المرصاد نت
أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أنه سلم في صنعاء "خريطة طريق" لممثلي المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ستؤدي في حال قبولها منهم ومن الحكومة اليمنية إلى العودة لمباحثات حول تفاصيل تنفيذها والتغلب على الشكوك وإنعدام الثقة بين الأطراف اليمنية المتحاربة.
بنود "الخريطة" و"تزمينها" لم يتجاوز مضمونها ما تمت مناقشته في جولات (التفاوض.. المشاورات) السابقة من جنيف إلى بييل وإنتهاء بالكويت.. كما أن أطرها القانونية ستكون ملتزمة بالقرارات الصادرة من مجلس الأمن وما نتج عن لقاءات الموفينبيك الشهيرة وصارت تعرف بمخرجات الحوار الوطني، وكذلك المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
الواقع أن هذه التوليفة التي خرجت بها الأمم المتحدة ليست أكثر من إعادة صياغة لخرائط الطريق التي رسمتها لإنهاء النزاعات في مناطق أخرى من العالم العربي وخارجه.. ولابد من إعادة التذكير بخريطة الطريق الأشهر التي وضعتها الرباعية لحل النزاع (الفلسطيني.. الإسرائيلي) وفي نهاية الأمر لم يتم تنفيذ أي منها لسبب جلي وبسيط: "أن الصراع في هذه الدول "عدا فلسطين" ليس صراعا حول برامج تخدم الأوطان ولكنه من أجل التشبث بالسلطة ولو كانت الكلفة هي دماء الأبرياء ودمار المجتمع.
لم يبرهن قادة طرفي الحرب الأهلية على أي رغبة حقيقية لوقف الحرب وإستمروا في تبادل الإتهامات حول المتسبب في إطالتها.. ومن المحزن أنهم لم يفكروا مطلقا بالحالة الإنسانية المروعة التي بلغت مداها الكارثي في محافظة الحديدة غرب اليمن والتي كان من المفترض أن تسقط كل مبررات عدم التوصل إلى وقف فوري للحرب وتقديم التنازلات والترفع فوق تفاهات السلطة وأن يبحث الجميع عن أي وسيلة تعمل على إنقاذ هؤلاء الأبرياء.
انشغلت الأمم المتحدة ومبعوثها في التعرف على شروط المتحاربين ورغباتهم وظلت لأكثر من 18 شهرا تبحث عن وسيلة تحقق بها مطالبهم.. ولكنها لم تلق بالا لما يريده اليمنيون ولا إكترثت بسماع أصواتهم..
تفرغ المبعوث الأممي للقاء المسؤولين عن الحرب ولم يمنح الذين يعانون من آثارها فرصة للإستماع لأصواتهم مكتفيا بلقاءات قصيرة مع أعداد قليلة منهم على وعد بلقاء آخر.
هذا الداء الأممي الذي صار العرب مدمني التعامل معه لإيجاد حل لقضاياهم يطرح تساؤلا عن دور المنظمات الإقليمية..
ولماذا أصابها العقم الفكري؟
ولماذا توارت وأصبحت هدفا للباحثين عن وظيفة مريحة ودائمة؟
إن "الخريطة" التي وضعها ولد الشيخ لا تزيد في نظري عن مبرر لإستمرار مهمة فريق عمله لأنها تعاملت مع الأمر كصراع على حكم بلد حوله المتقاسمون إلى بقايا أطلال وركام.
ما غاب عن ولد الشيخ هو أن قوى محلية مدنية وأخرى مسلحة عديدة أفرزتها الحرب ولا تقع تحت سيطرة أي من الذين إختصتهم "الخريطة" ومنحتهم حق تقرير مصير اليمن.. وهم الذين يجب التعامل معهم وإشراكهم في أي مفاوضات قادمة..
ولو كان المبعوث الخاص زار تعز ومأرب والحديدة وعدن وصعدة لوجد أن خريطته لا علاقة لها بالواقع.
المزيد في هذا القسم:
- السعودية هي ضحالة العصر.. ولا شيء آخر. المرصاد نت ماذا لو كان لدى السعودية بردّوني كالذي لدينا؟؟ماذا لو كان لديها شاعر بقامة بيت واحد للبردوني:وتقول لي مت أيها الذاويفأنسى أن أموت؟؟لو كان لدى السعو...
- اليمانيون والمولد النبوي ! بقلم : أمةالملك الخاشب المرصاد نت لذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله خصوصية في نفس كل يمني سواء كان من الشمال أو من الجنوب حيث كانت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة ...
- تعز بين نار العدوان وتوطؤ تحالف صنعاء المرصاد نت من دون مثالية أوممبالغة على القيادات السياسية والعسكرية في تعز أن تحسم أمرها وتعيد رسم مسار جديد لخياراتها أو لمساراتها السياسية والعسكرية وذلك بال...
- نحو المستقبل الواعد اقول للمهولين حتى وإن حدثت اخطاء هنا او هناك وهي مرفوضه طبعاً ويجب أن يتم تلافيها إلا انها ليست بالقدر الذي يصوره البعض وعليهم ألا يتناسوا اننا نعيش مرحله استثن...
- السعودية.. ومؤشرات السقوط ! بقلم : د. أحمد صالح النهمي المرصاد نت اعتمد التحالف العدواني السعودي في تضليل الرأي العام العالمي عن حقيقة جرائمه الإرهابية التي يقترفها بحق المدنيين في مناطق اليمن المختلفة على عدد من ...
- الرياض توقف نفطها المتوجه غربا.. جهد العاجز المرصاد نت السعودية التي دخلت في عدوان همجي على اليمن تحت ذريعة حماية وإنقاذ الشرعية وإعادتها الى صنعاء وأنهاء ما سمته الإنقلاب وكانت تامل حينها أن تحقق أهداف...
- المسمار الأخير في النعش المُدّنس المرصاد نت سمعنا وعلمنا بل وقد جربت وعانت بعض الدول مما تُسمى (الحروب بالوكالة) لكننا لم ننتبه الى ما يمكن وصفه (بالإحتلال بالوكالة) كمصطلح جديد كونه نمط من أن...
- هكذا تآمروا على اليمن ! بقلم : أ.عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت ما فتئتُ أنشر عن تفاصيل مؤامرة الحرب على اليمن منذُ عامٍ ونيف بعد ان تم معرفة كل أركانها لا سيما بعد الإعلان الرسمي لتحالف الحوثيين مع المخلوع صالح...
- سلسلة قضايا فساد كارثية ..الشعور بلا شعور ' الحلقة الرابعه ' ! بقلم : علي القاسمي المرصاد نت قد يعتقد البعض من خلال مطالعته ومتابعته لما اكتبه واقوم بنشره إسبوعياً في سلسلة حلقات متتالية حول قضايا فساد التأمينات الكارثية لـ (قارشة الأموال) ...
- العمل الدبلوماسي من يخدم ؟ بقلم : علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت مفاهيم اخرى : الدبلوماسية : هي التوازنات لحفظ البلدان أي الدول من ان تنهار علاقاتها ببعضها فمفهومها هو المرونة والتقارب في وجهات النظر وتبنى ...