المرصاد نت
عندما يبحَثُ الإنسانُ اليمني عن أسباب الصراع المستمرّ منذ عام 2011 إلى اليوم يجدُ أن أحد أهَـمّ هذه الأسباب هي ثورة الحادي عشر من فبراير، ولكن لو نأتي لنتساءلَ عما قبل 2011: هل كان الشعبُ اليمني ينعَمُ بالحرية والاستقلال والخير والرخاء والتنمية والنهضة الاقتصادية؟
لا شك أن إجابة الكثير سوف تكون إنما قبل ثورة فبراير أفضل من اليوم بألف مرة.
لا ليس الأمر ذلك فلولا ثورة فبراير لكان اليمن مستعمراً بدون أن يحرّك الناسُ أي ساكن وبدون أن يستطيعوا أن يعملوا أي شيء، ومن الأساس كان اليمن تحت الوصاية الأجنبية من قبل أمريكا ومن قبل دول الخليج، وفي مقدمتها السعوديّة والإمارات، وكان الشعب اليمني ولا يزال يعاني من الفقر والبطالة.
ما قبل ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 كان اليمنَ يعاني من حروب داخلية، منها ستُّ حروب ظالمة شنها النظام السابق على محافظة صعدةَ وصراعات سياسيّة وأمنية، وكان تنظيم القاعدة يبني نفسَه في مختلف المحافظات ويفتك باليمنيين في الجنوب والشمال.
كان هناك استقرارٌ لبعض المكونات والأحزاب على حساب مظلومية الآخرين.
وبعيداً عما قبل 11، دعونا نتحدَّثْ عما بعدُ، فمنذ اندلاع ثورة فبراير الشعبية تحوّل اليمنُ إلى بؤرة ومستنقعٍ للصراع المتعدد سياسيّاً وأمنياً وعسكريّاً.
لم يكن هناك مانعٌ ولا مشكلةٌ لدى أمريكا والسعوديّة وبريطانيا والإمارات من بقاء ثورة الحادي عشر من فبراير تحت الوصاية الخارجية؛ بحُجّة الالتزام بما يسمّى المبادرة الخليجية التي كانت بمثابة صكِّ وصاية خارجية على اليمن وبقاء الحكم في يد الإخوان المسلمين المتمثلين في حزب الإصلاح الذي عمل لمصلحة الخارج أكثر من مصلحة اليمن وجعل السفارة الأمريكية هي الآمِــر والناهيَ في شؤون اليمن واليمنيين حتى 2014.
ولولا ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر لَما كان لثورة الحادي عشر من فبراير أيُّ معنى سوى الهروب من الظلم والطغيان إلى الاستعمار الحقيقي، بل إن ثورة فبراير كانت فرصةً حقيقيةً لأمريكا والسعوديّة والدول التي تسعى إلى جعل اليمن مستعمرةً لها ولأطماعها.
وعلى الرغم من حجم المعاناة التي يعاني منها الشعبُ اليمني منذ ما بعد ثورة الحادي عشر من فبراير إلى اليوم إلّا أننا ننعمُ بشيء من الحرية والاستقلال ونحسُّ بشكل حقيقي أننا أحرارٌ وأننا نحكُمُ أنفسَنا بأنفسنا.
ومن الواضح جداً أن أهَـمَّ أهداف العدوان الأمريكي السعوديّ هو القضاء على أهداف الثورة وإعَادَة اليمن إلى مربع الوصاية، ولكن الصمود اليمني في مواجهة العدوان أفشل كُلّ أهداف العدوان.
وحتى لا يصلَ العدوانُ إلى أهدافه علينا كشعب يمني أن نستمرَّ في ثورتنا وفي جهادنا حتى نكملَ ما بدأناه وكما قيل الحفاظ على الثوة وحمايتها واستمرارها وتحقيق أهدافها أهَـمُّ من الثورة نفسها.
ومن أهَـمّ أهداف ثورتنا هي الحريةُ والاستقلالُ، سواء ثورة فبراير أَو ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر وحتى تتحقّق هذه الأهداف علينا أن نواصلَ مشوارنا الثوري في مواجهة العدوان حتى نحقّق لأنفسنا ولبلدنا الحريةَ والاستقلال، وهذا ليس مستحيلاً وقد قطعنا شوطاً كبيراً ولم يبقَ إلّا القليلُ حتى نصل إلى النصر المبين إنْ شاء الله.
كتب : أ . زيد البعوة
المزيد في هذا القسم:
- لغز القائمة السوداء ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت الادراج التي اتخذته الامم المتحدة بوضع دول التحالف العسكري التي تقوده السعودية في القائمة السوداء وضم جماعتي عفاش وانصار الله ضمن هذه القائمة وا...
- شَرَكُ التفاوض وفخُ الاستنزاف ! بقلم : د. جمال محمد الشهاري المرصاد نت يدرك المتابع بعد فترة طويلة مرهقة من المفاوضات في الكويت أن ابسط بديهياتها هو أنه لا جدوى منها، ولا أفق لها، خصوصا وأنها تدار من قبل إدارة العدو...
- إما الوصاية وإما التقسيم ! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت هذا هو لسان حال قوى العدوان السعوأمريكي بعد ان فشلت في تنفيذ المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يريدون فرضه على الشعب اليمني مخطط تقسيم اليمن إلى أقا...
- ما وراء إعلان أمريكا وقف العدوان على اليمن ؟ بقلم : زيد أحمد الغرسي المرصاد نت تثار كثير من الأسئلة حول اهتمام وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وحضوره إلى مسقط ودخوله في المفاوضات بشكل مباشر بعد إن كان الأمريكيون يديرونها من و...
- أمنية .. نتمنى أن تتحقق! المرصاد نت لماذا صار العرب متخلفين وانطوائيين على أنفسهم بل ولماذا هم عدوانيون ضد بعضهم ومنتكسون أمام اعدائهم؟ هذه أسئلة ينبغي الإجابة عليها بشكل صريح وواضح خ...
- داعش السعودية… تساؤل وإجابه ! بقلم : رضوان سبيع المرصاد نت دائماً ما نجد التنظيم التكفيري ” داعش ” في كل مكان وفي كل دولة وصل إجرامه إليها على إمتداد الكرة الأرضية عادة ما يحقق هدفه وتنجح الغالب...
- الغضب يعم الشارع اليمني بسبب محاولة جر اليمن إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني! المرصاد نت لم تكن الصوره بريئه أبدآ في وضع وزير الخارجيه التابع للمدعو عبدربه منصور هادي القابع في فنادق الرياض منذ أربع سنوات متوسطآ مايك بومبيو وزير خارجيه ...
- ايقاف الحرب ضرورة وطنية ! المرصاد نت لن تتوقف هذه الحرب القذرة اللعينة المربحة لكل أطراف الحرب محلياً وأقليمياً ودولياً لأنها تحقق لهم ثراء فاحش .. حرب عبثية تجارية لصوصية صراع بالفقرا...
- الغام الخارطة الاممية ' تحليل لكواليس المفاوضات ' ! بقلم : حُميد منصور المرصاد نت في الذكرى الاولى لاحتلال المحافظات الجنوبية يواصل العدوان جرائمه و استهدافه لليمن ارضا وانسان .. قد يعتقد البعض ان الحرب على وفي اليمن هي من اجل...
- نظام بني سعود ستلاحقة لعنة الاجيال القادمة ! بقلم : علي عبده فاضل المرصاد نت ظل نظام بني سعود يسرح ويمرح يفرض فكرة ويهيمن متجبراً في تنفيذ وتوسيع أجندته المذهبية والعقائدية المزيفة ويستخدم ويستغل كل وسائله وأدواته المتاحة لت...