ياسارية الضالع الضالع

azal algawi
 
لم أكُـن أُريد أن أخوض في جدلية الساعة حول موعد المليونيات أو شعاراتها أو من سيعتلي هامة الجماهير ليكرر شعارات سئمناها منذ سبعة اعوام بل لا ابالغ ان قلت اني كنت من اشد المعارضين لتكرار المليونيات من باب الخوف على حصر النضال في الحراك بــ "نمطية" المليونيات التي تتطلب توافق حتى على الصورة والمايك وحق الباص .... الخ من المصروفات والعمولات والنثريات وغيرها , كما كنت في السابق معترض على الساحات والبقاء فيها خوفاً ايضاً من تجريد الحراك من المقاومة والتصعيد والحال ذاته مع ثورة التغيير , ولكن قدر الله وماشاء فعل وهذا ماكسبت ايدينا والقادم ايضاً هو ماسنكتسبه بأيدينا .
معلوماً للجميع أن الحراك اختار" السلمية " كخيار أوحد دون تعريف ماهية "السلمية" ومداها ووسائلها وأساليبها الى درجة تجريد حتى الشجر والحجر ناهيكم عن البشر من حقهم في الدفاع عن النفس ، مجرد الدفاع عن النفس ولن نخوض في مسائل القصاص كحق شرعي سماوي وعرفي وقانوني ،، حتى أصبحنا كـالغرض نـُـرمى ولا نـَـرمي  كما قال الإمام علي ابن ابي طالب ( ع ) يعني بالهجة الدارجة اصبحنا نصع لكل من جاء تنصع .
كعادتي في السذاجة توقعت أن الشعب الذي مل من  كل الآعيب السياسية والسياسين سينتفض دون حق الباصات وسيغضب بمجرد سماع الخبر المتوقع بتقسيم البلاد والعباد الى اقاليم لم ينزل بها الله من سلطان ولكن لم يحدث ذلك ,كما توقعت وكنت ساذجاُ أيضاً انهُ : إذا تعرض جزء من الوطن لعدوان غاشم سيتداعى بقية الاجزاء بالسهر والحمى أو بالسهر فقط ، فشطحت بخيالي أن الناس ستتدافع بمليونيات ومن دون حق الباصات الى الضالع لوقف المجازر أو في الحد الادنى ستكون مليونية عدن القادمة فيها أي شي لدعم إخواننا في الضالع الذين يراق دمهم في الشوارع والمنازل دون أي ذنب إقترفوه ، إلا إذا اعتبرنا دفاعهم عن أنفسهم جريمة تخِّلُ بسلميتنا ، وأنهم مذنبون لأنهم صاروا في زمنٍ يُقتل اطفالهم ونسائهم ورجالهم دون ان يندى لنا جبين ! وقد كان ذلك ايضاً من قبلُ في أبين وحضرموت ،،، والحبل على الجرار .
سأستمر في سذاجتي وسأحلم  أنه - في  المليونية القادمة- سيتبرع كل من سيحضر ومن لم يحضر بمئة ريال لدعم الضالع ،  وسأحلم أن المليون في مئة في الحد الادنى ستكون مئة مليون ،  وسأحلم أن عشرة الف شاب من بين المليونية ستاخذهم الحمية والنخوة أن يتجهوا الى الضالع او سيحضروا الضالع الى كل مدينة وقرية نصراً للضالع أو حتى نتساوى في الموت والتنكيل معهم أو أي شيء من هذا القبيل .
أخشى ما أخشاه أن سذاجتي وأحلامي قاربت أن تنتهي على واقع مُناقض ،  ولا أعرف هل انا فقط من سيصحو !! أم سارية المليون المتجهة لغير القبلة او كما يقول المثل ( الطبل في الوادي والشرح في الجبل ) . 
 
وختاماً أقول للمليونية القادمة بعد يومين : ياسارية الضالع الضالع

المزيد في هذا القسم:

  • الحرب على «الربيع العربي»! المرصاد نت لا شيء من لا شيء كما يقول العلم ولكن التاريخ يبدأ من الأحداث الكبيرة والعناوين الرئيسية ولا يحتفي كثيراً بالجزئيات والتراكمات الكمية.ثورة الربيع ال... كتبــوا