المرصاد نت
بين حين وآخر ينشغل التاريخ الانساني بتدوين مرحلة فاصلة تحدث زلزالا تغييريا يمتد تأثيره وتداعياته الى ابعد الامكنة ومن البديهي ان ذلك الزلزال له بؤرة ينطلق منها و محيط يتحرك فيه و قطر يمتد على مداه وخلف كل تلك التغييرات المزلزلة يقف شخص قائد وشخص مفكر فيلسوف وقد يكون شخصا واحدا يحمل الصفتين القيادة والتفكير الفلسفي .
***
ربما لم يستوعب البعض اننا نعيش هنا في اليمن مخاضات زلزال تغييري كبير ستعم تداعياته المنطقة والمحيط البشري كله وان بؤرة ذلك التحرك هو ثورة فكرية كانت بؤرتها صعدة ومران تحديدا و كان فيلسوفها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي الذي وضع اسس ثورة فكرية فلسفية كبيرة لا تقف حدودها في اليمن بل تجاوزت الحدود و ذهبت الى اماكن بعيدة و هو ما ادركه الامريكان باكرا و شنوا الحرب عبر ادواتهم في اليمن " النظام " وفي المنطقة " السعودية " على الشهيد القائد واتباعه القلة آنذاك .
***
كان الهدف من تلك الحرب وأد مشروع الثورة الانسانية الذي بدأ يتبلور في عقلية وروحية ثلة من الناس وبدأ يؤثر على الكثيرين ويشغل تفكير الكثيرين ، وحين تمكنوا من قتل الشهيد القائد والكثيرين من اتباعه في مران اعتقدوا انهم تخلصوا من تلك البؤرة " الخطرة " باعتقادهم ، غير انهم لم يتخيلوا ان تلك البؤرة قد قذفت بمكنوناتها الى خارجها وان تلك المكنونات لاتزال تغلي في نفوس وعقول الآلاف الذين التفوا حول قائد جديد حمل الفكرة والهدف و اشتغل على مواصلة المسيرة .
***
لم تمض سوى حرب واحدة هي الحرب الثانية حتى ظهر السيد القائد عبدالملك الحوثي قائدا وفيلسوفا اذهل المراقبين في الداخل والخارج بطريقة ادارته لمواجهة غاية في التعقيد حيث كان يتحرك في مساحة جغرافية صغيرة ومفتوحة امام جحافل جيش دولة تقف خلفه لوجستيا دول الاستكبار العالمي كلها باموالها وسلاحها و تقنياتها وغطائها الاممي والانساني ، ولانه قائد محنك وفيلسوف ثاقب الرؤية فقد كان في نهاية كل حرب من الحروب الست يخرج باضافة جغرافيا جديدة وانصار جدد لمشروع الثورة الذي حمله مع المؤمنين به عن الشهيد القائد والشهداء الذين قتلوا معه .
***
ونحن اليوم بعد مرور سنوات على انتهاء الحروب الست و الدخول في تحرك سياسي وثقافي واجتماعي منذ 2011م مرورا بحروب تشبه الحروب الست توجت المشروع بنجاح ثورة 21 سبتمبر ، نشهد اوضح تجليات القيادة الحكيمة ذات الرؤية الفلسفية العيمقة وذلك من خلال ادارة مرحلة مواجهة العدوان الذي يقف وراءه العالم بكل ما للكلمة من معنى ، فالامكانات المتاحة لا تزن شيئا مقارنة بما يمتلكه العدوان غير ان ثمة فلسفة وقيادة تتلخص جلية في شخصية السيد القائد هي ما يقف وراء كل هذا الزخم الاسطوري الذي اذهل وارهق العالم .
***
لو تأملنا خطاب السيد القائد عشية ذكرى رأس السنة الهجرية ، لوجدناه يحوي ابلغ تجليات الثقابة البشرية واجلى انموذج لعقلية القائد المبصر بعين الحكمة الى ابعد مما يبصر الناس ، وبتراتبية وتسلسل مذهل وجدناه يفلسف علاقات البشر ببعضهم القوي والضعيف وكيف يصنع احدهم شخصية الاخر وسلوكه وينتقل من ضرب الامثلة التاريخية على وجود ثنائية المستضف والمستكبر والعبد والمعبود وكيف يصنع المستضعف المستكبر ويصنع العبد معبوده ويجعله في وعيه قويا ثم يصدق تلك الاكذوبة ويصل الى مرحلة الخشية منه رغم انه صنعه هو من الحجارة .
***
هذه الامثلة خلص منها السيد الى استنهاض وعي الناس باهمية التحرك بوجه غطرسة المستكبرين والخروج من تحت وطأة الرهاب الذي يصنعه الناس في دواخلهم تجاه ظواهر هي في الاساس ضعيفة ثم يسقط كل ذلك على ما يجري اليوم من عدوان على اليمن وكيف استطاع اليمنيون ان يقفوا بوجهه ويهزموه ويكسروا الصورة النمطية عن المستكبر بكونه لا يقهر .
***
السيد القائد في كلمته الاخيرة لو تأملنا بعمق في تفاصيلها سنجده لا يستنهض فكر ووعي الثورة في الانسان اليمني وحسب بل يستهدف بتلك الفلسفة المنطقية ذات الحجج والامثلة التي تلامس سريعا الوعي شعوب المنطقة التي اصبحت تقف في موقع القطعان ، صنعت طغاة و عودتهم على الفرعنة واوصلتهم تلك المذلة وذلك الانقياد الى درجة انهم لا يستطعيون ان يفكروا مجرد تفكير فيما يقرره الحاكم حتى وان كان الامر يتعلق بحياة الالاف ومصير الملايين و ثروة شعوب وقداسة دين وهوية .
***
وباعتقادي مثلما تمكن هذا القائد الفيلسوف من استنهاض الشعب اليمني رغم الحروب التي شنت للحيلولة ذون ذلك على مدى سنوات على بقعة جغرافية صغيرة في صعدة شمال اليمن بدعم ورعاية خفية من قوى الاستكبار فانه سيتمكن من استنهاض شعوب المنطقة رغم الحروب والحصار القائم على اليمن والذي يدار علنا برعاية دول الاستكبار وعلى راسها امريكا ، بل مثلما انتهت الحروب الست وما تلاها من حروب ضد المشروع القرآني الثوري بزلزال محلي هو ثورة 21 سبتمبر فانني اثق ان هذه الحرب التي تشن على اليمن ستسفر عن زلزال كبير في المنطقة يليه زلزال اكبر على مستوى العالم .
المزيد في هذا القسم:
- مظاهر العيد في اليمن -! بقلم :علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت يظل العيد بهجة الأطفال في اليمن فهم من يتجه الرجال والنساء لاسعادهم بشراء ثياب العيد لهم ومستلزمات الزيارات الاسرية التي يتم إصطحابهم فيها . النسا...
- من قتل شرف الدين، ولماذا..؟! من يقول رأياً هل يحصد رصاصة، ومن يحمل فكراً هل يجني عبوّة ناسفة، ومن يتبنّى قضية هل يُذبح في غرفة نومه، ومن يقف إلى جانب حق من الحقوق المكفولة شرعاً وقانوناً؛ ه...
- خطاب حرب أم خطاب سلام ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت سأبدأ من حيث انتهى السيد عبدالملك الحوثي في خطابه مساء الليلة سأتجاوز موضوع المناسبة المتعلقة بذكرى تدشين شعار الموت لأمريكا الذي بات عنوانا يعرف ج...
- لماذا سحبت واشنطن مستشاريها العسكريين من السعودية ؟ بقلم: بندرالهتار المرصاد نت بعد عام ونصف من العدوان تعلن الولايات المتحدة الأمريكية أنها سحبت أغلب مستشاريها العسكريين من السعودية وأبقت على أقل من 5 من أصل 45 مستشارا عسكريا ...
- أنتبهوا الإنجليز خباث قوي قوي ! المرصاد نت بقى ممثل الامم المتحدة في صنعاء حتى اللحظة يثير الريبة .. أنتبهوا يا جن لأ تلتزموا باشياء قبل ما تستشيروا عقلائكم ومنكم كثير يفهمون جيداً كل القضاي...
- لهذه الأسباب كان لابد من اجهاض مشاورات جنيف! المرصاد نت النيّة المبيَّتة للتحالف (السعودي - الإماراتي) لإجهاض مشاورات "جنيف" لاتحتاج لعالِم تنجيم أو محلل سياسي محترف.. فقد جاء التحضير للّقاء فيما نظاما (...
- هموم اليمن ومستقبله الغامض من المتابعه للاحداث الان وماتمر به البلاد من ازمات وخلط في الاوراق نجد ان الازمات المفتعله من تازيم الوضع الاقتصادي والسياسي اجد انها مفتعله من قبل شخصيات معروف...
- الأسد .. لا حلّ معه ولا حلّ من دونه ! بقلم : نصري الصايغ المرصاد نت منذ خمسة أعوام، تتحكّم لاءان بالأزمة السورية: «لا حل مع الأسد»، و «لا حل من دون الأسد». وبين اللاءين تتضاءل سوريا وتكاد ...
- المعادلة الصعبة ! بقلم : أ. عبدالملك العجري المرصاد نت إنها أغرب وأعند أحجية يريدون إكراهنا على الإيمان بها مع أن الله الذي يملك كل هذا الكم الهائل من المجرات السماوية لم يعمل على إكراه احد للإيمان ...
- كتب: عادل الشجاع شبيبة يواجه فكر الحوثي الطائفي بفكر الانتقالي المناطقي نحن أمام لحظة مخزية لوزير سلطة الشرعية التي أثبتت هذه الشرعية أنها لا تملك أي مرجعية وطنية وغير ملتزمة بالقضايا الوطنية، فما هو الفرق بين انقلاب الحوثي على الدو...