المرصاد نت
غادرت مدينة عدن قبل عام تقريباً في أثناء بدء الاجتياح الغاشم لها من قبل قوات المملكة السعودية والإمارات وفيلق الجنجويد من السودان والشركة الأمنية الأمريكية ( بلاك ووتر ) ،
استطاعت هَذِه الجحافل المُعتدية النزول الى أرضنا الطاهرة بعد انسحاب الجيش اليمني واللجان الشعبية منها لعدم التكافؤ على أرض الميدان من ناحية ولتجنيب عدن وأهلها الكرام المزيد من المعاناة والدمار والقتل ٠
لكن ماذا حدث لعدن والمدن المجاورة بعد هذا الاحتلال المباشر ، دعونا نسرد بالوقائع على الأرض قصة المعاناة التراجيدية للمواطن اليمني في جنوب الوطن على النحو الآتي :
أولاً :
مُنذ اللحظة الأولى لتدنيس مدينة عدن ، أحضر الغُزاة معهم أطنان من أعلام دول الإحتلال وصور قادته ووزعوها على مرتزقتهم وأذنابهم وعلى المغرر بهم من البسطاء ، يرفعون الأعلام والصور ويهتفون ( مرحباً سلمان ، مرحباً خليفه ، مرحباً تميم آل ثاني ٠٠٠٠٠٠٠الخ )، كان مشهد تلك المجاميع المسعورة والبريئة في آن حاملة رايات دول العدوان مشهد حزين لكل أحرار اليمن، أحسسنا جميعاً بحسرة غائرة في النفس لذلك المشهد المُخزي ، حتى ان الكاتب السعودي / جمال الخاشقجي قال في إحدى تغريداته مزهواً متفاخراً بالمشهد ( ليت الرئيس سالمين والرئيس عبدالفتاح ، والشهيد/ علي عنتر أحياء يرزقون للتمتع بمنظر شعبهم وهم يرفعون فوق هاماتهم أعلام وصور قادة دول الخليج العربي في ساحات عدن ، وهم الذين زرعوا فكرة العداء التاريخي بين اليمن الجنوبية وأشقائهم العربان في الجزيرة والخليج )، وأحضروا بالإضافة للأعلام والصور عدد من البواخر العملاقة لتنقل لعدن أطنان من أنواع طلاء الأملشن ، ليقوموا بطلاء المدارس والمعاهد ورفع صور الشيخ خليفة بن زايد وأعلام مشيخة الإمارات على واجهات مدارس عدن ٠
ثانياً :
حضرت كل هذه الجحافل ومعها أحدث الآليات العسكرية من دبابات ومدافع ومختلف انواع الأسلحة ، وتم تسليح كل المجموعات التي أُسميت ب ( بالمقاومة )، ومنها المقاومين من تنظيمي القاعدة وداعش التي حُظيت بتسليح نوعي من قبل القوات الغازية ، هذه المجموعات الإرهابية خزنت كل ما سُلم لها في عدن وحتى الى القرى التي ينحدر منها هؤلاء الإرهابيين ومنها مناطق في يافع وأبين، بحسب معلومات موثقة قدمها الباحث الأكاديمي الإماراتي الدكتور/ خالد القاسمي الذي هدد تلك المجاميع المسلحة بان كل آلية مقدمة من دولة الأمارات المتحدة والسعودية وتم نهبها أو سرقتها بانها ستضرب ، فإن لديها رقم ترميزي مبرمج مع الأقمار الإصطناعية ولهذ ستُدمر من طائرات التحاف، إذاً تم تكديس الأسلحة الحديثة بالإضافة الى ما نُهب من المعسكرات في عدن وضواحيها ، ويأتي السذج يتساؤلون كيف تجري التفجيرات الإرهابية بهذه القسوة والوحشية ، لكن الأصل في فهم وإستيعاب طبيعة مهمة العدوان وأجندته التخريبية في اليمن ٠
ثالثاً :
مُنذ اللحضات الأولى لقدوم الغُزاة الى عدن بدئت تتسع عملية الإغتيالات للكوادر من منتسبي الأمن والقوات المسلحة والشخصيات الإجتماعية ، وانتشرت ظاهرة الإختطافات والتعذيب والقتل والسحل في الشوارع دون رادع من أحد ٠
رابعاً :
انتشرت ظاهرة التطرف المذهبي والديني وأصبحت تعم كل الأحياء تقريباً ، ويتضرر منها معظم فآت المجتمع في المدينة وضواحيها مثال ( قتل ونهب وتهجير الطائفة الكريمة من أبناء عدن الأسماعيليين ، وإغتيال الراهبات المسيحيات في دار المسنيين بالشيخ عثمان، واغتيال الشاب محمد عمر باطويل ، وأغتيال إمام الطائفة الجيلانية الصوفية الشيخ / علي عثمان ، وأغتيال الشيخ /العلامه / عبدالرحمن بن مرعي العدني بالفيوش بلحج ، وأغتيال الشيخ / السلفي / ياسر الحمومي بمدينة جعار بأبين ، وتهديم وحرق الكنائس بعدن وأضرحة أولياء الله الصالحين في عدن ولحج وحضرموت وقائمة الادانات تطول ٠
خامساً :
انهيار كلي لمقومات إدارة مؤسسات الدولة في عدن والمناطق المجاورة ، لا توجد أجهزة شرطة أمنية ضبطية ولم تفعل أجهزة مؤسسات القضاء، ولا الأدارت والأجهزة الحكومية، وانهيار كبير في الخدمات الصحية والتربوية ، وضلت المليشيات والعصابات والجماعات الإرهابية هي المتسيدة للمشهد برمته ، مما نتج عن هذا الوضع أنتشار واسع للجريمة الجنائية والسياسية وكمثال ( نهب ممتلكات المواطنيين ونهب مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية ، نهب الأراضي والمساحات المخصصة كمتنفسات وحدائق للمدينة ٠
سادساً :
طُغيان القرارات الإرتجالية غير القانونية وغير السوية لتعميم الفوضى وكمثال ، اتخاذ قرار منع دخول القات الى عدن وما نتج عنه من زيادة معاناة المنتجين والبائعين والدلالين وحتى المستهلكين ، تحطيم المحلات المؤقتة وأكشاك الباعة الفقراء وحرمان المواطن الفقير من التسوق من هذا الصنف من التجارة الإستهلاكية السهلة والرخيصة ، وقرارات منع دخول اليمنيين الشماليين عبر مدينة الضالع وكرش بحجة ابعادهم من عدن ولا يسمح لهم بالدخول إلا بترخيص مسبق للعمل وكأنهم في دولة اخرى ، وقيام أفراد مسلحين ينتمون الى الأمن العام والخاص بعدن ولحج بطرد وترحيل اليمنيين بصورة غير أخلاقية ولا انسانية ، وهؤلاء الجنود المدججين بسلاحي الكراهية والتجهيزات العسكرية الإماراتية بمسمي قوات ( الحزام الأمني ) ومن ممارساتها غير الانسانية ولا القانونية قيامهم بالمداهمات والاعتقالات والسجن دون حسيب أو رقيب في ممارسة قذرة هدفها اذلال المواطنيين فاقت في حدتها ممارسات العدو الصهيوني ضد أهلنا بفلسطين ٠
سابعاً :
الجميع يعرف صيف عدن وضواحيها الحارق ، ولكن المستعمرون الجدد لا يأبهون لمعاناة المواطن العدني ، فبدلاً من ان يوفروا الكهرباء والمياه ويهتمون بالصرف الصحي ونظافة المدينة ، أغرقوها بالكم الهائل من الفوضى غير الخلاقة ، وحرمان المواطن من ابسط الخدمات ، أيعقل أن دولة كمشيخة الإمارات أو السعودية أو قطر لا يستطيعوا تأمين الكهرباء لمدينة واحدة هي عدن ؟ ، نترك الإجابة لغيرنا ، ولو أضفنا ان الموظفين بدون إستثناء في كل الجهاز الأداري ينتظرون المرتب الشهري أن يأتيهم من العاصمة صنعاء في الوقت ان الحكومة (الشرعية ) تمتنع من تحويل الإيرادات المالية القانونية إلى البنك المركزي بصنعاء ، ويتم تقاسمه بين الأحباب من الوزراء والمحافظين والوكلاء وهلم جرا ، لكن نصيب المواطن العدني هي المعاناة والضنك ليس إلا ، أفلا تعقلون !!!٠
هذه هي مجرد عناوين فحسب لقصص وحكايات حزينة ، وأحداث مأساوية تَعَرَّض لها المواطن اليمني في المحافظات الجنوبية والشرقية ، وبطبيعة الحال ستتناقل كل هذه الحكايات الأجيال جيل بعد جيل بمرارة لا حدود لها ، وستوثق كُتب التاريخ وسجلاته في أبرز صفحاته تلك الشخوص والدُمى التي عاونت المحتلين لإحتلال عدن ، وستلعن الأرض والأجيال كل الأفراد والشخصيات والجماعات والأحزاب التي وفرت لدول العدوان التبرير الإعلامي واللوجستي لهذا الإحتلال الغاشم ، ولا أظن ان تغفر الجماهير اليمنية لهم خيانتهم وتواطئهم مع الأعداء المُحتلين مهما أرتفع صوت وضجيج إعلامهم وإعلام حلفائهم من المحتلين ، وستُفتح السجلات القضائية لكل هؤلاء ، أكانت في أصدار أحكامها القضائية أو الوضعية او السماوية او بعيون وقلوب كل المتضررين من هذا الاحتلال البغيض وزبانيته ، وستبقى عدن واليمن شامخة أبيه ومقبرة للغزاة ٠
المزيد في هذا القسم:
- عقم سياسي .. لاعقم شعبي! المرصاد نت حين نرى الشارع العربي بجماهيرة العريضة تسبق القادة السياسيين في النزول الى الشارع وفي قيادة الأحداث الثورية بدون رؤيه سياسية وبرنامج للتغيير علينا ...
- ما هو سر الإمارات التى لا يعرفه أحد الاعلامى: جمال ريان من هي الامارات التي تحاول التدخل في كل شؤون الدول البعيدة عنها اليمن ليبيا سوريا واخيرا السودان لا أحد يعرف كيف لبلد مثل *"الإمارات"* ، الصغير في مساحته التي ل...
- النظام السعودي ومأزقه في اليمن ! بقلم : مروان حليصي المرصاد نت يلهث النظام السعودي وهو يعيش حالة من الجنون المستعصي لا يقل حالاً عن جنون البقر أو أشد يلهث وبكل قوة بحثاً عن أوراق بيده تحققها مجاميع المرتزقة ...
- المبادرة السعودية للسلام كتب: عبدالله سلام الحكيمي مبادرة السعودية للسلام في اليمن لاتحمل شيئا جديدا وانما تعيد انتاج ماسبق ان قدمته اكثر من مرة في السابق،فهي تتخيل ان بمقدورها...
- مجلس الأمن يقوم بتحرير الرهائن أينما يتوجه المرء في اليمن شمالاً ام جنوباً، شرقاً ام غرباً يجد إجماعاً غير مبرر على فشل الرئيس هادي سواءً كان هذا الفشل في تنفيذ المهام الاساسية لحكومة...
- القلق القاتل ! بقلم : أ .عبدالملك العجري المرصاد نت أعاقوا دعوة الامين العام للأمم المتحدة وبعض الدول الأوربية والغربية لتحقيق مستقل في جريمة حافلة الطلاب .خرجت مندوبة بريطانيا لتؤكد قلقهم . عندم...
- الصحوة السياسية .. وملاحقة مليوني ونصف مُجرم الصحوة السياسية .. وملاحقة مليوني ونصف مُجرم. كتب: عبدالباسط الحبيشي لا يمكن ان تنتصر أي ثورة محلية او عالمية دون ظهور حقيقي لصحوة سياسية وأخلاقية شاملة، وبشك...
- إتفاق الرياض 2019م من استعادة الدولة إلى الوصاية! المرصاد نت بدون اهداء : إلى مرتزقة الكلام الرخيص والرقيع الذين لا يفهمون حتي من التكرار‘ مرتزقة الأجر المدفوع ‘ ممن اعتادوا العيش بالسحت وبدون كرامة شخصية ول...
- قناةُ سهيل البوق الأخير لجماعة الاخوان.. قاموسي اليوم انتهى على عتبات قناة سهيل الاخوانية... وهي تطلق سهام حقدها المسمومة والممزوجة برائحة الطائفية ولون المذهبيه وطعم السفه .. سهيل بوق الفتنه ومنبر ال...
- صناعة الموت ” يوم الطفل العالمي” في اليمن ! بقلم : زينب الشهاري المرصاد نت أحكموا صناعة الموت و أبدعت أيديهم فنونه هنا ….هنا ترجموا مخزون عقولهم و مكنون صدورهم و حقيقة نفوسهم…. صنعوا مجدهم على أكوام أجسادنا ا...