المرصاد نت
لم أكن أتصور يوماً أنني سأكون في موقف ( الكُسَعي ) ندماً على إستقالة المبعوث الأممي السابق (جمال بن عمر) إلا بعد أن رأيت خَلَفه الموريتاني (إسماعيل ولد الشيخ)
و قد أبدى لنا بطريقة أداءه و سوء إدارته للأزمة اليمنية محاسن (جمال بن عمر ) و التي لم نكن نراها فيه من قبل جاعلاً منه في أعيننا يبدو و كأنه كان ملاكاً مقارنةً به، مع أنه لم يكن كذلك…
منذ اليوم الأول لتعيينه في هذه المهمة و الرجل يتبنى دائماً الرؤية السعودية و يحاول فرضها على الاطراف الوطنية اليمنية سواءً خلال الحرب أو خلال أي هدنةٍ يتم الإتفاق عليها و خصوصاً في هذه المرحلة خلال و ما بعد التفاوض في الكويت ..
لم يمارس ضغوطاً أممية على السعودية و حلفاءها بقدر ما مارسها على الجانب الوطني اليمني، فتارةً يحاول الضغط و التأثير على الجانب اليمني محاولاً منع الجيش اليمني و اللجان الشعبية من عدم إطلاق الصواريخ بإتجاه المواقع في العمق السعودي، و تارةً أخرى يحاول الضغط على الرئيس صالح لمغادرة البلاد و إختيار المنفى الذي يريده مكاناً لإقامته المستقبلية، و أحياناً يهدد بعقوباتٍ دولية قد تطال القيادات العليا لأنصار الله و المؤتمر الشعبي العام، و هكذا هو دائماً و خاصةً عقب كل زيارةٍ يزور الرياض و يلتقي بها بطفل سلمان المدلل و الذي بدوره يُسلّمه شيكاً و روزنامة شروط و مطالب…
و في الأمس القريب و بعد أن فرضت وقائع الأرض و الرجال - و ليس جهود ولد الشيخ أو الأمم المتحدة - على الغزاة و البغاة من بني سعود و حلفاءهم الإنصياع و الإذعان لصوت الحوار بعد أن فشلوا و أقتنعوا بإستحالة الوصول إلى سقف أهدافهم التى على أساسها بدأوا العدوان، وذهب الجميع إلى الكويت للتفاوض، فقد بدأ ( و لد الشيخ ) يمارس ما عُهِد إليه من مهمة البحث عن مخرجٍ للسعودية ليبدأ دوره في الكويت بالتصريح من أن السعودية تقف على الحياد و لا علاقة لها بما جرى و يجري في اليمن منذ أكثر من سنة أو كما قال في أحدى أحاديثه، و كأن ما جاء إلى الكويت يومها إلا ليقول هذا الكلام و ليدعم موقف من جاءوا من الرياض بنفس الرؤية السعودية متناسياً أن هنالك بلداً يُقصَف بأحدث الأسلحة منذ أكثر من سنة حتى لم يعد هنالك بشرٌ فيه إلا و طاله من ذلك العدوان أو من غباره ما طال و ناله ما نال، و أن هنالك عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء قد قضوا شهداء و أضعافهم من الجرحى جراء ذلك العدوان الغاشم ..
أما اليوم فهاهو هذا المرتشي يستهل جهوده لإعادة الفرقاء إلى طاولة المفاوضات بتقديم إحاطةٍ إلى مجلس الأمن جمع فيها من المغالطات و النفاق ما كاد أن يجعل المندوب السعودي في مجلس الأمن - لولا الأعراف الدبلوماسية - أن يقوم إليه معانقاً و ناثراً على رأسه الشيكات المستحقة الدفع علناً !!
أيها المبعوث الأممي المنحاز إلى جانب البغي و الإجرام.. إعمل ما شئت و كن مع من تشآء، فلم يعد إنحيازك خافياً على أحدٍ من العالمين، و لن يضر ذلك الشعب اليمني شيئا طالما و هم على الحق مرابطين و صامدين، إلا أن التاريخ لن يرحمك و ستظل لعنته تطاردك مادمت حيّا، و كذلك هو الحال مع أمثالك من أصحاب الدفع المسبق، و لا نامت أعين الجبناء …
حتّى الكلاب إذا رأت ذا ثروةٍ
خضعت لديه وحرّكت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا عابراً
نبحت عليه وكشّرت أنيابها !!
#معركة_القواصم
المزيد في هذا القسم:
- السلطة القضائية , وتبلد غريب؟!!! هل يعقل ان يختطف قاضي محكمة من داخل المحكمة ومن على منصة القضاء في اي بلد كان ؟! . لا حضوا نحن لا نتحدث عن الكذب على قاضي , ولا عن الصراخ في وجه قاضي , ولا ع...
- 11 فبراير خسرنا التغيير ولم نربح الديمقراطية ! المرصاد نت كان لابد من ثورة أو حركة 11 فبراير بغض النظر عن مآلاتها، وما نكابده تحت الحرب والعدوان وتجزئة البلاد وانهيار الاقتصاد وتردي حالة السلم الاجتماعي في...
- تصويب مسار الثورة شمالاً .. ووحدة الصف جنوباً! المرصاد نت ونحن نكمل السنة الخامسة من الصمود والانتصار على العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي وفي ظل انشغال مجاهدي اللجان الشعبية وقائد الثورة في معركة الدفاع...
- متى نصنع تاريخنا ؟ بقلم : د . بثينة شعبان المرصاد نت مع التغيرات والتحولات التي اجتاحت منطقتنا العربية بعد أحداث "الجحيم العربي" والذي أسفر عن بدء مرحلة تطبيع علني مكشوف بين حكام السعودية ودول الخليج ...
- كفايه جرع ,, أعتقد أن شعبنا تجرع من الويلات في تاريخه البعيد والقريب ما يكفي، وأن الجرع المختلفة سياسياً واقتصادياً التي تلقاها كانت كافية لتحمله إلى القبر، لكن صبره وصلابته...
- الرئيس (الأسبق) علي عبد الله صالح لا تُذكر كلمة (الأسبق) إلا مع وجود (سابق) . من هنا يُعد مقالي هذا امتداداً لمقالي تحت عنوان ( الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي ) المنشور في صحيفة (الش...
- لا يهم من يكون!! لا هو بالمجنون ولا هو بالعاقل، يعبر الزمن في مسافة بين سجارتين، يمكنه سرد التاريخ و اعادة الاسطاير الشعبية بشي من المنطق,, بدقة يلغم الحديث برموز الارواح .. ...
- كيف تحيد الأقلام والنخب الوطنية ؟ بقلم : زكي حاشد المرصاد نت هناك الكثير من النخب والأقلام الوطنية في انحاء الجمهورية اليمنية تم تحييدها تماماً وأثرت الصمت في ظل غياب الرؤية لمشوع وخطاب اعلامي وطني جامع &hell...
- كلا يا صاحب الجلالة .. إنها ثورة ! بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت في 14 يوليو 1789م سقط سجن الباستيل في باريس وحين سمع الملك الفرنسي لويس السادس عشر من رسوله لبارنكوت بسقوط الباستيل وتمرد القوات الملكية والهجوم ال...
- الشعب الذي لا يرحم الطغاة ظروف صعبة ومخازي مزمنة يعيشها ملوك المال وقواد التحالف العربي في تاريخ مليئ بمشاعرهم الميتهان يشاهدوا انفسهم في حرب عبثية حققوا منها الإفلاس والندم ...