المرصاد نت
على هامش اجتماعات استوكهولم الماضية وفي معرض أحاديثه المسجلة ذكر الناطق الرسمي للحوثيين بن فليته بان ما يحدث في اليمن هو مُجرد صراع داخلي وليس حرب أو عدوان ضد اليمن من قِبل الخارج الذي ليس لليمن مشاكل معه. هذا هو منطق قيادات الحوّثة الحقيقي وهذا ما يعرفونه جيداً ومايؤمنون به. وهذا يعني أن كل ما ذكروه في الماضي عن العدوان وعن السعودية وأمريكا وما أدراك ما أمريكا لم يكن كله إلا تأجيجاً وتمثيلاً وكذباً وبهتاناً. وهذا المنطق أيضاً ينسحب على عبده منصور هادي وهو نفس المنطق الذي ينسحب لمن قبله عفاش ولو ضمنياً، وأيضاً هو منطق المجلس الإنتقالي وأمثال كل هؤلاء الثِلل من الطفيليات الذين ينتفخون كالقمل التي توشك أن تنفجر من كُثرة مابتلعوه من دماء الأبرياء.
الحوثي الذي لم يُمثل صعدة قط أو يدافع عنها كما رُوِجَ له في الماضي خلال ستة حروب وما بعدها بل أنه كان خلالها يزداد تورماً بالمال والسلاح والقوة، على حساب دماء الأبرياء من أهلنا في صعدة وغيرها، هذا الدعم الذي كان يمنحه إياها نظام صالح والسعودية معاً إستعداداً لتصَدُر المرحلة العبثية الراهنة وما بعدها، ومايزال هو المِعْول المتصدر وإلى حين، لإكمال تدمير صعدة وتدمير نسيجها الإجتماعي والديني وحتى المذهبي والطائفي إضافةً الى إبادة أبنائها، بل وأيضاً لتدمير مناطق نجران وجيزان وعسير اليمنية وقتل أبنائها ونزوح أهلها لاسيما الذين ينتمون للمذهب الإسماعيلي وتهجيرهم وتغيير مناطقهم ديمغرافياً وإحلال غيرهم من مناطق أخرى خدمة للنظام السعودي.
الحوثي كان الطُعْم لجميع المكونات اليمنية بما فيهم عفاش نفسه الذي لم يتوقع موت الملك عبدالله وتغيير الثلة السعودية الحاكمة بكاملها التي كان يخدمها بإخلاص ليحل محلهم من لا يطيق بقائه. كان يعتقد بأن الحوثيين مجرد كرت مثل بقية الكروت التي تم استخدامها في السابق لكنه لم يعلم بأن هؤلاء ليسوا كبقية الكروت التي أستخدمتها مخابرات السعودية في الماضي لصالحه بل إنه كرت الجوكر الذي سيخرجه من اللعبه نهائياً. هذه هي الحقيقة التي باتت تميز الحوثي عن البقية وهي تتناقض كليةً مع الخطاب الديني الذي يلوكه ويتشدق به ويضحك به على اليمنيين لا سيما اتباعهم الطيبين البسطاء. الحوثي كان ومايزال السُنارة الدامية العرصهيونية لقتل أبناء صعدة كمدخل إبتدائي لتشريد كل أبناء اليمن وإبادتهم.
عندما يُسألون لماذا سلمتم الجنوب للسعودية بعد ان كان تحت سيطرتكم، كانوا يقولون: سلمنا الجنوب كي يتم السماح للبضائع دخول ميناء الحُديدة وإيقاف القصف الجوي او يقولون يمكننا ان نستردها بخسمة الآف مجاهد آخرين متى ما شئنا. أليس هذا هو منطقهم؟ طبعاً، من يعمل تحت إدارة الإستخبارات العرصهيونية وينفذ تعليماتها بالحرف لابد ان يكون هذا هو منطقه الى ان تأتيه تعليمات جديدة أخرى. نعم لقد ضحوا بأبناء اليمن او ان الصحيح لقد باعوا أبناء اليمن ومنهم خمسة آلاف مجاهد يمني وأكثر من صعدة وحجة وصنعاء وذمار وغيرها من المحافظات الأخرى التي تم إبادتها في الجنوب بالغارات السعودية والإماراتية وكأن هؤلاء اليمنيين الذين آمنوا بهم ماهم إلا عبارة عن جراد. ولكي نكون منصفين فإنهم ليسوا وحدهم من باعوا، فقد باعت قيادات جنوبية عشرات الآلاف من أبنائنا الجنوبين الى مختلف محارق الموت في صعدة والجوف ونهم ونجران وجيزان وعسير والحديدة وغيرها.
إن دخول المليشيات الحوثية المسلحة الى مناطق لحج والضالع مؤخراً لم يكن إلا بإتفاق عرصهيوني إماراتي سعودي، فعندما سألت المذيعة محمد علي الحوثي فيما إذا لدى الحوثيين تواصل وتفاهمات مع القيادات الجنوبية، أجاب مراراً وبكل سذاجة: 'لا تعليق' ، طبعاً لا تعليق لأنه يدرك بأن أجابته بنعم تعني إعترافه بأنهم جميعاً متآمرين على اليمن شمالاً وجنوباً، ولو أجاب بلا لظهر كذبه على الملاء، طبعاً (لا تعليق) أفضل إجابة لأنه سيفضح كل الإتفاقات بينهم كعملاء ومقاولون من الباطن للعرصهاينة، فماذا لو علمتم ان عبدربه منصور هادي نفسه الذي وصفه عبدالملك (بالدُمية) كنوع من الأداء الخطابي المسرحي الدرامي المبتذل بينهما، لم يبصم على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل قبل أعوام في جلسته الأخيرة حول تقسيم اليمن الى ستة أقاليم إلا بعد بصمة عبدالملك بأصابعه العشر وفقاً لأحد مستشاري الأول والمقربين الكبار منه، وان إغتيال الدكتور احمد شرف الدين رحمه الله من قبل الحوثيين كان بسبب رفضه التوقيع على هذا الإتفاق.
إذاً ماذا تفيد قرارات الكونجرس الأمريكي؟ وماذا يعني إيقاف بيع الأسلحة الأمريكية وغيرها للسعودية طالما وأن العدوان على اليمن هو عدوان داخلي وعرصهيوني في الأساس!!!!!!؟
إن الإدارة الأمريكية والرئيس ترمب بالذات يعلم هذا جيداً ويتقاضى مئات المليارات من الدولارات لصالح بلاده مقابل هذا التغاضي وأيضاً مقابل إصراره على إستمرار المسرحية حتى نهاية فصلها الأخير الذي يعلم تماماً انه سيكون فصلاً درامياً بإمتياز.
كتب: أ . عبدالباسط الحبيشي - المنسق العام لحركة خلاص اليمنية.
المزيد في هذا القسم:
- فعلاً إنها أمم متحدة ! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت أسئلة كثيرة تثير الإستغراب لماذا هم متوحدون ونحن مختلفون ؟ لماذا مصيرنا بأيديهم ؟ ولماذا بلدانهم تنعم بالأمن والإستقرار وبلداننا في حروب وصرا...
- عدن .. العودة إلى المربع الأول للاغتيالات المرصاد نت عادتْ ظاهرة الاغتيالات التي تستهدف عدداً مِـنْ الرموز المختلفة في مدينة عدن – جُلها أمنية ورجال دين - لتطل برأسها من جديد بشكل خطير بعد هدوء ...
- لماذا ينتحر الهاشميون من حيث لا يعلمون؟ المرصاد نت عندما كُنا نهاجم احزاب اللقاء المشترك ونتهمهم بالخذلان والتواطؤ مع نظام صالح ووصفناهم بالوجه الآخر من نفس العملة لتلميع صالح بالديمقراطية، قاطّعَنا...
- العدوان إلى الخلف در ! بقلم : عبد الحميد الغرباني المرصاد نت كم يلزم من الضربات الجوية ضد المدنيين حتى تكف الدول عن مد التحالف بالطائرات والقنابل ؟ ” _ هذا التساؤل دحرجه فيليب بولوبيون نائب مدير برنا...
- ثلاثون يوما في الكويت ! بقلم :حميد رزق المرصاد نت اكثر من ثلاثين يوما قضيتها في قصر بيان الأميري بدولة الكويت بصحبة وفد القوى الوطنية سجلت الذاكرة انطباعات ليست كثيرة ابرزها اهتمام دولة ال...
- من هم هؤلاء ! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت هذا هو حال لسان شعوب العالم اليوم بعد رؤيتهم للملايين في ميدان السبعين بعاصمة الصمود أسئلة كثيرة تجعلهم في حيرة من أمرهم يتساءل...
- عن عملية اصطياد البارجة (سويفت)! بقلم : محمد الصفي الشامي المرصاد نت طالما قررت قوى الغزو الاعتداء على اليمن فما عليهم إلا أن يتوقعوا المفاجأت ” هذا هو لسان حال فرسان الجيش واللجان الشعبية وما أكث...
- فرز ألوان الوجوه ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت العدوان على اليمن مثلما فرز المواقف الدولية وكشف حقيقة الأمم المتحدة ومنظماتها والنظام العالمي وأجنداته ومن يتحكم في قراره وكيف يتعاطى مع القضايا ا...
- آل سعود قتلة يبحثون عن الانتقام ! بقلم :عبدالملك العجري المرصاد نت لم يعد النظام السعودي وجرذانه يفكرون في الانتصار على الجيش اليمني واللجان الشعبية بل كيف يهزمونهم والفرق بين الانتصار على الخصم وبين ارادة هزيمته ه...
- القضاء على الحج مخطط غربي وتنفيذ سعودي ! بقلم: صالح مقبل فارع المرصاد نت في القرن الماضي أرسل حكام أوروبا عالما من علمائها إلى بلاد المسلمين قائلةً له: إذهب إلى بلاد الإسلام وانظر لنا مصادر القوة ونقاط الضعف عند المسلمين...