المرصاد نت
في القرن الماضي أرسل حكام أوروبا عالما من علمائها إلى بلاد المسلمين قائلةً له: إذهب إلى بلاد الإسلام وانظر لنا مصادر القوة ونقاط الضعف عند المسلمين.
فذهب هذا العالم وطاف بلاد المسلمين شرقاً وغربا وتنقل في مدنها وطاف بمساجدها ومراكز النفوذ فيها، وشملت رحلته بلاد الشام واليمن والجزيرة العربية ومصر وبلاد المغرب الأقصى وإيران وتركيا والعراق وغيرها من المناطق.
ثم عاد إلى أوروبا. فكتب كتابا دون فيه رحلته ونقاط الضعف ومصادر القوة عند المسلمين، والتقى بمن أرسلوه، فقالوا له: ماذا وجدت؟ هل عرفت نقاط القوة والضعف عند المسلمين؟
قال لهم: نعم.. يا حكام أوروبا لن تستطيعوا القصاء على الإسلام إلا إذا قضيتم على 3 أشياء وهي:
1- القضاء على الحج.
2- القضاء على القرآن.
3- القصاء على صلاة الجمعة.
فأخذ الأوروبيون كلامه على محمل الجد؛ فبدأوا بتنفيذ مخططاتهم الإجرامية من أجل القضاء على تلك الثلاثة.
--
دعوني أحدثكم عن البند الأول فقط، وماهي مخططاتهم من أجل القضاء على الحج.
قالوا لابد من وجود عميلين لتنفيذ هذه المؤامرة.. فأرسلوا جاسوسا آخر "مستر همفر" ليبحث لهم عن عميل سياسي يقومون بدعمه وحمايته وإقامة دولته وهو بدوره يقوم بتنفيذ مخططاتهم.
كما يبحث لهم عن رجل دين يستطيعون من خلاله إدخال أفكارهم الهدامة إلى مذهبه ونشرها للناس عبره باسم الدين. .
فوجد همفر المطلوبين، وتمثلا في ابن سعود صاحب الدرعية آنذاك ومحمد بن عبدالوهاب.. فقام الغرب بإنشاء دولته التي تسمى الآن السعودية، فوسعوها له من نجد لتشمل الحجاز أرض الحرمين بعد أن طرد دولة الشريف حسين منها.
وبعد أن استولت السعودية على الحرمين الشريفين بدأت بتنفيذ المخطط الإجرامي الرامي لمنع الحج تنفيذا تدريجيا لئلا يشعر الناس بذلك.. ولكنه يؤدي في النهاية إلى منع الحج..
ومن هذه المخططات التي قامت السعودية بتنفيذها التالي :
■ تفريغ الحج من محتواه ووظيفته الأساسية واستبدالها بوظيفة هامشية. فالحج وظيفته سياسية من الطراز الأول. قال تعالى: (وأذان من الله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله).
فاجتماع المسلمين في عرفة هدفه هو البراءة من المشركين ودراسة سياسة اليهود ومؤامراتهم وخططهم التي تحاك ضد المسلمين ثم البحث الدقيق كيف يردون عليها ومواجهتها.
فهذه هي وظيفة الحج الأساسية فآل سعود قاموا بمنعها كونها وظيفة سياسية، ونشروا ثقافة مغلوطة بأن السياسة لا دخل لها في الدين وجعلوا الحج مقتصراً على الوظيفة الهامشية وهي الحج البدني والوقفة الجامدة بعرفات التي لا تقدم ولا تؤخر.. فقط.
■ منع اختلاط الحجاج بعضهم ببعض وذلك بإقامة مخيمات كل دولة في منطقة مستقلة "كانتونات" دون الاختلاط بمخيمات الدولة الأخرى؛ لئلا تلتقي الشعوب وتتلاقح بالثقافة أو تتشاكى في الهموم.
■ تقليل عدد الحجاج من كل دولة. فسمحوا من كل مليون نسمة أن يحج ألف رجل. فالدولة التي عدد سكانها 30 مليون المقبول منهم 30 ألف فقط.. مما سبب ضائقة للناس إذ أن معظم الدول اﻵن تستخدم القرعة لتفويج الحجاج، فيحرم الكثير من الناس للذهاب إلى الحج بسبب هذه القرعة. هذا للشعوب الأخرى أما الشعب السعودي فمسموح له الحج مرة واحدة فقط كل أربع سنوات.
وهذه سياسة غربية؛ فالله أمر سيدنا إبراهيم بأن يؤذن للناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق.
■ طرحت عليهم فكرة هدم الكعبة ومنع الحج، رضيت الوهابية والسعودية بهذه الفكرة وآمنوا بها، ولكنهم لم ينفذوها بعد.
ولم يستطيعوا هدمها خوفا على ملكهم من الزوال ولئلا تثور ضدهم الشعوب فيقتلعوهم من الحجاز وكل الجزيرة.
فقاموا بطمس وهدم كل المعالم والآثار الإسلامية الموجودة في الحرمين الشريفين حتى القبور طمسوها بداعي الشرك والبدعة، ولكنهم في الحقيقة ينفذون المخطط الصهيوني الذي أمرهم بذلك.
■ منع بعض الدول من الحج، كاليمن، فهي للعام الثاني على التوالي ممنوعة من أداء فريضة الحج. بينما أذنت لشركات صهيونية إسرائيلية بالإشراف على الحجاج.
■ الإهمال في التنظيم واللامبالاة بحياة وأرواح الناس وهذا بدوره أدى إلى كوارث إنسانية وقتل الآﻻف من الحجاج.
■ تحويل الحج من عبادة وفريضة وركن إلى موسم للسياحة والتجارة فهناك الحج السياحي والحج الواجب والحج التجاري .. فقاموا ببناء ناطحات السحاب وتباهوا في توسيع الأسواق التجارية وتحويل مكة إلى منطقة منزوعة فيها الخشوع والراحة النفسية عندما تدخلها تشعر أنك في نيويورك أو دبي لا كأنك في بيت الله الحرام.. وهذا أدى إلى ارتفاع تذاكر الحج. وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار مما عجز بعض الناس عن الحج والوصول إلى مكة بسبب عجزه عن دفع التكاليف المالية الباهظة المترتبة على ذلك.
المزيد في هذا القسم:
- للصبر حدود (٢) ! بقلم : أ .عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت عندما يزيد الظُّلم عن حده .. لابد من الكشف عنما هو ضده. وللحقيقة وجه آخر لابد من معرفتها إذا أردنا الإنعتاق مما نحن فيه من كوارث. كذبة التدخل الإي...
- إصطفاف أو إلتفاف بكل تأكيد برز انزعاج وتخبط حكومة الوفاق من جراء المسيرات التصعيدية الأخيرة الرافضة للجرعة مما جعلها تستخدم العديد من الوسائل المضادة لتلك المسيرات التي تصرخ لا ...
- صوملة بنكهة اللبننة في اليمن يسير اليمن من سيء إلى أسوأ في غياب أيّ تصوّر لما يمكن أن يكون عليه البلد في المستقبل. يعتقد المتفائلون أن البلد سيصير بلدانا عدّة، خصوصا أن هناك شمال الشمال الذ...
- الحرب والسلام وموقف المفكرين والكتّاب الحرب والسلام وموقف المفكرين والكتّاب د. أحمد قايد الصايدي في شهر سبتمبر 1914م، أي بعد شهر واحد تقريباً من اشتعال الحرب العالمية الأولى، كتب هرمان هيسه، المف...
- وجـــهـــة مـــطـــر •في اليمن لا يزعجني أن أرى رجل عقله اكبر من عقلي بقدر ما يزعجني أن أرى رجلاً سلاحه اكبر من عقله. •طبعا لم يكن آينشتاين ليقول أن أكبر أحمد غراب - •...
- اليمن حتمية التوصل إلى اتفاق ! بقلم : حميدي عبدالله المرصاد نت عكست مفاوضات الكويت بين الأطراف اليمنية وبرعاية مباشرة من أمير الكويت مساراً مختلفاً عن مسار المفاوضات والحوارات بشأن الأزمة السورية، وعلى الرغم...
- ظاهرة ترامب ! بقلم :ابراهيم محمد الهمداني المرصاد نت انشغل الرأي العام العالمي مؤخرا بمتابعة تفاصيل الانتخابات الامريكية لمنصب الرئيس ال 45 ، وشغل التنافس المحتدم بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي...
- كيري : اليمن عسل في رأس السكين ! بقلم : عبدالوهاب المحبشي المرصاد نت إذا قال عنك عدوك بأنك فاشل فهو يريد أن يقول إنه كان يتوقع ويتمنى فشلك ! وإذا قال الأمريكي إن أمريكا تحمي السعودية فهو يريد أن يقول إنه يتم...
- سكاكينُ المانحينَ و هذيان القتلة ! المرصاد نت كتب: عبدالجبارالحاج 1- لا أبشع من سكاكين القتلة الملطخة بدم الأطفال المعجون على الانقاض وعلى طاولة المؤتمرين علينا إلا صفاقة أصحاب ال...
- كفى مبادرات ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت المتتبع لمشهد الأحداث بالساحة اليمنية إعتبارا من الربيع العبري 2011م وحتى اليوم سيجد أن وصول اليمن لهذا الوضع المزري والكارثي الذي عاشه ويعيش...