المرصاد نت
يا أمّي .. العالَم يحتفل بعيد الحب ..ونعيش نحن الموت هنا كل ساعة ونتجرّع ويلات الحرب كل لحظة ،،ونُسقَى كؤوس المنايا قبل كل نومة ويقظة ! أيُّ عيدِ حبٍّ هذا ؟! يا أمّاهُ لا وجود هنا _في اليمن_ إلا للّدم الأحمر القاني .. إنني أحاول البحث عن وردٍ أحمر كي أؤمن أو أصدق بأن هناك شيئاً اسمُه "عيد الحب" .
لا رائحة للورد هنا ؛ ولا عصافير تغرّد .. ولا هديل للحمام .. لا رائحة هنا إلا للدّم الأحمر . لا موسيقى هنا إلا سوى الموسيقى الناتجة عن تحليق الطيران ..وصخَب أصوات القذائف والصواريخ . لا حياة هنا ..,لا ماء هنا ..لا هواء هنا ..ولا خبز هنا . الناس جوعى ..والأطفال عطشى ..والنساء غَرْثى..والصدور حرَّى،،
فعن أي عيد تتكلمون وبأي حب تحتفلون؟! كيف لكم أن تحتفلوا وشعبنا يتضوّر جوعاً ! وكيف لكم أن ترقصوا ونساؤنا يمُتْن كمَداً وحزناً ؟! بل كيف لكم أن تضحكوا وتسرحوا وتمرحوا وأطفالنا يسّاقطون خوفاً وهلَعاً وذُعْراً ؟! هنا حيثُ كل ذاتُ حملٍ تضعُ حملَها ..وهنا يصيرُ الوِلدان شيباً ! وهنا يموت الرجالُ قهراً والعالم اللئيم يتفرّج ..بل يقهقهُ ساخراً من صراخ الأطفال ! كلاب العالم تلعقُ دماءَنا وتَلَغُ فيها ونحن مكبّلون من كل جهة وناحية .. سماؤُنا ملبّدة بغيوم الحزن ..وأرضنا تنزف دماً عبيطاً لا يكاد ينقطع . غاضبٌ بحْرُنا والمحيط ،،جبالنا تزمجر سخطاً .
يا أُمي ..لا أدري لمَ نعيش هذه الحرائق ؟ أيتها السماء: ما الجريرة التي اقترفنا ..والخطيئة التي اكتسبنا ..؟ أوَ بعد كل ما فعلوه بنا يحتلفون ؟! إنهم يصفّقون للقَتَلة ..ولكن أنى لهم أن يستوعبوا أحسبُ أن الدّور سيأتي عليهم ،ولا أخالها تكهّنات بل إنه القَدَر يا أمي ما داموا في سباتهم ونومتهم العميقة . إنني مصدوم ! يا بني الإنسان ليكنْ لكم موقفٌ قوي ،وصرخةٌ غاضبةٌ مدوية ،وصيحةٌ تقتلع قتَلَة الأطفال والنساء . يا هذا ..كن إنساناً ولو لمرة واحدة ! هل تستطيع فعل ذلك ؟! لا أعتقد !!
حسناً إذاً .. فلْتحتفلوا إذا شئتم ..فلم يعُد يعنينا شأنُكم ،ولا يهمُّنا أمركم ، لقد يئسْنا منكم .. سنحتفل نحن ! سنحتفل بشهدائنا ..سنضحك باكين ..ونبكي ضاحكين .. وسنبتسم رغم غصّة الألم . ستزغردُ حرائرُنا ..وتطرب وتبتهج أرضُنا ..باستشهادِ شهيد ..وعودةِ جريح . سنحتفل مع الله فهو ملاذُنا وعونُنا ..ولنسمتد منه القوة والصبر . أتدرون ؟! لم نعُد نبالي بكل ما يحصل لنا ما دام في عين الربّ .. إنه يرانا وكفانا بهذا شرفاً وفخرا وسعادة ! هذا ديننا ،وهذه قضيتنا ،،وتلك حرّيتنا ولا يمكن أن نساوم عليها أبداً هذه هي أرضُنا ..فإما ننتصر أو نستشهد ..
فلْتذهبوا .....
المزيد في هذا القسم:
- حكومة العاجزين عن إثبات العجز ! بقلم : حمير العزكي المرصاد نت إستمرار حالة الشلل الكلي للحكومة في أدائها عموما وفيما يخص ازمة المرتبات خصوصا جعلها عاجزة حتى عن اثبات عجزها ، وبدلا من لومها على عدم قدرتها على ص...
- اليمانيون والمولد النبوي ! بقلم : أمةالملك الخاشب المرصاد نت لذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله خصوصية في نفس كل يمني سواء كان من الشمال أو من الجنوب حيث كانت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة ...
- الخامس من أكتوبر اليوم العالمي للمعلم كتبت: إخلاص القرشي يركز العالم على أهمية التعليم بإستحداث المناهج الجديدة التي تتماشى وروح العصر والتي تنقل الطالب الى الحداثة ...
- الخوف!: كتب عبدالباسط الحبيشي طالما والناس يعبدون الخوف دون الله فعليهم مايستحقون. هُم انفسهم من اوصلوا الوضع الى هذه الدرجة. لو كل يمني في التواصل الإجتماعي يقوم فقط دون انانية وكبرياء وحق...
- رسالة الى رئيس حزب المؤتمر (علي عبدالله عفاش) المرصاد نت أن تتحول وحزبك الى معارضة وتسخر اموال الشعب اليمني التي نهبتها طيلة 33 عام وتتحول الى معول هدم وخنجر يطعن وينهش في ظهر هذا الشعب وفي هذه المرحلة با...
- المشككون والمخونون .. قضية إغاثة النازحين واجب إنساني ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت لاشك بأن قضية النازحين الذين انتقلوا من محافظة تعز الى بعض المحافظات الأخرى ومنها أمانة العاصمة التي أصبحت مفتوحة لهؤلاء ممن لاحول لهم ولاقوة هي قضي...
- المفاجأة ! بقلم : ابراهيم هديان المرصاد نت جاء العدوان الخليجي الأمريكي الصهيوني لإسكات حالة الثوره والغليان والحماس لتحقيق المستحيل عند ثوار 21 سبتمبر وأغلبهم فتيان في عمر الزهور وبعد ...
- «الشرعية» اليمنية: اسمٌ من دون مُسمّى ! المرصاد نت تآكل مع مرور الوقت الدور الوظيفي لما يُسمّى «الشرعية» اليمنية مُمثلةً في الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي إلى الحدّ الأدنى حتى...
- وجود القاعدة هو الخطر وليس محاربتها! واصلوا دك حصونها ومعسكراتها المعلنة ولا تابهوا بتهمة اثارة الحروب الطائفية المزعومة التي تروجها الاغطية السياسية والاعلامية للارهاب الداعشي. كل الشعب معكم في ه...
- التمترس خلف المقدسات ورقة العدوان الأخيرة المرصاد نت أستخدمت قوى العدوان في عدوانها على اليمن ما بمقدورها عملة من حرب عسكرية واقتصادية واعلامية وسياسية لعلها تعمل على كسر او التأثير على صمود شعب الأيم...