المرصاد نت
تظهر الصور التي تداولتها بعض الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي،لانتقام مليشيا الإخوان،من جنود الجيش التركي البسطاء،
مدى بشاعة التفكير،الذي أضحت عليه الجماعة،التي تشبعت بالغل والحقد،و تناست معالم الرحمة والعفو عند المقدرة التي يحث عليها ديننا الحنيف. وتدرك من خلال مشاهدة الصور،مباشرة أن هدف الانقلاب الحقيقي،هو تدمير روح الجيش التركي،سليل الجيش الذي فتح أوروبا. وقد وقع آلاف المتابعين،والمحللين،في رأيي الخاص ضحية للمؤامرة،أو المصيدة التي نصبها أردوغان بذكاء بالغ،حيث فبرك انقلابا عسكريا،ثم بدأ في حملة القمع الوحشية غير المسبوقة فعزل من المناصب أكثر من 20الف،ومنع من السفر أكثر من مليون،وإلغاء العطل لأرقام مضاعفة،ناهيك عن السجن و الاعتقال لأكثر من 10آلاف عسكري ومدني.
من الناحية الأمنية،لا يبدو الانقلاب العسكري ممكنا، بسبب أن تركيا كلها كانت في حالة تأهب أمني،بسبب التهديد بعمليات إرهابية،وأي خبير أمني واو عسكري يمكنه بسهولة،أن يؤكد أن التحضير للانقلاب،يجب أن يتم في هدوء شديد،إلا أن أردوغان سجل هدفا حاسما عندما صدق العالم كله تقريبا،أن انقلابا يجري في تركيا لم يتساءل أحد لماذا لم ينقلب الجيش،أثناء فض قوات الأمن الموالية لـ أردوغان،لاعتصام ساحة تحسين،ثم لماذا لم ينقلب الجيش،عندما تراجعت نتائج حزب العدالة والتنمية،في الانتخابات التشريعية،التي انقلب عليها أردوغان ووزيره الأول أوغلو.
في قاعات التحرير،في القنوات التي غرقت في الدم السوري واليمني العربي،باتت المهنية لأول مرة سيدة الموقف،قناة الجزيرة القطرية التي أشعلت النار،في ليبيا وساهمت بشكل مباشر،في تدميرها بالتلفيق والكذب، تقول ” محاولة انقلاب يجري التصدي لها “،وتتأكد مليون مرة قبل نقل أي خبر، يساند الانقلابيين،نفس الأمر بالنسبة للعربية،نفس القناتين نقلتا قبل 5سنوات ونصف،أكثر من 10 مرات أنباء كاذبة تماما،حول فرار القذافي من ليبيا إلي فينزويلا،وآلاف الأخبار الكاذبة أغرقت سوريا في بحر من الدماء وأخرى تستهدف اليمن وكلها تلفيقات وشائعات سرعان ما يظهر الافتراء وتنكشف الحقيقة.
وفجأة تحول ضحايا القمع الوحشي،للأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي،من الإسلاميين والإخوان المسلمين،إلى أشخاص يمارسون التشفي،والشماتة في حق جنود عسكريين بسطاء،من الجيش التركي،أما في تركيا ذاتها فقد أثبت الرئيس التركي،أردوغان أنه يعاني من حالة متقدمة،من مرض حب الانتقام والتشفي،و السادية،الرجل سمح لميليشياته،بممارسة أبشع أنواع التنكيل،في حق جنود بسطاء وعسكريين،كانوا أرحم بكثير من مليشيا الإخوان،لقد كانوا قادرين على قتل عشرات الآلاف بأسلحتهم.
والخلاصة أن،تركيا الدولة الإسلامية،تعرض جيشها للإهانة على يد شريحة من الشعب،والشرطة ستجعله في سبات عميق،لسنوات ان لم يدخل مرحلة التمزق والتشتت،بعد الإذلال،كما شتت الجيش الليبي،وينهك الجيش المصري،وحل من قبل الجيش العراقي،ويورط الجيش اليمني في معارك ضد اليمنيين والمرتزقة،و يستهدف الجيش السوري،وكل هذا باسم الدين وحماية للإخوان،والإسلام كما يدعون،والبعض يدعي أن الملائكة تقاتل أيضا في المعارك،فماذا يراد بجيوش الدول الإسلامية هل تنتهي العملية عند تركيا؟، أم أن في الأجندة جيوش أخرى على القائمة.
*اعلامي جزائري
المزيد في هذا القسم:
- في نعي الأمم المتحدة ! بقلم : حنان محمد السعيد المرصاد نت أثار القرار الغريب الذي اتخذته الأمم المتحدة بالتراجع عن إدراج التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن ضمن القائمة السوداء للدول والجماعات التي ت...
- صوت قراح!! التقت رصاصتان في سماء صنعاء فصافحت إحداهما الأخرى وقالت : جئت من عرس كنت ساكنة وسط رشاش وأطلقوني اليوم .. وأنت منين ؟ـ أنا من آلي واحد اختلط عليه القات فقام ي...
- المشروع التكفيري مشروع حرب بالوكالة! بقلم : محمد فايع المرصاد نت الحرب بالوكالة" هي حرب بين طرفين أو أكثر يتم تقديم الدعم والمعونة الى أحد اطرافها من قبل رعاة وحماة أجانب بغية تحقيق مصالح اولئك الرعاة والحماة الا...
- تعز وميدي أوهام العدوان وموقف الجيش واللجان! بقلم: زيد البعوه المرصاد نت يظن العدوان ومرتزقته ان باستطاعتهم استغلال اتفاق مسقط والسيطرة على تعز وميدي ليكونوا بذلك قد تمكنوا من بسط نفوذهم وتواجدهم في سواحل ميدي وقبل ذلك عل...
- 6 سبتمبر هدنة أسواء من حرب ! المرصاد نت المقابلة التي نشرت بالأمس في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مع السيد جريفيث المبعوث الأممي في اليمن حملت الكثير من التفاصيل حول خطة المبعوث الدولي للم...
- هل هذا يُعقل ؟ بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت مَثّل الشعب اليمني كمثل ذلك الذي يجد نفسه امام الأمواج في بحر عاصف ثم يرى قرشاً ضخماً قادم فاتحاً شدقيه على آخرهما ومُكشر عن انيابه الضخمة، فبدلاً ...
- خطوة في الاتجاه الصحيح ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت ونحن نعيش اجواء العدوان الغاشم، والحصار الخانق، والاستهداف المباشر لشعبنا العظيم.. وما يطالعنا به وفد الرياض من جديد التعطيل، والتعليق، على طاول...
- متعهدي كلفوت يتحدون مجلس الأمن الدولي يبدو ان مجلس الأمن الدولي قد وقع في تباين عجيب وغريب إزاء الوضع المرتبك والمعقد في اليمن بما يتناقض مع المعطى السياسي الشامل في التوجه الجديد لمنطقة الجزيرة ا...
- هل اعتراف بان كي مون رساله مبطنه للشعب اليمني ؟ بقلم : زيد البعوه المرصاد نت عندما يستسلم الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ويقف عاجزاً لا يقدر على شيء امام رغبات وضغوط السعودية ومن ورائها امريكا والكيان الصهيوني فهذا ...
- المنطقة " أ " .. ودلَّال التفكيك ! بقلم :علي احمد جاحز المرصاد نت منذ مشاورات الكويت لا تنفك جزئية الانسحاب من المنطقة " أ " تطرح كمطلب اساسي من قبل طرف العدوان وممثليه على الطاولة وايضا من قبل المبعوث الدول...