المرصاد نت
كمقدمة للموضوع ينبغي ان ندرك اولاً بأن دماء الشهداء التي تروي الأرض لتحقيق الإنتصارات وتحرير اليمن من الإحتلال والوصاية الخارجية هي في الأصل دماء يمنية طاهرة من اي منطقةٍ كانت ومن اي قبيلة كانت ومن اي أسرةٍ كانت ومن اي فردٍ كان.
لذا فإنه عندما يتحدث البعض عن العادة والطبيعة الطيبة والإنسانية التي يتحلى بها (أنصار الله) في تقديم التنازلات للخصوم كونها من السجايا الراقية التي عُرفت عنهم خلال الحروب الستة وما تلاها من مواجهات داخلية .. فإن هذا كلام جميل جداً ورائع جداً ومقبول، وايضاً مفهوم عندما يحدث ذلك داخل حدود الدولة الواحدة بإعتبار ذلك شأن داخلي خاص بأنصار الله وأطراف اخرى داخلية.
بيد انه عندما يتعلق الأمر بين اليمن ودولة اخرى او دول أخرى عديدة فلم تَعُد المسألة شأن ذاتي ولم يعد الخلاف او المواجهات او الحرب شأناً داخلياً، لأن المفاهيم والأعراف الداخلية والعادات والتقاليد الداخلية وحتى القوانين الداخلية لم تعد هي الإجراءات والقوانين الحاكمة للعلاقات والصراعات بين الدول. وبالتالي لم تَعُد المفاوضات مع هذه الدول او غيرها ذاتية وخاصة بجماعة او حركة او حزب سياسي بعينه او حتى مجموعة مكونات او احزاب حتى وإن ابلت بلاءً حسناً في الدفاع عن الوطن اذا لم تكن شاملة التمثيل للمجتمع بأسره وتحضى بقبول وطني شامل.
إذن فإن ما كان مقبولٌ وسارٍ في الإطار الداخلي لأسباب مجتمعية وربما إخلاقية او ثقافيةً اصبح من غير الجائز التعاطي به بنفس القدر وبنفس الدرجة مع القضايا الخارجية، وذلك لسبب بسيط جداً وهو ان القوانين الحاكمة بين الدول لا تعترف بمفاهيمك وإجراءاتك وثقافتك الداخلية ولا حتى تُقرها، لذا فإن اي تنازل يُقدم للطرف الخارجي ليس له قيمة ولا وزن ولا معنى بمفهوم الطرف الآخر الذي يحتكم لقوانين دولية جامدة ويحاول ان يثنيها قدر الإمكان لصالحه، بل ان التنازلات التي يتم تقديمها قد تكون لها تفسيرات اخرى سلبية وعكسية تماماً من نواحي مختلفة داخلية وخارجية.
لذا فإن الإنتقادات الموجهة من بعض القيادات الثورية والشخصيات الوطنية السياسية التي لا يُشَق لثوريتها ووطنيتها اي غبار ماهو إلا غيرة وحنّج على القوى المتصدرة للشأن السياسي والتفاوضي وخوفاً عليها من الوقوع في الخطاء الغير مقصود الذي قد يوقعها تحت طائل المسؤولية الوطنية الكبرى لاسيما وأن هذه القيادات الثورية ترى ان ثمة أطراف داخلية وخارجية تدفع المتصدر لهذه المسؤولية دفعاً خبيثاً للوقوع في الهاوية، ويزداد الطين بله عندما لا تجد هذه الأصوات الوطنية آذان صاغية ولا حتى من ينتبه لها.
المزيد في هذا القسم:
- لمـــــاذا "الصرخــــــة" في العام ٢٠١١م انطلقت الثورة الشبابية الشعبية حاملة الكثير من الأهداف السامية وراسمة طريق واضح للخلاص تجسد في شعار الثورة المعروف (الشعب يريد اسقاط النظام ) و...
- الإرهابي مختبئ في داخلنا المرصاد كتب: علاء السيد في يوم من الأيام، قالوا لنا أن هناك إرهابياً خطراً من الخارج يهدد أمننا وحياتنا.. واليوم يوجهون أسلحتهم...
- "المشكلة في اليمن" ! بقلم : د.عبدالقادرسلام الدبعي المرصاد نت تكمن جوهر وحقيقة مشكلة اليمن منذ عقود طويلة من الزمن في تعمد الجهل والتجاهل في الية وكيفية ادارة الدولة ...فعندما نكرس تقسيم وتوزيع المناصب كغنيمة ...
- فليتوقف العدوان بأمر من هتلر وهولاكو ! بقلم : زيد البعوه . المرصاد نت لوكنا نقاتل هولاكو او هتلر لكانت الحرب قد انتهت بانتصار الشعب اليمني واعتراف الالمان والمغول بالهزيمة لوكان هتلر مازال حياً وقاتل الشعب اليمني ا...
- 21 فبراير يوم النكبة التاريخية لدى كل اليمنيين! المرصاد نت في هذا اليوم وبالتحديد قبل سبع سنوات كان الناخب اليمني مخدوع بالمؤامرة وبما يسمى المبادرة الخليجية التي أفضت إلى تزكية عبدربه منصور هادي رئيساً مؤق...
- تعليق عابر ..على هامش اللقاء الموسع ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخ اليمن وفي ظل المخاضات التي يشهدها اليمن يفترض أن يكون اللقاء الموسع للأحزاب والقوى السياسية الوطنية الذ...
- عفاش والدفاع الجوي اليمني الحديث ! بقلم : الشيخ مجاهد حيدر المرصاد نت الطائرات الحربية الحديثة التي يملكها الحلف السعودية المعادي والتي لأ يملك اليمن دفاع جوي يوصل لها ويسقطهااليوم كلكم يعرف ان تلك الطائرات الحد...
- سلطة حاكمة أم عصابة متحكمة تبتز اليمنيين! ما فعله الرئيس المؤقت _ الذي صار رئيس أمر واقع بعد انتهاء مدة رئاسته الانتقالية في فبراير الفائت_ وشركاؤه في السلطة الانتقالية، هو النقيض تماما لما كان مطلوبا...
- كرسي الرئاسة الأولى (الخلافة) يتميز الرئيس هادي عن غيره من الرؤساء ان لدية ثقافة و خبرة علمية ومهنية عالية و كبيرة , مسيرة ابتدائها من اكاديميات المملكة المتحدة العسكرية (بريطانيا) الى كلي...
- حين يكون العدو مثيرا للشفقة ! بقلم : حمدي دوبلة المرصاد نت أحيانا تشعر بكثير من الشفقة والتعاطف مع النظام السعودي الذي أردى نفسه وشعبه في بحور من المشاكل التي لا يجيد حلولا لها وجعل من خزائنه العامرة مطم...