر ونت الخبير في العلاقات الدولية يعتقد أن العداوة والخصومة علاقة اجتماعية وليست مادية ويضرب لذلك مثلا بالمسدس في يد صديق ليس له نفس المدل...
- ثورة استراتيجية صحيح ان ما يجري في اليمن ثورة شعبية نقية صافية ضد نظام اهلك الحرث والنسل والانسان على مدى اكثر من ثلاثة عقود لكن الاحداث التي جرت قبلها وستجري بعدها هي احداث عم...
- في رثاء الرئيس الذي سيبقى حياً المرصاد نت نعم كان وقع الخبر موجع علينا جميعا وبمثابة الصدمة والفاجعة ُذٌرفت الدموع واحترت الصدور وشعرنا جميعا بالغصة والألم لأننا فقدنا رئيس مؤمن مجاهد لا يو...