هكذا تآمروا على اليمن ! بقلم : أ.عبدالباسط الحبيشي

المرصاد نت

ما فتئتُ أنشر عن تفاصيل مؤامرة الحرب على اليمن منذُ عامٍ ونيف بعد ان تم معرفة كل أركانها لا سيما بعد الإعلان الرسمي لتحالف الحوثيين مع المخلوع صالح بما يتناقض تماماً alhobaishi2016.8.27مع مبادئ ومعطيات الثورة بذريعة العدوان الذي هو في الأصل ركن أساسي وأصيل من المؤامرة الدولية على اليمن.

وفي كل منشور أتفاجئ من خلال الإتصالات والتعليقات بأن البعض يصر على ان مايحدث  ليس مؤامرة على اليمن بينما يعترف بأنها حرب كونية عليه ولكن دون اي مبررات.  كيف تكون حرب كونية ودون مبررات ولا تكون مؤامرة؟.

أما البعض الآخر فتجده مقتنع تماماً بما يروج له صُنَّاع المؤامرة بأنه ليس هناك مؤامرات أصلاً في هذا العالم وان من يقول بنظرية المؤامرة او يعترف بها مُغفل، لكن عندما تطلب منهم تفسيراً لما يحدث من حروب وصراعات وإسقاط  أنظمة ودوّل تجده يبلع لسانه.

وبعضهم يقطع نهائياً بعدم وجود عملاء في الداخل  يقومون بتسهيل  وإستدخال الحرب والفتنة والهزيمة الى الداخل ويظن بأن الحرب  خارجية بشكل قاطع وليس لها أية أيادي في الداخل ويكتفي بالإقتناع بصراخ  وخطابات العدو الداخلي بانه ضد العدوان بينما هو رأس حربة للعدوان في عُقر داره.

وتكملة للمنشور او المقال السابق بعنوان "لماذا تُقصف صعدة وليس صنعاء" فإني أجزم بأنه لم توجد مؤامرة على مدى التاريخ البشري أقذر وأحقر وأبشع وأحط من المؤامرة على اليمن وشعبه من حيث إشتراك بعض اليمنيين في تنفيذها حتى ضد أهلهم وأقربائهم لدرجة انه يستحيل حتى على الشيطان نفسه ان يكتشف أسرارها ناهيك عن اليمنيين أنفسهم.

الهدف من الحرب على اليمن في الأساس هو تدجين كل اليمنيين  وأخضاعهم للقبول الغير مشروط لمخططات القوى الإقليمية/الدولية مقابل ضمان حياتهم وعيشهم على فتات الموائد، ومن يعترض فمصيره  هو الموت الزؤام .    والمعترضون على تنفيذ هذا الهدف  من اليمنيين ينقسمون إلى قسمين: قسم ضد العدو الخارجي،  وقسم آخر ضد العدو الداخلي التابع في الأصل للعدو الخارجي.

بمعنى ان من يريد قتال العدو الخارجي فلابد من إبادته، ومن يريد قتال العدو الداخلي ايضاً لابد من إبادته، لأن كلاهما ضد العدو نفسه ومخططاته ومؤامراته؛ فتم تسمية الأول بالمجاهد ضد العدوان الذي يتم إبادته بالقصف او بطرق أخرى ومنها الإغتيال، وأُطلق على الثاني مُرتزق وتتم إبادته ايضاً بالقصف من قبل العدو نفسه والذي أرسله ظاهرياً ضد عميله، او بصورايخ العميل الذي في الداخل بعد تسليمه الإحداثيات الكاملة التي تُحدد موقعه، او أيضاً بطرق أخرى ومنها الإغتيال.

في كلتا الحالتين نجد انه يتم إبادة اليمنيين من الطرفين تحت عنواين مناطقية وطائفية وغيرها بينما العدو الذي شن العدوان اصبح في منأى عن الصراع  بل انه بات وسيطاً نزيهاً يطلب فض الصراع بين اليمنيين او وقف الحرب الأهلية في اليمن التي لم تكن موجودة أصلاً، والأدهى والأمر من ذلك اننا نجد أطراف يمنية تّدعي بأنها تعمل ضد العدوان بينما تقوم رسمياً بتنصيب العدو كوسيط بين الفُرَقاء اليمنيين وهي لجان ماأطلق عليها بلجان المفاوضات.

من هذا المنطلق تم إيهام الشعب اليمني بأن صنعاء العاصمة هي المدينة المستهدفة من قبل العدو الذي ينوي إسقاطها وإحتلالها .. العدو الذي أصبح وسيطاً بين اليمنيين إلا انه مايزال يقصف كل المدن والقرى اليمنية ويستهدف الأبرياء من المدنيين وأطفالهم  دون ان يتعرض لعملائه في العاصمة الذين يدّعون انهم ضد العدوان ويَصُدُّون العدوان بينما يقومون بالتفاهم معه سراً عن طريق قنوات مختلفة.

إن العدو وعملائه الذين أهلكوا الزرع والنسل في كل انحاء اليمن والمدن الرئيسية ومراكزها الحكومية ومؤسساتها الرسمية ومطاراتها وموانئها لاسيما مدينتي عدن وتعز اهم مدينتين كوسمبولتيتين مدنيتين ثقافيتين وإقتصاديتين في اليمن،  بينما ظلت صنعاء التي أراد العدو ان يغزوها ويحتلها كذباً ظلت هي الملجأ  الرئيسي لكل اليمنيين. هذا طبعاً ليس حباً بصنعاء التاريخ او بمناراتها البديعة او بطيرمانتها الجميلة او بسكانها الطيبين او ايضاً بسبب قدرة اليمنيين الخارقة بالدفاع عنها في فرضة نهم او في بني حشيش او في أرحب.  لا لا .. ابداً .. بل لأن العدو يريد ان يقدم أفضل نموذج سيء وقميء له للحكم ويفرضه غصباً على مستوى الساحة اليمنية وعلى اليمنيين ان يرضوا به  بكل قُبحه وحقارته كأفضل بديل يستحقوه ولكن من قبل عملائه هو .. من وكلائه الحصريين  فقط.. اصحاب الوكالة منذُ أربعة عقود  ،، يريد ان يقدم لليمنيين خيار حصري ووحيد فقط، وعليهم ان يقبلوه.  ولذا فهو يعمل على تمكين عملائه الأصليين في صنعاء دون غيرهم من بقية المدن بما فيهم عملائه الذين في الرياض، من تقديم النموذج الأفضل  في صنعاء من حيث إستتباب الأمن النسبي  وغيره  من العوامل  التي تمكنهم من السيطرة والسطوة  والتسلط إضافة الى الصبغة الوطنية الزائفة في الدفاع عن الوطن وصد العدوان الوهمي المغدور بينما هم من يديرون العدوان من الداخل بالقناع الذي حرمه على الآخرين من مرتزقته والذين يسبحون بنعمته شاكرين.

المزيد في هذا القسم:

  • حماية بلا ثمن ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت سابقة خطيرة وغير مسبوقة في الأعراف الدبلوماسية أن يخرج رئيس دولة عظمى - ولثلاث مرات متتالية - بخطابه المهين لملك دولة حليفه وتربط دولتيهما علاقة اس... كتبــوا