في البداية لم يكن العداء بين أبناء حاشد من أنصار الله وبين أولاد الأحمر عداء شخصيا لأجل أنهم أولاد فلان اوعلان بل لأنهم وضعوا أنفسهم في سياق مشروع أمريكي سعودي يستهدف اليمن وأبنائه بصناعة الحروب والفتن ونهب ثروات البلاد والقتل والفساد والظلم الذي مارسوه على أبناء اليمن فهم وضعوا أنفسهم الأداة لتنفيذ مخططات خارجية بزعزعة الاستقرار والأمن وتفكيك النسيج الاجتماعي تحت مسميات دفاع عن السنة ودفاع عن الجمهورية والوحدة ووووالخ
ثانيا :- فقد تلقى المشروع الأمريكي في اليمن ضربتين قاضيتين أفقدته كثير من الرهانات والحسابات التي كان يعمل بها في الداخل اليمني والإقليمي
الضربة الأولى في كتاف مما لها من تداعيات على المستوى الإقليمي والداخلي ستظهر نتائجها قريبا وهذه مثلت ضربة في صميم مشروع الإرهاب التي ترتكز عليه في احتلال البلدان ونهب ثرواتها واهانة كرامة إنسانها .. ولعلها المرة الأولى التي تتلقى فيها الإدارة الأمريكية ضربة من هذا النوع بإنهاء مخابراتها وأفعالها الإجرامية وكشفها للرأي العام
الثانية تمثلت بسقوط أولاد الأحمر اليد اليمنى للمشروع الأمريكي السعودي منذ عشرات السنوات في اليمن وبهذا تفقد أمريكا احد أهم حلفاء لها في الداخل ممن يسهلون ويساعدون ويبررون كل جرائمها في اليمن ويسعون في الأرض فسادا
وفي قراءة عامة للأحداث وتسارعها وتداعياتها يتبين أن المشروع الأمريكي في اليمن فشل بفشل أدواته الداخلية والإقليمية في وقت مبكر وهذا يضع الإدارة الأمريكية أمام امتحان صعب إما الرحيل من اليمن والحكم بفشلها أو المواجهة المباشرة التي ستكلفها الكثير لا تستطيع تحمل تكاليفه في مرحلتها المترهلة
أما على المستوى الإقليمي فهي بداية عصر جديد في تاريخ اليمن مستقلا في قراراته وثروته وسيادته بعيدا عن الوصاية السعودية وكما يعلم الجميع فهي بداية المرحلة التي يخشاها نظام آل سعود بفقدان ما يعتبرونه حديثة خلفية لهم في جنوب بلاد الحجاز
وفي الداخل تعتبر بداية تفكيك القوى التقليدية وخطوة في بناء يمن جديد خال من التسلط والاهانة لليمنيين ونهب ثرواتهم وخيراتهم ورهن سيادتهم للخارج
كما أن الخاسر الأكبر على مستوى الداخل هو حزب الإصلاح الذي كان يعتمد بشكل أساسي على القوة القبلية ممثلة بأولاد الأحمر ولم يتبق له سوى الجناحان الديني (المخترع) والعسكري (العجوز) فهما سيضعفان بشكل كبير لان ضلع المثلث الأخير قد انكسر وهما بلا شك سيكون سقوطهما قريبا كنتيجة حتمية لسقوط أولاد الأحمر
وهذا بدوره سينعكس إيجابا على المشهد السياسي القادم بتحالفات جديدة وزوال أخرى كاللقاء المشترك وبروز لاعبين سياسيين جدد وتغير الخارطة السياسية على مستوى اليمن الحديث
المزيد في هذا القسم:
- خطوة في الاتجاه الصحيح ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت ونحن نعيش اجواء العدوان الغاشم، والحصار الخانق، والاستهداف المباشر لشعبنا العظيم.. وما يطالعنا به وفد الرياض من جديد التعطيل، والتعليق، على طاول...
- على أبواب عام خامس: اليمانيون كنخيل تهامة! المرصاد نت ليس من قبيل المبالغة أن نقولَ إن أربعة أعوام من الصمود الأسطوري لم تصنعه دورةُ القمر، وإنما أولئك المغاوير في جميع الجبهات وفي الساحل الغربي، وليست ...
- مهمة اللحظات الأخيرة في الوقت الضائع ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت ولد الشيخ مايزال في صنعاء يجري مفاوضات غير معلنة محاولاً وضع اللمسات قبل الأخيرة لإنهاء الأزمة. - إنه يحمل مسودة مشروع سياسي مدعوماً من الأمم المت...
- ظاهرة ترامب ! بقلم :ابراهيم محمد الهمداني المرصاد نت انشغل الرأي العام العالمي مؤخرا بمتابعة تفاصيل الانتخابات الامريكية لمنصب الرئيس ال 45 ، وشغل التنافس المحتدم بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي...
- اليمنيون خارج خطة ولد الشيخ ! بقلم : مصطفى أحمد النعمان المرصاد نت أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أنه سلم في صنعاء "خريطة طريق" لممثلي المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ستؤدي في حال قبولها منهم...
- ذكاء متفجر جداً كتب عبدالباسط الحبيشي إتحد العلمانيون والحوثيون ومن على شاكلتهم بشدة وبحماس منقطع النظير في الحكم على الجولاني (احمد الشرع) بأنه يهودي صهيوني لأنه قام بتحرير سوريا وطرد اسوأ وأقبح نظ...
- دعوهم ينقلوا البنك المركزي إن استطاعوا ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت دعوهم ينقلوا البنك المركزي اليمني إن استطاعوا الى عدن وذلك كرد فعل مباشر للعمل المتهور بتشكيل (المجلس السياسي) الشطري. ومع ذلك فهناك الكثير من الفو...
- اليمن.. إرادة الشعب تنتصر دوماً "الحلقة الأولى" ! المرصاد نت في 26 مارس 2015 تعرضت اليمن لأكبر عدوان جوي في تأريخها وفي مارس نفسه ولكن قبل 87 سنة كان اليمنيون لأول مرة يشاهدون بذهول أسراباً من سلاح الجو البري...
- واقع مسخ ... تحديد المسؤول في اعتقادي ان لا احد يحترم المنطق والعقل _سواءا كان متفق مع انصار الله او كان ضدهم_ يمكن ان يقبل او يُسلم بما يجري ترويجه الان في تحميل انصار الله مسؤول...
- لم يتبقى سوى الرقص على سقفِ الكعبة! المرصاد نت لم يتبقى سوى الرقص على سقفِ الكعبة! كتب : أ .عبدالباسط الحبيشي* عندما كان إعلاء منظومة القِيَم الإسلامية الحقة التي ترتقي بالإنسان وتعلو من...