مستجدات الأحداث

No More Articles

استشهاد سليماني والمهندس ... إنها الحرب!

المرصاد نت - متابعات

لم يكن الحاج قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس يتخذان اجراءات امنية غير اعتيادية. على العكس من ذلك حركتهما كانت شبه طبيعية، وشبه علنية. في بغداد كان يُعرف موعد قدوم «الحجّي»Iran Iraq2019.12.33 من طهران أو من غيرها إلى العاصمة العراقية من قِبل غالبية العاملين في الشأن العام. وكان يٌعرف من التقى ومن سيلتقي. كان الرجلان قريبين من الموت مرات كثيرة. عند محاور القتال في لبنان والعراق وسوريا، أو على مهداف قتلة الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية غير مرة. لكن قرار عدم اغتيالهما سابقاً كان نتيجة لقوة الردع في محور المقاومة.

واغتيالهما فجر اليوم لم يكن عملية أمنية معقدة؛ لكنه في الميزان السياسي والعسكري العملية الأقسى التي يتعرّض لها المحور منذ استشهاد الحاج عماد مغنية على أقل تقدير وعلى مستوى أوسع. ضربة لئيمة تفتح باب الجنون في الإقليم. من اتخذ القرار هو إما غبيّ لا يدري ما أقدم عليه، أو والأرجح انه يفتح باباً لحرب اعدّ لها مسبقاً. هو قرار تريد منه الولايات المتحدة الأميركية القول لمحور المقاومة إن «قوة ردعك تتآكل ولن يثنينا شيء عن منعك من طردنا من الاقليم وسنستهدف كل قادتك ونقاط قوتك».

هي معادلة «صفرية» سيكون على محور المقاومة ألا يتعامل معها إلا بما يوجب الثأر، لا طلباً للثأر وحسب بل لإعادة الاعتبار إلى قوة ردعه، وترسيخ ما انجزه على مدى عقود. اغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، الحاج قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس في بغداد قبيل منتصف ليل الخميس - الجمعة (2-3 كانون الثاني 2020) لا يمكن أن يمر كغيره من الاحداث في الإقليم.

سليماني هو الجنرال الإيراني الأشهر شريك الحاج عماد مغنية في الدفاع عن لبنان في حرب تموز - آب 2006م والداعم الاول للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي - البريطاني للعراق ومهندس خطوط الدفاع عن دمشق والشريك الميداني للرئيس بشار الأسد في المعارك السورية الكبرى (كمعركة استعادة حلب، على سبيل المثال لا الحصر)، والرجل الذي فاوض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإقناعه بالتدخل في سوريا وشريك مدير الاستخبارات التركية حقان فيدان في تسويات الشمال السوري وغيرها، وصلة الوصل الأولى بين إيران وفصائل المقاومة الفلسطينية. في عهده تحوّلت قوة القدس في الحرس الثوري إلى قوة عسكرية إقليمية عظمى، تعمل كقوة إسناد حربي و«لوجستي» في المناطق الممتدة من اليمن جنوباً، إلى ما بعد العراق شمالاً مروراً بلبنان وسوريا وفلسطين، وخاصة في قطاع غزة حيث له نصيب كبير في تطوير قدرات المقاومة في سوريا والعراق، تلاحقه اسرائيل ملاحقة استعلامية حثيثة وعملياتية، لمنعه من نقل أسلحة كاسرة للتوازن إلى البلدين، و«استنساخ» تجربة المقاومة اللبنانية فيهما، وهو ما ترى فيه تل أبيب خطراً وجودياً.

الحاج قاسم سليماني قضى على الطريق من مطار بغداد إلى العاصمة العراقية. هو نفسه في نظر محور المقاومة، طريق القدس. كان آتياً من دمشق، فخرج المهندس لاستقباله في المطار. غادرا في «موكب» بسيط، مؤلف من سيارتين لا اكثر. استهدفتهما طائرات اميركية، بعيد انطلاقهما من المطار ليقضي كل من كان في السيارتين وبينهم إلى سليماني والمهندس مسؤول التشريفات في الحشد الشعبي محمد رضا الجابري وعدد من أعضاء الحشد.

اما المهندس (اسمه الحقيقي جمال محمد جعفر) فهو، عملياً، قائد أركان «هيئة الحشد الشعبي». النائب السابق في البرلمان، عاد إلى بغداد عام 2003، آتياً من طهران بعد تهجيرٍ دام أكثر من عشرين عاماً. معارضته لحكم «البعث» والرئيس صدّام حسين أوصلته الى نهاية المطاف أن يكون قائداً لـ«فيلق بدر»، منتصف الثمانينيات. اكتسب في تلك الفترة خبرة عسكرية واسعة ما لبث أن طورها في مقاومة الاحتلال الأميركي، وقتال «داعش» الرجل الستيني ابن مدينة البصرة متّهمٌ بجملة قضايا «إرهابية»، كتفجيرات الكويت التي استهدفت السفارتين الأميركية والفرنسية عام 1983.

سارعت واشنطن إلى تبني عملية اغتيالهما، على لسان مسؤول تحدّث إلى «رويترز». اغتيالهما أتى في سياق سياسي وعسكري عراقي شديد التعقيد. انتفاضة شعبية تسعى واشنطن إلى استثمار نتائجها لصالحها، والتأسيس عليها لتقليص نفوذ طهران في بلاد الرافدين، وتنفيذ انقلاب ضد الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية. اما عسكرياً فلجأت قوات الاحتلال الأميركي يوم الاحد الماضي، إلى الاعتداء على مقار للحشد الشعبي عند الحدود العراقية - السورية قرب مدينة القائم، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 25 مقاتلاً وجرح العشرات.

لم يكن ذلك رداً على استهداف موضعي لقاعدة عسكرية أميركية في بغداد بل سعياً من قوات الاحتلال إلى تثبيت قواعد سياسية جديدة عنوانها الفصل بين سوريا والعراق وتحجيم «الحشد» وباقي قوى محور المقاومة في بلاد الرافدين. كان الجميع في انتظار الرد على الاحتلال الأميركي، فإذا به يذهب بعيدا فجر اليوم باغتيال الحاج قاسم والمهندس في عملية عنوانها هذه المرة الفصل بين ايران والعراق ومن خلفه باقي قوى المحور.

ماكينة الشائعات الأميركية - الخليجية انطلقت فور تنفيذ الجريمة. جرى التداول بأسماء قادة من حزب الله اللبناني للقول بأنهم استشهدوا مع سليماني والمهندس إلا أن مصادر عراقية ولبنانية نفت وجود أي شهيد من الحزب في العملية. بعد ذلك، نشرت قناة «العربية» السعودية خبراً مفاده أن قوات المارينز اعتقلت قائد «عصائب اهل الحق» الشيخ قيس الخزعلي وقائد منظمة بدر هادي العامري. الخبر ليس صحيحاً، لكنه مؤشر إلى لائحة الأهداف الاميركية في «أرض السواد». الخزعلي والعامري كانا إلى جانب المهندس وغيره من قادة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية، يقودون الجماهير التي اقتحمت مجمع السفارة الأميركية في بغداد الثلاثاء الماضي تعبيراً عن الغضب لعدوان القائم.

اغتيال سليماني والمهندس ليس حدثاً عابراً هو قرار اتخذته الإدارة الأميركية بإشعال الإقليم وفي أقل تقدير محاولة لإعادة الزمن إلى الوراء ومحو النتائج التي أفرزها صمود محور المقاومة في لبنان وسوريا واليمن والعراق وفلسطين، وسعي إلى المزيد من العدوان الذي يُراد منه تدمير كل المنجزات التراكمية لهذا المحور. ومن دون أي «معلومة» من أي «مصدر موثوق» في المحور يمكن توقّع رد فعله. ثمة خطوط حمراء أسقطها اغتيال سليماني تحديداً... وبناءً على ذلك، ستدفع الولايات المتحدة الثمن باهظاً. فالخطوط الحمر لا تسقط من جانب واحد.

حرس الثورة الإيراني يؤكد أنه سينتقم لدماء سليماني والشهداء
أصدر حرس الثورة في إيران بيان تعزية باستشهاد قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ورفاقه الشهداء في العدوان الأميركي الأخير في بغداد. واعتبر حرس الثورة أن اغتيال اللواء سليماني يأتي "في ظروف مُنيَ فيها الأعداء بالهزائم المتتالية في المنطقة" مؤكداً استمرار نهج الشهيد والانتقام لدمائه الزكية.

وذكر البيان أن اللواء سليماني ليس فرداً وحسب، بل هو مدرسة لن تنضب، مركزاً على أنه "من اليوم وصاعداً ستترجم معاني هذه المدرسة أكثر في جغرافية الهيمنة والوجود غير القانوني والاستعماري في أقصى نقاط العالم" وأكد حرس الثورة أنه سينتقم بشدّة لدماء الشهداء وسيكمل طريق اللواء سليماني بقوة وعزم أكثر من السابق على جبهة المقاومة الإسلامية.

من جهته أكد المتحدث باسم أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كيوان خسروي أنه وخلال الساعات القليلة المقبلة سيتم الإعلان عن موقف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حيال الاعتداء الأميركي واستهداف سيارة اللواء قاسم سليماني في بغداد الذي أدى إلى استشهاده ورفاقه.

ولفت إلى أن الحكومة الأميركية تتحمل العواقب القانونية والسياسية والعسكرية والأمنية لهذه الجريمة، "وستتحمل واشنطن تكاليف باهظة أكبر بكثير من الإنجازات الوهمية لهذه الخطوة العمياء". وشدد خسروي على أن الحسابات الأميركية لطالما كانت مخطئة، "وستدرك واشنطن اليوم أن المقاومة لا تستند على شخص واحد بل هي شجرة مثمرة وستكمل طريقها بقوة وقدرة".

روسيا والصين تستنكران اغتيال سليماني والمهندس: خطوة مغامرة ستؤدي إلى التصعيد
أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة أن موسكو تعتبر استشهاد الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة صاروخية أميركية ببغداد "خطوة مغامرة التي ستؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة كلها".

مصدر في وزارة الدفاع قال إن "مقتل سليماني في ضربة صاروخية أميركية بضواحي بغداد نعتربها خطوة مغامرة ستؤدي لزيادة التصعيد في المنطقة كلها"، مشيراً إلى أن "سليماني خدم بإخلاص للدفاع عن المصالح الوطنية لايران". وأعرب المصدر عن خالص التعازي للشعب الايراني.

رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية الروسية قسطنطين كوساتشوف رجح أن إيران "قد تسرع في إنتاج السلاح النووي بعد اغتيال سليماني" بحسب قوله. ورأى كوساتشوف أن الولايات المتحدة قتلت أي أمل في حلّ مشكلة الأسلحة النووية الإيرانية بعد اغتيالها سليماني.

مجلس الدوما الروسي رأى أن الوضع المحيط بمقتل سليماني "سيُستخدم لتجييش الرأي العام داخل أميركا من أجل سياسة عدوانية متزايدة تجاه إيران". عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما يفغيني بريماكوف قال "إن مقتل سليماني سيؤدي إلى تفاقم الوضع في منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير". وأضاف "سوف تجيب إيران بوضوح - كيف؟ أين؟"، مشيراً إلى أن "السفارة الأميركية محاصرة في بغداد وكانت هناك بالفعل معلومات تفيد بأن أجهزة المخابرات العراقية حثّت الأميركيين على الإخلاء في أقرب وقت ممكن، وكان هذا حتى قبل اغتيال سليماني ".

بريماكوف أكد أن "سليماني لم يكن يوماً ارهابي، بل هو قائد مسؤول، قائد فيلق القدس" وتابع أن "العراق ولبنان وسوريا كانوا يعتمدون على سليماني، وكان رجل خطير بالتأكيد بالنسبة لإسرائيل وأميركا، لقد كان ذكياً للغاية ومبدئياً وبعيد النظر، وأفترض أن العديد من عمليات مكافحة الإرهاب الأميركية في العراق ستكون مستحيلة دون تنسيق مع مجموعاته".

 من جهتها دعت الصين إلى ضبط النفس من جميع الأطراف، وخصوصاً الولايات المتحدة، بعد استشهاد الجنرال سليماني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ "نحضّ الأطراف ذات الصلة وخصوصاً الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر".

إلى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف "دائرة العنف والاستفزازات التي يشهدها العراق خلال الأسابيع القليلة الماضية" بعد العدوان الأميركي الذي أدى إلى استشهاد قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيرانية قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بالإضافة إلى آخرين من قادة الحشد.Bagdad2019.12.3111

رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، شدّد في بيان على "ضرورة تجنب المزيد من التصعيد بأي ثمن". وقال ميتشيل إن "العراق لا يزال دولة هشة للغاية وهناك الكثير من الأسلحة والكثير من الميليشيات التي تبطئ العملية نحو العودة إلى الحياة اليومية الطبيعية لمواطني العراق". وأضاف "أن الخطر يكمن في اندلاع موجة من أعمال العنف في المنطقة بأسرها وصعود قوى الإرهاب الغامضة التي تزدهر في أوقات التوترات الدينية والقومية".

وبينما ذكرت وكالة "سكاي نيوز" أن بريطانيا عززت الأمن والجاهزية في قواعد عسكرية في الشرق الأوسط، دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، كل الأطراف لنزع فتيل التوتر، معتبراً أن "تصعيد الصراع ليس من مصلحتنا". وقال راب "لطالما كنا مدركين للخطر العدواني الذي يشكله فيلق القدس الإيراني بقيادة سليماني".

وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية قالت بدورها، إن "الأولوية للاستقرار في الشرق الأوسط"، مشيرةً إلى أن باريس ستتواصل مع القوى الإقليمية بشأن إيران"، فيما حثّت السفارة الفرنسية بطهران مواطنيها على "الابتعاد عن التجمعات العامة" بعد عملية الاغتيال.

من جانبها أعربت السلطات الألمانية عن قلقها الشديد جرّاء عملية الاغتيال، داعيةً إلى "خفض التصعيد".

وتراجعت الأسهم الأوروبية بالتعاملات الصباحية، اليوم الجمعة، فى آخر جلسات الأسبوع، مع عزوف المستثمرين عن المخاطرة فى ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. وانخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.6%، في الوقت الذي هبطت فيه جميع مؤشرات الدول الرئيسية أيضاً.

سوريا: العدوان الأميركي الجبان لن يؤدّي إلّا إلى المزيد من المقاومة
إلى ذلك دانت سوريا بشدّة "العدوان الإجرامي الأميركي الغادر" الذي أدى إلى استشهاد قائد قوّة القدس اللواءقاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وعدد من كوادر الحشد معربةً عن تضامنها الكامل مع العراق وإيران.

واعتبر مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين السورية أنّ عملية الاغتيال تشكّل "تصعيداً خطيراً للأوضاع في المنطقة" مؤكّداً أنّ العدوان الأميركي "الغادر يرقى إلى أساليب العصابات الإجرامية". كما أكّد المصدر أنّ الولايات المتحدة "تتحمّل مسؤولية عدم الاستقرار التي يشهدها العراق في سياق سياساتها الرامية إلى خلق التوترات في دول المنطقة للهيمنة عليها" من جهة، ولـ "تمكين الكيان الصهيوني الغاصب من بسط سيطرته على المنطقة من جهة أخرى".

في السياق نفسه أعربت سوريا عن ثقتها بأنّ العدوان الأميركي "الجبان" لن يؤدي "إلّا إلى المزيد من الإصرار والعزيمة على الاستمرار في مقاومة أيّ تدخل أمريكي بشؤون دول المنطقة والدفاع عن مصالحها الوطنية في وجه سلوك العربدة"، باعتبار أنّ سياسة الولايات المتحدة "تشكّل تهديداً جديّاً للأمن والسلم في المنطقة والعالم أجمع". كذلك شدّدت سوريا على "تعاطفها وتضامنها الكامل مع العراق الشقيق والجمهورية الإسلامية الإيرانية".

من جهته أصدر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، بياناً نعى فيه قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني، الجنرال قاسم سليماني مؤكداً أن "القتلة الأميركيين لن يستطيعوا إن شاء الله أن يحققوا أياً من أهدافهم بجريمتهم الكبيرة هذه". وأضاف السيد نصر الله "ستتحقق كل أهداف الحاج قاسم بفعل عظمة روحه ودمه وعلى أيدي إخوانه وأبنائه وتلامذته المقاومين والمجاهدين من كل شعوب أمتنا التي ترفض الذل والخضوع للمستكبرين والمستبدين".

وتابع السيد نصرالله في بيانه "هنيئاً له الشهادة، أنا أغبطه على هذه الشهادة العظيمة وعلى هذه العاقبة الحسنة"، مضيفاً "أما نحن الذين بقينا بعده فسنكمل طريقه وسنعمل في الليل والنهار لنحقق أهدافه، وسنحمل رايته في كل الساحات والميادين والجبهات، وستتعاظم انتصارات محور المقاومة ببركة دمائه الزكية كما كبرت بحضوره الدائم وجهاده الدؤوب، كما أن القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم".

ووصف السيد نصر الله سليماني بـ"سيد شهداء محور المقاومة"، مقدماً التعازي للسيد خامنئي وللمسؤولين الإيرانية والشعب الإيراني، وبالخصوص "عائلة الحاج قاسم الشريفة والمجاهدة فرداً فرداً" وختم أمين عام حزب الله بالقول "المجد والعزة والرفعة وعلو الدرجات للقائد العظيم الشهيد الحاج قاسم سليماني ولجميع المجاهدين الأعزاء الذين استشهدوا معه لا سيما الأخ القائد الكبير الشهيد أبو مهدي المهندس..".

"حركة أمل" تقدمت بدورها من الشعبين العراقي والإيراني والمرجعيات والقيادات السياسية وعوائل الشهداء بالتعازي باستشهاد اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. وشددت "أمل" في بيان على فشل المشروع الهادف إلى استغلال دماء الشهداء في فك الطوق عن عنق ترامب والفاشلين في الانتخابات الإسرائيلية القادمة. وقالت "طريق القدس كانت وستبقى لبّ الصراع في مواجهة الصهيونية التي تعمل لتكون قائدة على حساب حقوق ومصالح شعوب الاقليم".

من حهتها اعتبرت حركة "الشعب" اللبنانية أن "الجريمة النكراء التي نفذها الحلف الأميركي - الصهيوني، لم تكن موجهة ضد إيران وحدها ولكنها موجهة ضد جميع قوى التحرر الوطني في منطقتنا، خصوصًا في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان". ورأى رئيس الحركة نجاح واكيم في بيان أن "الرد على هذه الجريمة باستهداف مدبريها ومنفذيها هو مسؤولية جميع هذه القوى، من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا والعراق".

وقال إن "إقدام الإدارة الأميركية ومعها حليفها الصهيوني على تنفيذ هذه الجريمة يشكل بداية فصل جديد من التصعيد العسكري"، مشيراً إلى أن هذا الأمر "يضع المنطقة كلها على حافة حرب إقليمية تهدد السلام العالمي برمته" وتابع: "سليماني لم يقيّد كفاحه في حدود دولة بعينها، حتى ولو كانت الدولة التي ينتمي إليها ويحمل جنسيتها، ولكنه جعل كفاحه في خدمة قضية التحرر على مدى هذا العالم، ما جعل منه أيقونة تتطلع إليها جميع الشعوب التي تناضل من أجل الحرية".

العميد إسماعيل قاآني قائداً جديداً لقوة القدس... من هو؟
أصدر المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، قراراً بتعيين العميد إسماعيل قاآني قائداً لفيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية، خلفاً للشهيد القائد قاسم سليماني. وورد في برقية وجهها السيد خامنئي، اليوم الجمعة، إنه "إثر استشهاد القائد المفخرة الحاج قاسم سليماني رضوان الله علیه أحيل منصب قيادة قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية إلى القائد العميد إسماعيل قاآني.

وأضاف يعد قاآني من أبرز قادة حرس الثورة في مرحلة الدفاع المقدس (حرب السنوات الثمانية التي شنها النظام العراقي السابق على إيران في عقد الثمانينات) وكان إلى جانب القائد الشهيد في المنطقة.

من هو إسماعيل قاآني؟

الجنرال قاآني يعتبر الرجل الثاني بعد سليماني في حرس الثورة وتميز بتصريحاته الداعمة للمقاومة لاسيما في سوريا ولبنان وفلسطين. العميد قاآني من مواليد محافظة خراسان شمال إيران، وكان نائباً لسليماني في قوة القدس وبالإضافة إلى بروزه في حرب ال 8 سنوات في ثمانينات القرن الماضي، فقد كان له دور كبير في الحرب ضد داعش في سوريا بعد 2011م وتصفه وسائل إعلام عديدة بأنه الرجل الصلب الذي لا يختلف كثيرًا عن الجنرال سليماني وله من الخبرة الكافية بشأن التعامل مع جبهات القتال المختلفة.

من هو "سيد شهداء محور المقاومة" قاسم سليماني :

▪ولد قاسم سليماني في 11 آذار 1957 ببلدة رابور في محافظة كرمان الإيرانية لأسرة تعمل في الفلاحة .

▪التحق بالحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980م وشارك في الحرب العراقية الإيرانية قائداً لفيلق "41 ثأر الله" وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحداً من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود .

▪في تسعينيات القرن الماضي عمل قائداً للحرس الثوري في محافظة كرمان على الحدود مع أفغانستان وساعدته خبرته العسكرية على الحد من تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران .

▪في سنة 1998 عين قائداً لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفاً لأحمد وحيدي .

▪كان سليماني أحد المرشحين بقوة لخلافة يحيى رحيم صفوي في قيادة الحرس الثوري عند تخليه عن المنصب عام 2007 .

▪في 2011 قام مرشد الثورة علي خامنئي بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري ويطلق السيد علي خامنئي على سليماني لقب "الشهيد الحي".

▪أوكله مرشد الثورة علي خامنئي ملف العلاقات في عدة دول، منها لبنان والعراق وأفغانستان .

▪في مطلع شهر تشرين الثاني من العام الماضي أعلن رئيس استخبارات حرس الثورة الإسلامية في إيران حجة الإسلام حسين طائب إفشال مخطط إقليمي لاغتيال قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" واعتقال فريق الاغتيال .

▪في 2 كانون الثاني 2020 أعلن التلفزيون العراقي استشهاده مع نائب رئيس الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" باستهداف لسيارتهما على طريق مطار بغداد الدولي .

 

المزيد في هذا القسم:

No More Articles